شهر القران أم شهر الدومين

[trok]

بسم الله الرحمن الرحيم

اما بعد

في الوقت الذي انشغل فيه المسلم العاقل بطاعة ربه وتلاوة القران نجد بعضهم ممن سفهت احلامهم وغفلت قلوبهم وزهدت نفوسهم عن هذا الخير الكثير قد صرفوا الى الملهيات وتفننوا في اضاعة الاوقات و أكثر ماشد انتباهي رمضاننا هذا " ظاهرة الدومين " كما يسمونها فتجدهم جماعات جماعات قد تعالت أصواتهم بالسب والشتم تارة والصراخ ونكير الصوت تارة اخرى وان انكر الاصوات لصوت الحمير لو كانوا يعلمون ثم قد زين لهم الشيطان تلكم المجالس بالغناء والدخان و التفكه بأكل لحوم الإخوان فياعجبا كيف يطيب لهم المقام ومنادي الخير يقول حي على الفلاح حي على الصلاة – نسأل الله لهم الهداية – وهم على هذه الحال قد شغلت أذهانهم وسكرت ابصارهم وقد اقبل من الليل اخره فاذا بمناد اخر يقول الصلاة خير من النوم الصلاة خيرمن النوم فقاموا من مجالسهم وقد انهكهم التعب بعد ليلة عظيمة من ليالي الدومين الى فراشهم ولسان حالهم يقول النوم خير وخير
جاء في فتاوي الشيخ محمد بن إبراهيم بعد ان سئل عن احدى الالعاب الملهية : " بتأمل ما ذكر وجد أن هذه اللعبة من الألعاب الملهية الصادة عن ذكر الله وعن الصلاة في الغالب ، وقد تفضي إلى القمار والوقوع في العداوة والبغضاء ، وإذا كانت على عوض فهي بذلك داخلة في الميسر وعليه لا ينبغي إقرارها ولا تمكينهم من لعبها "


الشيخ عبدالله بن عقيل حفظه الله:


سائل يسأل عن لعب الورقة "الكوتشينة" وما شابهها، مثل الكيرم وغيره، بدون رهان، إنما لمجرد الترفيه عن النفس؟
الإجابة:
اللعب بالورقة ونحوها، كالكيرم، وما شابهه من اللَّهو المكروه، لا بأس به إذا كان لا يشغل عما هو واجب، ولا يصد عن ذكر اللَّه، ولا عن الصلاة، ولا يثير العداوة والبغضاء بين اللاعبين، ولم يكن على عوض، وخلا من أي مفسدة، فإن اقترن بشيء من ذلك فهو حرام. ولكن من عرف حقيقة هذه اللعبة، وسبر أحوال الذين يمارسونها عرف أنها لا تخلو من أكثر هذه الأشياء، أو شيء منها إلا في النادر، والنادر لا حكم له.
والناس الآن في وقت العلم؛ وقت السرعة والتقدم، فالعاقل من يربأ بنفسه عن مثل هذه المسائل، ويشغلها بما هو أنفع لها؛ لأن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، والوقت كالسيف، إن لم تقطعته وإلا قطعك. واللَّه الموفق؛ لا رب غيره ولا إله إلا هو انتهى .
الشيخ ابن باز رحمه الله

ما حكم لعب كل من الورقة والضومنة والكيرم؟

الجواب:أما الأوراق المعروفة التي فيها الصور وتسمى بأسماء متعددة فهذه لا تصلح، وهي تشبه الشطرنج من بعض الوجوه، وفيها من اللهو والصد عن الخير وإشغال النفوس بما قد يضرها ويعوقها عن ما هو أهم كرد السلام، وربما شغلت عن أداة الصلاة في الجماعة ، وربما شغلت عن أمورٍ أخرى مهمة، فالذي يظهر من حالها أنها من آلات اللهو وأنها محرمة



قال الإمام/ ابن قيم الجوزية -رحمه الله-

وكذلك المغالبات التي تلهي بلا منفعة كالنرد والشطرنج وأمثالهما مما يصد عن ذكر الله وعن الصلاة لشدة التهاء النفس بها واشتغال القلب فيها أبدا بالفكر .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-

... والله سبحانه حرم الخمر والميسر والميسر هو القمار لأنه يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ويوقع العداوة والبغضاء والميسر المحرم ليس من شرطه أن يكون فيه عوض بل اللعب بالنرد حرام باتفاق العلماء وأن لم يكن فيه عوض وإن كان فيه خلاف شاذ لا يلتفت إليه وقد قال من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله لأن النرد يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ويوقع العداوة والبغضاء وهذه المغالبات تصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة وتوقع بينهم العداوة والبغضاء أعظم من النرد فإذا كان أكثر الأئمة قد حرم الشطرنج وجعله مالك أعظم من النرد "

وانظروا حفظكم الله بعين التجرد واحكموا على مجالس الدومين بانفسكم فهل فيها ذكر لله تلاوة للقران و بكاء من خشيته تعالى كلا بل سخط ولغط واعراض واهمال للصلوات .

هذا وقد ذكر لنا رسول الله ان من اللعب ماهو باطل لا فائدة منه - وهذا لا يقتضي التحريم عند أكثر أهل العلم - ومنه ما هو نافع قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- :" كل لهو يلهو به الرجل فهو باطل إلا رميه بقوسه وملاعبته زوجته وترويضه فرسه "

فمما نستفيده من الحديث و من فتاوى العلماء ان الدومين في اصله لعبة مباحة اذا خلا منها ما ذكر انفا لكن وحتى ان كانت مباحة فليس هذا وقتها الا اذا أخذت يا عبد الله موثقا من الله انك ستعيش رمضانات عديدة .


اذا كان من الاخوة والاخوات من يستطيع ان يفيدنا أكثر في مسألة اللهو واللعب فليتكرم مشكورا مأجورا وبارك الله فيكم