الباب الثالث
في رؤيا الملائكة عليهم السلام
سمعت أبا الفضل أحمد بن عمران الهروي بمكة حرسها الله تعالى. قال سمعت أبا بكر بن القاري، يقول: سمعت أبا بكر جعفر بن الخياط الشيخ الصالح يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم جالساً معه جماعة من الفقراء، متسمين بالتصوف، فإذا بالسماء قد انشقت، فنزل جبريل ومعه ملائكة بأيديهم الطسوت والأباريق، فكانوا يصبون الماء على أيدي الفقراء ويغسلون أرجلهم، فلما بلغوا إلي مددت يدي فقال بعضهم لبعض: لا تصبوا الماء على يديه، فإنّه ليس منهم فقلت يا رسول الله فإن كنت لست منهم فإنّي أحبهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن مع من أحب، فصب الماء على يدي حتى غسلتهما.
قال الأستاذ أبو سعد رضي الله عنه: رؤية الملائكة في النوم إذا كانوا معروفين مستبشرين، يدل على ظهور شيء لصاحب الرؤيا، وعزّ وقوة وبشارة ونصرة بعد ظلم، أو شفاء بعد مرض، أو أمن بعد خوف، أو يسر بعد عسر، أو غنى بعد فقر، أو فرج بعد شدّة. وتقتضي أن يحج صاحبها أو يغزو فيستشهد.
فإن رأى كأنّه يعادي جبريل وميكائيل أو يجادلهما، فإنّه في أمر يحل به نقمة الله تعالى من ساعة إلى ساعة، وكان رأيه موافقاً لرأي اليهود، نعوذ بالله.
وإن رأى أنّه أخذ من جبريل طعاماً، فإنّه يكون من أهل الجنة إن شاء الله وإن رآه حزيناً مهموماً أصابته شدة وعقوبة، لأنّه ملك العقوبة.
ومن رأى ميكائيل عليه السلام، فإنّه ينال مناه في الدارينِ إن كان تقياً. وإن لم يكن تقياً فليحذر. فإن راه في بلدة أو قرية مطر أهلها مطراً عاماَ، وأرخصت الأسعار فيها، فإن كلم صاحب الرؤيا أو أعطاه شيئاً فإنّه ينال نعمة وسروراً لأنه ملك الرحمة.
ومن رأى إسرافيل عليه السلام محزوناَ ينفخ في الصور، وظن أنّه سمعه وحده دون غيره فإنّ صاحب الرؤيا يموت. فإن كان يظن أنّ أهل ذلك الموضع سمعوه ظهر في ذلك الموضع موت ذريع. وقيل إنّ هذه الرؤيا تدل على انتشار العدل بعد انتشار الظلم، وعلى هلاك الظلمة في تلك الناحية.
ومن رأى ملك الموت عليه السلام مسروراً مات شهيداً، فإن رآه باسراً ساخطاً مات على غير توبة، ومن رأى كأنّه يصارعه فصرعه مات، فإن لم يكن صرعه أشفى على الموت ثم نجاه الله، وقيل من رأى ملك الموت طال عمره.
وحكي عن حمزة الزيات قال: رأيت ملك الموت في النوم، فقلت يا ملك الموت نشدتك بالله هل ذلي عند الله من خير؟ قال نعم، وآية ذلك أنّك تموت بحلوان، فمات بحلوان، فإن رأى كأنّ ملكاً من الملائكة يبشره بابن، رزق ابناً عالماً رضياً وجيهاً، لقوله تعالى: " إن الله يُبَشِّرًكَ بكَلِمَةٍ منه " 0 الآية وقوله: " إنّما أنا رسُولً ربِّكِ لأهَبَ لكِ غُلاماً زَكيّاً " . وإن رأى ملائكة بأيديهم أطباق الفواكه، خرج من الدنيا شهيداً.
وإن رأى أنّ ملكاً من الملائكة دخل عليه داره، فليحذر دخول اللص داره. وإن رأى كأنّ ملكاً أخذ منه سلاحه، فإنّه تذهب قوته ونعمته، وربما فارق امرأته. وإن رأى كأنّ الملائكة في موضع وهو يخافهم، وقع في ذلك الموضع فتنة وحرب.
وإن رأى كأنّ الملائكة في موضمع حرب، ظفر بالأعداء. وإن رآهم راكعين بينِ يديه أو ساجدين له، نال أمانيه وعلا ذكره وأمره، فإن رأى أنّه يصارع ملكاً، نال هماَ وذلاً بعد العز. وإن رأى مريض كأنّ ملكاً يواقع ملكاً، قرب موته.
وإن رأى كأن الملائكة هبطت من السماء إلى الأرض على هيئتها، فذلك دليل على عز أهل الحق، وذل أهل الباطل، ونصرة المجاهدين، فإن راهم على صورة النساء فإنّه يكذب على الله تعالى لقوله تعالى: " أفَأصْفَاكُمْ رَبّكُمْ بالبَنِينَ واتّخَذَ من الملائِكَةِ إنَاثاً إنّكم لَتَقُولُونَ قولاً عَظِيماً " .
وإن رأى أنّه يطير مع الملائكة أو يصعد معهم إلى السماء، ولا يرجع، نال شرفاً في الدنيا ثم يستشهد.
وإن رأى كأنّه ينظر إلى الملائكة أصابته مصيبة، لقوله تعالى: " يومَ يَرَوْنَ الملاَئِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئذٍ للمُجْرِمِين " وإن رأى كأنّ الملائكة يلعنونه فذلك دليل على وهن دينه.
وإن رأى كأنّ الملائكة يضجون، خرب بيته ومسكنه.
وإن رأى رهطاً من الملائكة في بلد أو محلة أو قرية، فإنّه يموت هناك عالم أو زاهد، أو يقتل رجل مظلوم، أو تهدم دار على قوم.
وإن رأى كأنّ ملائكة يصنعون مثل صناعته، دل ذلك على ارتفاقه بصناعته.
وإن رأى ملكاً يقول له اقرأ كتاب الله تعالى، فإن كان رجلاً من أهل الخير أصاب شرفاً، وإن لم يكن من أهل الخير فليحذر لقوله تعالى: " اقرأ كِتَابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ اليومَ عَلَيْكَ حَسِيباً " .
وإن رأى الملائكة في موضع على خيل، هلك هناك جبار، وإن رأى طيوراً تطير ولا يعرف أعيائها فهي ملائكة، ورؤيتهم في المنام في مكان دليل على الانتقام من الظالمين ونصر المظلومين.
ومن رأى الكرام الكاتبين، نال السرور والفرح في الدنيا والآخرِة، ورزق حسن الخاتمة إن كان من أهل الصلاح، وإلا خيف عليه لقوله تعالى: " كِراماَ كَاتِبِينَ يَعْلَمُون ما تَفْعَلُون " .
وقد قال بعض أهل العلم بهذه الصناعة، إنّ رؤية الملك في صورة شيخ دليل على الزمان الماضي. ورؤيته في صورة الشبان، دليل على الزمان الحاضر، ورؤيته في صورة صبي، دليل على الزمان المستقبل.
ومن رأى كأنّه صار في صورة ملك، فإن كان في شدة، نال الفرج. وإن كان في رق أعتق. وإن كان شريفاً نال رياسة وإن كان مريضاً دلت هذه الرؤيا على موته. ومن رأى كأنّ الملائكة يسلمون عليه، أتاه الله بصيرة في حياته وختم له بالخير.
وحكي أنّ شمويل اليهودي التاجر، رأى في منامه وكان في سفر، كأنّ الملائكة يصلّون عليه، فسأل معبراً، فقال إنّك تدخل في دين الله وشريعة رسوله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: " هو الّذي يُصلّي عَلَيْكًمْ وَمَلَائِكتُهُ ليُخْرِجكُمْ مِنَ الظلُمَاتِ إلى النُّور " . فأسلم وهداه الله وكان سبب إسلامه أنّه وارى رجلاً مديوناً فقيراً عن غريم له كان يطلبه.
الباب الرابع
في رؤيا الصحابة والتابعين في المنام
رضي الله عنهم وأرضاهم
من رأى واحداً منهم أو جميعهم أحياء، دلت رؤياه، على قوة الدين وأهله ودلت على أنّ صاحب الرؤيا ينال عزاً وشرفاً، ويعلو أمره، فإن رأى كأنّه صار واحداً منهم، يناله شدائد ثم يرزق الظفر، وإن رآهم في منامه مراراً صدقت معيشته، وإن رأى أبا بكر رضي الله عنه حياً، أكرم بالرأفة والشفقة على عباد الله، وإن رأى عمر رضي الله عنه أكرم بالقوة في الدين، والعدل في الأقوال، وحسن السيرة فيمن تحت يده، فإن رأى عثمان رضي الله عنه حياً، رزق حياءاً وهيبة وكثر حساده، وإن رأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حياً، أكرم بالعلم ورزق الشجاعة والزهد، ومن رأى القراء مجتمعين في موضع، فإنّه يجتمع هناك أاصحاب الدولة من السلاطين والتجار والعلماء، ومن رأى بعض الصالحين من الأموات صار حياً في بلده، فإنّ تلك البلدة ينال أهلها الخصب والفرج والعدل من واليهم، ويصلح حال رئيسهم.
ورؤي الحسن البصري رحمه الله كأنه لابس صوف، وفي وسطه كستيج وفي رجليه قيد، وعليه طيلسان عسلي، وهو قائم على مزبلة، وفي يده طنبور يضرب به، وهو مستند إلى الكعبة، فقصت رؤياه على ابن سيرين فقال: أما درعه الصوف فزهده، وأما كستيجه فقوته في دين الله، وأما عسليه فحبه للقرآن وتفسيره للناس، وأما قيده فثباته في ورعه، وأما قيامه على المزبلة فدنياه جعلها الله تحت قدميه، وأما ضرب طنبوره فنشره حكمته بين الناس، وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عزّ وجلّ.
الباب الخامس
في تأويل سور القرآن العزيز
أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبدالوهاب الرازي، أخبرنا محمد بن أيوب الرازي، قال أنبأنا مسلم بن إبراهيم، قال حدثنا هشام عن قتادة عن الحسن أنّ رجلأ مات فرآه أخوه في المنام، فقال يا أخي أي الأعمال تجدون أفضل؟ قال القرآن، قال أي آي القرآن أفضل؟ قال آية الكرسي، قال يرجو الناس؟ قال نعم إنكم تعملون ولا تعلمون، ونحن لا نعلم ولا نعمل.
ومن رأى كأنّه يقرأ فاتحة الكتاب فتحت له أبواب الخير، وأغلقت عنه أبواب الشر.
ومن رأى كأنّه يقرأ سورة البقرة طال عمره وحسن دينه.
ومن رأى أنّه يقرأ سورة آل عمران صفا ذهنه وزكت نفسه، وكان مجادلاً لأهل الباطل.
ومن يقرأ سورة النساء فإنّه يكون قساماً للمواريث صاحب حرائر من النساء وجوار، يرث النساء ويورث بعد عمر طويل.
ومن قرأ سورة المائدة علا شأنه وقوي يقينه وحسن ورعه.
ومن قرأ سورة الأنعانم كثرت أنعامه ودوابه ومواشيه ورزق الجهود.
ومن قرأ سورة الأعراف لم يخرج من الدنيا حتى يطأ قدمه طور سيناء.
ومن قرأ سورة الأنفال رزقه الله الظفر بأعدائه، ورزق الغنائم.
ومن قرأ سورة التوبة عاش في الناس محموداً ومات على توبة.
ومن قرأ سورة يونس حسنت عبادته ولم يضره كيد ولا سحر.
ومن قرأ سورة هود كان مرزوقاً من الحرث والنسل.
ومن قرأ سورة يوسف ظلم أولاً ثم يملك أخيراً، ويلاقي سفراً يقيم فيه.
ومن قرأ سورة الرعد كان حافظاً للدعوات، ويسرع إليه الشيب.
ومن قرأ سورة إبراهيم حسن أمره ودينه عند اللهّ.
ومن قرأ سورة الحجر كان عند الله وعند الناس محموداً، ومن قرأ سورة النحل رزق علمأ، وإن كان مريضاً شفي.
ومن قرأ سورة بني إسرائيل كان وجيهاً عند الله ونصر على أعدائه.
ومن قرأ سورة الكهف نال الأماني وطال عمره حتى يمل الحياة ويشتاق إلى الموت.
ومن قرأ سورة مريم أحيا سنن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ويكذب عليه ثم تظهر براءته.
ومن قرأ سورة طه لم يضره سحرساحر.
وِمن قرأ سورة الأنبياء نال الفرج بعد الشدة واليسر بعد العسر، ورزق علماً وخشوعاً.
ومن قرأ سورة الحج رزق الحج مراراً إن شاء الله تعالى.
ومن قرأ سورة المؤمنين قوي إيمانه وختم له به.
ومن قرأ سورة النور نوّر الله قلبه وقبره.
ومن قرأ سورة الفرقان كان فارقاً بين الحق الباطل.
ومن قرأ سورة الشعراء عصمه الله من الفواحش.
ومن قرأ سورة النمل أوتي ملكاً.
ومن قرأ سورة القصص رزق كنزاً حلالاً.
ومن قرأ سورة العنكبوت كان في أمان الله وحرزه إلى أن يموت.
ومن قرأ سورة الروم فتح الله على يديه بلدة من بلاد المشركين، وهدى على يديه قوماً.
ومن قرأ سورة لقمان آوتي الحكمة.
ومن قرأ سورة السجدة مات في سجدته وصار من الفائزين عند اللهّ.
ومن قرأ سورة الأحزاب كان من أهل التقى واتبع الحق.
ومن قرأ سورة سبأ يزهد في الدنيا، وآثر العزلة.
ومن قرأ سورة فاطر فتح الله عليه باب النعم.
ومن قرأ سورة يس رزق محبة أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن قرأ سورة الصافات رزقه الله ولداً صاحب يقين طائعاً له.
ومن قرأ سورة ص كثرماله وحذق في صناعته.
ومن قرأ سورة الزمر خلص دينه وحسنت عاقبته.
ومن قرأ سورة المؤمن رزق رفعة في الدنيا والآخرة، وتجري الخيرات على يديه.
ومن قرأ سورة حم السجدة يكون داعياً إلى الحق ويكثر محبوه.
ومن قرأ سورة حم عسق عمّر عمراً طويلاً إلى غاية.
ومن قرأ سورة الزخرف كان صادقاً في أقواله.
ومن قرأ سورة الدخان رزق الغنى.
ومن قرأ سورة الجاثية فإنّه يخشع لربه ما عاش.
ومن قرأ سورة الأحقاف رأى العجائب في الدنيا.
ومن قرأ سورة محمد صلى الله عليه وسلم حسنت سيرته.
ومن قرأ سورة الفتح وفق للجهاد.
ومن قرأ سوره الحجرات يصل رحمه.
ومن قرأ سورة ق وسع عليه رزقه.
ومن قرأ سورة الذاريات كان مرزوقاً من الحرث والزرع.
ومن قرأ سورة الطور دلت رؤياه على أنّه يجاور بمكة.
ومن قرأ سورة النجم رزق ولداً جميلاً وجيهاً.
ومن قرأ سورة القمر فإنّه يسحر ولا يضره.
ومن قرأ سورة الرحمن نال في الدنيا النعمة وفي الآخرة الرحمة،.
ومن قرأ سورة الواقعة كان سباقاً إلى الطاعات.
ومن قرأ سورة الحديد كان محمود الأثر صحيح البدن.
ومن قرأ سورة المجادلة كان مجادلاً لأهل الباطل قاهراً لهم بالحجج.
ومن قرأ سورة الحشر أهلك الله أعداءه.
ومن قرأ سورة الممتحنة نالته محنة وأجر عليها.
ومن قرأ سورة الصف استشهد.
ومن قرأ سورة الجمعة جمع الله له الخيرات.
ومن قرأ سورة المنافقين برىء من النفاق.
ومن قرأ سورة التغابن استقام على الهدى.
ومن قرأ سورة الطلاق دل على نزاع بينه وبين امرأته يؤدي ذلك إلى الفراق.
ومن قرأ سورة الملك كثرت أملاكه.
ومن قرأ سورة نون رزق الكتابه والفصاحة.
ومن قرأ سورة الحاقة كان على الحق.
ومن قرأ سورة المعارج كان آمناً منصوراً.
ومن قرأ سورة نوح كان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر مظفراً على الأعداء.
ومن قرأ سورة الجن عصم من شر الجن.
ومن قرأ سورة المزمل وفق للتهجد.
ومن قرأ سورة المدثر حسنت سريرته وكان صبوراً.
ومن قرأ سورة القيامه فإنّه يجتنب الحلف فلا يحلف أبداً.
ومن قرأ سورة هل أتى وفق للسخاء ورزق الشكر وطابت حياته.
ومن قرأ سورة المرسلات وسع عليه في رزقه.
ومن قرأ سورة عم يتساءلون عظم شأنه وانتشر ذكره بالجميل..
ومن قرأ سورة النازعات نزعت الهموم والخيانات من قلبه.
ومن قرأ سورة عبس فإنّه يكثر إيتاء الزكاة والصدقة.
ومن قرأ سورة التكوير كثرت أسفاره في ناحية المشرق وكثرت أرباحه في أسفاره.
ومن قرأ سورة الانفطار قربه السلاطين وأكرموه.
ومن قرأ سورة المطففين رزق الأمانة والوفاء والعدل.
ومن قرأ سورة الانشقاق كثر نسله وولده.
ومن قرأ سورة البروج فاز من الهموم وأكرم بنوع من العلوم وقيل ذلك علم النجوم.
ومن قرأ سورة الطارق أُلهم كثرة التسبيح.
ومن قرأ سورة سبح تيسرت عليه أًموره.
ومن قرأ سورة الغاشية ارتفع قدره وانتشر ذكره وعلمه.
ومن قرأ سورة الفجر كسي البهاء والهيبة.
ومن قرأ سورة البلد وفق لإطعام وإكرام الأيتام ورحمة الضعفاء.
ومن قرأ سورة الشمس أوتي الفهم وذكاء الفطنة في الأشياء.
ومن قرأ سورة الليل وفق اغيام الليل وعصم من هتك الستر.
ومن قرأ سورة الضحى فإنّه يكرم المساكين والأيتام.
وقد حكي أنّ بعض العلوية رأى في منامه مكتوباً على جبينه سورة الضحى،فأخبر بذلك ابن المسيب فعبرها بدنو الأجل، فمات العلوي بعد ليلة.
ومن قرأ سورة ألم نشرح فإن الله يشرح للإسلام صدره، وييسّر عليه أمره وتنكشف عنه همومه.
ومن قرأ سورة التين عجل له قضاء حوائجه، وسهل له رزقه.
ومن قرأ سورة اقرأ رزق الكتابة والفصاحة والتواضع.
ومن قرأ سورة القدر طال عمره وعلا أمره وقدره.
ومن قرأ سورة لم يكن هدى الله على يديه قوماً ضالين.
ومن قرأ سورة الزلزلة زلزل الله به أقدام أهل الكفر.
ومن قرأ سورة العاديات رزق الخيل وارتباطها.
ومن قرأ سورة القارعة أكرم بالعبادة والتقوى.
ومن قرأ سورة التكاثر كان زاهداً من المال تاركاً لجمعه.
ومن قرأ سورة العصر وفق الصبر وأعين على الحق، ويناله خسران في تجارته، ويتعقبه ربح كثير.
ومن قرأ سورة الهمزة فإنّه يجمع مالاً ينفعه في أعمال البر.
ومن قرأ سورة الفيل نصر على الأعداء وجرى على يديه فتوح في الإسلام.
ومن قرأ سورة قريش فإنّه يطعم المساكين ويؤلف الله بينه وبين قلوب عباده في المحبة.
ومن قرأ سورة أرأيت فإنّه يظفر بمن خالفه وعانده.
ومن قرأ سورة الكوثر كثر خيره في الدارين.
ومن قرأ سورة الكافرون وفق لمجاهدة الكافرين.
ومن قرأ سورة النصر نصره الله على أعدائه. وهذه الرؤيا تدل على قرب وفاة صاحبها فإنّها سورة نعي النبي صلى الله عليه وسلم إلى نفسه.
وقد حكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال إني رأيت في المنام كأني أقرأ سور الفتح، فقال عليك بالوصية فقد جاء أجلك. فقال ولم؟ قال لأنها آخر سورة نزلت من السماء.
ومن قرأ سورة تبت يدا فإنّ بعض أهل النفاق يتشمر لمعاداته وطلب عثراته ثم يهلكه الله عزّوجلّ.
ومن قرأ سورة الإخلاص نال مناه وعظم ذكره، ووقي زلات توحيده، وقيل يقل عياله ويطيب عيشه، وقد قيل أن قِراءتها أيضاً دليل على اقتراب الأجل.
وقد حكي أنّ بعض الصالحين رأى سورة الإخلاص مكتوبة بين عينيه فقص ذلك على سعيد بن المسيب، فقال إن صدقت رؤياك فقد دنا موتك. فكان كما قال.
ومن قرأ سورة الفلق فإنّ الله يدفع عنه شر الإنس والجن والهوام والحساد.
ومن قرأ سورة الناس عصم من البلايا وأُعيذ من الشيطان وجنوده ووسواسهم.
قال أبو سعد رضي الله عنه: والأصل في هذا النوع من الرؤيا، أن يتدبر المعبر رؤيا القاص عليه في هذا الباب، فإن كانت الآية التي رأى أنّه قرأها آية رحمة مبشرة، بشره بالرحمة والنعمة والأمن والغبطة، وإن كانت عقوبة، حذره ارتكاب معصية يستحقها بها، وأشار عليه بترك معصية هو فيها أو هام بها قاصداً لها.
تفسير رؤيا المصحف وقراءته
فإن رأى كأنّه يقرأ القرآن ظاهراً، فإنّه يكون مؤدياً للأمانات مستقيماً على الحق، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لقوله تعالى: " يتْفونَ اياتِ الله " ، إلى قوله " ويأمُرًون بالمعْرُوفِ ويَنْهُونَ عن المنْكَر " .
فإن رأى كأنّه يقرأ في مصحف، نال حكمة وعزاً وذكراً، وحسن دين. والمصحف حكمة في التأويل.
فإن رأى أنّه اشترى مصحفاً، انتشر علمه في الدين والناس، وأفاد خيراً.
ومن رأى أنّه باع مصحفاً، فإنه يحتقب الفواحش.
فإن رأى أنّه أحرق. مصحفاً أفسد دينه.
فإن رأى أنّه سرق مصحفاً نسي الصلاة.
فإن رأى في يده كتاباً أو مصحفاً، فلما فتحه لم يكن فيه كتابه، دل على أن ظاهره بخلاف باطنه.
فإن رأى أنّه يأكل أوراق المصاحف، فإنّه يكتب المصاحف بأجرة، ويطلب رزقه من غيروجهه.
فإن رأى أنّه يقبل المصحف، فإنّه لا يقصر في أداء الواجبات.
فإن رأى أفّ يكتب القرآن في خزف أو صدف، فإنّه يقول في الْقرآن برأيه.
فإن رأى أنّه يكتبه على الأرض فهو ملحد.
وقد حكي أنّ الحسن البصري رحمه اللهّ، رأى كأنّه يكتب القران في كساء فقص رؤياه على ابن سيرين فقال اتق الله ولا تفسر القرآن برأيك، فإن رؤياك تدل على ذلك.
فإن رأى كأنّه يقرأ القران وهو متجرد، فإنه صاحب أهواء.
ومن رأى كأنّه يأكل القرآن، فإنِّه يأكل به.
ومن رأى كأنّه متوسد مصحفاً، فإنّه رجل لا يقوم بما معه من القرآن، لقوله صلى الله عليه وسلم " لا توسدوا بالقرآن لما " .
ومن رأى أنّه حفظ القرآن ولم يكن يحفظه، نال ملكاً. لقوله تعالى: " إني حَفِيظٌ عَلِيم " .
ومن رأى كأنّه يسمع القرآن، قوي سلطانه وحسنت خاتمته.
ومن رأى أنّ المصحف أُخذ منه، فإنّه ينتزع منه علمه وينقطع عمله في الدنيا.
ومن رأى أنّه يُتْلى عليه القران وهو لا يفهمه، أصابه مكروه، أما من الله أو من السلطان. لقوله تعالى: " وقالوا لو كُنّا نَسْمَعُ أو نَعْقِلُ ما كًنّا فِي أَصْحَابِ السّعِيرْ " .
ومن رأى اية رحمة، فإذا وصل إلى آية عذاب، عسرت عليه قراءتها، أصاب فرجاً.
ومن رأى أنّه يقرأ اية عذاب فإذا وصل إلى آية رحمة، لم يتهيأ له قراءتها بقي في الشدة.
ومن رأى أنّه يختم القرآن ظفر بمراده وكثر خيره.
وحكي أنّ امرأة رأت كأنّ في حجرها مصحفاً، وهي تقرب منه، فجاءت فروجتان يلتقطان كل كتابة فيه، حتى استوفتا جميع كتابته أكلاً فقصت رؤياها على ابن سيرين فقال ستلدين ابنين يحفظان القرآن. فكان كذلك.
رؤيا قطع ورقة من المصحف
وحكي أنّ رجلاً من القراء، رأى في منامه كأنّه يقطع ورقة من المصحف فيضعها على النار، فيسكن لهبهم. فرفعها إلى بعض المفسرين فقال ستكون فتنة من جهة السلطان، وتسكن بقراءتك القران، فكان كذلك.
ومن سمع قراءة القرآن قوي سلطانه، وحمدت عاقبته، وأُعيذ من كيد الكائدين.
لقوله تعالى: " فإذا قرأتَ القرانَ جعلنا بينكَ وبينَ الذينَ لا يؤمنون بالآخرةِ حجاباً مسْتوراً " .