اليتيمة الصغيرة. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اليتيمة الصغيرة.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-12-24, 14:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابراهيم101
عضو جديد
 
الصورة الرمزية ابراهيم101
 

 

 
إحصائية العضو










New1 اليتيمة الصغيرة.

اليتيمة الصغيرة
أماه ما إن فتحت عيني على هذا الوجود الرحب حتى عرفتك كيانا أجد فيه حضنا دافئا وحبا وديعا، وأنسا كريما ، وغذاء وفيرا ، وقلبا حنونا.
كنت أرى كثيرا من الأشياء حولي ،أرى أمهات كثيرات ، ولكنك تتميزين عنهن تميز الألوان، وعندما أبكي تتحرك أوتار الحب لديك ، فتعزف حنانا ومودة ورحمة.
كنت ضعيفة أحتمي بك من كل مكروه يصيبني، أحتمي بصوتك الرنان ولسانك الحنان الذي لا يدخر جهدا في إطلاق عبارات الود والدلال ، كان يغمرني فينقشع الغيض من صدري انقشاع الضباب من على وجه الأرض.
هكذا كنت أراك وهكذا صورك الله في مخيلتي، حتى اقتنعت أنك الوجود الرحب، وأنك الأمل ، وأنك الحياة.
وكلماَََ كبرت كبرت معي صورتك، وعظم عندي مقامك ، وغمرتني إرشاداتك ودروسك التي كنت أتلقاها منك لقد علمتني كيف أكون وكيف لا أكون، لقد طبع الله على قلبي كلمة تهتز لها الأعماق وتبذر في مهجتي العزة والأشواق، إنها كلمة'' أمي'' حرمتني منها الأيام بعدما اشتد تعلقي بك، اشتدادا لا يوصف ولا يقدر، حتى صرت أراك في منامي وفي يقظتي أراك ماثلة أمامي في حجرة الدرس ، أراك عندما أغمض عيني ، فسبحان الذي بذر في نفوس العباد وغير العباد هذه العلاقة الوطيدة بين الأمهات والأبناء، أراك وجودا ملازما صادقا ومفضلا.
لقد نزل نبأ وفاتك على قلبي نزول الصاعقة ، وحينها شعرت بدوار مفاجئ قد غمرني وأفقدني وعيي ساعات طوال ما أصعب هذه المفاجأة وما أشدها حتى تمنيت لو كنت مجنونة حتى لا أعقل مثل هذه الأنباء القاتله التي تصيب أعماق الانسان فتحرق أكبادها وتلهب أعماقها، ولما أفقت وجدت المنزل قد غص بالنسوة يذرفن دموع الحسرة والأسى على هذا المصاب الجلل .
أيتها الأم الحنون ، بأي دمع أبكيك إن قلبي يتفتت ويتألم ، أطلقت العنان للدموع حتى أشفي غيضي وأريح حنقي من هذه المصيبة التي حلت بي وبإخوتي وضاقت بي الأرض بما رحبت ، وصرت كالعصفورة التي تهاوت تحت ضربات البرد في يوم ممطر.
أماه لقد اختطفك الموت مني اختطافا ولم يمهلني حتى ارتوي من حنانك وودك، لقد طار قلبي وراءك وطارعقلي وأفقدني صوابي، وهل الدموع كافية كي أنساك لا أظن ذلك صحيحا لأن صورتك المتكاملة مغروسة في كياني سوف تبقى بين عيني تلازمني حتى الموت ، وكلما أذكرك يهزني إحساس دافق بمدى تأثري لفقدانك، أيتها الأم الغاليه وداعا وداعاإلى أن يجمعنا الله يوما إن شاء في جنة الخالدين ، وهنالك سأراك وسوف أمعن فيك النظر حتى أشفي غليلي وسأتمتع برؤيتك ،وهنالك أنسى الدنيا ولوعة الفراق وداعا ياأمي وداعا وداعا أيتها الغاليه.
الأستاذ : الشاعر والكاتب بوتمجت ابراهيم.








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
اليتيمة, الصغيرة.


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc