يقول الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله :
( .. والقلب القوي هو القلب الحكيم الصادق في حبّه وكراهيّته ، يصدق في حبّه لله ، فيعبده بما أمر ، ويتحرّى في سلوكه كلّ ما يرضيه جلّ شأنه يصدق في حبّه فيكون ما وصف الله أو سمّى به نفسه هو ملاذ حبّه وباعثه ، و إلاّ كان محبّا لغير الله مبغضا لله .
يصدق في حبّه لله ، فيحب من يحب الله ، يحب ملائكته ورسله وأنبياءه وأولياءه ، يحبهم الحب الذي يرضي الله ، فلا يغلو فيدفعه الغلو إلى تأليههم ، كما فعل الذين عبدوا بعض الملائكة وبعض البشر أو كما يفعل الذين ينسبون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم ياذن به الله ، وما لم يرد في كتاب أو سنة كالئك الذين ينسبون إليه أن الوجود خلق من نوره ، أو أنه كان الرسول الواحد عبر الأجيال والأحقاب أو أنه ملاذ الخلق في الآخرة .
وكأولئك الذين ينسبون إلى جثث هامدة قدرة الله سبحانه وهيمنته ظانّين أن ما ينسبونه تعبير عن سمو الحبّ وروحانيته لأولياء الله وما دروا -أو هم يدرون- أن ما ينسبونه إلى هؤلاء إن هو إلاّ شرك بالله ودعوة صريحة إلى عبادة الموتى .
كما لا يصحّ أن يقصّر في حقّهم فيقف منهم الموقف المعادي لهم ، أو التفريط في حقّهم )
مجلّة الهدي النبوي العدد 1 - 1370 ه - ص 6 ، 70
بواسطة كتاب ( قضية التوسل والوسيلة لفضيلة الشيخ فتحي أمين عثمان )