شكرا لك سيدي الوزير

[-تيتو-تقي الدين]

شكرا لك ....شكرا لك سيدي الوزير
شكرا لأنك صعدت بالتعليم في بلد العلماء
نعم صعدت به ولكن لا لترتقي به ...بل لتهوي به من جديد حتى تسحق الأفكار النبيلة
حتى تدمر صرحا عملاقا من الطموحات والأحلام
حتى تغرق الجيل في بحر من الشكوك.....بل من اليأس
شكرا لك سيدي الوزير.شكرا لأنك أطلقت أول رصاصة
كانت السبب في إشعال فتيل أحرق كل ما حاول التلاميذ جمعه
شكرا لك لأنك تخرج بقرارات تخدم الصالح الخاص....أه عفوا الصالح العام
عليك ان تدرك انك امام خيارين:
إما أن تجارينا الحياة وغما ان تقتلنا مرتين
حين تتركنا تائهينبين فلسفة المحسوبية وميكانيزمات المعريفة
وبين منطق مجتمع تسوده شريعة الغاب
لا انتصار فيها للضعيف على القوي
ماذا نفعل نحن سيدي الوزير
نبدأ حديثنا دوما بمقولة :"الله غالي:
فالجيب اليمنى تشكو لليسرى قصر الحال
وتموت اليد القسيرة بسبب طيش الطويلة
صرت أفتش في وطني عن طالب يتقن لغة الضاد
عن طالب يقرأ كتابا واحدا
عن جامعة لا يسألونك فيها عن دخل أبيك
لا يسألونك فيها عن "معاريفك"
صرت احلم أن أراك تتحدث العربية بطلاقة سيدي الوزير
صرت أحلم بأن أرى إطارا واحدا على اليتيمة يتكلم عربية صحيحة .....أو
فرنسية صحيحة أو حتى عامية صحيحة
نعم صرت احلم كثيرا حتى انني صرت احلم بأن يجيئ يوم لا اخاف فيه من حلمي
هل صارحت المتفوقين من أبنائنا حين كرمتهم
بأنها غيمة صيف عابرة؟
وسيدخلون طابور لا بل طوابير النسيان وذاكرة الحكومة وأرشيفها المترمي
وسوف ترمى أسمائهم في مغلف رث على إحدى خزائنك سيدي الوزير؟
الم يستحي وزرائنا امام الصغار لما لا يخبرونهم ان اكثر من سبعة عشر مدير تربية لا يملكون شهادة البكالوريا وانهم مميزون جدا هؤلاء الصغار لانهم حصلوا على الشهادة بمعدل؟
ما لا يخبر الوزراء صغارنا انهم ذاهبون الى حيث لا شي وانهم مكرمون على الورق؟
احيانا يشعر الصغير منا بأن الرؤوس فارغة وان المناصب مسيسة
وان المحسوبية هي الزعيم في بلد العزة والكرامة
أسأل وأسأل وتكثر أسئلتي بحثا عن جواب يشفي غليلي
ولكن أين الجواب؟
والعبرة في أنه في بلدي ليعلم الجميع :
أننا إذا كرمنا شخصا فقد أحلناه على التقاعد
من تأليف أخوكم :مباركة تقي الدين :متحصل على الشهادة الورقة