آية اشتملت على جميع مصالح العباد ...لابن القيم رحمه الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

آية اشتملت على جميع مصالح العباد ...لابن القيم رحمه الله

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-10-19, 14:07   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
يزيد19
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي آية اشتملت على جميع مصالح العباد ...لابن القيم رحمه الله

قال الامام ابن قيم الجوزية -رحمه الله- :
" فان الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه:{ وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب}
وقد اشتملت هذه الآية على جميع مصالح العباد في معاشهم، ومعادهم؛
فيما بينهم بعضهم بعضا ،
وفيما بينهم وبين ربهم ؛
فان كل عبد لاينفك عن هاتين الحالتين ،وهذين الواجبين : واجب بينه وبين الله ،
وواجب بينه وبين الخلق.
فاما ما بينه وبين الخلق : من المعاشرة ، والمعاونه ، والصحبة ؛ فالواجب عليه فيها :
ان يكون اجتماعه بهم وصحبته لهم :
تعاونا على مرضاة الله ، وطاعته ، التي هي غاية سعادة العبد ، وفلاحه ،ولاسعادة له الا بها، وهي البر والتقوى اللذان هما جماع الدين كله.
فالبر : كلمة جامعة لجميع انواع الخير ، والكمال المطلوب من العبد ، وفي مقابلته الاثم .
وفي حديث النواس بن سمعان ان النبي صلى الله عليه و سلم قال له: " جئت تسال عن البر والاثم".
فالاثم كلمة جامعة للشرور ، والعيوب التي يذم العبد عليها ؛
فيدخل في مسمى البر : الايمان واجزاؤه الظاهرة والباطنة،...
واما التقوى فحقيقتها : العمل بطاعة الله ايمانا ، واحتسابا ، امرا ونهيا ؛
فيفعل ما امر الله به ايمانا بالأمر ، وتصديقا بوعده ، ويترك ما نهى الله عنه ايمانا بالنهى ، وخوفا من وعيده ،
كما قال طلق بن حبيب: اذا وقعت الفتنة فاطفئوها بالتقوى،
قالوا : وما التقوى ؟
قال : ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ؛ ترجوا ثواب الله ، وان تترك معصية الله ،على نور من الله ؛ تخاف عقاب الله.
وهذا احسن ما قيل في حد التقوى
فان كل عمل لابد له من مبدا ، وغاية ؛ فلا يكون العمل طاعة وقربة حتى يكون مصدره عن الايمان؛ فيكون الباعث عليه هو الايمان المحض ، لا العادة ، ولا الهوى، ولا طلب المحمدة، والجاه وغير ذلك ؛
بل لابد ان يكون مبدؤه محض الايمان ،
وغايته ثواب الله وابتغاء مرضاته وهو الاحتساب.
ولهذا كثيرا ما يقرن بين هذين الاصلين في مثل قول النبي صلى الله عليه و سلم من صام رمضان ايمانا واحتسابا) ، و (ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا ) ، ونظائره.
فقوله: على نور من الله ،اشارة الى الأصل الأول ، وهو الايمان الدي هو مصدر العمل ، والسبب الباعث عليه.
وقوله: ترجو ثواب الله ،اشارة ان الأصل الثاني ، وهو الاحتساب وهو الغاية التي لاجلها يوقع العمل ولها يقصد به.
ولا ريب ان هذا اسم لجميع اصول الايمان ، وفروعه ، وان البر داخل في هذا المسمى.
واما عند اقتران احدهما بالآخر، كقوله تعالى : {وتعاونوا على البر والتقوى
فالفرق بينهما فرق بين السبب المقصود لغيره ، والغاية المقصودة لنفسها ؛ فان البر مطلوب لذاته اذ هو كمال العبد وصلاحه ، الذي لا صلاح له بدونه كما تقدم.
واما التقوى فهي الطريق الموصل الى البر والوسيلة اليه
،..
والمقصود من اجتماع الناس وتعاشرهم : هو التعاون على البر والتقوى ؛ فيعين كل واحد صاحبه على ذلك علما ،وعملا.
فان العبد وحده لايستقل بعلم ذلك، ولابالقدرة عليه ؛ فاقتضت حكمة الرب سبحانه ان جعل النوع الانساني قائما بعضه ببعضه، معينا بعضه لبعضه .
ثم قال تعالى:{ ولاتتعاونوا على الاثم والعدوان}
ووالاثم والعدوان في جانب النهي نظير : البر والتقوى في جانب الامر ،والفرق بين الاثم والعدوان؛ كالفرق ما بين محرم الجنس، ومحرم القدر.
الاثم : فالاثم ما كان حراما لجنسه ، والعدوان ماحرم لزيادة في قدره ، وتعدي ما اباح الله منه ؛
  • فالزنا والخمر والسرقة ونحوها : اثم.
  • ونكاح الخامسة ، واستيفاء المجني عليه اكثر من حقه ، ونحوه: عدوان.
فالعدوان : هو تعدي حدود الله التي قال فيها :{ تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فاولئك هم الظالمون
وقال في موضع اخر:{ تلك حدود الله فلا تقربوها
فنهى عن تعديها في آية ، وعن قربانها في آية ، وهذا لأن حدوده سبحانه هي النهايات الفاصلة بين الحلال والحرام،
ونهاية الشئ تارة تدخل فيه فتكون منه ،
وتارة لاتكون داخلة فيه ؛ فتكون لها حكم المقابلة ؛
فبالأعتبار الاول نهى عن تعديها،
وبالأعتبار الثاني نهى عن قربانها.
فصل : مابين العبد وربه
فهذا حكم العبد فيما بينه وبين الناس ، وهو ان تكون مخالطته لهم تعاونا على البر والتقوى ،علما وعملا .
واما حاله فيما بينه وبين الله تعالى ؛
فهو ايثار طاعته ، وتجنب معصيته ، وهو قوله تعالى : {واتقوا الله}فارشدت الآية الى ذكر واجب العبد بينه وبين الخلق، وواجبه بينه وبين الحق.
ولايتم له اداء الواجب الاول إلا بعزل نفسه من الوسط ، والقيام بذلك لمحض النصيحة والاحسان ، ورعاية الأمر،
ولايتم له اداء الواجب الثاني الا بعزل الخلق من البين ، والقيام له بالله اخلاصا ومحبة وعبودية.
فينبغي التفطن لهذه الدقيقة التي كل خلل يدخل على العبد في اداء هذين الامرين الواجبين، انما هو عدم مراعاتها علما وعملا ، وهذا معنى قول الشيخ عبدالقادر قدس الله روحه:" كن مع الحق بلا خلق ، ومع الخلق بلا نفس ، ومن لم يكن كذلك لم يزل في تخبيط ولم يزل امره فرطا " ،..."انتهىباختصار
"الرسالة التبوكية"ص33-38.








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
لصالح, العتاد, استلمت, جميع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc