الحج على طريقة إبليس - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الحج على طريقة إبليس

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-10-02, 22:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
يوسف أحمد العليقي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Question الحج على طريقة إبليس

تأملات في آيات الكتاب

الحج على طريقة إبليس

بقلم يوسف أحمد

في وطني الكبير، لا يحب المواطنون الراكعون الساجدون عبادة َ الأصنام، ولا تعجبهم عبادة ُ البقر والقرود وذكور الماعز ، وتضحكهم كثيراً عبادة ُ الضفادع والفئران والخفافيش والسلاحف المقدسة. تلونتْ أديانُ الأمم الوثنية هنا بلون آخر، وصار العبادُ الصالحون عندنا يفضلون عبادة َ الموتى، فمن محيطنا التائب إلى أول قرية تنادي الرقودَ إلى صلاة الفجر، لا يستنكر أكثرُ الناس ِ انتشارَ الأضرحة والقباب، ولا يبدو غريباً مقامُ السيد البدوي، والمهدي، ومولاي إبراهيم، والرفاعي، وتبدو مألوفةً راياتُ الدسوقي، والمسطاري، وشموعُ القديس أوجستين، والأم كاترينا.


تسمع في الغرب أن محمداً الغراب سرٌ في قبره لا يعلمه إلا قليل من صفوة النساء والرجال، وقدراتٌ تفوق كلَ خيال، ويُحكى في الشرق أن عَونَ الطيار يحسنُ فن الملاحة والسباحة في السماء ، و أن السيدة ميمونة معجزة ٌ تمشي على الماء. وأن القديس أوجستين قام حياً وجاء من أقصى الجزائر يسعى ليُعَمّد الأطفالَ في فلسطين. وترى حيثما ذهبت قباباً كثيرة ورايات، وأضرحة وأمواتاً لا تـُحصى أسماؤهم ولا تعد، ، لجأ الدراويشُ إليهم، و عاذوا بهم واعتصموا، وهداهم حسنُ نواياهم والورعُ وتقواهم إلى طريق إبليسَ بدل الاهتداء إلى الصراط المستقيم.


{ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }الأعراف194.


لكنهم حملوا الكتابَ على ظهورهم، وانطلقوا إلى معابدهم يدقون الأرض بحوافرهم، فأصبحت عظامُ الموتى أسطورة ً طارت بها أعجب الحكايات، وأضحت قبابُهم الخضراء، وأبوابهم، والجدرانُ البيضاء بيوتاً حج إليها المشركون، فقربوا ذبائحهم، وأوفوا نذورهم، حتى إذا طافوا وتمسحوا بالقبور، واستوقدوا الشموع، وأحرقوا البخور، قاموا يدعونهم خاشعين، و ما كانوا إلاّ بشراً غابوا عن الزمــان والمكان، واحتجبت أنفسُهم وراء حاجز الموت، وقد تخلى العقلُ عنهم وتعطلت الحواس، وفارقتهم كلُ آيات الحياة إلى يوم يبعثون، غير أن كثيراً من الناس استحبوا الظلمات على النور .



{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ }الأحقاف5.


لما كان التوحيد والعمل الصالح عند الله بمنزلة رفيعة لا تعلو عليها منزلة، كان الثواب عليهما ثواباً لا يدانيه ثواب، و كان الشرك بمكان وضيع ليس أدنى منه مكان، وكان ضلالُ المشركين ضلالاً ليس بعده ضلال.


{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء 116.


أتى هذا الكونُ المذهل طائعاً يشهد أن اللهَ واحد لا شريك له، وأبى أكثرُ الناس ِ إلاَّ أن يشربوا لبن التوحيد السائغ مخلوطاً بالدم والصديد؟


( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) الأنعام


في ظلام الخرافة يسمع الأمواتُ الدعاء، وتسد العظامُ مسدَ الله، وتقربُ إليه زلفى، وتـردُ التحية بأحسن منها، بل تهدأ الصدورُ عندها، و يذهب الهمُ والغم، ويصير البائسُ الفقير غنياً، وتلد العقيمُ، ويعود الغائب، ويركض الكسيحُ، ويقعد الطبُ عاجزاً، ويجد العبادُ مفاتيحَ الأبواب المغلقة، و في ضوء الشمس يقول الكتابُ المبين:


{وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ }فاطر22.


غير أن الخرافة تحبُ الليلَ الحالك وتكره ضوءَ النهار، وتقرأ التنزيلَ العزيزَ على طريقتها الخاصة ، وتهوى الفساد والعبث فتضلُ المؤمنين عن كنز ِ التوحيد الذي لا ينفد، وتهديهم إلى بؤس ِ الشرك، وذل ِ السلاسل والأغلال.


{ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ }31 الحج

وما خر أولئك الدعاة ُ والعلماءُ من السماء، وما هوت بهم الريحُ في مكان سحيق، ولو أنهم أفاقوا اليوم لأذهلهم ما يدور حول قبورهم من ظواهر الشرك وبواطنه، إلاَّ أنهم رقدوا إلى يوم البعث فهم لا يعلمون.

{ أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ }النحل21.

فقل صدق اللهُ ، وكذبتْ كلُ الطقوس الوثنية الجاهلة، وضلت في صحراء اليأس أساطيرُ البلهاء الذين اتخذوا التوحيد لهواً، فصاروا لعبة يتسلى بها في أوقات فراغه إبليس .








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الحج, إبليس, طريقة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:59

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc