.:: هااااااااااااااام جداً ::. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

.:: هااااااااااااااام جداً ::.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-05-01, 21:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الملك
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي .:: هااااااااااااااام جداً ::.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواني وأخواتي أريد أن أطلب منكم هذا الطلب المهم وأريده في أقرب وقت كان (( أتمنى أن يكون اليوم أو غدا إن استطعتم ))

أريد مقال عن ترك طلاة الفجر لأستفيد منه في كتابة مقالاتي القادمه

أتمنى تنفيذ طلبي بصدر رحب



تحياتي









 


قديم 2008-05-02, 00:10   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله

حللت أهلا ونزلت سهلا....ومرحبا بك بيننا أخانا الكريم....

أما طلبك فغير واضح .....ولكن إن كنت تقصد موضوعا في التحذير من التخلف عن صلاة الفجر...وكذلك بيان فضلها وعظيم أجرها ...

فإليك بعض هذه المقالات والخطب النافعة إن شاء الله



صلاة الفجر
أخي المسلم: احذر أن تتصف بهذه الصفات المهلكة لروحك وبدنك في الدنيا والآخرة.. فقد رأى يحيى بن معاذ يوماً رجلاً يقلع الجبل في يوم حار وهو يغني، فقال: "مسكين ابن آدم، قلع الأحجار عنده أهون من ترك الأوزار"(1)، نعم والله.. هانت على ابن آدم أوزاره لجهله بعواقبها وآثارها.

ومن الآثام المدمرة للتخلف عن صلاة الفجر:
1 التشبه بالمنافقين: فهذه نصوص تدل عليهم. قال تعالى في وصف المنافقين: وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى" (النساء:142).
وقال صلى الله عليه وسلم : "ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة العشاء والفجر، ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبواً"(2).
ويؤكد الصحابى الجليل عبدالله بن مسعود } فيقول: "ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلاّ منافق معلوم النفاق"(3).
2 الويل والغي: قال تعالى: فويل للمصلين (4) الذين هم عن صلاتهم ساهون(5)(الماعون).
وقال سعد بن أبي وقاص }: "سهوا عنها حتى ضاع الوقت".
وقال تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا 59(مريم).
وقال الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز: "لم تكن إضاعتها تركها، ولكن أضاعوا الوقت".
وسوق الأرباح قائمة حتى الشروق، فإذا طلعت الشمس انفضت السوق ولم تنفع البضائع صاحبها.. وفوق هذا وذاك تهديد ووعيد بالغي والضلال من قوي عزيز ذي انتقام.
3 بول الشيطان في أذنه: فعن عبدالله ابن مسعود } قال: ذُكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح فقال: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنه" أو قال: "في أذنيه"(4)، وخص الأذن بالذكر، وإن كانت العين أنسب للنوم إشارة إلى ثقل النوم(5).
كما قال تعالى حكاية عن أهل الكهف: فضربنا على" آذانهم في الكهف سنين عددا 11(الكهف).
وقد تعجب وتسأل: وهل يبول الشيطان؟ فيجيبك الإمام القرطبى يرحمه الله قائلاً: "ثبت أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح، فلا مانع من أن يبول".
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشيطان قد استولى عليه، واستخف به حتى اتخذه كالكنيف (المرحاض) المعد للبول، ازدراءً له واستهزاءً به.
4 الخبث والكسل: فيصبح النائم عن صلاة الفجر:
إسفنجى الطبع: إذا صادف خبيثاً تشرب خلاله الخبيثة وامتلأ بها.
زجاجي القوام: إذا صادف آية مرت من خلاله دون أن يبقى منها فيه شيء.
حجري الإحساس: تنهال عليه سياط المواعظ دون أن يشعر بأي ألم، وهو مع ذلك لو كان الخمول والكسل عن الطاعات حديداً لكان هو قطعة مغناطيس، ولو كان الثواب منه على قيد أنملة لحسبها من كسله صحارى وقفاراً. ولذا أخبر النبى صلى الله عليه وسلم "أن الشيطان يعقد على قافيه رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد"(6).
ولا تنحل إلاّ بثلاث: القيام، والوضوء، والصلاة، وإلا أصبح الإنسان خبيث النفس كسلان.
ليس هذا فحسب.. بل تعلن فضيحته على الملأ وتفضح معصيته في الأرجاء.
وتنكس من على رأسه أعلام العزة والكرامة، وترفع بدلاً منها أعلام الذل والهوان.
قال أبو المعتمر سليمان التيمي: "إن الرجل ليذنب الذنب فيصبح وعليه مذلته"(7).
5 الكب على الوجه في النار: قال النبى صلى الله عليه وسلم : "من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فانظر يابن آدم، لا يطلبنك من ذمته بشيء فإن من يطلبه من ذمته بشئ يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم"(8).
فصلاة الفجر من ذمة الله التي يغار عليها أن تخفر، فمن نام عنها أو أخرها عن وقتها فقد خفر ذمة الله، واستعدى عليه العظيم، وأغضب منه الجليل، فعاقبه بأن كب وجهه الذى غمره النوم في الدنيا في النار يوم القيامة، جزاء ما قدمت يداه غير ظالم له أو متجنّ عليه، حاشاه سبحانه وتعالى.
6 كسر رأسه: وقد ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في رؤيا: "رجلاً مستلقياً على قفاه وآخر قائماً عليه بصخرة يهوي بها على رأسه، فيشدخ رأسه فيتدحرج الحجر، فإذا ذهب ليأخذه فلا يرجع حتى يعود رأسه كما كان، فيُفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى". وقد فسر جبريل وميكائيل ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه: "الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة".
قال ابن العربى: "جعلت العقوبة في رأس هذا النائم عن الصلاة، والنوم موضعه الرأس".
7 منع الرزق: قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد: "ونومة الصبح تمنع الرزق؛ لأن ذلك وقت تطلب فيه الخليقة أرزاقها، وهو وقت قسمة الأرزاق، فنومه حرمان إلاّ لعارض أو ضرورة وهو مضر جداً".
ورأى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ابناً له نائماً نومة الصبح، فقال: "قم.. أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق؟


*********************************************






شرح أحاديث عمدة الأحكام
الحديث الـ 64 في حكم التخلّف عن صلاة الجماعة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أثقل صلاة على المنافقين : صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام ، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار .

في الحديث مسائل :

1 = من روايات الحديث :
في رواية للبخاري : ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ، لقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم ، ثم آمر رجلا يؤم الناس ، ثم آخذ شعلا من نار فأحرّق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد .
وفي رواية لمسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ناسا في بعض الصلوات فقال : لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم ولو علم أحدهم أنه يجد عظما سمينا لشهدها . يعني صلاة العشاء .
ورواية مسلم لحديث الباب بلفظ : إن أثقل صلاة على المنافقين .
( صلاة ) بالإفراد والتنكير في رواية البخاري ومسلم .
وفي بعض نُسخ العمدة ( أثقل الصلاة ) وفي بعضها ( أثقل الصلوات ) .
وفي المسند وعند أبي داود من حديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما الصبح فقال : أشاهد فلان ؟ قالوا : لا . قال : أشاهد فلان ؟ قالوا : لا . قال : إن هاتين الصلاتين أثقل الصلوات على المنافقين ، ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا على الرُّكب .

2 = جاء في الكتاب العزيز ثِقَل الصلوات على المنافقين في قوله تعالى : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى )
وفي هذا الحديث أن أثقل صلاة على المنافقين هي العشاء والفجر .
فكيف يُجمع بينهما ؟
الجواب :
أن جميع الصلوات ثقيلة على المنافقين ، والعشاء والفجر أثقل من سائر الصلوات .
ألا ترى أن المحافظة على الصلوات الخمس من أسباب دخول الجنة ، بينما جاء النصّ على فضل العصر والفجر ؟
كما في قوله صلى الله عليه وسلم : من صلى البَرْدَين دخل الجنة . رواه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى .
وهذا لا يعني أن من لم يُصلِّ سوى العصر والفجر دخل الجنة ، ولكنه يعني أن مَن حافظ على البردين فهو لما سواهما أحفظ .

3 = صلاة الفجر مقياس الإيمان عند السلف .
قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا إذا فقدنا لإنسان في صلاة العشاء الآخرة والصبح أسأنا به الظن . رواه ابن أبي شيبة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه ورواه البيهقي في الكبرى .
لكن لا يُستعجل في الحُـكم على من تخلّف عنها ، فقد يكون تخلّفه لعذر .
بمعنى أنه قد يكون معذورا في التخلّف عن صلاة الجماعة .
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده ، فقالت : يا رسول الله إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت ، ويفطرني إذا صمت ، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس . قال وصفوان عنده ، فسأله عما قالت ؟ فقال : يا رسول الله أما قولها يضربني إذا صليت ، فإنها تقرأ بسورتين ، وقد نهيتها . قال : فقال : لو كانت سورة واحدة لكفت الناس ، وأما قولها يفطرني ، فإنها تنطلق فتصوم ، وأنا رجل شاب فلا أصبر ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ : لا تصوم امرأة إلا بأذن زوجها ، وأما قولها إني لا أصلي حتى تطلع الشمس فإنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك ، لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس . قال : فإذ استيقظت فصلّ . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
والشاهد من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُبادِر صفوان بالحُـكم عليه بالنفاق لمجرّد تخلّفه عن صلاة الفجر .

4 = في الحديث بيان أن المنافقين كانوا يُصلُّون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وحُـكِـمَ بنفاقهم .
فكيف بمن لا يُصلِّي أصلاً ؟!

5 = قوله صلى الله عليه وسلم : " ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا " أي لو يعلمون ما فيهما من الأجر لأتوا إلى الصلوات حبوا ولو على الرُّكَب ، كما في حديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه .
وهذا دالٌّ على عِظم أجر صلاتي العشاء والفجر ، لما فيهما من المشقّة .
وفي حديث أبي هريرة – المتفق عليه – : لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا .

6 = معنى " ولو حبواً "
قال صاحب العين : حبا الصبي يحبوا حبوا زحف . قال ابن دريد : إذا مشى على أسته وأشرف بصدره . وقال الحربي : مشى على يديه . نقله القاضي عياض .

7 = قوله صلى الله عليه وسلم : " ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتُقام ، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس " فيه جواز الاستنابة في الإمامة للحاجة .
وفيه جواز التخلّف عن الجماعة للمصلحة ، كأن يتخلّف المحتسِب على المتخلِّفين عن صلاة الجماعة .

8 = الهمّ دون العَزم
قال الخطابي في غريب الحديث : وأصل العزم القوة . قال تأبط شرا :
وكنت إذا ما هممت اعتزمت وأولى إذا قلت أن أفعلا
وقال القاضي عياض : قوله " إذا هم أحدكم بأمر " أي قصده واعتمده بهمته ، وهو بمعنى عزم .
وقال الجرجاني في التعريفات : الهمّ هو عقد القلب على فعل شيء قبل أن يفعل من خير أو شر .

9 = سبب عدول النبي صلى الله عليه وسلم عن إيقاع هذه العقوبة ؟
في رواية لأحمد : لولا ما في البيوت من النساء والذرية لأقمت صلاة العشاء وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار .

10 = العقوبات المالية
هل يُعاقب أو يُعزّر بالمال ؟
إذا كان يجوز أن يُعزّر بالقتل ، فالمال لا شك أنه دون النّفس ، فيُمكن أن يُعزّر به .
وفي حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : في كل سائمة إبل في أربعين بنت لبون ، ولا يفرق إبل عن حسابها ، من أعطاها مؤتجرا فله أجرها ، ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله ، عزمة من عزمات ربنا عز وجل . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
قال ابن القيم : وقد قال علي بن المديني حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده صحيح ، وقال الإمام أحمد : بهز ابن حكيم عن أبيه عن جده صحيح . وليس لمن ردّ هذا الحدث حجة ، ودعوى نسخه دعوى باطلة إذ هي دعوى ما لا دليل عليه ، وفي ثبوت شرعية العقوبات المالية عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت نسخها بحجة ، وعَمِلَ بها الخلفاء بعده .
وقال أيضا في فوائد أقضيته صلى الله عليه وسلم : إثبات العقوبات المالية ، وفيه عِدة سنن ثابتة لا معارض لها ، وقد عمل بها الراشدون وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم ، وأكثر من عمل بها عمر رضي الله .
وقال شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن ذكر عِدّة أمثلة في التعزير بالمال ، فقال : ومثل أمر عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب بتحريق المكان الذي يباع فيه الخمر ، ومثل أخذ شطر مال مانع الزكاة ، ومثل تحريق عثمان بن عفان المصاحف المخالفة للإمام ، وتحريق عمر بن الخطاب لكتب الأوائل ، وأمره بتحريق قصر سعد بن أبى وقاص الذي بناه لما أراد أن يحتجب عن الناس ، فأرسل محمد بن مسلمة وأمره أن يحرّقه عليه ، فذهب فحرقه عليه ، وهذه القضايا كلها صحيحة معروفة عند أهل العلم بذلك ، ونظائرها متعددة .
ومن قال : إن العقوبات المالية منسوخة وأطلق ذلك عن أصحاب مالك وأحمد فقد غلِط على مذهبهما ، ومن قاله مطلقا من أي مذهب كان فقد قال قولا بلا دليل ، ولم يجيء عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء قط يقتضى أنه حرّم جميع العقوبات المالية ، بل أخْذ الخلفاء الراشدين وأكابر أصحابه بذلك بعد موته دليل على أن ذلك محكم غير منسوخ ، وعامة هذه الصور منصوصة عن أحمد ومالك وأصحابه ، وبعضها قول عند الشافعي باعتبار ما بلغه من الحديث ، ومذهب مالك وأحمد وغيرهما أن القعوبات المالية كالبدنية تنقسم إلى ما يوافق الشرع والى ما يخالفه ، وليست العقوبة المالية منسوخة عندهما ، والمدعون للنسخ ليس معهم حجة بالنسخ لا من كتاب ولا سنة ، وهذا شأن كثير ممن يُخالف النصوص الصحيحة والسنة الثابتة بلا حجة إلا مجرد دعوى النسخ ، وإذا طولب بالناسخ لم يكن معه حجة .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في موضع آخر : أهل المدينة يَرَون العقوبات المالية مشروعة حيث مضت بها سنة رسول الله وسنة خلفائه الراشدين ، كما أن العقوبات البدنية مشروعة حيث مضت بها السنة ، وقد أنكر العقوبات المالية من أنكرها من أهل الكوفة ومن اتبعهم وادعوا أنها منسوخة ومن أين يأتون على نسخها بحجة ، وهذا يفعلونه كثيرا إذا رأوا حديثا صحيحا يُخالف قولهم ، وأما علماء أهل المدينة وعلماء الحديث فرأوا السنن والآثار قد جاءت بالعقوبات المالية كما جاءت بالعقوبات البدنية ؛ مثل كسر دنان الخمر وشق ظروفها وتحريق حانوت الخمار ، كما صنع موسى بالعجل وصنع النبي صلى الله عليه وسلم بالأصنام ، وكما أمر عليه السلام عبد الله بن عمرو بتحريق الثوبين المعصفرين ... إلخ .
وحديث عبد الله بن عمرو الذي أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو قال : رأى النبي صلى الله عليه وسلم عليّ ثوبين معصفرين ، فقال : أأمك أمرتك بهذا ؟! قلت : أغسلهما . قال : بل أحرقهما .
وقال النووي : قال بعضهم : في هذا الحديث دليل على أن العقوبة كانت في أول الأمر بالمال ، لأن تحريق البيوت عقوبة مالية ، وقال غيره : أجمع العلماء على منع العقوبة بالتحريق في غير المتخلف عن الصلاة والغالّ من الغنيمة ، واختلف السلف فيهما ، والجمهور على منع تحريق متاعهما . اهـ .
وقال الحافظ العراقي : فِيهِ جَوَازُ الْعُقُوبَةِ بِالْمَالِ مِنْ قَوْلِهِ " نُحَرِّقُ بُيُوتًا " وَإِلَيْهِ ذَهَبَ أَحْمَدُ ، وَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إلَى أَنَّ الْعُقُوبَاتِ بِالْمَالِ مَنْسُوخَةٌ بِنَهْيِهِ عَنْ إضَاعَةِ الْمَالِ وَنَحْوِ ذَلِكَ ، وَقَدْ يُقَالُ : هَذَا مِنْ بَابِ مَا لا يَتِمُّ الْوَاجِبُ إلا بِهِ ؛ لأَنَّهُمْ قَدْ يَخْتَفُونَ فِي مَكَان لا يُعْلَمُ فَأَرَادَ التَّوَصُّلَ إلَيْهِمْ بِتَحْرِيقِ الْبُيُوتِ . اهـ .
والتعليل بالمنع من العقوبات المالية بإضاعة المال لا يستقيم ؛ لأن الذي نهى عن إضاعة المال هو الذي أمر بالعقوبات المالية .
ودعوى النسخ لا يُسلَّم بها ، وقد سبق تفصيل شيخ الإسلام ابن تيمية في هذا الأمر .

11 = هل يجوز التحريق بالنار ؟
روى البخاري من طريق عن عكرمة أن عليا رضي الله عنه حرّق قوما ، فبلغ ابن عباس رضي الله عنهما ، فقال : لو كنت أنا لم أحرقهم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تعذبوا بعذاب الله ، ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : من بدل دينه فاقتلوه .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قرصت نملة نبياً من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأُحرِقت ، فأوحى الله إليه : أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح ؟

12 = فيه دليل على وجوب صلاة الجماعة
قال الإمام النووي :
هذا مما استدل به من قال الجماعة فرض عين ، وهو مذهب عطاء والأوزاعي وأحمد وأبي ثور وابن خزيمة وداود . وقال الجمهور : ليست فرض عين ، واختلفوا هل هي سنة أم فرض كفاية ؟
وأجابوا عن هذا الحديث بأن هؤلاء المتخلفين كانوا منافقين ، وسياق الحديث يقتضيه ، فإنه لا يُظن بالمؤمنين من الصحابة أنهم يؤثرون العظم السمين على حضور الجماعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مسجده ، ولأنه لم يحرق بل همّ به ثم تركه ، ولو كانت فرض عين لما تركه . اهـ .
والصحيح وُجوب صلاة الجماعة على غير أهل الأعذار لأحاديث كثيرة ، منها قوله عليه الصلاة والسلام : من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر . رواه ابن ماجه .
قال الترمذي : وقال بعض أهل العلم : هذا على التغليظ والتشديد ، ولا رخصة لأحد في ترك الجماعة إلا من عذر . اهـ .
نعم هي ليست فرض عين ؛ لأن فرض العين لا يُعذر أحد بتركه ، وصلاة الجماعة تسقط بالعُذر .
ومن الأدلة الدالة على وجوب حضور الجماعة ما رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمى فقال : يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد ، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُرخِّص له فيُصلي في بيته ، فرخّص له ، فلما ولّى دعاه ، فقال : هل تسمع النداء بالصلاة ؟ فقال : نعم . قال : فأجب .

13 = " فِيهِ تَقْدِيمُ الْوَعِيدِ وَالتَّهْدِيدِ عَلَى الْعُقُوبَةِ . قَالَ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ : وَسِرُّهُ أَنَّ الْمَفْسَدَةَ إذَا ارْتَفَعَتْ بِالأَهْوَنِ مِنْ الزَّوَاجِرِ اُكْتُفِيَ بِهِ عَنْ الأَعْلَى " قاله الحافظ العراقي .
وهذه يؤخذ منها درس في التربية ، في تربية الأولاد ، وفي تربية الطلاّب أو الطالبات ، فيُقدّم الوعيد على مَن فعل كذا – مثلاً – ولكن تؤخّر العقوبة وتُرجى ، ويُجعل مكانها العفو .
والله تعالى أعلى وأعلم .


عبد الرحمن بن عبد الله السحيم










قديم 2008-05-02, 00:13   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


لحمد لله الواحد القهار العزيز الغفار مكور الليل على النهار تذكرة لأولي القلوب والأبصار ، وتبصرة لذوي الألباب والإعتبار الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه فزهدهم في هذه الدار ، وشغلهم بمراقبته وادامة الأفكار وملازمة الإتعاظ والإدكار ووفقهم للدأب في طاعته والتأهب لدار القرار والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار ، والمحافظة على ذلك مع تغاير الأحوال والأطوار .
أحمده أبلغ حمد وأزكاه وأشمله وأنماه وأشهد أن لا إله إلا الله البر الكريم الرؤوف الرحيم ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله وحبيبه وخليله الهادي إلى صراط مستقيم والداعي إلى دين قويم صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين وآله وسائر الصالحين .
أما بعد :

قد شرع الله تعالى لهذه الأمة الاجتماع في المساجد في أوقات معلومة منها ما هو في اليوم والليلة كالصلوات الخمس و منها ما هو في الأسبوع وهو صلاة الجمعة ومنها ما هو في السنة وهو صلاة العيدين لجماعة كل بلد ، ومنها ما هو اجتماع عام في السنة وهو الوقوف بعرفة لأجل التواصل والتوادد والإحسان والعطف والرحمة والرعاية ولأجل نظافة القلوب ولأجل معرفة أحوال الناس فصلاة الجماعة فوائدها عظيمة للفرد والأمة والمجتمع وقد تكلمنا والحمد لله على وجوب صلاة الجمعة والجماعة وذكرنا أدلة وجوبها من كتاب الله وسنة رسوله ? وقد رأينا والحمد لله ما يبشر بخير من المحافظة عليها ولكن نرى من بعض الناس تهاوناً في صلاة الفجر خاصة ولذلك رأينا أن نذكر ما ثبت عن النبي ? من التحذير من التهاون بها ، وبيان فضل المحافظة عليها وما هي الوسائل التي تعين المرء على المحافظة على صلاة الفجر ليسلم من الإثم ويحصل على الأجر العظيم .

اخي المسلم
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله ? ( ليس صلاةُ أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبواً ) .

فينبغي علينا يا عباد الله لنأمن النفاق على أنفسنا أن نحافظ على الصلاة في مواقيتها مع جماعة المسلمين وخاصة صلاة الفجر والعشاء ففي المحافظة على صلاة الفجر خير كبير وفوائد عظيمة .
- فإن أداءها في وقتها مع الجماعة من صفات المؤمنين .
- وأن أداءها مع الجماعة مع صلاة العشاء يعدل قيام الليل ، كما ورد في الحديث الذي رواه مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ? يقول من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله .
- أن من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله أي في حفظ الله وكلاءته وسلامته كما روى مسلم في صحيحه عن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال قال رسول الله ? من صلى الصبح فهو في ذمة الله ، فانظر يا ابن آدم لايطلبنكم الله من ذمته شيء .

عباد الله :
إن في المحافظة على صلاة الفجر بشارة بالنور التام يوم القيامة روى أبو داود والترمذي عن بريدة رضي الله عنه وله شاهد من حديث أنس عن ابن ماجه وعن سهل بن سعد الساعدي عند الحاكم فالحديث صحيح أن رسول الله ? قال :
( بشروا المشائين في الظُلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ) .
- إن المسلم إذا استيقظ من نومه فذكر الله وتوضأ وصلى الصبح أصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلاناً .
- إن أداءها في وقتها مع الجماعة فيه مضاعفة للحسنات ورفع للدرجات وتكفير للسيئات وسبب من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار .
فروى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله ? قال ( من صلى البردين دخل الجنة ) . والبردان الفجر والعصر .
وروى مسلم في صحيحه عن أبي زهير عمارة بن رويبة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله ? يقول ( لن يلج النار أحدُ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) يعني الفجر والعصر .
وهناك فوائد كثيرة لصلاة الفجر منها الدينية ومنها الصحية والنفسية ولكن لضيق الوقت اقتصرنا على ما قدمنا سابقاً نسأل الله تعالى أن يجعل فيه حافزاً لنا أن نحافظ على الصلاة مع الجماعة وخاصة الفجر التي كثر التساهل فيها .
وتعالوا معي يا عباد الله نستعرض معاً الأسباب التي تعين المسلم على أداء صلاة الفجر في وقتها مع جماعة المسلمين .
1- أن يحرص على النوم مبكراً ، وأن يحرص المرء على آداب النوم كالدعاء قبل النوم وجمع الكفين والنفث فيهما والنوم على طهارة ويستعين الإنسان بمن حوله من أهله وأقاربه أو جيرانه فيوصيهم بإيقاظه وان لايتثاقل عن الاستيقاظ إذا أوقظ .
وعليه أن يستحضر ويتذكر ما في صلاة الفجر وأدائها مع الجماعة في المسجد من فضل عظيم فيرغب في ذلك ويشمر كما يتذكر في مقابل ذلك إذا حدتثه نفسه الأمارة بالسوء بأن النوم احلى ما ورد من الترهيب في التخلف عن الصلاة مع الجماعة من الإثم ومما يعينك يا عبد الله على المحافظة على الصلاة مع الجماعة ومنها الفجر البعد عن المعاصي بصرف النظر عما حرم الله وكذلك حفظ الجوارح عما حرم الله وإشغالها بما يخصها من عبودية .
فيشغل البصر بالنظر في كتاب الله وتلاوة آياته ومطالعة كتب أهل العلم ، ووقت ما بعد صلاة الفجر كله بركة يا عبد الله فقد دعى رسول الله ? لأمته بالبركة فقال عليه الصلاة والسلام ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن عن صخر بن وداعة الغامدي وله شواهد عن ابن عمر عند بن ماجه وعن ابن عباس وابن مسعود وعبدالله بن سلام وعمران بن حصين عند الطبراني فهو صحيح بهذه الشواهد ، والمحافظ على حضور صلاة الفجر جماعة مع المسلمين يحصل على فوائد صحية منها أن غاز الأوزون في الجو يكون أعلى نسبة في صلاة الفجر ويقل تدريجياً عند طلوع الفجر وهذا الغاز له تأثير مفيد للجهاز العصبي وتنشط للعمل الفكري والعضلي.

فبعد هذا يا عباد الله :
كيف يهنأ هذا المتخلف بالنوم والناس في المساجد مع قرآن الفجر يعيشون وإلى لذيذ خطاب الله يستمعون وفي ربيع جناته يتقلبون .
إن من آثر لذة الفراش على لذة المناجاة إنه في الحقيقة هو الخاسر المحروم .
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم . . .

كتبه عبدالله بن سفر الغامدي


**************************************************










قديم 2008-05-02, 00:16   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

تذكير الجماعة بما جاء في فضل صلاة الجماعة
قام بجمعه : الفقير إلى عفو ربه :
(أبو عبد الملك)
المشرف الإسلامي على منتدى المواهب

نسخة من الموضوع على ملف وورد


مقدمة :

الحمد لله الواحد القهار العزيز الغفار مكور الليل على النهار تذكرة لأولي الأبصار وتبصرة لأولي الألباب والاعتبار الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه فزهدهم في هذه الدار وشغلهم بمراقبته وإدامة الأفكار ووفقهم للدأب في طاعته والتأهب لدار القرار والحذر مما يسخطه ويوجب دار البوار ........
احمده ابلغ حمد وأزكاه واشمله وأنماه .
واشهد أن لا اله إلا الله البر الكريم الرؤوف الرحيم واشهد أن محمدا عبده ورسوله وحبيبه وخليله الهادي إلى صراط مستقيم والداعي إلى دين قويم صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه وسائر الصالحين وبعد :

فان الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة وعمود الدين ومن أحب الأعمال إلى الله عز وجل وأداؤها مع الجماعة من أوكد العبادات وأجل الطاعات ومن أعظم شعائر الإسلام .......
لكن كثيرا من المنتسبين للإسلام يتساهلون في ذلك ولهذا التساهل أسباب ولعل أهمها عدم معرفتهم ما أعد الله تعالى من ثواب عظيم وأجر جزيل لمن صلى الصلاة في الجماعة .......
وقد عزمت بعون الله وتوفيقه على تناول الموضوع من خلال معرفة :
1- فضل صلاة الجماعة .
2- اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الجماعة .
3- عناية سلف الأمة من الصحابة ومن بعدهم بصلاة الجماعة .

أولا : فضل صلاة الجماعة :

إن من فضل الله تعالى على عباده أنه جعل الثواب الجزيل على أداء الصلاة في جماعة ويبدأ هذا الثواب من تعلق القلب في المسجد فالمشي إليه لأداء الصلاة فيه مع الجماعة حتى يفرغ العبد من الصلاة ولا يتوقف الثواب عند هذا بل يستمر حتى يصلي المصلي إلى بيته كما جعل الله ثوابا خاصا على أداء العشاء والفجر والعصر مع الجماعة .
وسأذكر بعون الله تعالى في هذا المبحث بعض ما ورد في هذا الصدد تحت العناوين التاليه :

أ – معلق القلب في المسجد سيكون في ظل الله تعالى يوم القيامة :
مما يدل على فضل الصلاة في جماعة أن من كان شديد الحب للمساجد لأداء الصلاة مع الجماعة فيها فان الله تبارك وتعالى سيظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فقد روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ......) وذكر منهم ورجل قلبه معلق في المساجد .....
يقول الإمام النووي في شرح قوله (ورجل قلبه معلق في المساجد) : معناه شديد المحبة لها والملازمة للجماعة فيها وليس معناه القعود في المسجد .....

ب _ فضل المشي إلى المسجد لأداء الصلاة مع الجماعة :
بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الخطوات التي يخطوها المرء المسلم إلى المسجد أنها تكتب له فقد روى الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد قال : والبقاع خالية . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يابني سلمة دياركم تكتب آثاركم ) حديث صحيح ...
فقالوا : ماكان يسرنا أن كنا تحولنا .....
يقول الإمام النووي رحمه الله في شرح قوله عليه الصلاة والسلام أي الزموا دياركم فإنكم إذا لزمتموها كتبت آثاركم وخطاكم الكثيرة إلى المسجد ....
ومما يدل على فضل المشي إلى المسجد لأداء الصلاة فيه مع الجماعة أن الله تعالى قد رفع منزلة آثار قاصد المسجد حتى أن الملائكة المقربين يختصمون في إثباتها والصعود بها إلى السماء ودليل ذلك عندما سال الله تبارك وتعالى محمد صلى الله عليه وسلم في نهاية الحديث بقوله : يا محمد هل تدري فيم يختصم الملا الأعلى ؟
قلت أي الرسول صلى الله عليه وسلم ( نعم في الكفارات والكفارات : المكث في المساجد بعد الصلاة والمشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء على المكاره ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه ) حديث صحيح .
ولو لم يكن المشي على الأقدام إلى الجماعات من الأعمال الجليلة ما كانت الملائكة المقربين يتخاصموا في إثباتها والصعود بها إلى السماء ....
كما أن المشي إلى الجماعات من أسباب ضمان العيش بخير والموت بخير فقد جاء في الحديث السابق انه من فعل ذلك أي الأعمال الثلاث المذكورة في الحديث ومنها المشي على الأقدام إلى الجماعات فقد عاش بخير ومات بخير فما أعظم هذا الضمان ! العيش بخير والموت بخير ومن تعاهد بذلك ؟ هو الله الواحد الذي لا أحد أوفى بعهده منه .......
وليس هذا فحسب بل جعل الله المشي إلى الجماعات أيضا من أسباب تطهير العبد من الذنوب فقد روى الإمام مسلم عن أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات....... ) وذكر منها ( وكثرة الخطا إلى المساجد ) حديث صحيح .
يقول الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله ( كل خطوة واحدة يرفع الله بها درجة وتحط عنه خطيئة وتكتب له حسنه وهذه الزيادة الأخيرة ( حسنه ) في صحيح مسلم .
كما أن أجر الخارج إلى الصلاة المكتوبة من بيته لا داءها مع الجماعة متطهرا كأجر الحاج المحرم فقد روى الإمام احمد والإمام أبو داوود عن أبي امامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ) حديث حسن .
الله أكبر ! ما أعظم اجر الخارج إلى المسجد وإذا كان أجر العظيم على الخروج لأداء الصلاة مع الجماعة فكيف يكون الأجر عند أداءها مع الجماعة ؟
ومما يدل على فضل الذهاب إلى المسجد مابينه النبي صلى الله عليه وسلم من أن الخارج إلى الصلاة ضامن على الله تعالى فقد روى الإمام أبو داوود عن أبي امامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل ) وذكر منهم ( ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر وغنيمة ) حديث صحيح ...
ما أوثق هذا الضمان وأعظمه ! وأي ضمان يمكن أن يكون أوثق أو مثل ضمان الخالق القادر سبحانه وتعالى ...
وروى الإمام ابن ماجه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليبشر المشاءون في الظلم إلى المساجد بنور تام يوم القيامة ) حديث صحيح .
وقال الطيبي في شرح الحديث ( في وصف النور التام وتقييده بيوم القيامة تلميح إلى وجه المؤمنين يوم القيامة في قوله تعالى ( نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا ) ....
وأختم في هذه النقطة بحديث في فضل المشي إلى المسجد لأداء الصلاة مع الجماعة مارواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح ) حديث صحيح ....

ج _ آت المسجد زائر الله تعالى :
ومما يدل على فضل صلاة الجماعة في المسجد ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على المزور أن يكرم الزائر )

د _ فرح الله تعالى بقدوم العبد إلى المسجد لأداء الصلاة فيه :
ومما يدل على فضل الصلاة مع الجماعة في المسجد ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته )
والبش كما يقول الإمام ابن الأثير هو فرح الصديق بالصديق .

ه_ فضل انتظار الصلاة :
ومما يدل على فضل الصلاة مع الجماعة بأن من جلس في انتظارها فهو في الصلاة وان الملائكة تستغفر له وتدعو له بالرحمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يزال العبد في صلاة ماكان في مصلاه ينتظر الصلاة وتقول الملائمة : اللهم اغفر له اللهم ارحمه حتى ينصرف أو يحدث ) حديث صحيح
ويقول سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله ( والملائكة تصلي عليه في مصلاه قبل الصلاة في المسجد وبعدها مادام في مصلاه مالم يؤذ بغيبه أو نميميه أو كلام باطل ومالم يحدث ) .

و _ فضل الصفوف الأولى وميامن الصفوف :
إن لصلاة الجماعة في الصفوف الأولى ولاسيما في الصف الأول فضلا عظيما وقد بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث هذا الفضل ومنها : قوله ( لو يعلم الناس مافي النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ) حديث صحيح .
وروى الإمام أبو داود عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وان الصف الأول على مثل صف الملائكة ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه ) .
يقول الشيخ احمد البنا في شرح قوله ( على مثل صف الملائكة ) أي في القرب من الله عز وجل ونزول الرحمة وإتمامه واعتداله ...
كما أن الله تعالى وملائكته يصلون على الصفوف الأولى وميامن الصفوف فقد قال النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأولى )
كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف ).

ز _ عجب الله تعالى من الصلاة في الجماعة :
ومما يدل على فضل صلاة الجماعة ما قاله الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الإمام احمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله ليعجب من الصلاة في الجميع ) .

ح _ مغفرة الذنوب لمن صلى مع الجماعة بعد إسباغ الوضوء :
روى الإمام مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه ) حديث صحيح .

ك _ فضل صلاة الجماعة على صلاة المنفرد :
روى الإمام البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة ) حديث صحيح .
وفي الحديث الآخر الذي رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة )
وقد جمع بين هذه الروايات بأن حديث الخمس والعشرين ذكر فيه الفضل الذي بين صلاة المنفرد والصلاة في جماعة والفضل خمس وعشرون وحديث السبع والعشرين ذكر فيه صلاته منفردا وصلاته في الجماعة والفضل بينهما فصار المجموع سبع وعشرين وقال الإمام النووي رحمه الله : والجمع بينها من ثلاثة أوجه :
احدهما : انه لا منافاة بينها فذكر القليل لا ينفي الكثير.
والثاني : أن يكون قد اخبر أولا بالقليل ثم اعلمه الله تعالى بزيادة الفضل فاخبر بها .
والثالث : انه يختلف باختلاف أحوال المصلين والصلاة فيكون لبعضهم خمس وعشرون ولبعضهم سبع وعشرون بحسب كمال الصلاة . وقال الشيخ الإمام عبد العزيز ابن باز رحمه الله ( وأما التفاوت فهذا والله اعلم كان لعدم نزول فضل الزائد إلا بعد الناقص فاخبر بخمس وعشرين ثم اخبر بسبع وعشرين والله اعلم ) .
وقد استدل القائلون بان صلاة الجماعة غير واجبه بهذه الأحاديث وان صيغة أفضل تدل على الاشتراك في اصل الفضل ورد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله على هؤلاء بقوله : ( هذه الأحاديث تدل على فضل الجماعة وهذا التفضيل لا يلزم منه عدم الوجوب فصلاة الجماعة واجبة ومفضلة فلا منافاة بين التفضيل والوجوب ومن لم يصلها مع جماعة فصلاته صحيحة على الراجح مع الإثم )

ل _ الصلاة في الجماعة تعصم العبد من الشيطان :
فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الإمام احمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الشيطان ذئب للإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة القاصية والناحية وإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة )
ومعنى ذئب الغنم أن الشيطان مفسد للإنسان بإغوائه كإفساد الذئب إذا أطلق في قطيع من الغنم .

م _ زيادة فضل الجماعة بزيادة عدد المصلين :
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل وما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل ) .

ن _ براءتان لمن صلى أربعين يوما يدرك التكبيرة الأولى :
فقد قال معلم البشرية صلى الله عليه وسلم ( من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : براءة من النار وبراءة من النفاق ) .
فما أعظم هذه البشارة !!!!

****** يتبع*******










قديم 2008-05-02, 00:17   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ي _ فضل صلاة العشاء والفجر والعصر في جماعة :
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله )
والمراد بقوله : أي ومن صلى الصبح في جماعة بعدما صلى العشاء في جماعة فكأنما صلى الليل كله .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله فمن اخفر ذمة الله كبه الله في النار لوجهه )
كما قال عليه الصلاة والسلام ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) حديث حسن .
وكذلك أن أداءها في وقتها مع الجماعة من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من صلى البردين دخل الجنة )
وقال : ( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) يعني الفجر والعصر ....

ومن الفوائد والفضائل العامة : أنها رمز لوحدة المسلمين وجمع قلوبهم واتحاد صفوفهم فالرب واحد والنبي واحد والقبلة واحدة والهدف واحد وهو طلب رضا الله وجنته والسلامة من عذابه وسخطه ....

كما يحصل التوادد والتعارف وذلك لان الناس إذا صلى بعضه مع بعض حصل التعارف ومنها التوادد بينهم والتحاب .

كما انه فيها إظهار لشعيرة من أعظم شعائر الإسلام لان الناس لو صلوا كلهم في بيوتهم ما عرف أن هنالك صلاة ......

كما أن فيها استشعار المسلم وقوفه في صف الجهاد كما قال تعالى ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص )
فهؤلاء الذين صاروا صفا في الجهاد لا شك أنهم إذا تعودوا ذلك في الصلوات الخمس سيكون ذلك وسيلة إلى ائتمامهم بقائدهم في صف الجهاد فلا يتقدمون ولا يتأخرون عن أوامره .

هذا ما تيسر جمعه من فضائل الصلاة مع الجماعة ولعل ما ذكر فيه الكفاية والدلالة على الفضائل الكثيرة العظيمة للصلاة مع الجماعة والله اعلم .

ثانيا: اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الجماعة :

لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي ليرغب الناس في صلاة الجماعة ولا يهتم بها بل كان صلى الله عليه وسلم اشد الناس اهتماما بها حتى في اشد الأحوال وأصعبها وفيما يلي اذكر موقفين له :

أ _ قيامه بأداء الصلاة مع الجماعة في شدة المعركة :
فقد روى الإمام مسلم عن جابر رضي الله عنه قال ( غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة فقاتلونا قتالا شديدا فلما صلينا الظهر قال المشركون ( لو ملنا عليهم ميلة واحدة لاقتطعناهم )
فأخبر جبريل الرسول بالأمر فذكر لنا ذلك رسول الله قال : وقالوا ( انه ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولاد )
فلما حضرت العصر قال : صفنا صفين والمشركون بيننا وبين القبلة
قال : فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا وركع فركعنا ثم سجد فسجد معه الصف الأول فلما قاموا سجد الصف الثاني ثم تأخر الصف الأول وتقدم الصف الثاني فقاموا مقام الأول فكبر رسول الله وكبرنا وركع فركعنا ثم سجد وسجد معه الصف الأول وقام الثاني فلما سجد الصف الثاني ثم جلسوا جميعا سلم عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ).

ويتجلى اهتمام الرسول بصلاة الجماعة من عدة وجوه وهي :
1- أدى الرسول صلاة الظهر مع الجماعة أثناء قتال قوم من جهينة وكانوا قد قاتلوا المسلمين قتالا شديدا .
2- أن الإطلاع على قرار المشركين بالإغارة دفعة واحدة أثناء تأديتهم لصلاة العصر مع الجماعة لم يقلل من اهتمامه عليه الصلاة والسلام بها .

ب_ جهود النبي صلى الله عليه وسلم للخروج لصلاة الجماعة في شدة المرض :
فقد روى الإمام البخاري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قالت : بلى . ثقل بضم القاف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (أصلى الناس ) ؟
قلنا : لا . هم ينتظرونك
قال : ضعوا لي ماء في المخضب .
قالت : فعلنا .
فاغتسل عليه الصلاة والسلام فذهب لينوء أي ليقوم فأغمي عليه ثم أفاق عليه الصلاة والسلام فقال : أصلى الناس ؟
قلنا : لا . هم ينتظرونك يا رسول الله
قال : ضعوا لي ماء في المخضب .
قالت : فقعد فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال : أصلى الناس ؟
فقلنا : لا . هم ينتظرونك يا رسول الله
والناس عكوف في المسجد أي مجتمعون ينتظرون النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء .
فأرسل النبي إلى أبو بكر رضي الله عنه بان يصلي بالناس فأتاه الرسول الذي بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : ( إن رسول الله صلى الله يأمرك أن تصلي الناس )..
فقال أبو بكر رضي الله عنه : وكان رجلا رقيقا : ( يا عمر صل بالناس ) .
فقال له عمر رضي الله عنه ( أنت أحق بذلك ) ...
فصلى أبو بكر تلك الأيام .... الحديث ...
الله أكبر !! كم كان صلوات الله وسلامه عليه حريصا على حضور صلاة الجماعة .
يشتد مرضه فيغتسل ثم يغمى عليه فيفيق فيغتسل للمرة الثانية ثم يغمى عليه فيفيق فيغتسل للمرة التالية . كل ذلك لعله صلى الله عليه وسلم يكسب نشاطا يمكنه بفضل الله تعالى من حضور صلاة الجماعة في المسجد .......

ثالثا : اهتمام سلف الأمة بصلاة الجماعة :

لسلف هذه الأمة من الصحابة ومن بعدهم رضي الله عنهم مواقف تدل على إدراك عظيم لفضل صلاة الجماعة وسعيهم لنيله وحرصهم على دعوة الآخرين لأدائها بالجماعة وسأذكر بعون الله تعالى بعض تلك المواقف في هذا المطلب تحت العناوين التالية :

أ _ المقاربة في الخطا عند المشي إلى المسجد :
ومما يدل على إدراك سلف هذه الأمة عظيم ثواب صلاة الجماعة وحرصهم على نيله أن بعضهم كان يقارب خطاه عند ذهابه إلى المسجد كي يكثر خطاه فيكثر ثوابه فقد روى الإمام البخاري عن ثابت انه كان مع انس رضي الله عنه بالزاويه فوق غرفة له فسمع الآذان فنزل ونزلت فقارب في الخطا فقال : كنت مع زيد بن ثابت رضي الله عنه فمشى بي هذه المشية وقال : أتدري لم فعلت بك ذلك ؟ فان النبي صلى الله عليه وسلم مشى بي تلك المشية وقال : أتدري لم مشيت بك ؟
قلت : الله ورسوله اعلم .
قال : ليكثر عدد خطانا في طلب الصلاة .

ب _ المداومة على حضور صلاة الجماعة :
لقد ثبت عن بعض سلف هذه الأمة الاهتمام المستمر بصلاة الجماعة والمواظبة على حضورها لسنوات طويلة .
فقد ذكر الإمام ابن المبارك عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال :
( ما دخل وقت صلاة قط حتى أشتاق إليها )
ولم يكن رضي الله عنه يشتاق إلى الصلاة فحسب بل كان يستعد لها قبل إقامتها فقد ذكر الحافظ الذهبي عنه انه قال ( ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء )...

وكان سعيد بن المسيب يحضر المسجد قبل الأذان واستمر على ذلك مدة لاتقل عن ثلاثين سنة فقد روى الأمام أبي شيبة عن سعيد بن المسيب قال:
( ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد ) ...
ولم تفت صلاة الجماعة سعيد بن المسيب أربعين سنة فقد روى الإمام ابن سعد ( ما فاتت ابن المسيب صلاة الجماعة منذ أربعين سنة ) .....

ج _ ترك العلاج حرصا على جماعة العشاء والفجر :
ومما يدل على ذلك مارواه الإمام ابن سعد عن حرملة عن سعيد بن المسيب انه اشتكى عينه فقالوا : ( لو خرجت يا أبا محمد إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة لوجدت لذلك خفة ).
والعقيق كما قال القاضي عياض هو واد عليه أموال أهل المدينة .
فقال ابن المسيب : ( فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح )..
الله أكبر ! يتحمل سعيد بن المسيب مرضا في العين لكنه لا يتحمل تفويت صلاتي الفجر والعشاء في جماعة فأين نحن من هؤلاء ؟

د _ حضور المرضى صلاة الجماعة :
ومما يدل على ذلك الصحابي الجليل أبي بن كعب حيث كان يسال الله الحمى كي تكفر سيئاته لكنه يسأل مع هذا أن لا يمنعه مرضه من أمور وذكر منها : حضور المسجد لأداء الصلاة المكتوبة مع الجماعة .
فقد روى الإمام احمد والإمام ابو يعلى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا مالنا بها ؟
قال عليه الصلاة والسلام : كفارات
قال أبي بن كعب رضي الله عنه : وان قلت (بتشديد الام وكسرها )
قال عليه الصلاة والسلام : ( وان شوكة فما فوقها )
قال : فدعا أبي بن كعب رضي الله عنه على نفسه أن لا يفارقه الوعك أي الحمى حتى يموت في أن لا يشغله عن حج ولا عمرة ولاجهاد في سبيل الله ولا صلاة مكتوبة في جماعة )
فما مسه إنسان إلا وجد حرها حتى مات .
ماأحرصه رضي الله عنه على تكفير سيئاته حيث دعا أن يصيبه الوعك لكنه مع ذلك رغب في أن لا يحرم من أربعة أمور ومنها حضور صلاة الجماعة .

ه_ الذهاب إلى المسجد في الظروف الصعبة :
ومما يدل على حرص سلف الأمة على نيل ثواب صلاة الجماعة سعيهم إليها في الظروف الصعبة ومن ذلك ماروي انه قيل لسعيد بن المسيب ( أن طارقا يريد قتلك فتغيب )
فقال : ( أبحيث لا يقدر الله علي ) ؟
فقيل له : اجلس في بيتك .
فقال : اسمع حي على الفلاح فلا أجيب !!!!

و _ اهتمام ولي الأمر بصلاة الجماعة :
ومما يؤكد اهتمام سلف الأمة بصلاة الجماعة ما نجد من عناية ولاة أمور المسلمين الأوائل بها . فعلى سبيل المثال نجد أمير المؤمنين رضي الله عنه عمر بن الخطاب حينما بعث غلاما إلى من كان قد ذهب بصره كي يقوده إلى المسجد فقد روى ابن سعد عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة قال : جاء عمر رضي الله عنه سعيد بن يربوع إلى منزله فعزاه في ذهاب بصره وقال : ( لا تدع الجمعة ولا الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم ) .
قال : ليس لي قائد
فقال الفاروق : فنحن نبعث إليك بقائد .
فبعث إليه بغلام من السبى .
ونجد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يمر في الطريق مناديا ( الصلاة الصلاة ) كان يوقظ بذلك الناس لصلاة الفجر وكان رضي الله عنه يفعل ذلك كل يوم ....

ي _ حادثة عجيبة تدل على حرص أحد المعاصرين على صلاة الجماعة :
كان سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله شديد المحافظة على صلاة الجماعة واليك هذه الحادثة التي تؤكد ذلك :
في يوم من الأيام كان سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز على موعد بعد صلاة الفجر فلم يصل في المسجد وذهب إليه مدير مكتبه ومعه أشخاص وانتظروه وقلقوا عليه وبعد ذلك خرج عليهم وسأل عن الوقت فأخبروه بأن الجماعة قد صلوا .
وكان رحمه الله متعبا في الليل ولم ينم إلا ساعة متأخرة وبعد أن قام للتهجد اضطجع فأخذه النوم ولم يكن حوله احد يوقظه أو يضبط الساعة المنبهة .
وبعد أن علم أن الناس قد صلوا صلى قال لمن كان معه : هذه أول مرة تفوتني صلاة الفجر ...
وهذه الحادثة تفيدنا أن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله كان شديد المحافظة على صلاة الجماعة إذ كيف لا تفوته صلاة الفجر مع الجماعة طيلة عمره المديد إلا مرة واحدة ؟!

والأمثلة في هذا الباب كثيرة ولعل ما ذكر فيه الكفاية إن شاء الله تعالى للتعرف على اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم وسلف هذه الأمة بصلاة الجماعة .........

ختاما :

اسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل مقبولا مباركا خالصا لوجهه الكريم وان ينفعني به في حياتي وبعد مماتي وينفع به كل من انتهى إليه فانه سبحانه خير مسئول وأكرم مأمول وهو حسبنا ونعم الوكيل ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ....










قديم 2008-05-02, 09:41   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ليتيم مراد
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم مراد
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز وسام التميّز 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
ما شاء الله اخي المهاجر - بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع والقيم وأرجوا أن ننتفع به نحن والسائل عليه










قديم 2008-05-03, 18:59   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
رشيدة نور
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية رشيدة نور
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله كل الخير
شكرا على المعلومات القيمة .










قديم 2008-05-03, 19:05   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
tarek100
عضو محترف
 
الصورة الرمزية tarek100
 

 

 
الأوسمة
وسام أحسن عضو وسام ثاني أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك المهاجر
tareek










قديم 2008-05-03, 22:25   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
تواتي سماعيل
عضو محترف
 
الصورة الرمزية تواتي سماعيل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله كل خير اخي المهاجر

كفيت و وفيت










قديم 2008-05-03, 22:32   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
مهاجر إلى الله
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية مهاجر إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وجزاكم الله بمثله إخواني الكرام....وشكر الله مروركم وحسن ثنائكم










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:35

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc