اليوم تكون قد مرت حوالي ستين سنة منذ إستقلال بلدأصبح مثال في التضحية والشجاعة والكفاح . هذا لأن فلسطين وشهدائها الأبرار أصبحواقدوة كل شخص مظلوم يريد التعبير عن رأيه ويريد إسترجاع حريته.
-وهانحن اليوم أمام اخر مجاهد شهد تلك الثورةالأبية، إنه شيخ طاعن في السن له شعر أبيض كثيف ،يرتدي لباس تقليدي مع وجه مدورو عينين جاحضتين أكل منهما الزمان.
بدأ الحفل بتحدث رئيس المجلس عن أمور لامعني لهاوكأنه هو الذي حرر البلد وإني لا أذكر نظرة الشيخ إليه التي كانت تدل على الحيرةوالشفقة في ان واحد .
بدأ المجاهد الحديث فقال : السلام عليكم -رددناالسلام وكلنا لهفة لما سيرويه-اعلموا أن هذه البلد لم يكن تحررها صدفة أو عبر طريقسهلة فدعوني أحدثكم عن الثورة منذ البداية. فلعل هذا الحديث ستسمعونه لاخر مرة ممنشهد الثورة فأنا أحس بإقتراب الأجل -قال هذا وكلنا لوعة وحسر- بدأ يومنا كأي يومعادي، يوم يحمل الظلم والإستعباد حتى بدأت الأخبار تأتي ممن شاهدوا ذاك الصندوقالغريب-يقصد التلفاز- بأن اليهود والدولة الأميريكية حدث بينهم خلاف بسب إختلافأراء حول السلاح فابتعدت أمريكا عن كل مايصلها باليهود مما سبب نفور الدول جميعهاعنهم، فكأنهم نفروا من جثة كلب عفنة ولقد كانوا كذلك.
كانت هذه فرصتنا المنشودة فبدأنا في الخفاء والسربالتجهيز للثورة فعينا قائدا علينا يدعى أحمد أو كما كنا نسميه الشيخ أحمد. قامالشيخ مع باقي القادة في كل البلاد بتسهيل عملية مرور الأسلحة من مصر الذي قامالشعب المصري بإدخلها بعدما وصلته من كل البلدان العربية لكن لم تلبث سريتنا اناكتشفت وذلك لوجود الخونة في كل البقاع .فبدأ جيش اليهود بالبحث في كل مكان عمنينتمي للثوريين. لكننا صعدنا الجبال وكم كانت حسرتنا كبيرة على كل من فارقناهم منالأهالي فتركنا البيت والزوجة والأبناء في سبيل تحرير الوطن. عندما استجمعنا قوتناقام الشيخ أحمد بإطلاق أول رصاصة معلنا بداية الثورة -كان المجاهد ينطق كلمةالثورة وصداها يتكرر في كل أرجاء القاعة- كانت أول عملية لنا تستهدف معسكرة قريبةمنا فقمنا بإدتها عن اخرها وذلك لخطط الشيخ المحنكة، كان رحمه الله قائدا عظيمالايؤمن بالظلم والاستعباد فكنا له خير تابعين ،واعلموا إخواني أن المعارك التيخضنها كثيرة ولعل أهمها معركة الغلبة وفيها رجحت الكفة لصالحنا حيث بدأ التخطيطفيها على مستوى القادة فقط وذلك لخطورة هذه العملية .ولما حان الوقت للإنطلاقأعلمنا القادة بالخطة فباشرنا بالتنفيذ حيث كان الهدف هذه المرة أكبر ثكنة عسكريةان ذاك حيث قمنا بقتل الحراس حولها عن بكرة أبيهم وإني أذكر ميتةأول جندي كيف كانتحيث وجه له الشيخ أحمد بندقية مستهدفه فاستغربت لعدم تسديده وإذا بي أرى الرصاصةتخترق رأسه معلنا عن بداية العملية فأمطرنا الجنود بالرصاص ثم باشرنا باختراقالثكنة. وفي طريقنا الذي لم يكن يبعد سوى خمسمائة متر قلت للشيخ لماذا ترددت في قتلالجندي؟ فأجاني قائلا ذلك الجندي لن أنساه ماحييت فهو الذي قتل أمي مصدر الإلهاملدي وكنت أريد أن أقتله بطريقة يستحقها وهي تفتيت الرأس. فواصلت طريقي إلى الثكنةوأنا متأثر بماقاله الشيخ. وفي طريقنا إلى هناك إستشهد الكثير من الرجال لكنناوبمجرد ماإخترقنا الثكنة حتى أبدنا جنود العدو، ولكن سقط رجال كثيرون ومنهم رجل لمأكن أتوقع سقوطه أبدا .استشهد الشيخ أحمد وروى لي ممن كانو معه أن العدوغدر به فأسقطه برصاصة اخترقت قلبه النقي فلازال بالشهادة حتى صعدت روحه إلىبارئها فرحمة الله عليه. أكملنا على نفس المشوار بإنتصارات تلو والأخرى حتى أبدناالعدو فلم يبق منهم أحد على هذه الأرض بعدما علمنا أن شجرة الزيتون والحمامةلم يأتيا بالنفع -كناية عن السلام- .
هذه فلسطين الان بين أيديكم فاجعلوها نجم وضاء فيالسماء وهي أمانة لديكم والسلام عليكم .
أنهى المجاهد كلامه فخرجنا من القاعة فلا أحد ينطقفالكل بدى متأثرا بقصة الشيخ فكان يملؤنا الإصرار على المحافظة على الوطن