حدتنا توفيق اليري قال
دخلت بسكرة الزيبان وبرفقتي امير البيان، شيخنا جلال الدين البوسي، فملنا نسيح فيها من مكان الى مكان، ومن دكان الى دكان، ومن معلم الى معالم نرى ما يشفي الصدر من جمالها، ويسبي الخواطر صفاء رمالها، ونفئ بين ظلال واحتها الغناء ومحلتها الحسناء، بين سيدي خالد واولاد جلال وطولقة والدوسن فلما تعبنا ونلنا ما نلنا، اخدنا الجوع فملنا الى مطعم شعبي تفوح منه روائح شهية وصنوف ندية، فلم نسال ما وجد ولم نسال بل احظرو لنا طبق يسبي البصر وياخد النظر ومن شدة الجوع ومنعة الرجوع، شدا شيخنا جلال وشددت واكل واكلت، فادا بها دوبارة كانها الصهارة او كانها القيظ يشوي الوجوه بحره او كانه الغيض يكوي الفؤاد بسره، فلما انتهينا شربنا من الماء لنطفي ناره ونقلل اخطاره، قلت لشيخي جلال الدين هل اعجبك فقال اكلت حمرا جمرا واتبعتها سنانا خضرا فهل بعد هده القتلة لي عدرا ومضينا والدموع تسيل بغزارة والادان كانها صمت بحجارة، فقلت لا اكلت دبارة بعد اليوم وهل في اكل الدوبارة جسارة فانشد شيخنا جلال الدين قائلا
صبو عليا من ماء الفرات صافيا ................................ اشرب هنئيا النفس صحة وعافيا
اطفئ جمر الدوبارة وحرها كاويا................................ احرق مني الفؤاد وكسر القافية
.................رابطة احرار القلم................عضو3