من تجارب النقد التي مر بها البخاري, كانت في العراق إذ احتشد له عدد من كبار أئمة الحديث, ليختبروه, وكان الإختبار بدون ورقة ولا قلم إعتمادا علي ذاكرة البخاري وقدرته علي الحفظ والتمييز التي إشتهر بها,وقام عشرة من العلماء المجتمعين واحدا تلو الآخر في تلاوة عشرة أحاديث علي غير سندها ومتنها الصحيحين, وبعد أن إستمع البخاري للمائة حديث بدأ يصحح بالترتيب كل واحد منهم ويرده إلي المتن والسند الصحيح له, فيما يعد أشبه بالمعجزة سواء في الذاكرة أو العلم المختزن برأسه. نقطة أخري تتعلق بالمصدر الذي اعتمد عليه البخاري في أحاديثه رغم أنه لم يعاصر النبي صلي الله عليه وسلم أو صحابته يقول عنها د. الأحمدي: أن البخاري وضع شروطا للسند المقبول منها وجود صلة بين كل راو ومن سبقه ومن جاء بعده, فهو يروي عن طبقة تروي عن مالك, عن نافع, عن عبد الله بن عمربن الخطاب عن النبي, فالمسافة إذن ليست بعيدة بين البخاري والنبي,والرجل كان أمينا علي رسالة النبي ونقلها عن أصحابه( عبد الله بن عمر) ثم عن التابعين( نافع) ثم عن أتباع التابعين( مالك) وهذا نموذج للشرح والتوضيح كيف أنه لا مجال للتشكيك في مصدر الحديث ورواته وكيف أن لا أحدمنهم يخرج عن دائرة الثقة,ويختم محدثنا قائلا: أهلا بالنقد للبخاري ولكني أؤكد أنه لن يظفر أحد بحديث ضعيف أو مختلق, وكل ما في صحيحه صحيح.
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية