يؤدي المعلم دوراً هاماً في تحديد فعالية التعليم ونجاحه ، فقد تغير مفهوم التربية حديثاً في ظل نظام حديث للتعلم أكثر فاعلية وشمولاً واتساعاً. فقد أصبح مفهوم التعلم عبارة عن عملية مساعدة المتعلم حتى يتعلم ، وأصبح المتعلم هو العنصر الإيجابي الفعال في العملية التربوية ، ولهذا لابد للمعلم من أن يسعى إلى مساعدة المتعلمين على فهم الأهداف التربوية من أجل العمل على تحقيقها.
كما تعمل التربية على بذل الجهود من أجل تعليم التلاميذ وتنمية قدراتهم لتمكنوا من التوافق مع المجتمع ، وبذل كافة الجهود لتحقيق أقصى طاقاتهم وقدراتهم.
كما تسعى التربية الحديثة في ظل التغيرات التي تناولت التعليم وتقنياته إلى إدخال التوجيه والإرشاد النفسي كجزء من البرامج التعليمية في مراحل التعليم المختلفة، وأصبح إعداد المعلم لا يقتصر على كيفية نقل المادة التعليمية إلى التلاميذ بل تناول كيفية توجيههم إلى السلوك الصحيح المرغوب فيه من خلال تقديم النموذج والقدوة الحسنة، وتدعيم السلوك المرغوب فيه، ولهذا أصبح التوجيه والإرشاد النفسي جزءاً متكاملاً وجزءاً مندمجاً وليس جزءاً مضافاً إلى التربية ، فالاثنان يمثلان سلسلة من النشاطات المتكاملة والمتفاعلة.
فالتربية الحديثة تركز الاهتمام على حاضر التلميذ في ضوء ماضيه من أجل التخطيط لمستقبله ، إنها تهتم بشخصية التلميذ كوحدة واحدة جسمياً وعقلياً وخلقياً وانفعالياً واجتماعياً في إطار علاقة متوازنة ومتوازية.
بعد هذا العرض الموجز لدور المعلم ، ودور التربية الحديثة في إعداد المتعلم ، لابد لنا من معرفة مواصفات معلم الغد الذي ننتظره في ضوء المتغيرات الحديثة التي تناولت التربية والتعليم والمجتمع:
أ- أن يتصف المعلم بقدرات عقلية ومعرفية عالية ،ولديه ذخيرة ثقافية في مجالات مختلفة .
ب-أن يتمتع بمرونة عقلية كبيرة قادرة على استيعاب المستجدات، ونقلها بشكل صحيح وبأسهل الطرق وأكثرها.
ج- أن يتمتع بخصائص شخصية طيبة ، كالاتزان الانفعالي وضبط الانفعالات في المواقف العصبية ، وأن يتسم بالدفء والمودة ، وقادر على التأثير في شخصيات تلاميذه بشكل إيجابي فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال والمراهقين الذين يواجهون صعوبات مدرسية وأسرية ، يمكنهم أن يتحسنوا بسرعة عندما يرعاهم معلمون قادرون على تزويدهم بالمعلومات وإحساسهم بالمسؤولية.
فضلاً عن ذلك فإن صفة الإنسانية التي يتمتع بها المعلم تمكنه من التواصل والتعاطف مع الآخرين على عكس المعلم الدكتاتوري المتزمت والذي يعجز عن تقبل الآخرين وتجعله أقل كفاءة في تدريسه وتفاعله.
د- أن يتمكن من إثارة الدافعية لدى التلاميذ ، فالدافعية وسيلة لتحقيق الأهداف التربوية ، فكل سلوك وراءه دافع يوجهه نحو هدف معين .ويزداد نشاط التلميذ وفعاليته كلما ازدادت دافعيته.
هـ- أن تكون لديه القدرة على استخدم التعزيز الإيجابي أثناء تعليمه لتلاميذه أو تفاعله معهم. فالطلاب الذين يُشَعون ويمُتدحون يتمكنون من حل المشكلات أكثر من غيرهم بشكل واضح.
و- أن يجعل التعليم مشوقاً للتلاميذ ، فالتشويق يتوقف أساساً على وجود واحدة أو أكثر من الحاجات البشرية وما يتصل بها من دوافع. والمعلم الناجح هو الذي يستطيع فعل الكثير ليجعل العمل المدرسي مشوقاً ومتصلاً بحاجات التلاميذ ودوافعهم.
ز- أن يتمكن من تهيئة الظروف التي تشجع العمل الإبداعي عند التلاميذ ، ومن أجل ذلك لابد للمعلم من توفير المناخ الاجتماعي المناسب في حياة الطفل وينمي لديه حب الاستطلاع والبحث عن الجديد ، فالثقة بالنفس ، والإبداع ، وحب الاستطلاع تتفاعل مع بعضها البعض لتشكل شخصية طموحة قادرة على الإنتاج والإبداع.