ككــــل فتاة أحلم يوما بالاستقرار
لكن خطوبتي أضحت بالنسبة لي أصعب قرار
شبان تقدموا و يتقدمون و لم أوفق بعد في الاختيار
في يوم جاءتني أمي مبتسمة ... أتعلمين بنيتي آخر الأخبار ؟؟
رمضان شهر الرحمة و الغفران سينقضي وفيه بشرى و خبر سار
عجّلي أماه فقد اشتاق القلب للفرحة وأنا لا أقوى على الانتظار
اليوم تقدم لخطبتك فلان وهو من الشبان الأخيار
عائلته طيبة ... متخلق ... و لا يهوى مخالطة الصغار
والدك ينتظر ردك و لا مجال هذه المرة من الفـِـرار
لكِ كل الوقت في التفكير وتريثي في اتخاذ القرار
آسفة أماه لنزع فرحتك فدقيقة تكفي للرد و ما الداعي للانتظار
بالنسبة لي هو أخ و ليس أكثر من جار
لا أعيب فيه شيئا و ألف فتاة تتمناه إلا أنا وهذا آخر قرار
أجابتني أمي بكل غضب و إصرار :
لم أحاسبك يوما ... و ثقت في ردك واختيارك وقبلت منك كل قرار
وقفتُ إلى جانبك و أخبرت والدك أنها حياتك الخاصة و من حقك الاختيار
أما الآن ... فلا ... و ألف لا ... لقد تماديت في العناد و الإصرار
أجيبيني الآن دون فِــــرار
ما عيب فلان رفضته و هو شاب متخلق ومن تجار المدينة الكبار
و قلتِ يغش في تجارته ... و يخالط جماعة من الأشرار
لا بأس ... و فلان رفضته و هو مثقف ويرغب في إكمال نصف دينه و الاستقرار
و قلتِ مثقف أجل ... لكنه لا يتقـــــن فن الحوار
و فلان رفضته وهو يصلي ... و يعمل بجد ليل نهار
وقلت أخلاق عائلته لا تناسبني .. وأخاف على أسرتي الدمار
و على أولادي الانحراف و الانهيار
و فلان رفضته وهو يحبك ... و أوشك بصدك له على الانتحار
و قلت لا يناسبني .. ضعيف الشخصية وأمام أول مشكلة سينهار
و ماعيب فلان ... إنسان واعي ... مسؤول ... من العمل إلى الدار
و قلتِ كتوم جدا ... صامت و يهوى الغوص وحده في الأسرار
و فلان رجل عاقل ... طيب و قلتِ جزائري مغترب و أنا لا أحب الإبحار
و فلان ... غني ومرح ... و قلتِ أنه مستهتر ... غير مسؤول ... يعشق الأسفار
وفلان ... و فلان ... و فلان و غيرهم فقد سئمت يا بُنيّتي التكرار
أجبت بكل حرقة والدموع على خدي تنهار :
آسفة أماه ... و الله القلب قد احتار
لا أريد مالا .. ولا سيارات ولا مباني و لا رجلا من أكبر التجار
أريد إنسانا متدينا, خلوقا, ملتزما يقدر الحياة الزوجية و الاستقرار
أريد رجلا إن أحبني أكرمني ... و إن كرهني لم يظلمني و يحفظ الأسرار
قويا ... شجاعا ... لا يهاب الأخطار
يغمرني بحبه باستمرار وعطاؤه مِدرار
حنونا ... عطوفا ... طيبا أعيش معه ببساطة دون مرار
يحترمني ... يقدرني ... و يتقبل أسلوب الحوار
متفهم ... مسؤول ... و يساعدني في تربية أولادي الصغار
أعيش معه دنياي ... و أعمل معه لآخرتي ... ونسعى معا لجنة الفردوس الأعلى دار القرار
أطيعه ... فيكرمني ... فربما نضمن بذلك الجنة ونكتب في زمرة الأبرار
أكمل نقائصه ... ويكمل نقائصي ... باستمرار
نتّبع كتاب الله وسنة نبينا الكريم فربما يكون عليه الصلاة والسلام لنا خير جار
أفهمت الآن أماه لماذا صعب علي القرار ؟؟؟؟
ليس كما قلت عني متكبرة و أحب الاحتقار
و إنما أفكر بعقل سليم و لآ أرضى لحياتي الدمار