اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmed65
لماذا نساعد على الغش من اجل تدمير ابناءنا الانخاف الله
|
يبدو أن عدوى ظاهرة الغش في حياتنا اليومية قد انتقلت بأثرها السلبي على اطفالنا حيث لانجد وسيلة للمعيشة إلا وفيها انعكاس خطير للغش نتيجة تركيزنا المتزايد على الدنيا وزينتها واهمالنا للمثل النبيلة لعاداتنا وتقاليدنا ناهيك عن ابتعادنا عن تطبيق الشريعة الاسلامية الحقة وتحذيراتها الصريحة من الغش والنفاق والكذب والرياء والخداع والتزوير، وكلها أمور تختص بتربية الابناء وتنشئتهم الاجتماعية بين البيت والمدرسة، ولعلهم سرعان مايتأثرون بالسلوكيات اليومية لأفراد الأسرة فإن كانت طيبة تأتي النتائج طيبة وان كانت خبيثة تأتي النتيجة بالمثل..
ومن هذه الزاوية أصبح الغش خطراً يهدد الوطن بكارثة والجيل بخسارة فادحة اذا لم نتدارك اصلاح الاعوجاج بسرعة ونصحح مسار حياتنا بروح المسؤولية، ولعل اكبر شاهد على ذلك ماحدث تحت قبة البرلمان من سجال ونقاش صريح حول الفساد مستشعرين بخطورة هذه الجرثومة التي تناول أبعادها كل من وجهة نظره ولافرق اذا اختلفت الوسائل والأساليب لكن الغاية واضحة والهدف صريح هو التخلص من الفساد..!!
فماذا أعدينا في برنامجنا الحكومي الجديد من اجراءات وخطوات لمكافحة هذا السرطان وتحريم الرشوة والتحرر من العبث بالمال العام ..؟ الاجابة خلال ثلاثة شهور..!! هذا درس يحفظه الأبناء ويتناقله الآباء لموجهة تحديات المستقبل بإرادة صلبة تحد من الاطماع الذاتية في الكسب السريع بدون شرعية وعلى حساب حقوق الامة.. وأن في تلك الرؤية لاجتثاث الفساد من جذوره تعبير واضح لتقيم أوضاعنا الخاطئة واصلاح ذات البين وغرس القيم النبيلة ومفاهيم احترام حقوق الآخرين في نفوس اجيالنا حتى لايقعوا فريسة الغش باتخاذهم التزوير وسيلة للنجاح في الامتحان والفوز بشهادة مزيفة يوم لاينفع الندم معها، والحقيقة هي سلاح المعرفة وليست شهادة ورقية لتحقيق الحلم في الوظيفة بدون مقومات الاستفادة العلمية للخوض في معركة التنافس الابداعي المتجدد.
الغش ياأصدقاء آفة خطيرة انتقلت عدواها للأبناء بشراسة وضاعت في دهاليزها مقومات التفوق والابتكار المنشود للشباب خصوصاً في ظل استخداماتنا الخاطئة لوسائط التكنولوجيا متعددة الاغراض مما جعل عدداً كبيراً من الابناء يتسلحون «بالبرشام» في الامتحان وهم يعلمون بأنه من غشنا ليس منا، وهي عبارة يرددها الصغار والكبار في المدرسة ويكتبها المعلمون بالخط العريض على سبورة الفصل عند كل امتحان..!!
ولقد كنا نعلم في الماضي بأن الطالب الذي يكتشفه المعلم متلبساً بالغش يسود وجهة وترتعد فرائصه ويتمنى لو أن الارض تنشق وتبتلعه قبل أن ينتشر خبره لزملائه في المدرسة، فمنهم من كان ينجو من الغش في القاعة باعجوبه ومنهم من كان يشيع خبره ويقلع تماماً عن هذه الظاهرة ويكرس جل وقته في المذاكرة والتزود بالعلم والمعرفة ولايهتم بالحفظ عن ظهر قلب كما يريد البعض، المهم أن الفكرة واضحة والسؤال لايحتمل اكثر من جواب مهما اختلف المعنى والنجاح في النهاية مشفوع بشهادة لاتسمن ولاتغني اذالم تكن الفائدة تجذرت في حياة الانسان العملية أولاً واخيراً..
الحقيقة أنني فزعت من الغش الذي يسير عليه الابناء اليوم نظراً لتوفر آلات التصوير واجهزة الحاسوب وشبكة الانترنيت والتليفونات المحمولة ولكل طريقته حيث شاهدت بعض الطلاب هواة الغش يقوم بتصوير «البراشيم» بدون رقيب والآلات فرصتها تشتغل ويرتفع الدخل هذه الايام ثم يضيع الوقت عليهم بين اللعب ووسائل الترفيه الاخرى والبحث في اساليب مبتكرة للغش غير الكتاب وأخشى على اولادنا الكبار من هذا التطور الخطير لاسلوب الغش ليتجاوز حدود المعرفة بالبراشيم التقليدية الى تزييف للحقائق بعقليات منحرفة.. فلابد من اجراءات صارمة نؤكدها مراراً خوفاً على مستقبل الوطن والمواطن ليس إلا مادام هناك من الأفراد من يطوعون المعرفة العلمية بالاتجاه المعاكس ولاسيما أبناء الذوات والميسورين الذين يعيثون في الامتحانات فساداً حيث وصل الأمر في سنوات سابقة الى استخدام السلاح في تهديد الملاحظين والغش بالقوة..
إضافة الى أن بعض القاعات الامتحانية تقوم بجمع مبالغ يومية من الطلاب يتولاها المهملون في الدراسة لتقديمها رشوة على قهوة الصباح للمشرف أو الملاحظ من اجل عيون الغش في الامتحان..
وهناك غش مبطن يصل الى درجة استئجار بعض ضعفاء النفوس لتخصيص غرفة فردية ليقوم شخص متخصص بالاجابة على اوراق الامتحان لمن يدفع اكثر أو صاحب الجاه والسلطان الأوفر حظاً.. كلها وسائل وطرق تؤدي في النهاية الى تخريب العملية التعليمية وتدمير الانسان لنفسه ولاتوجد متابعة من الاسرة للأبناء منذ البداية في دخول المدرسة وإلا ماحدث مثل هذا سنوياً..
فهل يستيقظ الضمير الانساني من غفوته ويتعاون الجميع للحيلولة دون اتساع رقعة الغش في الامتحان مستقبلاً..؟
وماذا أعددنا لامتحان الثانوية على طريق تجاوز بعض المتاعب في طابور الغش الطويل..؟؟؟