تابع روحانيات..(3) أوبة تائب

[ابن العروب]

تابع روحانيات ..(3) وبة تائب








أوبة تائب
ويح نفسي من ظلم نفسي****على عملِ أضناني وأرداني
وقلب ٌ للشيطان صارعبداً *** أساق سَوقَ اللئيم للعُميان
فمن عملي أرهقتُ روحي ***** ضَلال النفس أتعبني وأشقاني
تهتُ في لهوِ الحياة كأنني**** بلا عقلٍ ولُب ٍ وَوِجداني
وغُصت في الأوهام ولم أعي***أني أغوص في جمر ٍ ونيران
ونأيتُ عن الخشوع ٍ لخالقي *** وقد أحسن تصويري وسوَّاني
ونبهني الأخيار من زلتي ***** فلم أسمع لراشدٍ من الخلان
و كم نادتني آيات الله مُنذرة **** أن تُب يا عبدُ لخالقِ الأكوان
قد ران على قلبي سوء فعلي **** وبال في أُذناي حقيرُ شيطاني
وذات يوم ٍ أُصبت بسهم داء ٍ****أضنا فؤادي وهز لي كَياني
فأمسيت رماد فوق جمر ٍ**** أكتوي بلظى تقصيري وخذلاني
وذوا الجسد فصار عودا **** كجذع نخل بلا أغصان
ومن رءاني بكى وعزَّ اني *** وقال ميت ينتظر اللحد والأكفان
وزارتني صُغرى البنات باكية **** ودمع الخد تُريقه العينان
فحيت أبيها بصوت حزين ٍ**** وتلت عليَّ آياتٌ وقرآن
وهزت أكتافي بكل لين **** وهمست إلي َّ بشوق وحنان
أما آن للقلب من خشوع ٍ****أبتاه لا تقنط من رحمة الديان
فسالت دموعي بعدما جفت **** وجَفَتْ إله الكون والثقلان
وأنارت في الفؤاد بصيص نور***وشدني الظمير لتوبة ٍ وإيماني
ودبت الحياة في عروقي **** وقمت إلى الطهور في ثواني
وصليت للرحمن صلاة أوبة **** باكٍ على ما فاتني ندمان ِ
ودعوت الله أن يُبيَّض صفحتي****وأن يعفو عن زلتي وكفراني
ولزمت محراب السجود بطاعتي***وطلقت الحياة وزيفها الفاني
هو الرحمن غفار الخطايا ***** فكم جافيت جهرا ً وما جافاني
فيا من غرقتم في هوى اللذات**** عودوا لرب ٍ غافر ٍ منان
ما في الحياة غير زيف ٍ ****** تلهو به والإله ساخط غضبان
لهو الحياة يا أخي سراب ٌ ****** قد بان مع الأيام للعيان
فشدوا الرحال للديان عودوا ***** زيف الحياة بارقٌ فتان ِ
كونوا هُداة للعُصاة ِ فإنما ****** تسمو الحياة بدعوة ِالإيمان


بقلم
ابن العروب

21/7/2010