الستة الذين أثاروا البلبلة في الصيف

[mustapha_500]

في عالم الاحتراف تحكم القوانين والأنظمة العلاقة بين اللاعب والفريق، ويجب أن يدرك كلا الطرفين ما له من حقوق وما عليه من واجبات حتى تتحقق الفائدة المشتركة، لكن بعض النجوم يعتقدون أنهم أكبر من أنديتهم، ويتسببون بقلة وعيهم وتمردهم في طلاق مبكر مع فرقهم، غير مدركين أن النادي كيان كبير لا يمكن أن يتوقف على لاعب مهما بلغت نجوميته.
الأمثلة على تمرد اللاعبين وقلة وعيهم عديدة، لكننا سنكتفي بذكر أحدث تلك الحالات.

بيلامي اسم مرادف للتمرد
عند ذكر اسم اللاعب الويلزي كريغ بيلامي يتبادر إلى الذهن الموهبة الكبيرة والمهارات الفردية العالية، وأيضا الشغب والتمرد وهي صفات رافقت قائد منتخب ويلز الحالي في الفرق ال(8) التي لعب لها.
افتعل بيلامي المشاكل مع الإيطالي روبرتو مانشيني مدرب مانشستر سيتي منذ اليوم الأول، واحتج علنا على إقالة مواطنه مارك هيوز المدرب السابق للفريق، وتم تسوية الخلاف داخليا بغرامة وتعهد، لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل واصل بيلامي حماقاته وجدد الخلاف مع مانشيني منتقدا اشتباك الأخير مع مدرب إيفرتون ديفيد مويز، ونقلت أخبار عن صراخه داخل النفق المؤدي لغرف الملابس.
وساءت علاقة بيلامي بإدارة مان سيتي التي قررت إبعاده عن تمارين الفريق لحين انتقاله لفريق آخر، ثم رفضت بيعه لأي فريق في إنجلترا ليضطر بعدها للعودة إلى بلده ويلز للعب مع فريق العاصمة كارديف.

إبراهيموفيتش يعيش في برج عاجي
لم يقنع النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش أحدا في موسمه الأول مع فريق برشلونة الذي انتقل إليه في الموسم الماضي قادما من إنتر ميلان، وافتقد «إبرا» لمهارات التواصل مع مدربه وزملائه سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه، وبدا وكأنه يعيش في برج عاجي معتمدا على ذكريات تألقه الكبير مع الإنتر في المواسم التي قضاها في صفوفه.
وتوترت العلاقة بين إبراهيموفيتش ومدربه غوارديولا في الموسم الماضي بعد انتقادات اللاعب المتكررة لأسلوب لعب الفريق، مرجعا ضعف أدائه وعقمه التهديفي إلى خطط المدرب التي لا تتناسب معه، فكان عقابه فقدان مركزه الأساسي وجلوسه على دكة البدلاء أغلب فترات النصف الثاني من الموسم الماضي.
وينوي مدرب برشلونة الاستغناء عن «إبرا» قبل إغلاق سوق الانتقالات خصوصا بعد جلب الهداف دافيد فييا، ومن المرجح أن يغادر النجم السويدي ملعب «كامب نو» قريبا.

بالوتيللي ضحية "حماقته"
أسهمت الحماقة وقلة الوعي في انفصال مبكر بين النجم الواعد ماريو بالوتيللي وفريقه إنتر ميلان، رغم أن اللاعب الغاني الأصل يعد أبرز موهبة قدمها النادي الإيطالي العريق منذ سنوات عدة.
بداية المشاكل بين «سوبر ماريو» وإدارة الإنتر وجماهيره عندما صرح اللاعب بحبه للغريم التقليدي اي سي ميلان وتشجيعه له في الصغر، وزاد الطين بلة ظهوره في حفلة خاصة مع أصدقائه مرتديا قميص ميلان.
لكن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت عندما فقد بالوتيللي أعصابه في مباراة إنتر وبرشلونة في دوري أبطال أوروبا ورمى بقميص الإنتر أرضا، مما أدى الى تأنيبه من قبل زملائه، وأثير أن بالوتيللي اشتبك مع زميله ماتيراتزي وتبادلا اللكمات، ولم يهضم رئيس النادي ماسيمو موراتي التصرف الأرعن من بالوتيللي الذي انتهى به المطاف خارج إيطاليا بانتقاله إلى مانشستر سيتي الإنجليزي.

روبينيو رجل الفضائح
عاش بيليه الصغير فترة موحشة في إنجلترا منذ انتقاله من ريال مدريد إلى مانشستر سيتي بصفقة دخل بها تاريخ الدوري الإنجليزي، فرغم توقعات الجماهير بأن يكون النجم الأول في ال(بريمير ليغ) إلا أنه خذل ناديه ومدربه وجماهيره.
ويفتقد روبينيو كأغلب لاعبي البرازيل إلى الحنكة والذكاء في التعامل مع المدربين والمواقف الصعبة، ففي الوقت الذي يفترض به أن يستعيد مستواه ويثبت نفسه ليحجز مكانا في تشكيلة روبرتو مانشيني، دخل في صراع مع إدارة الفريق حتى تتركه يرحل للبرازيل من أجل أن يحافظ على مركزه الأساسي بمنتخب البرازيل.
وشابت مسيرة روبينيو العديد من المشاكل أشهرها مشاجرة عنيفة دارت بينه وبين زميله بريال مدريد غرافيسن، وتورطه في حادثة اعتداء جنسي، وتمرده على فريقه مانشستر سيتي برفضه الالتحاق بمعسكر الفريق بإسبانيا، وحدوث شرخ في سمعته بعد أن كشف «بيليه» الأسطورة أن روبينيو يتعاطى المخدرات.

المتمرد بن عرفة
موجة التمرد التي اجتاحت منتخب فرنسا أثناء كأس العالم لم تصل إلا متأخرة لحاتم بن عرفة، فقد أعلن قبل أيام العصيان على ناديه مرسيليا عقب إحباط رئيس النادي عملية انتقاله إلى نيوكاسل بعدما كان صاحب الأصول التونسية قريبا جدا من ارتداء قميص «الماغبايز».
وأقحم بن عرفة كرامته في القضية واتهم رئيس النادي والمدرب ديديه ديشامب بالمتلاعبين بكرامته في الوقت الذي وصف فيه رئيس النادي عرض نيوكاسل الإنجليزي بالدعابة السخيفة، وذلك ما أثار سخط بن عرفة واعتبر التراجع عن الصفقة في آخر ثوانيها مجرد تلاعب ولا مبالاة به وبرغبته.
ولوح بن عرفة بعصا الاعتزال، بعد أن غاب عن تمارين الفريق لعدة أيام معلنا الإضراب الرسمي عن الفريق.

محمد نور.. النجم القضية
قضية محمد نور وإدارة الاتحاد ومدربه ما زالت هي القضية الأبرز في الساحة المحلية، ورغم كل التدخلات التي حصلت من أجل إعادة المياه إلى مجاريها، إلا أن المشكلة ما زالت تتفاقم بتعنت اللاعب وعدم إدراكه لخطورة ما قد يتسبب به.
مسلسل نور الذي حجز مساحة كبيرة في هذا الصيف لم ينته بعد، ودخل في فصول كثيرة عندما ضرب محمد نور بأنظمة الاحتراف وتعليمات إدارة ناديه والجهاز الفني عرض الحائط، وقاد فريق أكاديمية نور الخاصة به في نهائي دورة البادية للحواري على ملعب الكعكية بالعاصمة المقدسة.
وهذا في حد ذاته الخطأ الأكبر الذي ارتكبه نور، وأدخله في منعطف خطر كلفه خسارة الفئة التي وقفت تؤازره في بداية اندلاع نيران المشكلة بينه وبين ناديه.
ولم يكتف نور بذلك، بل حضر إلى ناديه رافعا عصا بيده، ليثير بذلك المشهد جدلا واسعا في وسائل الإعلام، قبل أن يدخل مع ناديه في حرب بيانات.