كل شيئ يوحي الى ذلك !التعليم في الجزائر يحتضر !..هي نظرة يعتقد البعض أنّها "متشائمة" لكنّني أحسبها "موضوعية" ، القطاع يشهد إرهاصات عديدة تنبئ بحالته الحقيقية رغم "حملة الإنكار" التي تمتطيها وزارة التربية بتسويق صورة "برّاقة" عبر نشر إحصاءات وأرقام إيجابية لا تمثّل الواقع واعتمادها مؤخرّا لأسلوب التهديد والوعيد للبعبع الجديد الذي خلقته مخابر "الأبا بكرين" خالدي وبن بوزيد! "فَشَيْطَنة" المعلّم ورفعه الى مقام "العدّو الأكبر" للإصلاح والجشِع المِلحاح ثم إهانته علنا بمناسبة وبغير مناسبة يجعل من "خبراء" وزارة التربية "أبطالا" ...وذاك مربط الفرس..لأن تراكم الفجوات والفشل المستديم زاد من خيبة أمل مسؤولي القطاع وحشرهم في الزّاوية وكشف عجزهم عن التسيير وفضحهم على رؤوس الأشهاد...لكّن الخطر الأعظم الذي يهدّد التعليم حسب ما أعتقد هو النظام الجديد الذي فرض نفسه وصار موازيا للقوانين الشرعية والخلقية وبات لا محال يتحكّم في دواليب المنظومة التربوية....نظام بدأ بسيطا فعظُم والتهم ما حوله مختزلا قطاع التربية في "دوّامة بزنسة" ومصالح متقاطعة، متجاهلا البُعد الأساس والغاية المُثلى للقطاع!ولعّل أهم مظاهره حالة التسيّب التي تسود مديريات التربية والرّداءة المنتشرة كالنار في الهشيم، المحاباة والمحسوبية في مسابقات الترقية رغم الاجراءات "الشكلية" التي تُعدّ شتيمةً لذكاء المربّين! نظامٌ جعل أرذل المربّين يرأس أخيارهم....ولعّل السبّب الحقيقي وراء انتشار ظاهرة "الهروب إلى المسؤولية" وهجرة "قاعة التدريس" هو البرامج " الهجينة" والمنفّرة التي أعدّتها مخابر الوزارة دون استشارة ولا دراسة عدا بعض اللّجان " المستوردة" من سوق المتقاعدين الفرونكوفيليين (francophiles) !إضافة إلى حالة الإحباط "العّام" التي تترجم تعسّف الوزارة وتعنّتها في تجاهل حقوق المربّين الدستورية ممّا يشجّع ويُنعش سوق "المرتزقة" الذين يجثمون على مختلف المصالح، فمن الطبيعي أن يضعف البعض ويحاول ركوب الموج والسباحة مع التيّار لتحقيق "أمنياته" وطموحاته، ولن يجد سبيلا سوى "النظام السّائد" !حلقة مفرغة ودوّامة حلزونية تنمو وفق دالّة أُسيّة لا نهاية لها....!!
التهديدات الأخيرة التي سوّقها الوزير نفسه عبر أمواج الأثير وأسطر الجرائد ما هي إلا صرخة "خافتة" وطعنة للموضوعية وصفعة لكبرياء المعلمين ومحاولة لِلَجْم " المارد" : جحافل الأخيار وإسكاتهم، ...رغم اعتقادي أن التعليم قد كبّر عليه أربعا أو كاد لكنّني متمسّك ببصيص أمل...فلا أملك غير ذلك!