ان الوعي القومي والشعور بلانتماء الى الوطن واحد كان موجودين عند الكثير من المثقفين لكن البون شاسع بين افكار هؤلاء والواقع المعاش المفروض على الشعب
ففي سنة 1830 لم يكن سكان الجزائر يعتبرون انفسهم جزائرين ذلك ان كل فرد كان ينتمي اولا وقبل كل شيئ الى مجموعتى الضيفة العائلة او الرابطة الحرفية او القبيلة او الطريقة الصوفية او الجماعة الدينية و الثقافية اهل السنة. الاباضية. اليهود او الرابطة اللغوية عرب. بربر. اتراك فاناس ذلك العهد لم يطرحوا القضايا باصيغة التي ينسبها له مفكروا الاستعمار وفي سياقهم مفكروا الحركة الوطنية الذين فتنتهم مفاهيم العرق والدولة المركزية والامة
ان الاستعمار لم يصنع الجزائر فقد كان للبلاد قبل مجيئه دينهاو موروثها الثقافي كما نسجت المحن روابط عدة
لكن كل سبب من اسباب الوحدة هذه لم يصبح عاملا مؤثرا الا بعد سنة 1830 ذلك ان الوعي القومي واللغة والدين لم تتبلور كمكونات للشخصية الوطنية الى داخل حلبة الصراع الى فرنسا المحتلة فالوعي القومي يتعارض والعقلية القبيلة ويتنافى مع الحزازات والتنافس الغالبة على حياة المجموعات الاصلية التى ينتمي اليها الافراد
يمكننا اذن ان نقول دون حرج ان الاستعمار كان احد العوامل المؤثرة التى ادت الى ظهور الجزائر وان النظام الذي اقره كان بمثابة الكاشفة لها . فوسائل الاتصال السريعة وانتشار الافكار الجديدة والحركية الاجتماعية والجغرافية والخدمة العسكرية كلها عوامل مساعدة على اكتشاف شكل انتماء اوسع الا وهو الامة .