السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري
نبدأ صلاة التراويح بحزبين لكل ليلة...
بعد يومين أو ثلاثة يبدأ الناس بالتشكي والتذمر..
الإمام يطيل علينا كثيرا..لقد تعبنا..بالكاد نكمل الركعات الأخيرة، الجو حار، بطوننا منتفخة...
يقرر الإمام الإسراع في القراءة لكي يخفف عن المصلين...
يقرأ الإمام بسرعة فيخطئ كثيرا، وبعد يومين يقول لا يمكنني الإستمرار على هذا النحو، أتعب كثيرا في التحضير والمراجعة وعندما أقرأ في الصلاة بسرعة أتعب أكثر وأخطئ وتذهب مراجعتي وتحضيري سدا، فأنا أراجع بهدوء ويجب أن أقرأ بهدوء.. هل تساعدني فأقرأ حزبا وتقرأ حزب ؟؟
يا صاحبي الناس يشتكون من التطويل وحزبين قرأناهما بالتناوب أو قرأتهم وحدك فلا شيء يتغير عندهم ...
يقرر الإمام أن يصلي بالناس حزبا واحدا فقط لكل ليلة، فحزب واحد سهل للمراجعة وسهل للقراءة، و ليس فيه مشقة على الناس..
حتى بعد أن خففنا على الناس وصلينا بهم حزبا واحدا، وصارت التراويح تستغرق أقل من 50 دقيقة، لا زال هناك متذمرون وساخطون... بعضهم يعلنها صراحة وبعضهم يخفيها في صدره وتعرفها منه في لحن القول..
يغيب الإمام فأنوب عنه وبما أنني لا أحفظ القرآن كاملا قرأت من المصحف، صليت بحزب واحد وكانت قرائتي سريعة، لما انتهينا وخرجت من المسجد، وجدت الناس مبتهجون... هكذا تكون التراويح وإلا فلا، والله قد أرحتنا، وليتك تكون أنت من يصلي بنا دائما...
اخرسوا وأغلقوا أفواهكم فوالله ما هذه هي التراويح التي نريدها، لقد تحولت صلاتنا من عبادة إلى سباق ضد الوقت.. التراويح صارت عادة فارغة بلا طعم ولا روح، فأين هو الإيمان واحتساب الأجر ؟؟؟
لقد أخبرنا الله تعالى بأن الدنيا دار سباق ومسارعة وتنافس في الخيرات وأمرنا بذلك...
(سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ) الحديد/21.
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ) [آل عمران: 133].
(وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) المطففين 26.
وإنما يفوز بالسباقات الجواد المضمر الذي ليس له كرش، يعلف بعلف خاص حتى لا يظهر له بطن فيسهل عليه الجري ويصمد في المنافسات.
أيها الناس لماذا تملؤون بطونكم طعاما وشرابا حتى تنتفخون ثم تأتون للصلاة كسالى لا يكاد الواحد منكم يقف على قدميه.. هل تحسبون أنكم تصلحون للمنافسة والمسابقة وأنتم على هذه الحال ؟ إن مثلكم كمثل بقرة جاءت لتنافس في سباق للخيول المضرة فهل تظنون أن لها فرصة فرصة للفوز والنجاح ؟؟؟
يقول عليه الصلاة والسلام : "ما ملأ آدمي وعاء شرّاً من بطنٍ بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسه" . رواه الترمذي (1381) وابن ماجه (3349) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2265 ) .
إن ثواب القيام في رمضان مشروط بـ "إيمانا واحتسابا" فمن أين سيأتيك الأجر يا من تصليها "عادة وتذمرا" فرب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والسهر...
ارحموا بطونكم يرحمكم الله، ونافسوا وسارعوا وسابقوا كالخيل المضمرة تفوزوا وتنجحوا، أما من دخل السباق كبقرة مكرشة فلن يجني إلا التعب والخسران.