ومن الخير ما قد يعاقبك عليه القانون

[بن يوسف الرياحي]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أحياناً أقول ما الذي سيحصل عليه المحسنون من الكفار جرّاء إحسانهم ؟ ، محسنون أفراد وجمعيات خيرية ومنظمات تطوعية ، ...ثم أقول بل قد يعاقبهم القانون إذا أخطأوا أثناء أداء عملهم التطوعي هذا ، .... ثم أنتقل بتفكيري فجأة بدافع التداعي إلى واقعنا نحن المسلمين اللذين سلمنا رقابنا للقانون ، ماذا يحدث لنا إذا وجدنا مصاب في حالة خطرة ، وأخذناه إلى المستشفى وتوفي في الطريق ؟.
هل سيكافئنا القانون على عملنا الشهم هذا أم أنه سيفعل أمر مختلف تماماً ؟ ، ... ديننا وعاداتنا وثقافتنا وتربيتنا تأبى علينا أن نترك المصاب ؛ غير أن القانون المستقى من دساتير وأعراف غربية أو شرقية سيكون له رأي آخر ، فنحن اللذين ينبغي أن نكون أبعد الناس أو آخر من سيطالهم أذى القانون سنكون أول من يمسه الأذى وبعد ذلك الآخرين ..
إذن نظرة القانون للعمل الخيري " أحسنت فلا ثواب .. غفلت لك العقاب " .... أي نعم " القانون لا يحمي المغفلين " القانون في صالح الحاذقين اليقظين اللذين يعرفون كيف يستغلّون ثغراته ويطوعون بنوده لصالحهم .
لكن من ناحية أخرى ، ماذا يعطيك الشرع مقابل عملك الخيري ؟...
.. لنقل أن الشرع يحفزك لعمل الخير ... بل يجعل بعض العمل الخيري فريضة لابد من أدائها ـ الزكاة ـ يعدك بالأجر الجزيل إذا تصدّقت .. أنقذت مصاب .. أزلت أذى .. ساهمت في بناء مرفق ينفع الناس ...
قد تقول أن بعض القوانين يفرض لمن يجد مبلغاً من المال عشرة بالمائة ، .. الأمر هنا أصبح تجارة وليس أمانة ، تقول لو أرجعت المبلغ حصلت على بعضه براحة ضمير ودون تعب ولكن لو أخذته لربما علم بي أحد فعوقبت .. وهذه هي الحيلة التي يراهن عليها القانون .
شريعتنا قانون يتماشى مع ثقافتنا .