قصيدة "أنا" لخير الدين وانلي رحمه الله

[01 algeroi]

ديوان الحق المبين لخير الدين وانلي رحمه الله-


أنا




أنا مسلم والحمد لله الذي


................... للحقّ والدين القويم هداني




لغة الكتاب درستها من أجله


................... صار البيان اليعربيّ بياني




الأرض كل الأرض أضحت موطني


................... والمسلمون وإن نأوا- إخواني




من أرض (وان) جاء جدّي لاجئا


................... حنقت عليه حكومة السلطان




وعلى ذرى (صنين) عشت طفولتي


................... ودرجت في أحلى ربى (لبنان)




لا ما زنيت ولا شربت مدامة


................... إن الشراب حبائل الشيطان




بل لم أقامر أو أراقص أو أهم


................... بالجاه والأموال والسّلطان




أنا مسلم أهوى الحياة عزيزة


................... ما الذلّ والإيمان يجتمعان




أهوى الحياة كريمة وطليقة


................... مما تكلّفه بنو الإنسان




إنّ البساطة في الحياة جميلة


................... وكذاك في التشريع والتبيان




حمّلت أنواع المصائب لم أهن


................... وترفعت نفسي عن الأحزان




أستقبل البلوى بجأش رابط


................... لا يدفع الأتراح كالإيمان




ضجّت بصدري رنّة علوية


................... لما فهمت مقاصد القرآن




فنهلت من ينبوعه حتى ارتوى


................... عقلي وضاء بنوره وجداني




[وجمعت من علم الحديث جواهرا


................... نثرت بحلقة شيخنا (الألباني)]




ووعيت ديني من مصادره التي


................... لم تبل بالتحريف والنقصان




لم أعرف التقليد في فقه ولا


................... جال التعصب في دمي وجناني




أقوال ربّي ثم قول (محمد)


................... شرعي وديني دون شرع ثان




ونفضت من موت التصوف همتي


................... وحفظت من علم الكلام لساني




ودعوت منذ نعومتي وطفولتي


................... لله للتوحيد للفرقان




سخط العباد أو الرّضى منهم على


................... حد سواء في رضى الرحمن




أهوى الصراحة في الحياة نقية


................... من دونما لف ولا دوران




لا أنثني عن قولة الحقّ ولو


................... ضاعت مغانم دونها ومعان




لا أرتضي عيش الجبان ولا أرى


................... في الموت غير شهادة وجنان




أرضى بعيش ضيق في عزة


................... وأضيق بالنعماء في الإذعان




الصدق عندي ذمة وفريضة


................... والعدل شرعي والوفا إيماني




باعدت روحي عن هوان أو هوى


................... وحفظت نفسي من دمى الشيطان




أنا عندهم متعصّب متزمت


................... لكنني راض بهذا الشان




ما ضرّني أن كنت فيهم مفردا


................... إنّ (اليتيمة) درّة الأزمان






نسخه أخوكمalgeroi 01 في مجلس أنس بعد صلاة الظهر ليوم الأحد وقد أجرت هذه القصيدة مدامعي فبالإضافة إلى نبرتها الحزينة وعزفها الخافت تتجلّى في صوّرها عزّة المسلم الأبيّ في وجه الجاهلية العصرية العاتية كيف لا وصاحبها هو الشيخ الداعية الأديب خير الدين وانلي رحمه الله- وحسبكم بهذا دليلا على أحقيّتها بالنسخ والنشر وقد نسختهئا عن كتاب حياة الألباني وآثاره وثناء العلماء عليه لفضيلة الشيح محمد بن ابراهيم الشيباني منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق الكويت 87 في جزئه الأوّل ص 108 وما بعدها