رمضان يجمعنا بخالقنا - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

رمضان يجمعنا بخالقنا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-08-02, 14:29   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ATAHTAWI
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية ATAHTAWI
 

 

 
إحصائية العضو










Mh51 رمضان يجمعنا بخالقنا



رمضان يجمعنا بخالقنا

أتيتَ يا ربَّ العالمين بشهْر الرحمة، وأتَوْا بِخَيلهم ورَجلِهم، واجتمعت جيوشُ المخْرِجين والممثِّلين، وشحَذُوا الكاميرات وحشَوْها بالبطَّاريات والأشْرِطة، ورَصَدوا الأموال الطائلة، وعَمِلوا بجِدٍّ وكَد، ووقَفوا صفًّا واحدًا، وأقسموا ليَصْرِمُنَّها مصْبِحين، ولَيمْلَؤُنَّ رمضانَ شهْرَ الرَّحْمة ذُنوبًا ومعاصي، ولَيشْغلُنَّ على الناس أوقاتهم بغير ما يرضِي الله - عزَّ وجلَّ - فتزيَّنَت نساؤهم وتفنَّنتْ في إبداء المَحاسن، وأخْرَج الكُتَّابُ أقلامَهم؛ لِيَصُوغوا القَصص المثيرة والمشوِّقة، وانطلقَتْ حَملاتُهم الإعلانية في شهر شعْبان، قائلين: "رمضان يجمعنا".

وقد كانت عبارتُهم صائبةً؛ فرمضان يَجمعهم بشياطينهم، ورمضان يجمَعُنا بربِّنا، ولا والله، لن نَجتمع نحن وهُم في هذا الشَّهر الفضيل.

فشياطيننا مصفَّدة، وأبواب الرَّحْمة في أوْجُهنا مفتَّحة، وإخوانُنا في الطريق يتَسابقون إلى الله، ويُسارعون في الخيرات، ويَدْعون الله رغَبًا ورهبًا؛ هذا معْتكِف، وهذا متصدِّق، وهذا يَخْتم القرآن مرَّات ومرات، وهذا يقوم على الصائمين يُطْعِمهم ويَسقيهم، وأنتم تريدوننا أن نَكون معكم، نَرقص ونصفِّق، وملائكة الرَّحْمة تنْزل بالبشائر والخير!

بِئْس والله ما دَعَوتُمونا للاجتماع عليه، وبِئس والله ما أردتُمونا إليه؛ أن نَصرف أنظارنا إلى هذه الشاشة الضيِّقة، ونَترك رَحمات ربِّنا الواسعةَ، أن يفْطِر أحدُنا فلا يَذْكر ماذا أكَل ولا ماذا شَرب، أن يَنتظر موعد برامِجكم الكئيبة، كما يَنتظر أذان المؤذِّن للصلاة، وأن يَخرج إلى التَّراويح بلا رُوح، يفكِّر فيما سيكون في باب الحارة، ويا لَها من حالة! وإنْ ما كَبُرَت ما تَصْغر، فالسيِّئة تكْبُر بالإصرار عليها سنَةً بعْد سنة، كما تفْعل قَنواتنا التي لا تَنتمي إلينا.

لقد كان حقيقًا بتلك القنوات أن تَأتي الناسَ بما يحبُّون في شهْر الفضيلة، وتخاطِبَهم بما يرغبون من معرفة أحكام دِينهم، وسماع ما يقرِّبهم إلى ربِّهم، ويدلُّهم عليه وهم في أشدِّ الشَّوق إليه وإلى مناجاته.

فتَأتي هذه القنوات ورِجالاتُها ممَّن لا يَرجون لله وَقارًا، ولا يَخافون في الشَّيطان لومة لائم، ولا يَرقُبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمَّة، ولا يريدون إلاَّ أنْ تَشِيع الفاحشة في الذين آمنوا، تَأتي بأفْضَلِ ما لديها من فُنونِ الغَوَاية وأحاديث اللَّهْو؛ كيْ تُضِلَّ عن سبيل الله بِغَير علْم وتتَّخِذَها هزُؤًا، وتجتهد كيْ يَكتب مَلَكُ اليسار في صحائفِنا أكثَر ممَّا يكتب مَلَك اليمين، ولا يهمُّها أن تضيِّع علينا أعْظم شهر في عامِنا، وتكبِّدنا هذه الخسَارة العظيمة التي ما بعْدَها خسارة أعْظم منها.

أتساءل دائمًا: هل هذا الإعلام منَّا وإلينا، أو أنَّه منْهم وإلينا؟! هل هو ابنُ جلْدتنا وبيئتِنا، وثقافتنا وديننا؟ أوْ هو جلْدة أخرى وبيئة أخرى، وثقافة أخرى ودِين آخَر؟!


لا بدَّ أنَّك قد تساءَلْتَ مثْل تساؤلي، وعرَفْتَ مثْلما عرَفْتُ أنَّ إعلامَنا أداةُ عدوِّنا فينا، وأنَّه سلاح الدَّمار الشامل للأخْلاق والسُّلوك والقِيَم، ولا بدَّ أنَّك أدركْتَ أنَّه يَسعى في الأرض فسادًا، ويملأ الساحة غواية، وها هو يحاول أنْ يَسْلب منِّي ومنْك شهرَ الفضيلة والعبادة، لكنَّه لن يتمكَّن من ذلك ما دام جهاز التحكُّم عن بُعْد بزرِّه الأحمر موجودًا.

أستغِلُّ هذه الفرصة لأحيِّي القنوات الشابَّةَ الفتية الَّتي أخذَتْ على عاتقها أن توصِّل الخير إلى النَّاس، وهاهي رغْم قلَّة الإمْكانات تثْبِت عبْر عدَدِ مشاهِديها المرتَفِع أنَّ الأمَّة الإسلامية ما زالَتْ بخير، وأنَّ الناس قد ملَّت الرَّقص والغناء، وعافَت المسلسلات المائعة، والطَّرْح السَّخيف، الذي جعَل من الحب والإثارة مادَّتَه الخام، وصاغَها في أشكال مُختلفة، كلُّها تَدُور حول البَطَلة الوَسِيمة التي تَشدُّ إليها قِسْم الرجال، والبطَلِ الوسيم الذي يشدُّ إليه قسمَ النِّساء، فيمَلّ الرجالُ نساءَهم، وتملّ النساءُ رجالَهن، ويتسمِر الجميع حتَّى الحلْقة الأخيرة معْرِضين عن ذِكْر الله وعن الصَّلاة ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 91].

لو كان إعلامُنا ينتمي إلينا، ويَدْعم قضايانا، لصلَحَتْ حالُنا كثيرًا، ولَمَا أصبحَتْ فتيات المسْلِمين يحْمِلن صُوَر "مهنَّد" في جوَّالاتِهن، ولمَا أصبح شبابُ الفتُوحات الإسلامية يَحلمون بـ"لميس"، ولما ضاعَتْ أوقات المسلمين والمسْلمات في سنَوات الضياع.

وأخيرًا: فإنَّ أهْلَ الله ينتظرون هذا الشْهر بفارغ الصَّبْر، قد اشتاقَتْ إليهم المصاحف، وحنَّتْ إلى أصواتِهم المساجد، يَطْربُون فيها بِسَماع كلام الله الَّذي يغْسِل بالرَّحْمة قلوبَهم، ويطهِّر بالإيمان سَريرتَهم، فيُقْبِلون على الله؛ رجاءَ رحْمتِه، وخوفًا من عذابه، ويقْبِل عليهم ربُّهم بِفَيضه وفتوحه، فيُذِيقهم من لَوعات الحُبِّ والشوق، ويَفتح عليهم من أنوار المناجاة، ويَكْشف لهم من أسْرار السُّمُو إلى مِعْراج رضْوانه، فيَقِفون أمام مَلِيكهم وهو يُفِيض عليهم من عطاياه، ويَسِمُهم بالنُّور في وجوههم، في منظر مَهِيب، ومَحْفَل عجيب، لا يَناله إلا المُقرَّبون والسابقون، جعَلَنا الله منهم.

فلا يشغلَنَّك عن هذا الباب شاغلٌ، ولا يصُدَّنك عنه ألوانٌ وزخارف تُعْرَض في شاشة صنَعُوها للغواية، وزيَّنوها؛ لتضْيِيع الأوقات، والْزَم كتاب الله تكُنْ من الفائزين، وانْجُ بنفسك من عذاب الله تكنْ من المفْلحين، فرَغِم أنْفُك وأنفي إنْ دخَل رمضان ولم يُغْفَر لنا

من اطلاعاتي









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-08-02, 14:32   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
¨°o.سيدو~علالو.o°¨
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية ¨°o.سيدو~علالو.o°¨
 

 

 
الأوسمة
الفائز في مسابقة المولد النبوي 
إحصائية العضو










افتراضي

*بارك الله فيك*

*سلام*









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بخالقنا, يخلعنا, رمضان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:56

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc