السلام عليكم و رحمة الله ..
أما بعد .. فإن أول واجب على العبيد هو إفراد الله بالتوحيد ..لقوله تعالى (و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون )
و قد فسرها حبر الأمة و ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بالتوحيد .
و التوحيد لغة : مصدر وحد يوحد و هو جعل المتعدد واحدا .. و أصل التوحيد نفي و إثبات ..
و أما شرعا : فهو إفراد الله بما يستحقه من ربوبية و ألوهية و أسماء و صفات..
أهميته : وردت عدة آيات في ذلك .. منها اللآية السابقة و منها قوله تعالى (و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا )
و منها أحاديث فقد ورد في الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
قال (حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا .. و حق العباد على الله
أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا )الحديث ..
فضله : لما كان توحيد الله واجب على كل عبد كان سببا لدخول الجنة بل و خروجا من النار
و الأمن يوم القيامة قال الله تعالى : ( الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولائك لهم الأمن و هم مهتدون )
أقسامه : قسمه المتقدمون إلى قسمين الأول توحيد المعرفة و الإثبات .
الثاني توحيد الطلب و القصد .
أما المتأخرون جعلوا الأول قسمين -- توحيد الربوبية --و توحيد الأسماء و الصفات ..
أما توحيد الطلب و القصد فهو توحيد العبادة أو الألوهية..
الدليل على هذا التقسيم : التتبع و الاستقراء للقرآن و السنة ..فمن الآيات قوله تعالى (رب السماوات و الأرض
و ما بينهما فاعبده و اصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ) فهذه الآية تضم الأقسام الثلاثة ..
و قد زاد بعض أهل العلم قسما رابعا و هو توحيد الإتباع ..اتباع النبي عليه الصلاة و السلام ..
قال الله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم )..
و زاد آخرون قسما خامسا :توحيد الجهة أو الكلمة و هو اجتماع المسلمين على الكتاب و السنة
قال الله تعالى (و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا )..
و لكل قسم من هذه الأقسام تفصيل .. نسأل الله التوفيق لبيانها كما قررها العلماء ..
و الحمد لله رب العالمين .
>> لمتابعة بقية الموضوع <<