وصية الزمن
إن قرأتم خبر موتي بأحد الجرائد أو سمعتم عنه بأحد الأماكن
فلا يفيدني وقتها الثناء عليّ بل ترحم عليّ
وتأكدوا أنكم سكنتم قلبي و قلبي واسع كوسع السماء و أنكم كالنجوم في الفؤاد
و إن أصابني المرض قبل وفاتي فلا تبخلوني بالسؤال عن حالي و الاطمئنان عن ذاتي
أحببتكم و حبكم أثقل موازيني و أرجو أن تكون حسناتي ثقيلة عند الرحمان
كما أرجو لقاؤكم في الجنات العلى فالنبيّ بانتظارنا و كله شوق للقائنا
فثبوا لنصرة الأمة العربية المحمدية و ثبتوا قلوبكم بدين المولى
لنعتز بموتنا و لقاء رسولنا وربنا و من قبلنا فما بالكم أضعفتكم أمواج الدنيا
كونوا الأقوى يا شباب الأمة
فأنتم الحلقة المثلى و الفئة الأكثر فخرا
طفئوا نيران الشهوة بالإيمان و الأخوة تعاونوا و دعوكم من الأجناس و المسافات
فالدين يوحدنا و العروبة تجمعنا
كونوا شعلتا لا بل لهيبا يحرق الأعداء
كونوا كأصحاب الكهف و الرقيم
لا تجعلوا أعداء العرب و الدين يضحكون فاكهيين
هبوا لنصرة الدين و لا تكوا نائمين غير مبالين و تخرجوا من الدنيا غافلين
تيقنوا بالله عليكم تيقنوا لما يجري
فلولا المحبة و المعزة لما كتبت حرفا
و لولا النار التي تحرق أحشائي لما أكملت سطرا
لولا دمعتي التي أحرقتني على أمتي و أبناء جيلي
لما فكرت أن أرفع قلمي من مكتبي على ورقي
هذه وصيتي قبل و بعد موتي