أردت أن أعرف و أردت أن تشاركوني الحدث ...بالطبع لن اخرج عن دائرة الجلفة لأسالكم ...ماذا يحدث في التربية ...رجدت موضوعا يتحدث عن واقع التربية فمارأيكم في هذا التحليل ؟ شخصيا لطاما تابعت مقالات هذا الكاتب و اعرفه جيدا بخحكم تخصصي و متابعتي للصحافة....انا من رأيي كان مصيبا فهل هوم بالغ
؟
لكم الموضوع :

عشق المؤخرة
انتهت الضجة التي أعمتنا طيلة الموسم الدراسي وانتهت مسلسلات " الشيتة" و "التملق التربوي" بحلقة أخيرة صدمت الجميع و كشفت عن الوجه الحقيقي و الطبيعي لوضع قطاع التربية بالجلفة حين جاء الترتيب في ذيل الولايات. هذا الوجه الذي طالما قلنا أنه لن يتغير و لن ننتظر أن يتغير مادام الكذب الذي تمارسه الهيئات يلقى رواجا و مصداقية لدى الرأي العام المحلي و أهل القطاع خصوصا "الأغبياء أحيانا " و "المستغبين "احيانا أخرى" حين يوفر لهم الوضع المزيد من الراحة و المكاسب المادية سواء كانوا مدراء أو إداريين أو أساتذة و معلمين .
دعونا نتحدث بصراحة دون أقنعة و نسأل أنفسنا من المسؤول عن انهيار التربية بالجلفة ؟ و من يخدمه هذا الوضع ؟ ومن يهمه الرقي بالقطاع ،و من يعمل على تدمير القيم التربوية في هذه الولاية ....دعونا نعود إلى الوراء لمسلسل الفضائح التي صارت السُنة المألوفة و العلامة التسويقية لقطاع التربية بالجلفة ، و نتعامل مع هذه القضية بكرونولوجيا تاريخية لا نقصي فيها أي عامل ساهم في الانهيار التربوي ، كي نكتشف لماذا صرنا في الذيل و لماذا أصبحت الجلفة تُسوق للآخرين على أنها مثالا للفشل التربوي و الإصلاحي بسبب عجز أهلها وجهلهم بعدما كانت في سنوات خلت مدينة للعلم و قدوة للاجتهاد و مدرسة تصدر الأدباء والشعراء و الأئمة و الإطارات والقيم التربوية
أعتقد شخصيا من خلال تجربتي مع القطاع و متابعتي لفضائحه أن الفيروس الأول موجود في قصر التربية و "مديرية الفساد" التي صارت تتباهى بفشلها و بفسادها و تلقى كل الاحترام والتقدير مع كل فضيحة و مجزرة في حق أبنائنا ، ....تقديرات من الوزير و الوالي و الهيئات المحلية التي لا يهمها في المسالة سوى المكاسب الشخصية على حساب أهل البلدة ، لقد تحول عندهم الأمر إلى شركات مساهمة يقتسمون أرباحها وريعها بامتياز و بدقة ، و صار أهم أولوياتهم كيف تقسم المناصب و كيف تفتح المطاعم و كيف تنظم الملتقيات و كيف تنظم الشبكات "العابرة" للتزوير و الغش ، بمساعدة "طبعا" أهل البلدة " الذي يبحث كل واحد منهم عن مكان وسط تناثر الريع ، بالتملق والشيتة و أحيانا بدفع الغالي والنفيس من أجل ورقة ريع مع هؤلاء حتى و إن كان ظاهر هؤلاء الخوف على القطاع و البكاء على أطلاله وحاله.
نعود الى الوراء لنتذكر..... في العام الماضي حين إجتهد أحد نواب البرلمان "الغيور على القطاع" في توجيه رسالة الى بن بوزيد عبر الملأ ، .... الكل وقف مع بن بوزيد و ضحك على النائب بحجة أن الرسالة كانت في طياتها تحليلات غبية لا تليق بمقام نائب في البرلمان ، رغم أن الكثير يشهد بأنه ابن القطاع و الغيور عليه لدرجة أن الموضوع يبكيه أحيانا ، ...نعم تذكرون جيدا ماذا حدث بعد زيارة بن بوزيد عبر أمواج الإذاعة حين هاجم الأولياء و حملهم مسؤولية فساد المسؤولين و تبعه أهل الصحافة و أهل الطبشور و آل النقابة من أجل ركوب موجة الوالي والتصفيق و إبعاد مسؤولياتهم .
نعود الى الوراء و بالضبط أيام تنصيب القادم الجديد حين تهافت العشرات على مكتبه طمعا في منصب مكلف بالاعلام و آخرين طمعا في رئاسة مصلحة ،ومقابل كل هذا حماية السيد المدير من كل ريح عاصفة قد تحدث ، أو موجة إضرابات قد تتعبه و تفسد عليهم صفقات مربحة من مسابقات التوظيف و صفقات تموين المطاعم و تجهيز المؤسسات التي جنت أرباحا لأشخاص لا علاقة لهم بالقطاع ، وآخرون حولوا مهنهم التربوية الى سجلات تجارية .....أعود الى الوراء لأسال أي مواطن جلفاوي عن حال أي مؤسسة تربوية قريبة من مسكنه او في قريته و أحوال أهل التعليم و المؤسسات ، ماذا يفكرون و بماذا ينشغلون و ما طموحاتهم طيلة ايام السنة و اهتماماتهم كل صباح" يوم دراسي ".
هذا السؤال الأخير افهموه كما شئتم لكنه الحقيقة التي يجب أن تفقهوها ؟ و لن أذهب بعيدا لأعطيكم صورة عن القطاع في بلدية صغيرة لتدركوا أننا في الجلفة نعرف كيف ننتقد و نتكلم و نفعل ما ننتقد ، فاهتمامات الأستاذ والمعلم كل يوم دراسي منصبة عن المشاكل الإدارية المتواجدة في كل مؤسسة و كم جميلة التحقت بالمؤسسة؟ و كم تلميذة يمكن أن تعطيه بعضا من لحظات الأنس ؟ و آخرون همهم الوحيد صنع المشاكل و الفتنة كي لا يهتم بهم الآخرون و يدعونهم في صفقاتهم ، ...هناك في بلدية لا تبعد كثيرا عن مقر الولاية لا تخرج حدود اهتمامات مديرة اكماليتها عن كم تجني من صفقات بيع الاوراق و مستلزمات المؤسسة ومقايضتها مع الممولين بأجهزة منزلية ، ولا تتعدى مهامها سوى خلق المشاكل مع الأساتذة من أجل التظاهر بغرتها على الأبناء والمؤسسة ؟ و يتبعها في ذلك طاقمها الإداري ، و في نفس البلدية توجد ثانوية بمدير معاقب أهم أولوياته فتح مطعم لأنه يرى فيه الخير العظيم و المساعد الأمين للتلاميذ على حد قوله و الحقيقة أنه صفقة لا ريب فيها سترفعه من غياهب الفقر ، أما مسيره المالي فكل اهتماته صفقاته مع الممولين ، أما المساعدين التربويين القديم منهم و الجديد فكل اهتماماتهم كيف يصطاد تلميذة في احد الأقسام والأركان ......نعم هي الحقيقة التي قد لا يتقبلها البعض ويعطي للقضية تحليلات ميتافيزيقية و أحيانا أكاديمية رغم ان التحليل الوحيد مرتبط أساسا بشخصيات و اهتمامات القائم على القطاع و اهله لذلك لن ينفع إصلاح بن بوزيد و لا مشاريع مؤسسات الوالي و لا الاف الملتقيات للبحث عن السبب لأنها ستتحول الى كلام اكبر من مستوى أهل القطاع " المنحصرة اهتماماتهم " في الجنس و المال .
هذه الحقيقة او نصفها لكن الأكيد أن هناك عوامل سلبية اجتمعت كلها في الجلفة فأنتجت الانهيار التربوي ، أولها" مسيرون فاسدون "، و إدارة تشبه الإرهاب وثانيها مناخ جيد للفساد و ثالثها أهل قطاع أعماهم الجنس والمال فصاروا معقدين، و ثالثها "تلاميذ" لم يفهموا شيئا ،و رابعها غياب للدولة والقانون ، وخامسها صحافة جنت الربح و اخرى تريد أن تجنيه ...و نتيجتها ذيل الترتيب وآخرها لا تغضبوا من الحقيقة لأن نتيجتها كانت ذيل الترتيب و للحديث بقية.
خالد بشار وليد