الكهرباء و عيشة الشقاء

[سوفي قماري]

تحترق جلودنا هذه الايام بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء في اجواء الحر الاستثنائية ، و عجزت الإدارة المحلية ببلديتها و مؤسساتها و مسئوليها من ضمان الحياة الكريمة للمواطن السوفي الذي تحول الى سمكة تقتلي على صفيح ساخن لا ندري متى ينطفئ لهيبها
و المواطن لم يعد مقتنعا باية تبرير ستقدمه البلدية او الادارة او غيرها من المؤسسات الشريكة في الازمة لانه يعلم ان زمن الجزائر الحالي لم يعد زمن الازمات الحارقة التي سبق و ان اكتوينا بها في الازمان الغابرة فلا مجال للقبول بالتبريرات المقيتة لهذه الازمة الخانقة سوى الاقرار بان العقول اصبحت عاجزة على استشراف الحلول قبل الازمة
و لان المشكل لم يكن ليحدث لو ان القائمين على شؤوون الناس استبقوا الكارثة باجراءات حاسمة و تدبير عقلاني و تخطيط محكم مع ما يتوفر من امكانيات ضخمة لدى الولاية فان المواطن اليوم لم يعد يفهم الا ثقافة حرق " الروض" كتعبير عن مقت شديد الم بالجميع و ياس مقيت تلبس بالناس في من يقوم بشؤونهم.. فلا امل في الحل لان الجميع لا يقدر حجم الكارثة في تصور اغلب المواطنين
فالناس في سوف يتأففون صباحا و مساء من انقطاع الكهرباء و عيشة الشقاء و يلعنون المحولات الكهربائية و الكوابل و من يقوم على تسييرها و يساهم في تدبيرها و يسبون في الجهر و العلن كل رموز الادارة التي تعفنت و عجزت على ضمان الحد الادنى من الهواء اللازم لحياة المرضى و الاطفال و لا احد يستطيع الان من المنتخبين او غيرهم ان يقنع البشر بسوف بسبب موضوعي واحد يؤجل الغضب الى الصيف القادم بل ان جميع المواطنين لديهم قناعة بان المشكل لن يجد حلا في المستقبل المنظور سوى حلول حرق "الروضة" و التمترس في الشارع
و ان كنا لا ندعوا الى مثل هذه الاساليب و لا نقبل ان تتعرض مكاسبنا لاية تخريب فاننا لا نقبل ايضا ان يسكت على المتقاعسين و المتكاسلين من المسؤولين الذين بسببهم تاخرت الكهرباء و حل محلها الوباء الذي بدا يستشري لدى شبابنا ممثلا في ثقافة حرق "الروض " و لسان حالهم يقول : النار و الدمار و لا عيشة الشنار