بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شىء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم
قبل محاولتي مناقشة هذا الطرح باسلوب علمي و منهج تاريخي بعيدا عن العصبية و الانفعال, اتمنى تقبل وجهة نظري بصدر رحب دون سب و لا شتم و لا تخوين ....... السؤال يطرح نفسه : ما هو اطار هذا الطرح ؟
ديني عقائدي؟.....قومي شعوبي عروبي؟.......مذهبي طائفي؟......سياسي كيدي ؟....تحريضي؟....اعلامي بروباغاندي ؟
و قبل محاولة الاجابة , علينا ان نحدد : اولا اهليتنا و درجة اختصاصنا لتحليل اي اطار , ثانيا مدى موضوعيتنا و دقة و صدقية مصادر بحثنا و ضرورة و حتمية الاطلاع على مصادر حيادية ان لم نقل وجهة النظر الأخرى ( كل الشرائع تعطي الحق للمتهم بالدفاع عن نفسه) ......
ستكون باذن الله محاولتي عامة مبنية على منهجية بحث علمي دون الغوص في تفاصيل اي اطار لعدم الاختصاص .
أول ما يعاب على هذا الطرح , هو نقله حرفيا من مصدر واحد وحيد مسلما به دون اي تحليل او تمحيص ....و ما اسهل و اكثر ما يكتب على النت و في كل الاتجاهات....فلو سالت الناقل عن الكاتب و عن سيرته الذاتية لجهله ...فلو كان هدفنا الحقيقة فعلا لكان بحثنا دقيقا منوعا ذو مصادر مشهود بصدقيتها ...بربكم ماذا سيكون موقفكم وردة فعلكم لو نقل احدهم مقالا لمغربي راديكالي حول مغربية ما يسمى بالصحراء الشرقية ( تندوف و بشار ) ؟؟؟؟
ثانيا احكامه المسبقة و الشاملة , فلو سلمنا ان ايران اخطأت في اعدام "ريغي" فيكون نقدها حول هذا الحدث , لا الاسترسال في تقبيح كل ما هو ايراني . لاننا بهذا نكون ننهى عن شيىء و نأتي بمثله.....فالدفاع عن ريغي كونه سنيا لا يقل طائفية عن اتهام ايران بالطائفية الشيعية .....و اذا كان الانتفاض لأي كان لمجرد ان طائفته سنية يطرح اكثر من سؤال : هل كونك سنيا فانت على حق دائما و الآخر على باطل دائما ؟
و السؤال الأهم هنا : من هم السنة تحديدا ؟ ....و من المقصود باهل السنة و الجماعة ؟
ثم السؤال الآخر : هل الشيعة بالعموم مسلمون ؟ و هل يوجد من كفرهم ؟ و على اي اساس تم تكفيرهم ؟ و هل الأسس التي تم تكفير ( عند من كفرهم) الشيعة على اعتبارها, تتوفر عند فرق كثيرة من المسلمين المحسوبين على اهل السنة( اشاعرة , اباضية, صوفية.......)؟
ثالثا ريغي و جماعته و بشهادتهم ( صاحب الحق يموت و لا يجبر على التصريح ضد قناعاته مهما حصل له ) انهم قتلو الآبرياء و فجرو المساجد و تعاونو مع الاستخبارات الأجنبية و حتى بعض العربية ( السعودية اساسا) , و ليس خير دليل ما تناقلته وسائل الاعلام العالمية و حتى بعض مواقعهم من اعدام و قتل بالرصاص لأسرى و حتى مدنيين (سنة بلوش على اعتبارهم خونة و عملاء) مقيدين......افليس هذا ارهابا ؟؟؟ و هل دفاعنا على ريغي و جماعته من باب دفاعنا على اهل السنة كونهم أقلية مستضعفة في ايران , يعطي الحق بنفس المنطق للآخر ان يناصر و يدافع عن الأقلية التي ينتمي .........ثم ماذا عن الأقليات في البلدان العربية ؟؟ حتى انه في بعض البلدان العربية الأقلية هي من تحكم كما كان الحال في العراق و هو للآن في البحرين ......ثم الم تقم الدنيا و لم تقعد على الحوثيين رغم ابتعادهم عن استهداف المدنيين و صراعهم مع النظام في اليمن لا لشيىء الا لأنهم زيديين ؟
رابعا انا دفاعنا عن جماعة ريغي يحتم علينا تحديد موقفنا مما حصل و يحصل في العديد من البلدان العربية و غير العربية من طرف جماعات لعلى ابرزها القاعدة دون ان نقع في ازدواجية المعايير و انفصام في الشخصية , و ليس آخره استهداف مواطنين مدنيين(مهما اختلفنا معهم في الدين و العقيدة) يتابعون مقابلة في كرة القدم في اوغندا بحجة الجهاد......اما ما يحصل في الصومال و اليمن و حتى عندنا في الجزائر ؟؟؟؟
خامسا ان ما جاء من سرد طويل لمبررات يعترف حتى كاتبها بفداحتها و جرميتها , لتقوم جماعة ريغي بما قامت به قد يمنح الذريعة لأي جماعة و كيان ان يمارس القتل و الارهاب لمجرد التضييق و الحرمان......و هنا نستوقف مليا و بكل موضوعية : ليس الشيعة في البلدان العربية عموما و السعودية خصوصا باحسن حالا من سنة ايران , ام لم تكن اسوأ بكثير فالشيعي في السعودية متهم حتى في هويته و و طنيته و انتمائه فهو متهم حتى يثبت براءته ....و كمثال بسيط للمقارنة على ما جاء في المقال كان الرياض تغص بمساجد و حسينيات الشيعة حتى نلوم ايران على عدم ترخيصها بناء مساجد لأهل السنة في طهران؟؟؟؟
اخيرا يبدو ان صاحب المقال و كانه متحدث رسمي باسم جماعة ريغي ( و المصنفة ارهابية عند اغلب البلدان بما فيها العربية) و يتحدث حتى عن اهدافها و نواياها و يبرر عملياتها , رغم ان البلوش عندهم حركة انفصالية لا يمكن تغطيتها ليس في ايران فقط بل حتى في باكستان , فحركتهم بالأساس انفصالية و البحث عن وطن قومي تماما كالأكراد.
بكل اسف و اسى هذا ما كان حاصل في الجزائر سنوات الارهاب و التي كانت تجد من ينظر لها و يتبناها و حتى الفتاوى , من الحاكم الطاغوت لتكفير رجال الأمن ثم الطلبة و حتى عامة الشعب , و لم يحرك احدهم ساكنا لوقف الفتنة الا حينما اكتوو من صنيع عملهم و لحقت النار بيوتهم . لأنه ( و هذه قناعتي و يطول الحديث لتبريرها و دعمها بالاثباتات) نفس الجهة التي دعمت و ايدت الجهاد ( بزعمها) في الجزائر سنوات التسعينات , يقف اليوم بكل ادواته الاعلامية الضخمة في حرب سياسية بغطاء طائفي ضد ايران ( بغض النظر اتفقنا او اختلفنا معها ) فهل اختلافنا مع ايران او اخطاؤها الداخلية تعطينا مبررا لدعم الارهاب ؟؟ لأنه بفس المنطق نكون بررنا الارهاب في الجزائر .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته