الجهوية والعنصرية وجهان لعملة واحدة في وطننا العربي .
العنصرية أو التمييز العرقي هي الأفعال والمعتقدات التي تقلل من شأن شخص كونه ينتمي لعرق أو لدين ما . كما يستخدم المصطلح ليصف الذين يعتقدون أن نوع المعاملة مع سائر البشر يجب أن تحكم بعرق وخلفية الشخص متلقي المعاملة ، وأن المعاملة الطيبة يجب أن تقتصر على فئة معينة دون سواها ، أما الجهوية التي تتبنى مبدأ المعريفة بغض النظر عن الكفاءة والاستحقاق فيمكن أن تتوضح من خلال هذين المثالين من ملايير الأمثلة ، ..يحكي لي أحد الزملاء ، الذي اجرى مسابقة ماجستير في إحدى مناطق وطننا الحبيب أنه عندما علقت قائمة الناجحين كانوا كلهم من تلك المنطقة دون سواها وكأن القائمين على المسابقة يتعاملون مع أشخاص من أوطان أخرى وليس مع أبناء وطن واحد .
...ويحكي لي آخر عن قائمة توزيع السكن وأن السكن يذهب لهذا الذي لا يستحقها وتمنع عن الآخر الذي يستحقها لأن ذنبه الوحيد أنه فقير وليس لديه معريفة أو قدرة على الدفع ....وتطلع علينا ظاهرة العولمة واقتصاد السوق لتدفع بعامل جديد أشد خطورة الطبقية ، أغنياء فاحشوا الثراء يتنافسون مع فقراء لا يملكون شيئا ، وهذا من حقهم لكنهم أدخلوا أسلوب غير شريف في تحقيق اهدافهم والوصول لتلك المنافع ( وظائف ، سكنات ، مسابقا ...) و أصبحت أوطاننا تسير وفق صاحبي وبن عمي ومن يفع لي بدل الكفاءة والقدرة والاستحقاق فأصبح اختيار الناس لهذه الوظيفة أو السكن وفق ما ذكر سلفا وأصبح التعامل يأخذ شكلا عنصريا خطيرا قد تخسر فيه أوطاننا هذه الفئات من الناس وأخص من يملكون قدرات وطاقات ومعارف وعلوم والذين همشوا .
رأي الإسلام في هذه التفرقة :
- الناس كلهم بنو رجل واحد وامرأة واحدة الابيض والأسود العربي والاعجمي الغني والفقير الشريف والوضيع كلهم سواسية لافرق بينهم إلا بتقوى الله .
- الإسلام لا يلتفت إلى الفوارق في اللون والجنس فالناس كلهم لآدم و آدم خلق من تراب ، و إنما يكون التفاضل في الإسلام بين الناس بالإيمان والتقوى بفعل ما أمر الله به واجتناب مانهى الله عنه .
- الإسلام يسوي بين جميع الناس في الحقوق والواجبات فالناس أمام الله سواء .
- الإيمان والصدق والتقوى كله في الجنة وهو حق لمن تخلق به ولو كان أضعف الناس أو أدنى الناس كما أن الكفر والكبر والطغيان كله في النار ولو كان صاحبه أغنى الناس وأشرف النا .
بالمناسبة بالتوفيق لكل شخص يسعى لتحقيق منفعة ( سكن ، وظيفة ، مسابقة ....) على امتداد الوطن العربي ، والله يبعد علينا العنصرية والجهوية والمعريفة والآرشي مليارديرات الذين يتنافسون معنا بطرق غير شريفة .