اشتهر أبو خراش الهذلي بالكرم وحسن استقبال الأضياف . وكان شاعرا وفارسا وعداء يسبق الخيل في الجري !.
طرق بابه ذات ليلة جماعة جاءوا من اليمن . فرحب بهم ، خاصة وقد علم أنهم حجاج أجهدهم السفر ، يريدون الراحة ويحتاجون إلى ماء وطعام ، وبئر الماء غير بعيد من داره .
قال لهم أبو خراش بعد أن وضعوا متاعهم :
- يا بني عمي ، ما في البيت ماء يكفيكم وليس عندي من يخدمكم فخذوا : هذا وعاء وهذه شاة . فأحضروا الماء من البئر على مقربة ، واذبحوا شاتكم هذه واطبخوا وكلوها . واتركوا الوعاء عند الماء قبل أن ترحلوا على بركة الله ، وفي الصباح آخذه .
فقالوا :
- والله ما نحن بخارجين في ليلتنا هذه وقد أدركنا التعب ، فأنت وشأنك !
فلما رأى أبو خراش ذلك منهم ، أخذ قربته ، ومشى نحو الماء في ظلام الليل حتى ملأها .
وفي طريق عودته نهشته حية قرب البئر ، فأسرع يحمل الماء وقال لضيوفه :
- خذوا الماء واشربوا ، واطبخوا شاتكم وكلوا .
ولم يخبرهم بما حدث له . فباتوا يأكلون ويشربون . فلما أصبحوا يتهيأون للصلاة قبيل الرحيل وجدوا أبا خراش ميتا فلما بلغ الخبر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - غضب غضبا شديدا ، وأمر أن يدفع هؤلاء الحجاج الكسالى دية أبي خراش ( رضي الله عنه ) وكتب إلى عامله باليمن أن يحاسبهم بعقوبة جزاء ما فعلوا وما أساءوا في التصرف .