بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*******
أيام قلائل وتمضي
فيها من جاهد نفسه وعمل ليوم الحساب
وفيها من غفل و قصّر
أيام قلائل
ويطل علينا الشهر الكريم
مظللا رأس كل مؤمن موحد بالله بإِحساس المساواة
محركا في نفسه مشاعر التعاطف والرحمة والمحبة والخير
وان كانت جميعا مستقرة في قلب المؤمن
إلا ان الايمان بالله أقوى محرك لها
شهر رمضان شهر الصوم شهر الاستسلام لعوامل الخير والمحبة
فهو شهر يتفرغ فيه المسلم لنفسه يكتشفها ويقيِّمُها
ويُحدِّد مَكَامِن الْصحة والقوة فيها
ويشخّص مكامن الضعف
شهر الطاعة
فيه يبحث المسلم عن نفسه
ليداويها
نفسه التي تكون قد أضاعتها منه الاشهر الاخرى في زحمة الحياة
فالصوم ينقِّي الروح من جَميع الشوائِب
لابُد ان يكون شهر رَمَضَان شهرا مُمَيزا لنا جميعا
فنعاهد أنفسنا على العبادة الحقَّة
وندعو الله على الاعانة
ولنبدأ بالدعاء من الان
وفي هذا الشهر
فلا نغفل فنكتب من الغافليْن
ولنعقد النية ونعزم على تغيير انفسنا للأفضل
فالله معنا يثبتنا ويقوينا
نحاول تغيير انفسنا ونطلب العون من الله
ربما تتفتح أبواب قلوبنا اللاهِيّة بسبب دمعة صادقة في جوف الليل
و تنقذ انفسنا من الجحيم بسبب صدقة خفية نقدمها
لقد كان الصحابة رضوان الله عليهم
بعد كل رمضان يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم
ويدعون الله ستة أشهر بعدها ان يبلغهم رمضان
حَقّا لقد عرفوا قيمة رمضان بينما غفلنا نحن عنه
هاهو شهر الرحمة يقترب
وهو ايام لا نملك مثلها
بل فرصة لا نملك مثلها كثيرا
فليكن هذا الشهر نقطة انطلاق وتحول ...
ولنكثر من الصلاة والدعاء واعمال الخير
ولنكن فيه محبين ومخلصين عاشقين متفانين لله
ولتكن عباداتنا
لحظات تضيء أنفسنا ايمانا كاملا
و أرواحنَا يقينا صادقا
و وجداننا حُبّا وعشقا مخلصا
ولندعو الله ونتضرع اليه
أَن يغفر لنا ساعات ابتعادنا عنه
وتهاوننا في ذكره
وان يغفر لنا
لحظات ضعفنا وعجزنا في مساعدة اخواننا
ويملأ أنفسنا بضياء الامل في رحمته
ويهيء لنا السبيل إلى لقاء يحبه ويرضاه