المطلب الثالث : توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على القطاعات الاقتصادية
تساهم المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في تنويع الهيكل الاقتصادي من خلال نشاطاتها المتعدّدة والمتباينة، كما تساعد على تغيير الهيكل السوقي من خلال تخفيف حِدّة التركّز وزيادة درجة المنافسة بين الوحدات الإنتاجية والخدمية، فهذه المؤسسات تتميز بالديناميكية إذ يمكن للمؤسسة الصغيرة أن تُعدّل من تكاليفها بشكل سريع وفعّال بما يتناسب ومستوى الإنتاج الموافق لطلب السوق , كما أنها تستطيع أن تغير من نشاطها بسرعة وبدون تحمل الكثير من الخسائر .
وتنتشر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر في مختلف الأنشطة الاقتصادية بدرجات متفاوتة وهذا بعد أن رفعت الدولة احتكارها لبعض الأنشطة الاقتصادية .
الجدول رقم (3-12) : توزيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على أهم الأنشطة الاقتصادية لسنة 2003
القطاعات
عدد المؤسسات
النسبة %
البناء و الأشغال العمومية
التجارة
النقل والمواصلات
الخدمات المقدمة للعائلات
فندقة ومطاعم
صناعات غذائية
خدمات مقدمة للمؤسسات
صناعة الخشب و الورق
نشاطات أخرى 65799
34681
18771
15927
13230
13058
9876
8401
28602
31.6
16.7
9.1
7.6
6.4
6.2
4.7
4.1
13.6
المجموع 207949 100
المصدر : وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .
نلاحظ أن نسبة كبيرة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تنشط في سبع قطاعات دون غيرها , و أن القطاع الثالث ألا وهو قطاع الخدمات يستحوذ على نسبة كبيرة من المؤسسات. كما أن قطاع البناء يأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد المؤسسات إذ نجد 31% من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تنشط في هذا القطاع .
و من الملاحظ أن المؤسسات الخدمية الصغيرة نالت حصة الأسد بالمقارنة مع المؤسسات الصناعية ( الصناعات الصغيرة و المتوسطة )، على الرغم من أن هذه الأخيرة هي التي تباشر الاستثمار الحقيقي وتخلق القيمة المضافة ، إلى جانب أنها السبيل لتحقيق استراتيجية إحلال الواردات . مع التأكيد هنا على أن المؤسسات الخدمية تظل ضرورية بطبيعة الحال وركيزة أساسية لتنمية الاقتصاد. ومن هنا تبرز أهمية وضع استراتيجية لتوجيه الاستثمار بوجه عام يتضمن تحديد مناحي الاستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى العناية بآليات دعمها وترقيتها,فمن خلال التحفيزات التي تقدمها الدولة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تستطيع توجيه الاستثمار في هذه المؤسسات إلى نشاطات معينة كالصناعات الخفيفة مثلا .
أما بالنسبة للصناعات الصغيرة والمتوسطة فقد تطور عددها لكن ليس بالشكل المطلوب و المنتظر , فقد أحصى الديوان الوطني للإحصائيات 24532 صناعة صغيرة ومتوسطة منها 1119 تشغل 10 أجراء أو أكثر , وان أهم قطاعات نشاط هذه الصناعات هي الصناعات الغذائية , مواد البناء , النسيج والجلود , الخشب والورق .
إن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تسيطر على فروع النشاط التي يغلب عليها الطابع الخدمي أو الصناعات الحرفية و التقليدية البسيطة وبشكل عام المنتجات الموجهة مباشرة للمستهلك , لأسباب تاريخية مردها أن الدولة كانت إلى وقت قريب تسيطر على القطاع الصناعي و أن مزاولة النشاط الصناعي من طرف القطاع الخاص تواجهه عدة عراقيل منها النظام الجبائي , النظام المصرفي , الامكانات الضخمة التي تحتجها الاستثمارات في القطاع الصناعي و التي لا يقوى القطاع الخاص على توفيرها ...الخ .
وقد تراجعت هذه المؤسسات بين سنتي 1997 و 1999 نتيجة الركود الذي خلفه برنامج التعديل الهيكلي والتحرير المطلق للتجارة الخارجية دون أية مراقبة .
و بالنسبة للاستثمارات فهناك آفاق واعدة في القطاع الصناعي الخاص مقارنة بالقطاع العمومي على سبيل المثال بلغ الاستثمار 14 مليار دينار جزائري في 1026 صناعة صغيرة ومتوسطة سنة 1999 مقابل ثمانية ملايير لكافة مؤسسات القطاع العمومي .
و إن أفضل دليل عن حيوية القطاع الخاص هو قدراته الكبيرة على التحول , وتشير معطيات السجل التجاري إلى أن تحويل النشاطات التجارية الذي جرى مؤخرا قد شمل 2221 نشاط تجاري تحول إلى :
694 ♦ مؤسسة إنتاج.
47 ♦ مؤسسة حرفية .
1480 ♦ مؤسسة خدمية .
على العكس من ذلك من بين 1547 مؤسسة أصبحت تمارس التجارة :
426 ♦ كانت تابعة للقطاع الإنتاجي .
62 ♦ حرفيون.
♦ 1059 جاءت من قطاع الخدمات .
وتؤكد هذه الأرقام وجود ظاهرة تناقض الأفكار المسبقة و التي تعتبر أن القطاع الخاص يحبذ ممارسة النشاطات التجارية عوض النشاطات الإنتاجية .
المبحث الثالث : دراسة دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في
الاقتصاد الوطني وفقا لمجموعة من المؤشرات .
اعتمدت الدول الصناعية المتقدمة على نموذج المنشآت الصناعية الصغيرة في المراحل الأولي لنموها الاقتصادي في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، كما اعتمدت اليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية على الدور المتميّز للصناعات الصغيرة في بلوغ معدلات عالية للنمو الاقتصادي عن طريق تهيئة قاعدة عريضة من المنشآت الصغيرة المغذية للصناعات كبيرة الحجم.
و إن هذه المنشآت بامكانها المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني من خلال عدة قنوات رئيسية منها :
* المساهمة في تنويع مصادر الدخل ، من خلال إنتاج السلع البديلة للواردات ، وإمداد المشروعات الكبيرة بما تحتاجه من مدخلات إنتاج ، إضافة إلى إمكانية توسيع الأنشطة التصديرية لهذه المنشآت ، بحيث تدعم مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي.
* المساهمة في توفير فرص العمل للمواطنين . ففي ظل الزيادة المطردة في أعداد الخريجين من الجامعات والمعاهد والكليات التقنية ، وفي ظل انحسار فرص العمل في الدوائر الحكومية ، فقد أصبح من الضروري البحث عن قنوات تستوعب هؤلاء الخريجين . وقد أثبتت تجارب الدول المتقدمة أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة قادرة على توفير الكثير من فرص العمل نظراً لاعتمادها على تقنية إنتاج كثيفـة العمل .
* تكامل المنشآت الصغيرة والمتوسطة مع المنشآت الكبيرة ، فالمنشآت الصغيرة تستطيع أن توفر المنتجات والخدمات التي تحتاجها المشروعات الكبيرة ، والمساهمة في خلق هيكل صناعي متكامل قادر على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية .
* إمكانية تأثير المنشآت الصغيرة والمتوسطة على بعض المتغيرات الاقتصادية ، من خلال المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي ، وفي تعبئة المدخرات الوطنية فنظراً لصِغَر متطلباتها الاستثمارية وبساطة تقنيّات الإنتاج ، فإن الأعمال الصغيرة قد تكون أكثر كفاءة من المنشآت الكبيرة في تعبئة وتوظيف المدخرات، وزيادة حجم الاستثمارات المحلية ، ودعم القيمة المضافة ، وبالتالي تحسين الميزان التجاري عن طريق المساهمة في خفض الواردات وزيادة الصادرات إذ تسهم الصناعات الصغيرة في تنشيط الصادرات كثيفة العمل في عديدٍ من الدول النامية.
المطلب الأول: دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ترقية الصادرات
1- أهمية التصدير في تحقيق التنمية الاقتصادية :
تعتبر الصادرات احد أهم مداخل التنمية الاقتصادية باعتبار أن الصادرات هي بمثابة محرك للنمو , وقد لقت هذه القضية اهتماما متزايدا من طرف الاقتصاديين خصوصا في ضوء ما يسفر عنه الواقع العملي من الاتساع المتنامي للفجوة التي تفصل الدول الصناعية المتقدمة عن الدول النامية وكذا نظرا لازمة المديونية الخارجية الناتجة عن سياسة الاقتراض من الخارج و التي أدت إلى تفاقم العجز في الميزان التجاري في ظل تزايد خدمة الدين و بالتالي ضعف القدرة على الاستيراد وتعثر جهود التنمية , وقد وقعت الجزائر كغيرها من الدول النامية في مصيدة المديونية الخارجية خاصة في إطار اعتماد نموذج الصناعات المصنعة الذي يتطلب رصد أموال ضخمة .
وقد توصلت العديد من الدراسات الاقتصادية إلى أن النمو السريع للصادرات يعجل من وتيرة النمو الاقتصادي خاصة في الدول النامية التي تحتاج إلى الكثير من التجهيزات التي يتم تصنيعها في الدول المتقدمة , ولا يتأتى لها ذلك إلا إذا توفرت لديها العملة الصعبة الكافية .
كما أن الاعتماد على تصدير المواد الأولية لا يعتبر مصدرا منتظما يعتمد عليه لتوفير الاحتياجات من النقد الأجنبي بسبب عدم الاستقرار الذي يميز أسواق هذه المواد على المستوى العالمي , وخير دليل على ذلك ما حدث في الجزائر خلال أزمة 1986 حيث أصبحت السياسة الاقتصادية رهينة تغيرات وتطورات أسعار المحروقات في الأسواق العالمية نتيجة الاعتماد الكلي على المحروقات , وما نتج عن ذلك من ارتباط القرار الاقتصادي بالدوائر الخارجية المتحكمة في التجارة العالمية و الأسواق المالية والنقدية .
وقد أثبتت تجارب الدول النامية التي تبنت سياسة تشجيع الصادرات كإحدى استراتيجيات التنمية الاقتصادية ، أن تنمية الصادرات تهيئ وسائل النمو الاقتصادي على نحو أسرع مما يتحقق في ظل سياسة إحلال الواردات أو السياسات الأخرى.
ولقد تزايد اهتمام الاقتصاديين بسياسة تشجيع الصادرات ، وتركزت جهودهم في بحث وتحليل العلاقة بين نمو الصادرات والنمو الاقتصادي، وتوضيح أسباب هذه الظاهرة .
و أجريت العديد من الدراسات التجريبية لبحث أثر النمو في الصادرات على نمو اقتصاديات الدول النامية من جوانب متعددة , ولقد توصلت هذه الدراسات إلى فعالية نمو الصادرات في تحقيق النمو الاقتصادي للدول النامية مع أخذ بعين الاعتبار المتغيرات الاقتصادية العالمية الحالية والمستقبلية،ويمكن عرض نتائج الدراسات السابقة وفق الجدول التالي:
جــدول رقم (3-13): نتائج الدراسات التطبيقية للعلاقة بين الصادرات وبين النمو الاقتصادي
النتائج المتغيــرات الأخـرى النموذج الاقتصادي البيانات المستخدمة
الدراسة
السنة
النتائج تؤكد على أهمية إستراتيجية تنمية الصادرات - اختبار الارتباط بين متوسط دخل الفرد من الناتج القومي الإجمالي وبين نمو الصادرات
بيانات إحدى وأربعين دولة خلال الفترة 1950-1973 Michaey 1977
النتائج تؤكد أهمية استراتيجية تنمية الصادرات معدل نمو قوة العمل والاستثمارات المحلية بالنسبة للناتج والاستثمارات الأجنبية بالنسبة للناتج
تأثير معدل نمو
الصادرات الحقيقي على معدل نمو الناتج القومي الحقيقي بيانات إحدى عشرة دول خلال فترتين زمنيتين 60-1966 و 67-1973 Balassa 1981
النتائج تؤكد أهمية استراتيجية تنمية الصادرات الاستثمارات المباشرة ورأس المال الأجنبي تأثير التغير في الصادرات على التغير في الناتج المحلي الإجمالي سلاسل زمنية تمثل بيانات 33 دولة خلال الفترة 60-1974
William 1978
النتائج تؤكد أهمية استراتيجية تنمية الصادرات
- تأثير نمو الصادرات على نمو الناتج بيانات 31 دولة خلال الفترة 64-1973 Feder 1983
النتائج تؤكد أهمية استراتيجية تنمية الصادرات - تأثير نمو الصادرات الصناعية على متوسط دخل الفرد
بيانات 73 دولة نامية Kavousi
1984
المصدر : أ. وصـاف سعيـدي - المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و تنمية الصادرات مع الإشارة لحالة الجزائر- مرجع سابق.
2- واقع الصادرات الجزائرية :
تسيطر المحروقات على الصادرات الجزائرية بنسبة تفوق في كل مراحل تطور الاقتصاد الجزائري 95% .
الجدول رقم (3-14) : تطور هيكل الصادرات الجزائرية خلال الفترة 1990 / 2003
الوحدة: مليون دولار أمريكي
الصادرات النفطية الصادرات غير النفطية الصادرات الإجمالية
السنوات القيمة النسبة القيمة النسبة القيمة
1990 10934 96.7 369 3.3 11303
1991 11850 98 250 2 12100
1992 10516 97 321 3 10837
1993 9374 92.8 718 7.2 10092
1994 8144 97.6 196 2.4 8340
1995 9008 96.2 355 3.8 9363
1996 12494 93.4 881 6.6 13375
1997 13378 96.3 491 3.7 13889
1998 9855 96.5 358 3.5 10213
1999 12084 96.5 438 3.5 12522
2000 21419 97.2 612 2.8 22031
2001 18484 96.6 648 3.4 19132
2002 18820 96.2 734 3.8 19554
2003 23800 97.2 664 2.8 24464
المصدر : المركز الوطني للإعلام الآلي و الإحصاء (CNIS).
من خلال الجدول نلاحظ أن :
- سيطرة صادرات المحروقات بأكثر من 95% من إجمالي الصادرات الوطنية في حين أن الصادرات خارج المحروقات مازالت دون المستويات المطلوبة ( اقل من 6%).
- تعتبر سنة 1996 السنة الوحيدة التي وصلت فيها الصادرات خارج المحروقات نسبة معتبرة من إجمالي الصادرات (881 مليون دولار ) وهذا راجع بالدرجة الأولى لتسديد الجزائر لجزء من ديونها اتجاه روسيا كبضائع .
- كما أننا نلاحظ أن صادرات الجزائر خارج المحروقات أصبحت تتجه نحو الارتفاع بعد سنة 2000.
بالإضافة إلى ما سبق، يجدر بنا التذكير بما يلي :
ا- يتوزع الهيكل السلعي للصادرات خارج النفط لسنة 2003، أساسا من السلع نصف التامة (كالزيوت ، ومشتقات نفطية، و الامونياك و الهيدروجين ...( التي تمثل 1.94 % من الحجم الإجمالي للصادرات بما يعادل 476 مليون دولار، متبوعة بالمواد الخام (كالفوسفات) بنسبة 0.24 % بمبلغ61 مليون دولار، ثم المواد الغذائية ( كالتمور ) بقيمة 59 مليون دولار, ثم تأتي المواد الاستهلاكية ( مثل الجرائد) بقيمة 35 مليون دولار و التجهيزات الصناعية بقيمة 32 مليون دولار , وفي الأخير التجهيزات الفلاحية بقيمة 1 مليون دولار بعدما كانت تبلغ في سنة 2002 حوالي 20 مليون دولار .
ب- تتوزع الصادرات الجزائرية خارج المحروقات بين بعض البلدان المغاربية (تونس ، المغرب) وبعض بلدان المشرق العربي (الأردن ، العراق) ، وبعض بلدان شمال البحر الأبيض المتوسط (إيطاليا ، فرنسا،إسبانيا)، وبدرجة أقل بعض البلدان الإفريقية.
المطلب الثاني : مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التشغيل
تساهم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بنسبة كبيرة في امتصاص البطالة في الدول المتقدمة و في الكثير من الدول النامية , وفي الجزائر أصبحت هذه المؤسسات تلعب دورا هاما في توفير مناصب العمل .
1- واقع التشغيل في الجزائر :
لقد كانت المؤسسات العمومية تشغل نسبة كبيرة من العمال , حيث كان لهذه المؤسسات دور اجتماعي وليس اقتصادي بالدرجة الأولى , وبعد أن تم تطبيق برنامج التعديل الهيكلي الذي استهدف إجراء تغييرات جذرية لهيكل الاقتصاد الجزائري فقد تم تسريح عدد كبير من العمال الأمر الذي أدى إلى استفحال ظاهرة البطالة .
و إذا اطلعنا على المعطيات الإحصائية، نجد أنها تكشف لنا ظاهرتين أساسيتين تمخضتا عن أسلوب التعديل الهيكلي للمؤسسات الاقتصادية وهما:
- شيوع حل المؤسسات العمومية من جهة.
- انعدام خوصصة أي مؤسسة عمومية من جهة أخرى.
فمن حيث الظاهرة الأولى المتعلقة بشيوع حل المؤسسات العمومية فقد تسارعت وتيرة الحل في ظل أسلوب التعديل الهيكلي واستمرت عملية الحل إلى غاية جوان 1998 أي تاريخ نهاية العمل بأسلوب التعديل الهيكلي كما يبينه لنا الجدول التالي:
جــدول رقم (3-17): عملية حل المــؤسسات العمــومية الاقتصادية 1998
القطـاعات مؤسسات عمومية اقتصادية EPE مؤسسات عمومية محلية EPL مؤســسات خاصة
مجمــوع المؤسسات المنحلة
مجمــوع العمال المسرحين
عدد المؤسسات المنحلة عدد العمال المسرحيين عدد المؤسسات المنحلة عدد العمال المسرحيين عدد المؤسسات المنحلة عدد العمال المسرحيين
الفلاحة 05 2205 18 1234 02 370 25 3819
الصناعة 60 36235 383 6310 / 323 443 36868
الأشغال العمومية 54 76514 195 51557 / 195 249 128266
الخدمات 15 19345 83 24522 / 150 98 44017
المجموع 134 128299 679 83623 02 1038 818 212970
المصدر: وزارة الصناعة.
وقد كان من نتائج ظاهرة حل المؤسسات العمومية تأثر عالم الشغل, حيث ارتفع معدل البطالة بشكل متسارع نظرا لارتفاع عدد العمال المسرحين من المؤسسات العمومية المحلة وتطور عدد المسرحين كما يلي :
جدول رقم (3-1 :عدد العمال المسرحين (1994-1998)
المــــــــدة عدد العمال المسرحيين
من 1994إلى1996 57994
من 1996إلى 1997 47645
1998 212970
المجــــموع 318609
المصدر:المعهد الوطني للعمل.
و يشكل هذا العدد نسبة 41% من العدد الإجمالي لعمال المؤسسات العمومية ذات الطابع الاقتصادي، و قد تم التكفل بهذا العدد بواسطة عدة أجهزة أهمها الصندوق الوطني للتقاعد المسبق الذي تكفل بأكثر من 17000 عامل والصندوق الوطني للتأمين على البطالة الذي تكفل بـ 47320 مسرح.
ومع ارتفاع وتيرة التسريح عرف سوق العمل (أسلوب التعديل الهيكلي) جمودا في عملية التشغيل بحيث ارتفعت نسب البطالة كما يلي:
جدول رقم (3-19) : تطور نسبة البطالة 1994 إلى 1997
السنــة النسـبــة
1994 37%
1995 35%
1996 28%
1997 30%
المصدر: وزارة العمل
2- تطور دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التخفيف من حدة البطالة
لقد نتج عن عملية التصحيح الهيكلي التي مكنت الجزائر من استرجاع التوازنات الاقتصادية والمالية الكلية , تدهور الأوضاع الخاصة بالتشغيل , ويعود ذلك إلى غياب الاستثمارات الجديدة سواء التي تنتمي إلى القطاع العام أو القطاع الخاص , وكذلك إلى فشل السياسات التي ترمي إلى استيعاب العمال المسرحين .
وتنتشر البطالة بشكل كبير بين صفوف الشباب ( 80% من البطالين تقل أعمارهم عن 30 عاما) معظمهم من المقبلين على العمل لأول مرة أي أولئك الذين لا يتوفرون على أية خبرة مهنية , كما أن طالبي العمل في المقام الأول هم من غير المؤهلين , وان عدد حاملي الشهادات من التعليم العالي أصبح في تزايد مستمر ( أكثر من 100 ألف سنويا ). وفي ظل عدم قدرة القطاع العام على استيعاب الأعداد الكبيرة من المتخرجين وطالبي العمل , ونظرا لما تتميز به المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث تجمع معظم الدراسات الاقتصادية على أن هذه المؤسسات تتميز بقدرتها على توفير فرص العمل في ظل انخفاض معدل الادخار بالدول النامية وتعتبر أكثر قدرة على امتصاص العمالة لانخفاض تكلفة خلق فرص العمل كما توفر فرص توظيف للعمالة الأقل مهارة في ظل تغيير مفاهيم الشباب وخريجي الجامعات ودفعهم إلى العمل الحر وملاءمتها للملكية الفردية والعائلية وشركات الأشخاص التي تتناسب مع أصحاب المدخرات الصغيرة . وفي الواقع فإن تشجيع ودعم إقامة نسيج من الصناعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة يعد أسلوبا بالغ الأهمية لرفع مستوى المعيشة وامتصاص البطالة، وهو ما يساعد على التخفيف من الضغوط الاجتماعية وتثبيت الاستقرار.
و قد برزت في الجزائر ملامح الاهتمام الجدي بالمؤسسة الصغيرة والمتوسطة مع تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي للفترة 1994ـ 1998 لما لهذا البرنامج من آثار سلبية على مستوى التشغيل ولكون هذه الآثار تمس بالخصوص الفئة الشابة والمشكلة لغالبية الطالبين للعمل والداخلين الجدد لسوق العمل الأمر الذي دفع إلى استحداث برامج خاصة لتشغيل الشباب خلال الفترة الممتدة من 1990ـ1995 ثم برنامجا خاصا في إطار " المؤسسات المصغرة" أو "الميكرو- مؤسسة" بدءا من العام 1995 عن طريق تقديم العديد من التحفيزات ( الدعم المالي , الإعفاء من الضرائب ,...الخ) .
إن مختلف أشكال الدعم و الامتيازات التي تحصل عليها المؤسسات المصغرة تهدف أساسا إلى تشجيع وترقية إنشاء هذه المؤسسات في محاولة لفتح مجالات جديدة لإنتاج السلع وتقديم الخدمات والتي بدورها تمكن من المساهمة في التخفيف من حدة البطالة من جهة وتحقيق مداخيل من جهة أخرى .
الجدول رقم (3-20): تطور عدد العمال المصرح بهم في المؤسسات الصغيرة
و المتوسطة
السنوات عدد العمال نسبة التطور %
1999 634.375 -
2001 737.062 16
2002 731.082 -0.8
2003 705.000 -3.5
2004 838.504 18.9
المصدر : وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .
نلاحظ أن هناك تذبذب في عدد العمال المصرح بهم , حيث نلاحظ أن هناك انخفاض في عدد العمال المصرح بهم , وهذا عكس ما يشهده عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من تطور .ويعود ذلك إلى ظاهرة عدم التصريح بالعمال وذلك راجع إلى اعتماد المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بدرجة ملحوظة على العمالة غير الأجرية، حيث يزاول صاحب المنشأة العمل بنفسه مع الاستعانة بأفراد أسرته وبعض الأقارب. ويبرز ذلك بوضوح في مجال تجارة التجزئة والخدمات البسيطة المتنوّعة، كما يكثر الاعتماد على العمالة الموسمية والمؤقّتة، وكذا تشغيل الصبية وصغار السن. وكثيراً ما يجرى تشغيل العمالة دون ارتباطات تعاقدية ملزمة للطرفين ودون الالتزام بإبلاغ المؤسّسات الحكومية المعنيّة، مثل مؤسّسات التأمينات الاجتماعية، مما يُكسِب صاحب العمل حرية وسلطة مطلقة في التعيين والفصل. وتزداد هذه السلطة كلما كان سوق العمل يعانى من فائض عرض ومن انتشار البطالة الصريحة.
كما أن هناك صعوبة في حصر العاملين بالمنشأة الصغيرة و المتوسطة بصفة دقيقة لعدم التوثيق الرسمي لكافة المشتغلين، الأمر الذي يعنى بدوره التقليل من الحجم الفعلي لقطاع المؤسسات الصغيرة إذا تم الاسترشاد بإحصائيات السجلات الرسمية.فحسب بعض التقديرات فان عدد العمال في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يتجاوز 1.200.000 عامل , و أشارت تقديرات أخرى ( l'estimation de kelkoul 1998) أن عدد العمال غير المصرح بهم قد يصل إلى 353.000 عامل
المطلب الثالث : مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القيمة المضافة وتعبئة الموارد
إن التحول الذي عرفته السياسة الاقتصادية في الجزائر بداية من العشرية الأخيرة من القرن العشرين ، أفرز تغيرات هامة خاصة في هياكل الاقتصاد الوطني، فبعد التجارب غير الناجحة في مجال تنظيم وتسيير المؤسسات ، أعطت الدولة مجالا أوسع ودعما لنمو وترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ، ويظهر ذلك من خلال إنشاء هياكل تهتم ببرامج أعدت خصيصا لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في قطاعات اقتصادية متعددة , كما ابدت السلطات الجزائرية اهتماما بتطوير منظومة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من اجل تفعيل دورها في تحقيق التنمية الاقتصادية .
و تجدر الإشارة إلى أن الأمور بدأت تتغير فيما يتعلق بالثقل المتزايد للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الجزائري , وهو ما يعكس نقطة تحول جوهرية في الأداء , فآخر الإحصائيات تشير إلى تطورين مهمين في هذا المجال ألا وهما :
* على الرغم من آثار المنافسة الشديدة و انفتاح الاقتصاد الجزائري على التبادلات الدولية في العامين 1998 و 1999 فان مؤشرات الإنتاج الصناعي تشير إلى نمو القطاع الصناعي بنسبة 10% في سنة 1999 علما بان القطاع الخاص استحوذ على الحصة الكبرى في هذه الزيادة , وذهبت إحصائيات مصالح مندوب التخطيط إلى أن نسبة نمو القطاع الصناعي الخاص تتراوح ما بين 7 و 8% في سنة 1999 .
* تشير النتائج إلى ركود القطاع العمومي و الذي يظهر انه وصل إلى حدوده القصوى فيما يتعلق بإمكانيات توسع إمكانياته الصناعية وذلك على الرغم من الكثير من عمليات التطهير و الدعم وإعادة الهيكلة من طرف الدولة الجزائرية وما تزامن معه من ضخ إمكانيات مالية ضخمة , واضطر صناع القرار في النهاية إلى تبني سياسات جديدة منها الخصخصة وتجزئة هذه المؤسسات .
1- مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في خلق القيمة المضافة :
لقد عرفت القيمة المضافة التي يحققها القطاع الخاص ارتفاعا مستمرا حيث انتقلت من 18 مليار دينار سنة 1974 إلى أكثر من 2000 مليار سنة 2003, أما بالنسبة لمعدل مساهمة القطاع الخاص في خلق القيمة المضافة فانه ظل يتغير من سنة إلى أخرى .
الجدول رقم (3-21) : تطور القيمة المضافة في القطاع الخاص (1988- 2003)
السنوات
المبلغ
( مليون دينار ) النسبة %
1988 115.159 44
1989 148.537 46
1990 184.361 43
1991 283.171 42
1992 364.485 43
1993 438.577 48
1994 538.189 46
1995 711.672 45
1996 935.764 46
1997 1.010.274 46
1998 1.178.485 54
1999 1.335.170 51
2000 1.436.504 42
2001 1.636.136 47
2002 314.819 35
2003 2.029.559 47
المصدر : الديوان الوطني للإحصائيات (ONS).
نلاحظ أن القطاع الخاص الممثل في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يساهم بنسبة تتراوح بين 45% و 47%, وقد وصلت هذه النسبة إلى 54% سنة 1998 , ومن خلال معطيات الديوان الوطني للإحصائيات لسنة 2003 نلاحظ أن القطاع الخاص يسيطر بشكل كامل على بعض النشاطات مثل الفلاحة والصيد البحري , الخدمات المقدمة للعائلات, فقد بلغت مساهمة القطاع الخاص63640,5 مليون دينار مقابل 1430,7 مليون دينار للقطاع العام , وكذلك قطاع البناء و الأشغال العمومية حيث بلغت مساهمة القطاع العام في خلق القيمة المضافة فيه 116918,2 مليون دينار , بينما بلغت مساهمة القطاع الخاص 284096 مليون دينار , أما في قطاع النقل و المواصلات فقد بلغت مساهمة القطاع الخاص 305234,6 مليون دينار مقابل 107202,6 مليون دينار للقطاع العام .
بينما لازال القطاع الصناعي يسيطر عليه القطاع العام حيث لم تتعد مساهمة القطاع الخاص 1452,5 مليون دينار مقابل 43826,2 مليون دينار للقطاع العام .
وفي سنة 2000 حققت المؤسسات المصغرة ربح خام يقدر بـ 691 مليار دينار أي بنسبة 20% من الناتج المحلي الخام , وهذا يدل على أهمية المؤسسات المصغرة في الاقتصاد الجزائري .
الجدول رقم (3-22) : تطور الناتج المحلي الخام (PIB) حسب القطاع القانوني خارج المحروقات
الوحدة : مليار دينار
السنوات 1999 2000 2001 2002 2003
القطاع القيمة % القيمة % القيمة % القيمة % القيمة %
القطاع العام 420 24.6 457.8 25.2 481.5 23.6 505 23.1 550.6 22.9
القطاع الخاص 1288 75.4 1356.8 74.8 1560.2 76.4 1679.1 76.9 1884.2 77.4
المجموع
1708 100 1814 .6 100 2041.7 100 2184.1 100 2434.8 100
المصدر : الديوان الوطني للإحصائيات .
من خلال الجدول السابق نلاحظ أن القطاع الخاص الممثل أساسا بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة يمثل نسبة كبيرة وصلت إلى 77.4% من الناتج المحلي الخام خارج المحروقات, الأمر الذي يكشف لنا مدى الأهمية التي اكتسبها القطاع الخاص في تحقيق النمو الاقتصادي وذلك في ظل تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و الدور الحيوي الذي تلعبه .
وقد أثبتت الدراسات أن رغم العراقيل التي تواجه الصناعات الصغيرة و المتوسطة إلا أنها في تطور مستمر .
الجدول رقم (3-23) : تطور النشاط في الصناعات الصغيرة والمتوسطة (عينة تتشكل من 1026 صناعة صغيرة ومتوسطة )
المؤشرات الأساسية النتائج
2000 الفارق
00/99 الفارق
99/98 الفارق
98/97 الفارق
00/97
رقم الأعمال(109دج) 85.5 +20% +33% +27% +27%
القيمة المضافة (109 د.ج) 19.5 +25% +45% +50% +40%
التشغيل (103 أجير ) 45.2 +10% +21% +15% +15%
نفقات الاستثمار (109 د.ج) 16.3 +1% +28% +30% +20%
المصدر :المجلس الاقتصادي والاجتماعي – مشروع تقرير : من اجل سياسة لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر – مرجع سابق. ص 34.
إن توسيع تدخل الاستثمارات الخاصة يعد أمرا ضروريا من اجل تحقيق التنمية الاقتصادية , وذلك عن طريق توفير الدعم اللازم وتوفير التمويل , وذلك في ظل التغيرات التي يشهدها العالم خاصة ظاهرة العولمة , والتي تفتح الباب أمام المنافسة الأجنبية .
2- مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تعبئة الموارد و الاستهلاك :
إن تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار عامة , وفي المؤسسات الصغيرة و المتوسطة يؤدي إلى اتساع الوعاء الضريبي و منه تحقيق مداخيل إضافية لخزينة الدولة , توجه إلى تحسين الهياكل القاعدية و تدعيم الاستثمار الداخلي , ونلاحظ انه خلال السنوات الأخيرة أصبح مساهمة القطاع الخاص في رفع مداخيل الخزينة من خلال الضرائب المباشرة أو غير المباشرة في ارتفاع .
وان تطوير قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة له اثر على الاستهلاك وتحسين المستوى المعيشي للأفراد وذلك من خلال توفير المداخيل للأفراد , وهذه المداخيل ستترجم إلى طلب إضافي في السوق و منه تحقيق الانتعاش الاقتصادي , أما الجزء الذي لا يستهلك من الدخل يوجه إلى الادخار ومنه توفير مصادر إضافية لتمويل الاستثمار .
الجدول رقم (3-24) : نسبة الأجور من القيمة المضافة في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة سنة 2000
السنوات 2000
مؤسسات خاصة تضم اقل من 10عمال 35.24
مؤسسات خاصة تضم أكثر من 10عمال 39.32
المصدر : Ahmed Bouyacoub(directeur de recherche -cread) - LES PME EN ALGÉRIE : QUELLES RÉALITÉS ?- op-cit.
من خلال الجدول نلاحظ أن حصة الأجور من القيمة المضافة في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تمثل نسبة هامة من القيمة المضافة وبالتالي فهي تساهم بصورة فعالة في تنشيط الطلب الوطني وكذا تساهم في توزيع الدخل. وقد بلغ حجم الأجور في المؤسسات المصغرة سنة 2000 مبلغ 883 مليار دينار.
المطلب الرابع: تنمية وتطوير دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر
بالنظر لدور المنشآت الصغيرة والمتوسطة في تحقيق التنمية الاقتصـادية والاجتماعية بالجزائر ، نجد أن هذا القطاع ما زال لا يحقق المساهمة المتوقعة منه كقطاع اقتصادي فعال وعنصر محفز لدفع عجلة التنمية ، حيث تعترض هذه المنشآت بعض العقبات والصعوبات .
وفي الآونة الأخيرة قامت السلطات الجزائرية باتخاذ مجموعة من الإجراءات بهدف ترقية دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الوطني , غير ان المشكل المطروح هو إيجاد الميكانيزمات المناسبة للتطبيق , فهناك فرق شاسع بين الجانب النظري و الجانب التطبيقي , ولذلك يجب التركيز أكثر على تطبيق النصوص القانونية والأهداف المسطرة ضمن مختلف التشريعات و الهيئات التنظيمية .
ففي السبعينات كان الاعتقاد السائد هو أن تشييد المصانع الكبرى سيمكننا من تحقيق التنمية الاقتصادية , أما حاليا فالاعتقاد السائد هو أن تطوير التجهيزات الجماعية
(les équipements collectifs ) تحقق التنمية ففي برنامج الإنعاش الاقتصادي الأول تم التركيز على التجهيزات الجماعية بشكل رئيسي , غير أن الواقع وتجارب الدول الأخرى تؤكد أن التنمية الاقتصادية لا تتأتى إلا بتطوير النسيج الاقتصادي .
ولذلك يجب التركيز على تطوير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة , ويجب انتهاز فرصة توفر المبالغ المالية , لذلك يجب تخصيص من 30 إلى 40% من مخصصات برنامج الإنعاش الاقتصادي المقبل لتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ويجب تخصيص 30% من اجل تطوير الإدارة وكذا تفعيل دور هياكل دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وخاصة مكاتب المتخصصة في تقديم الاستشارة و دراسات الجدوى, بالإضافة إلى عصرنة محيط المؤسسات الاقتصادية .
ويجب أن تلعب الجماعات المحلية دورا هاما في ترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة, بحيث يتعين عليها بالتنسيق مع الهيئات المركزية على جلب و رصد التمويلات الممنوحة لمختلف القطاعات الاستثمارية في إطار التعاون بين الولايات من اجل توسيع و ترقية نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .
ونظرا للمنافسة الشديدة للمنتجات الأجنبية التي تتميز بالجودة العالية , فعلى المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الجزائرية الاعتماد على التجديد والابتكار و إدخال التكنولوجيا الحديثة في العملية الإنتاجية و التحكم في السعر والجودة .
وحتى يتسنى للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن تلعب دورا حيويا في الاقتصاد الوطني يجب إعداد استراتيجية واضحة مبنية على أساس من الواقعية , من اجل تمكينها من ممارسة نشاطها في أحسن الظروف . وفي هذا المجال فقد أعدت منظمة الأمم المتحدة للإنماء(UNDP) خطة برنامج لتنمية وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة :
1- يجب على الحكومة تسهيل عمليات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وليس تشديد الرقابة عليها بحجة التنظيم .
2- يجب أن تشارك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في صياغة السياسات والقوانين التي تخصها .
3- تحتاج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المناطق الريفية إلى البنى التحتية الملائمة و إلى سياسات حكومية خاصة بها .
4- يجب أن تكون خدمات الدعم المقدمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة مشجعة على تحرير الأسواق .
5- يجب أن تكون برامج التدريب الموجهة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عملية.
6- خدمات الاستشارة والدعم المقدمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة يتم توفيرها من طرف القطاع الخاص المحلي .
7- يجب أن تكون الخدمات المقدمة مقابل مبالغ مالية و لكن الإعانات المالية ضرورية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة .
8- الإعانات المالية الموجهة للطلب على الخدمات تعتبر أكثر فعالية من تلك الموجهة للعرض .
9- مادامت الخدمات الحكومية ضرورية يجب أن يكون لها طابع مستقل .
10- نشر وتوفير المعلومات يساهم في تطوير الأسواق .
11- يجب إعادة النظر في المهارات الفنية الضرورية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة حتى تتلائم مع الاستعمال الموسع للكمبيوتر والعولمة الاقتصادية .
12- إن تطوير نظام مالي وطني قوي وفعال متطلب أساسي لنمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .
13- يجب بذل مجهودات أكثر في مراحل التحضير الأولي لبرامج دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .
14- يجب إقحام القطاع الخاص في تصميم وتنفيذ السياسات الخاصة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة .
15- يجب اعتماد التخطيط الاستراتيجي في اختيار ما يجب دعمه خصوصا بالنظر إلى شح الدعم المالي .
الهوامش:
الطيف عبد الكريم – واقع و آفاق تطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ظل سياسة الإصلاحات- رسالة ماجستير. جامعة الجزائر 2002/2003 . ص 29.
1 Ben Achenhou – l'expérience algérienne de planification et de développement 1962/1982 –
2 éme édition société nationale d' édition .1984. p146
المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي, مشروع تقرير: من اجل سياسة لتطوير المؤسسات الصغرى والمتوسطة في الجزائر, المرجع السابق . ص 09 .
1 conseil national économique et social – contribution algérienne au 3éme sommet euro- méditerranéen des CES – Casablanca 27et 28 Novembre 1997.
بلعزوز بن علي – محاضرات في النظريات و السياسات النقدية – ديوان المطبوعات الجامعية . الجزائر 2004. ص 177.
أ.محمد الهادي مباركي – المؤسسة المصغرة ودورها في التنمية – من الملتقى الوطني الأول حول المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودورها في التنمية .الاغواط في 8 و9 افريل 2002 .
د. قدي عبد المجيد – المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمناخ الاستثماري - مرجع سابق .
قويقح نادية – انشاء وتطوير المؤسسات و الصناعات الصغيرة والمتوسطة في الدول النامية – مرجع سابق .ص 109
تلايجية نوة و ا. ماضي بلقاسم مداخلة بعنوان : دور الجماعات المحلية في ترقية الاستثمارات , مرجع سابق .
د. حســين رحــيم ترقية شبكة دعم الصناعات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر:نظام المحاضن .مرجع سابق .
المجلس الاقتصادي والاجتماعي :المجلس الاقتصادي والاجتماعي – مشروع تقرير : من اجل سياسة لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر – مرجع سابق . ص 35.
أ. وصـاف سعيـدي - المؤسسات الصغيرة والمتوسطة و تنمية الصادرات مع الإشارة لحالة الجزائر- مرجع سابق .
1 Ministère de la PME - ACTES DES ASISES NATIONALES DE LA PME- op-cit .p364.
2 www.cagex.com.dz/menu.html
1 Ministère de la petite et moyenne entreprise et de l'artisanat –Actes des assises nationales de la PME –op.cit . p42.
1Hayat KENDEL -AGGLOMERATION DES PME et DEVELOPPEMENT TECHNOLOGIQUE – a partir du site internet :
https:// isdm-univ –tln.fr/pdf/isdm17/isdm17-kindel.pdf
2centre du commerce international –les PME et le marche mondial - op- cit .P22.
د. قدي عبد المجيد – المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمناخ الاستثماري - مرجع سابق .
1 conseil national économique et social – contribution algérienne au 3éme sommet euro- méditerranéen des CES – op .cit.
2 HAMMOUDA Nacer-Eddine - Secteur et emploi informels en Algérie :
définitions, mesures et méthodes d’estimation - CREAD (Alger) .2002. a partir du site Internet https://www.univ-paris12.fr/www/labos...e/hammouda.doc
احمد مجدل – إدراك واتجاهات المسئولين عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نحو التجارة الالكترونية في الجزائر : بالتطبيق على ولاية غرداية – مرجع سابق.ص 47 .
1Abdelhak lamiri – plus de ressources au développement des PME – PARTENAIRES .revue de la chambre de commerce et d'industrie française en Algérie .N50. FEVERIER 2005.
معوان مصطفى – دور الجماعات المحلية في دعم وتشجيع المشاريع الاستثمارية في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة – من الملتقى الوطني الأول حول المؤسسة الاقتصادية و تحديات المناخ الاقتصادي الجديد – 22/23 افريل 2003.ص47.
احمد مجدل – إدراك واتجاهات المسئولين عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة نحو التجارة الالكترونية في الجزائر : بالتطبيق على ولاية غرداية . مرجع سابق . ص 41 .