![]() |
|
قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() صور من المجتمع العربي كانت في العرب أوساط متنوعة ٬ تختلف أحوال بعضها عن بعض ٬ فكانت علاقة الرجل مع أهله في الأشراف على درجة كبيرة من الرقي والتقدم ٬ و كان لها من حرية إلٳرادة ونفاذ القول القسط الأوفر ٬ و كانت محترمة مصونة تسل دونها السيوف ٬ و تراق الدماء ٬ و كان الرجل إذا أراد أن يمتدح بما له في نظر المقام السامي من الكرم والشجاعة لم يكن يخاطب في أكثر أوقاته ٳلا المرأة ٬ و ربما كانت المرأة ٳذا شاءت جمعت القبائل للسلام ٬ و ٳن شاءت أشعلت بينهم نار الحرب و القتال ٬ و مع هذا كله فقد كان الرجل يعتبر بلا نازع رئيس الأسرة ٬ و صاحب الكلمة فيها ٬ و كان ارتباط الرجل بالمرأة بعقد الزواج تحت إشراف أوليائها و لم يكن من حقها أن تفتات عليهم . بينما هذه حال الأشراف ٬ كان هناك في الأوساط الأخرى أنواع من الاختلاط بين الرجل و المرأة ٬ لا نستطيع أن نعبر عنه ٳلا بالدعارة و المجون و السفاح والفاحشة ٬ روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء : فكان منها نكاح الناس اليوم ٬ يخطب الرجل ٳلى الرجل و ليته فيصدقها ثم ينكحها ٬ و نكاح آخر : كان الرجل يقول لامرأته ٳذا طهرت من طمثها أرسلي ٳى فلان فاستبضعي منه ٬ و يعتزلها زوجها و لا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه ٬ فٳذا تبين حملها أصابها زوجها ٳن أحب ٬ و ٳنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد ٬ فكان هذا النكاح يسمى نكاح الاستبضاع ٬ و نكاح آخر : يجتمع الرهط دون العشرة . فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فٳذا حملت ٬ و وضعت ومرت ليال بعد أن تضع حملها أرسلت ٳليهم ٬ فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها ٬ فتقول لهم : قد عرفتم الذي كان من أمركم و قد ولدت ٬ وهو ابنك يا فلان ٬ فتسمي من أحبت منهم باسمه فيلحق به ولدها و نكاح رابع : يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها . و هن البغايا ٬ كن ينصبن على أبوابهن رايات ٬ تكن علما لمن أرادهن دخل عليهن ٬ فٳذا حملت فوضعت حملها جمعوا لها ٬ و دعوا لهم القافة ٬ ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاطه و دعي ابنه ٬ و لا يمتنع من ذلك ٬ فلما بعث الله محمد صلى الله عليه و سلم هدم النكاح أهل الجاهلية كله إلا نكاح الإسلام اليوم . و كانت عندهم اجتماعات بين الرجل و المرأة تعقدها شفار السيوف ٬ و أسنة الرماح ٬ فكان المتغلب في حروب القبائل يسبي نساء المقهور فيستحلها و لكن الأولاد الذين تكون هذه أمهم يلحقهم العار مدة حياتهم . و كان من المعروف من أهل الجاهلية أنهم كانوا يعددون بين الزوجات من غير حد معروف ينتهي إليه ٬ و كانوا يجمعون بين الأختين ٬ و كانوا يتزوجون بزوجة آبائهم إذا طلقوها أو ماتوا عنها(سورة النساء٢٣٬٢٢) وكان الطلاق بين الرجال لا إلى حد معين . و كانت فاحشة الزنا سائدة في جميع الأوساط ٬ لا نستطيع أن نخص منها وسطا دون وسط أو صنفا دون صنف ٬ إلا أفرادا من الرجال و النساء ممن كان تعاظم نفوسهم يأبى الوقوع في هذه الرذيلة ٬ و كانت الحرائر أحسن حالا من الإماء و الطامة الكبرى هي الإماء ٬ و يبدو أن الأغلبية الساحقة من أهل الجاهلية لم تكن تحس بعار في الانتساب إلى هذه الفاحشة ٬ روى أبو داود عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قام رجل فقال : يا رسول الله إن فلانا ابني ٬ عاهرت بأمه في الجاهلية ٬ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا دعوة في الإسلام٬ ذهب أمر الجاهلية . الولد للفراش و للعاهر الحجر)) وقصة اختصام سعد بن أبي وقاص و عبد بن زمعة في ابن أمة زمعة _ و هو عبد الرحمن بن زمعة _ معروفة . و كانت علاقة الرجل مع أولاده على أنواع شتى فمنهم من يقول: إنما أولادنــــــــا بيننــــــــــــا أكبــــــادنـــــا تمشي على الأرض و منهم من كان يئد البنات خشية العار والإنفاق، و يقتل الأولاد خشية الفقر و الإملاق (القرآن ٦ــ١٥١. ١٦ــ ٥٨،٥٩. ١٧ـــ ٣١. ٨١ـــ٨)، ولكن لا يمكننا أن نعد هذا من الأخلاق المنتشرة السائدة ، فقد كنوا أشد الناس احتياجا إلى البنين ، ليتقوا بهم العدو . أما معاملة الرجل مع أخيه و أبناء عمه و عشيرته فقد كانت موطدة قوية ، فقد كانوا يحيون للعصبية القبلية ، و يموتون لها . وكانت روح الاجتماع سائدة بين القبيلة الواحدة تزيدها العصبية ، و كان أساس النظام الاجتماعي هو العصبية الجنسية والرحم ، وكانوا يسيرون على لمثل السائر ((أنصر أخاك ظالما أو مظلوما)) على المعنى الحقيقي ، من غير التعديل الذي جاء به الإسلام من أن نصر الظالم كفه عن ظلمه ، إلا أن التنافس في الشرف و السؤدد كثيرا ما كان يفضي إلى الحروب بين القبائل التي كان يجمعها أب واحد ، كما نرى ذلك بين الأوس والخزرج ، و عبس و ذبيان ، و بكر و تغلب و غيرها . أما العلاقة بين القبائل المختلفة فقد كانت مفككة الأوصال تماما ، و كانت أقوامهم متفانية في الحروب . إلا أن الرهبة و الوجل من بعض التقاليد و العادات المشتركة بين الدين والخرافة ربما كان يخفف من حدتها و صرامتها و في بعض الحالات كانت الموالاة و الحلف و التبعية تفضي إلى اجتماع القبائل المتغايرة ، وكانت الأشهر الحرم رحمة وعونا لهم على حياتهم و حصول معايشهم . و قصارى الكلام أن الحلة الاجتماعية كانت في الحضيض من الضعف والعماية فالجهل ضارب أطنابه ، و الخرافات لها جولة وصولة و الناس يعيشون كالأنعام ، و المرأة تباع وتشترى و تعامل كالجمادات أحيانا ، والعلاقة بين الأمة مبتوتة ، وما كان من الحكومات فجل همتها امتلاء الخزائن من رعيتها ، أو جر الحروب على مناوئها . الحالة الاقتصادية : أما الحالة الاقتصادية ، فتبعت الحالة لاجتماعية ، و يتضح ذلك إذا نظرنا في طرق معايشة العرب. فالتجارة كانت أكبر وسيلة للحصول على حوائج الحياة ، و الجولة التجارية لا تتيسر إلا إذا ساد الأمن والسلام ، و كان ذلك مفقودا في جزيرة العرب إلا في الأشهر الحرم ، و هذه هي الشهور الني كانت تعتقد فيها أسواق العرب الشهيرة من عكاظ و ذي المجاز و مجنة و غيرها. و أما الصناعات فكانوا أبعد الأمم عنها ، و معظم الصناعات التي كانت توجد في العرب من الحياكة والدباغة و غيرها كانت من أهل اليمن و الحيرة ، و مشارف الشام ، نعم كانت في داخل الجزيرة الزراعة ، والحرث ، و اقتناء الأنعام ، وكانت نساء العرب كافة يشتغلن بالغزل ، لكن كانت الأمتعة عرضة للحروب ، وكان الفقر والجوع و العرى عاما في المجتمع . الأخلاق : لا ننكر أن أهل الجاهلية كانت فيهم دنايا و رذائل و أمور ينكرها العقل السليم ، و يأباها الوجدان ، و لكن كانت فيهم من الأخلاق الفاضلة المحمودة مايروع الإنسان ، و بفضي به إلى الدهشة والعجب ، فمن تلك الأخلاق : ۱ــ الكرم :وكانوا يتبارون في ذلك و يفتخرون به ، و قد استنفذوا فيه نصف أشعارهم ، بين ممتدح به ومثني على غيره ، كان الر جل يأتيه الضيف في شدة البرد و الجوع ، و ليس عنده من المال إلا ناقة التي هي حياته و حياة أسرته ، فتأخذه هزة الكرم ، فيقوم إليها ، و يذبحها لضيفه ، و من آثار كرمهم أنهم كانوا يتحملون الديانات الهائلة و الحمالات المدهشة ، يكفون بذلك سفك الدماء ، و ضياع الإنسان ، و يمتدحون بها مفتخرين على غيرهم من الرؤساء و السادات . و كان من نتائج كرمهم أنهم كانوا يمتدحون بشرب الخمور ، لا لأنها مفخرة في ذاتها ، بل لأنها سبيل من سبل الكرم ، و مما سهل السرف على النفس ، و لأجل ذلك كانوا يسمون شجر العنب بالكرم ، و خمره ببنت الكرم و ﺇذا نظرت الى دواوين أشعار الجاهلية تجد ذلك بابا من أبواب المديح والفخر ، يقول عنترة بن شداد العبسي في معلقته : و لـقد شربـت من المدامـة بعدمــــا ركد الجواهر بالمشــــوف المعلم بزجاجة صفـــــــراء ذات أســــــرة فرنت بـــأزهر بـــالشمال مفــــدم فـﺇذا شربــــت فـــﺇ نني مستهلـــــك مــالي ، و عرضي وافـــر لم يكلم وﺇذا صحــوت فــما أقصر عن نذى و كــما علمــت شمائلي و تكرمي و من نتائج كرمهم اشتغالهم بالميسر ، فـﺇنهم كانوا يرون أنه سبيل من سبل الكرم ، لأنهم كانوا يطعمون المساكين ما ربحوه ، أو ما كان يفضل عن سهام الرابحين ، و لذلك ترى القرآن لا ينكر نفع الخمر و الميسر و ﺇنما يقول :}و ﺇثمهما أكبر من نفعهما{ [۲:۲۱۹] . ۲ــ و من تلك الأخلاق الوفاء بالعهد ، فقد كان العهد عندهم دينا يتمسكون به ، و ستهينون في سبيله قتل أولادهم ، و تخريب ديارهم ، و تكفي في معرفة ذلك قصة هانئ بن مسعود الشيباني ، والسمو أل بن عاديا ، و حاجب بن زرارة التميمي . ۳ــ و منها عزة النفس و ﺇباء عن قبول الخسف و الضيم ، و كان من نتائج هذا فرط الشجاعة ، و شدة الغيرة، وسرعة الانفعال ، فكانوا لا يسمعون كلمة يشمون منها رائحة الذل و الهوان ﺇلا قاموا ﺇلى السيف و السنان ، و أثاروا الحروب العدوان ، و كانوا لا يبالون بتضحية أنفسهم في هذا السبيل . ٤ــ و منها المضي في العزائم ، فـﺈذا عزموا على شيء يرون فيه المجد ، و الافتخار لا يصرفهم عنه صارف، بل كانوا يخاطرون بأنفسهم في سبيله . ۵ــ و منها الحلم ،و الأناة ، و التؤدة ، كانوا يمتدحون بها ﺇلا أنها كانت فيهم عزيزة الوجود ، لفرط شجاعتهم و سرعة ﺇقدامهم على القتال . ٦ــ و منها السذاجة البدوية ، و عدم التلوث بملوثات الحضارة ، و مكائدها ، وكان من نتائجه الصدق والأمانة، والنفور عن الخداع و الغدر . نرى أن هذه الأخلاق الثمينة ــ مع ما كان لجزيرة العرب من الموقع الجغرافي بالنسبة ﺇلى العالم ــ كانت سببا في اختيارهم لحمل عبء الرسالة العامة ، و قيادة الأمة اﻹنسانية و المجتمع البشري ؛لأن هذه الأخلاق و ﺇن كان بعضها يفضي ﺇلى الشر ، و يجلب الحوادث المؤلمة ، ﺇلا أنها كانت في نفسها أخلاق ثمينة ، تدر المنافع العامة للمجتمع البشري بعد شيء من اﻹصلاح ، و هذا الذي فعله اﻹسلام . و لعل أغلى ما عندهم من هذه الأخلاق و أعظمها نفعا بعد الوفاء بالعهد هو عزة النفس و المضي في العزائم، ﺇذا لا يمكن قمع الشر و الفساد ، و ﺇقامة نظام العدل و الخير؛ ﺇلا بهذه القوة القاهرة ، وبهذا العزم الصميم . و لهم أخلاق فاضلة أخرى دون هذه التي ذكرناها و ليس قصدنا استقصاءها . أتمنا ان تنال اعجابكم و تسد حاجتكم
![]()
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() ![]() |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() شكرا أخيا على المشاركة |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() شكرا على مروركم الفضيل أتمنا أن يكون من صالح أعمالنا |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() شكرا على مروركم الفضيل دمتم من خيرت أبناء الأمة |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() بارك رالله فيك أختي kawthar-Star |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المجتمع, العربي, صورة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc