زعموا أن رجلا بخيلا من أهل مرو ( مدينة بخرسان ) كان يشتغل بالتجارة بين خرسان والعراق ، يسافر كثيرا ببضاعته بين البلدين ، تحملها الإبل .
وكان ينزل في العراق على رجل يكرمه ، ويستضيفه طوال إقامته في كل مرة ، لا يكلفه شيئا من مال أو إنفاق . فكان التاجر يقول له كلما تهيأ للرحيل من العراق إلى بلده :
- ليتك تأتي مرو ، حتى أكافئك ، وأرد بعض كرمك وإحسانك ، وما تفعله من أجلي !
وبعد سنوات طويلة عرضت لهذا العراقي ضرورة جعلته يسافر إلى مرو رغم أنه لا يحب السفر بعيدا . لكن الذي هون عليه مشقة الطريق ووحشة الإغتراب ، وجود ضيفه التاجر هناك .
فسأل عنه ، فدلوه عليه ، ووجده جالسا على باب متجره بين جماعة من أصحابه . فأسرع نحوه العراقي يسلم عليه ويعانقه ، لكنه أحس بالرجل يستقبله بفتور شديد وكأنه لا يعرفه . فقال العراقي في نفسه : لعله لم يعرفني بسبب العباءة التي اتسخت من طول السفر . فخلع العباءة ، لكن الرجل لم يلتفت إليه وراح يحدث الجالسين معه . فقال العراقي في نفسه : ربما كانت هذه العمامة الكبيرة التي وضعتها لتقيني من البرد في الطريق هي التي غيرت هيأتي فلم يعرفني . فخلع العمامة ثم مال نحو الرجل . لكنه لم يعبأ به واستمر في حديثه . فقال العراقي في نفسه : ربما كان هذا الجلباب السميك الذي لبسته ليحميني جعلني غريبا في نظره وقد تعود أن يراني في ثياب غالية رقيقة
فلما هم أن يخلع جلبابه ، قطع التاجر حديثه والتفت إليه قائلا :
- لو خرجت من جلدك فأنا لن أعرفك !!!
هههههههههههههههههههههههههههههههههه