على الرمل الساخن ما زلت أزحف ببطء وألم وتعب لا يفوقه تعب أغرورقت عيناي بالدموع حينما رأيت البيوت البعيدة المتلاصقة التي تنتصب على أسطحها الهوائيات بدأت افقد الاحساس بيدي المتشققتين كما انسلخت ركبتي واكتسحني الظمأ طوال الليلة الماضية وأنا أركض بكل طاقتي ثم تحول الركض الى مشي حذر ثم زحف هلع والان بيني وبين تلك المنازل الصغيرة الملونة ذات الابواب والنوافذ المتشابهة والتي عشت في أحدها شارع رئيسي اسفلته يبث الهواء الحار الى اعلى في هذا اليوم الطويل من شهر سبتمبر
هذا الشارع الذي لا حياة فيه كم قطعته سيارة ابي أثناء توصيلنا انا واخوتي الثلاث الى مدارسنا في المنطقة المجاورة وقد ضم يوما سر نزهتي الوحيدة معه قبل ان تحل الكارثة يومها كنت قلقة وعاجزة عن استيعاب انه مغرم بي الى حد بعيد
قال لي ليلتها :
في هذا المكان من العالم أو غيره لن تجدي رجلا يحبك قدر حبي لك ان وافقت على الارتباط بي رغم العقبات سأكون عبدا بين يديك وان افترقنا فاعلمي اني سأكون أول روح لميت تتقمص جسدا حيا
كنت حفيدة أخرى للشمس التي لا تعرف الرحمة زواج مستحيل تمرد فاشل والهروب من بريق عينيه ونكهة القهوة في صوته أيضا صعب كنت عالقة بين تراث عميق من الممنوعات وبين عشقه الغريب لي .
من الافضل أن تنسى الموضوع بأكمله فاختلافكما أعمق اختلاف تاريخي من أجله قامت الحروب ولن يمكنك فعل شيء اتجاهه والمشكلة تتجاوز موافقة والديك انه مجتمع صغير ولن يختلط فيه الزيت بالماء مهما فعلت
هذا ما نصحتني به اختي الكبرى التي بحت لها بسري وانا خائفة ان تفشيه يوما ليلة قررت نسيانه قرعت الطبول وقررت عقارب الساعة أن تتوقف وينسانا الزمان
ما زلت ازحف ببطء وألم وتعب لا يفوقه تعب لا أحد يعبر الشارع سكون كامل وحدها الصراصير تتحرك في جميع الاتجاهات على حائط المدرسة في الجهة المقابلة شعارات وعبارات حديثة غاضبة لم تكن موجودة قبل شهر أظنه كتب احداها أو حرض على كتابتها......أين هو الان
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2010-08-09, 12:17
يوم طويل
العرض العادي
