عودة المواجهات تخلف قتيلا وعشرين جريحا
خلفت المواجهات التي تجدّدت بين شباب بريان وقوات مكافحة الشغب، يومي الخميس والجمعة الماضيين، مقتل شاب وجرح 20 شخصا آخرين. وتطلّب الوضع تعزيز القوات الموجودة في بريان بوحدات شرطة ودرك إضافية، بعد عجز القوات الرابضة هناك عن التحكم في الوضع أمام توسع الصدامات إلى كل مكان في بريان تقريبا.
عاد الاحتقان والصدامات لتضرب من جديد في بريان، حيث سقط قتيل واحد و20 جريحا، منهم اثنان في حالة خطيرة، وعدة سيارات وحافلات ومحلات تجارية محروقة وعائلات أرغمت على مغادرة بيوتها بالقوة.
وقد تدهورت الأوضاع بسرعة فاجأت الجميع في بريان، يومي الخميس والجمعة، وتواصلت الاشتباكات بين سكان البلدية الصغيرة على مدى 36 ساعة تقريبا. وفي صباح يوم الجمعة فارق الشاب صيفية مروان الحياة بعد أن أصيب بطلقة نارية خرجت هذه المرة من مسدس شرطي، أكد مصدر أمني أنه تم توقيفه على ذمة التحقيق في القضية.
وأكد بيان أصدره، أمس والي غرداية، بأن الشرطي موقوف حاليا. وكانت حادثة مقتل الشاب، في حي المجاهدين أو المداغ، مبررا لإطلاق أعنف حملة تخريب وحرق تشهدها بريان على الإطلاق، وطالت الاشتباكات والصدامات أحياء نعمت بالهدوء أثناء أحداث مارس وأفريل الماضيين. ونجد من بين الحالات الحرجة للجرحى، أحد الأشخاص ضرب بساطور في الرأس، حسب مصدر استشفائي من مستشفى تريشين إبراهيم، بينما فقعت عين جريح آخر.
وعادت بريان من جديد لإحصاء ضحاياها وخسائرها المادية والمهجرين من بيوتهم بالقوة. في كل مكان في بريان تقريبا التقينا أناسا غاضبين، الكلمة كانت واحدة تقريبا ''الدولة غائبة'' و''الأمن لم يتدخل إلا بعد أن تحولت البيوت والمحلات إلى رماد''.
ويتحدث الناس هنا عن عشرات البيوت المحروقة في كل مكان، وفي بعض الحالات أرغم أرباب الأسر على الخروج من بيوتهم ثم أحرقت أمام أعينهم. ويتفق أناس كثيرون هنا على وجود تراخ من جانب قوات الأمن إزاء تدهور الأوضاع في الساعات 48 الماضية.

وتقول روايات متطابقة لمواطنين وشهود عيان للأحداث الأخيرة بأنها جاءت بعد أكثر من شهر تقريبا من مناوشات تواصلت بين تلاميذ المدارس، ثم امتدت إلى الاعتداء على حافلات النقل الجماعي، وتطورت هذه الاعتداءات إلى إحراق حافلتين مساء الخميس الماضي، ثم شهد وسط المدينة، ليلة الخميس إلى الجمعة، اشتباكا بين شباب امتد إلى حي بابا السعد ومنه إلى حي المداغ، حيث قتل الشاب صيفية مروان، ومن هناك انفجرت الأوضاع ثم عجزت مصالح الأمن عن تطويقها، وباتت شوارع بريان، يوم أمس، مواقع غاب عنها القانون والنظام وحكمها مراهقون أغلبهم ملثمون بمنطق الأقوى. وفي صفوف قوات التدخل كشف مصدر أمني بأن 7 رجال شرطة جرحوا على الأقل. وفي منتصف نهار الجمعة أصدر والي غرداية بيانا أكد فيه حادثة مقتل الشاب وقدم تعازيه لأسرة الفقيد.
جريدة الخبر