السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته أهل المنتدى ، أعضاءا وزوارا.
في الحقيقة كثيرة هي المواضيع التي تسترعي انتباهي أحيانا فأعلق عليها بيني وبين نفسي مثلما يحدث للكثير منا،وأود دائما أن اشر ك بها من معي للتعليق أو الإثراء أو ربما حتى أثبت لغيري أني لا زلت مهتما ومتابعا ولدي إحساس بما يدور حولي. وقد يكون ذلك حبا للذات أو تفريغا لمكنونات أو تأكيدا لنفسي أني ما زلت على قيد الحياة.
وقد لفت نظري اليوم خبر قصير في الطول ،عميق في المآل عنوانه "[I]الحجاب ممنوع في المطاعم[/I]" أو قريب من هذا المعنى. فقلت هذا أمر عادي ما دام أهل الغرب الأوربي، أحفاد الصليبيين قد منعوا التحجب في الأماكن العامة.
لكن ما إن أمعنت النظر حتى كدت أصعق لأن الخبر يتعلق ببلد عربي أغلب شعبه مسلمين، رايته الإسلام ودستوره ينص على الولاء لدين خير الأنام .
وعادت بي ذكريات الأيام لما كان هذا البلد وزعاماته تندد بالعنصرية التي كانت تحكم بلدا أصبح اليوم –بعد نبذ ها- من أرقى دول قارة إفريقيا وأكثرها تطورا وتقدما في كثير المجالات ،بفضل التسامح ،إذ أنه تبنى وطبق مبادئ ليست غريبة عن المسلمين" لا فضل لعربي على أعجمي...إلا بالتقوى." وكذا الآيات التي جاءت في هذا المعنى والتي لا أوردها هنا تفاديا للتحوير خطأ.
قلت ذكرني ذلك بما كانوا يضعونه من لافتات على الأماكن العامة " ممنوع على الــسود والكلاب" مثلا.في الحدائق العامة ،في المحلات التجارية( مثلما يقع اليوم ،حسب الخبر المشار إليه) وتخصيص حتى بعض الشوارع لفئة من أعراق القوم هناك (وذلك أرحم مما هو عليه الأمر مع المسلمين اليوم الذين لم يسمح لهم حتى بارتداء الحجاب في أماكن دون غيرها) .فبالله عليكم ،ما لفرق اليوم بين هؤلاء الذين منا،يمنعون محلاتهم وبعض الأماكن العامة على المحجبات من قومهم، وبين أولائك الذين نبذهم العالم وندد بهم في وقت سابق لإتباعهم ما كان يعرف بالميز العنصري .الذي حرمه ونبذه الإسلام الحنيف قبل أن يندد به "مارتن لوتر كينغ"في الولايات المتحدة و "نيلسون منديلا " في جنوب افريقيا.
ولأن الحديث ذو شجون ،فقد سرح بي هذا الهوس بعيدا ، فتذكرت أن غزة ليست منا ببعيد وحصار أهلها وتجويعهم لايجب أن يكون عنا غريب. فيا من اطلعتم على التاريخ ،ألا ترون كيف ينفخ الصهاينة في مخيلاتنا بما يزعمون أنهم تعرضوا له وعانوه وحدهم من اضطهاد في زمن مضى،ألم يذكروا أو يتذكروا المحاشر السكنية التي حوصروا فيها حسب ما يرويه التاريخ الذي يفرضون نصه على العالم. ألايعقل أن يكون ما يقومون به تجاه أهل غزة المنصورة هو إعادة واستنساخ لما يقولون أنهم تعرضوا له من حصار وحشر واضطهاد وتمييز وتجويع على يد النازية، بل هو فوق كل ذلك انتقام من الإنسانية جمعاء ، ليس إلّا،لأننا كلنا في نظرهم أمميين أو أميين كما يصنفون غيرهم توراتيا.
نقول لهم فقط تذكروا التاريخ، تذكروا المحاشر والتجمعات السكنية ونجمة داوود الصفراء. Remember the ghettos! remember the Yellow David star ! .