بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون، و أصلي و أسلم على عبد الله و رسوله نبينا محمد صلى الله عليه و سلم قامع الشرك و الضلالة و مظهر الحق و الداعي إليه عليه الصلاة و السلام و على آله و صحبه و سلم تسليما.
أخي الحارث بارك الله فيك على هذا الطرح المفيد .
أما الأخ الجزائري : * فليته ذكر ما يحدث في هذا اليوم من بدع و منكرات و مدائح شركية و استعانة و طلب المدد من غير الله ، ، غلو في رسول الله صلى الله عليه و سلم و دعائه و الإستغاثة به ، و اعتقاد أنه يعلم الغيب ، و كثير من الأمور التي لا يتسع المقام لذكرها
و قد صح عن رسول الله أنه قال : (إياكم و الغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلهم الغلو في الدين )
و قال عليه الصلاة و السلام : ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله و رسوله))
* ليته ذكر ذلك الاعتقاد الفاسد بحضور روح النبي صلى الله عليه وسلم لحلقات الذاكرين و الإستغفار لهم. و هذا من أعظم الباطل و أقبح الجهل.
* ليته ذكر تلك الطقوس الغريبة التي تقام في هذه المناسبة ، بوقالات و تكهنات ..............
* ليته ذكر ما يحدث من اختلاط و تبذير و تشبه بالكفار ، شموع و أضواء و مفرقعات و.........
فإذا كان هذا من باب درء المفسدة أليس كافيا لغلق كل الأبواب التي تؤدي إليها..
فما بالك بأمر استحدث في الشرع و ليس له أصلا.
والغاية لا تبرر الوسيلة ، فإذا كانت غايتي نبيلة فليس معنى هذا أن كل السبل جائزة للوصول إلى تلك الغاية.
فالقاعدة الميكيافيلية ( الغاية تبرر الوسيلة) ليس لها مكان في شرعنا.
و لدينا ما يغنينا في كتاب الله و سنة رسوله لكسب الأجر و تذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم. ومن يحب الحبيب المصطفى يحبه في كل وقت ، يقتفي أثره : يلتزم بسنته ، ينتهي عما نهى ، و يأتمر بما أمر.
يقول إمام السنة أحمد بن حنبل رحمه الله : (( أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم ، و الإقتداء بهم و ترك البدعة و كل بدعة ضلالة )).
أخي الكريم بالله عليك هل نحن أحرص على حب ومتابعة شرع النبي صلى الله عليه و سلم من صحابته ، فهل غابت عنهم و تفطنا لها نحن . لا و الله .
-و لهذا ذكر الكثير من أهل العلم أن الإحتفال بالمولد النبوي من البدع المحدثة في الدين . لأن النبي صلى الله عليه و سلم لم يفعله و لا خلفاءه الراشدون و لا غيرهم من الصحابة-رضوان الله عليهم- و لا التابعون في القرون المفضلة.و قد ثبت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و عن السلف الصالح بعدهم التحذير من البدع و الترهيب منها ، و ما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين ، و تشبه بأعداء الله و تنقص من الدين الإسلامي ، و اتهام بعدم الكمال ، و مصادمة لقول المولى عزوجل: (( اليوم أكملت لكم دينكم ))
و قد أنكر ابن مسعود رضي الله عنه على قوم جالسين في المسجد و مع كل واحد منهم حصى و بينهم رجل يقول كبروا مئة ، فيكبروا مئة ، هللوا مئة ، فيهللو مئة سبحوا مئة ، فيسبحوا مئة....
بالله عليك قل لي هل هناك حرج في تكبير و تسبيح الله سبحانه و تعالى.
مع ذلك قال لهم الصحابي الجليل : و الذي نفسي بيده
• إنكم لعلى ملة أهدى من ملة محمد.
• أو مفتتحو باب ضلالة.
هل هم من الفئة الأولى ؟؟؟؟ ملة أهدى من ملة محمد . لا و الله.
إذن ما ذا .؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .مفتتحوا باب ضلالة.
و قد ذكر أهل العلم أن ابن مسعود ما عاب عليهم التكبير و التهليل و التسبيح ، بل الطريقة التي كانوا بها يتقربون إلى الله.
أليس حالنا شبيه بحال هؤلاء ، بل حالهم أخف.
لا زلنا مع هذا الأثر
أحابوا : ((ما أردنا إلى الخير)) – و كذلك نحن- ما أردنا إلا الخير نتذكر سيرة الحبيب ، نطعم الطعام ..........
قال ابن مسعود : ((و كم من مريد للخير لن يصيبه. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرؤون القران لا يجاوز تراقبيهم وايم الله ما ادري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم فقال عمرو بن سلمه رأينا عامة أولائك الخلق يطاعنون يوم النهروان مع الخوارج)) أخرجه الدار مي وحسنه الألباني رحمه الله . انتهى باختصار
و هكذا خرج أولئك عن سبيل المؤمنين ، ابتداءا من التسبيح و التهليل و التكبير و هم لا يريدون إلا الخير –بزعمهم- و كذلك ما أرادوا إلا الخير في قتال المسلمين يوم النهروان.
* و اعلم أخي الكريم أن الأعياد كما قال العلماء ليست من قبيل العادات و إنما هي من قبيل العبادات و العبادات توقيفية ، يقول شيخ الإسلام : ((الاصل في الدين المنع الا ما جوز بنص والاصل في الدنيا الجواز الا ما منع بنص((.
-العبادات توقيفية شرط صحتها الإخلاص و المتابعة ، نعم بأفعالنا هذه نقول أن أعمالنا خالصة لوجه الله ، فهل تحقق الشرط الثاني ؟؟
و ثبت عن رسول الله أنه لما جاء المدينة و عندهم أعياد أبطلها و قال : ( عيدنا أهل الإسلام عيد الفطر و عيد الأضحى )
فهل نستطيع أن ننكر اليوم بأن المولد النبوي لم يتخذه المسلمون عيدا ، نجتهد في الطاعات ، نقيم الأفراح و نلبس الجديد و هو يوم عطلة تُعَطَّل فيه مصالح الأمة ، و تجتمع فيه الأسر و العائلات و نتبادل التهاني و الزيارات .
أننكر هذا ؟؟
رضي الله عن حذيفة صاحب سر رسول الله إذ قال : (( كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله فلا تَعَبَّدُوها ))
* و اعلم أخي الكريم أن المولد النبوي من ابتداع الروافض و لا يخفى عليك أمرهم ، هم أعداء السنة و أهل بدع و بناء القباب و المساجد على القبور فهل تصل بنا السفاهة لتتبع خطوات هؤلاء ، من يكنون كل الحقد و الكراهية لصحابة رسول الله.
https://www.alburhan.com/
فالمولد النبوي أول من أحدثه بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع و هم عبيديون و لا صلة لهم بفاطمة رضي تعالى الله عنها و كما قال عنهم كثير من العلماء أنهم زنادقة يتظاهرون بأنهم روافض و قد أحدثوا ستة موالد المولد النبوي ، و مولد الإمام علي رضي الله عنه و مولد السيدة فاطمة ، و مولد الحسن و الحسين رضي الله عنهما ، و مولد الخليفة الحاضر ثم أبطلها الأفضل بين أمير الجيوش ثم أعيدت على يد الآمر بأحكام الله الفاطمي سنة أربع و عشرين و خمسمئة.
و أول من أحدث المولد النبوي بمدينة إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري في القرن السابع و استمر العمل به إلى يومنا هذا .
وكيف ندع - ليت شعري - هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، وصحابته الكرام، ونستبدله ببدعة أحدثتها أضل فرقة، فحق للعقلاء إن فعلنا ذلك، أن يتمثلوا فينا بقول الشاعر:
نزلوا بمكة في قبائل هاشم ونزلت بالبيداء أبعد منزل
و لي في مقالك كلام و كلام أرجو أن يتسع لها صدرك :
1- ذكرت من بين الأدلة على جواز المولد النبوي دليلا قال عنه العلماء بأنه دليل واه ، وهو كلام للعلامة الحافظ الجزري (( قد رؤي أبو لهب بعد موته فقيل له ما حالك؟. قال في النار إلا أنه يخفف عني كلي ليلة إثنين وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا وأشار لرأس أصبعه وإن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبإرضاعها له، فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحة ليلة مولد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ به ، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم....
بالله عليك أهذا دليل يستدل به على جواز الإحتفال كن منصفا و احكم بنفسك على هذا الدليل :
أولا: الرائي مجهول . رؤي : فعل ماض مبني للمجهول ، من رأى لا ندري ؟
ثانيا : والمرئي المخبر كافر (( أبو لهب )) ، لا يشك أحد في كفره.
ثالثا : ومتى كانت الأحلام دليلاً على إثبات حكم شرعي؟!
2- سقت كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية بجواز الإحتفال بالمولد النبوي و ذكرت ما يوافق رأيك فقط.
و إن كان المقال منقولا فاعلم أن صاحب المقال ذكر فقط ما يوافق هواه.
و ترك ما يخالفه من قول شيخ الإسلام في نفس الكتاب :
يقول شيخ الإسلام:
: (( وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول، التي يقال إنها ليلة المولد، أو بعض ليالي رجب، أو ثامن عشر ذي الحجة، أو أول جمعة من رجب، أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار، فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف، ولم يفعلوها، والله سبحانه وتعالى أعلم. اهـ..
وقال- أيضاً- في (اقتضاء الصراط المستقيم): فصل. ومن المنكرات في هذا الباب: سائر الأعياد والمواسم المبتدعة، فإنها من المنكرات المكروهات سواء بلغت الكراهة التحريم، أو لم تبلغه؛ وذلك أن أعياد أهل الكتاب والأعاجم نهـي عنها؛ لسببين:
أحدهما: أن فيها مشابهة الكفار.
والثاني: أنها من البدع. فما أحدث من المواسم والأعياد هو منكر، وإن لم يكن فيها مشابهة لأهل الكتاب؛ لوجهين:
أحدهما: أن ذلك داخل في مسمى البدع والمحدثات، فيدخل فيما رواه مسلم في صحيحه عن جابر - رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم، ويقول: {بعثت أنا والساعة كهاتين- ويقرن بين إصبعيه: السبابة والوسطى- ويقول: أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة} . وفي رواية للنسائي: {وكل ضلالة في النار}.
وفيما رواه مسلم - أيضاً- في الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد} . وفي لفظ في الصحيحين: {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد} .
وفي الحديث الصحيح الذي رواه أهل السنن عن العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة} .
وهذه قاعدة قد دلت عليها السنة والإجماع، مع ما في كتاب الله من الدلالة عليها أيضاً. قال الله تعالى: ((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله...)) [الشورى:21]. فمن ندب إلى شيء يتقرب به إلى الله أو أوجبه بقوله أو بفعله، من غير أن يشرعه الله، فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله، ومن اتبعه في ذلك فقد اتخذ شريكاً لله، شرع من الدين ما لم يأذن به الله...
إلى أن قال- والكلام في ذم البدع لما كان مقرراً في غير هذا الموضوع لم نطل النفس في تقريره، بل نذكر بعض أعيان هذه المواسم:
فصل
قد تقدم أن العيد يكون اسماً لنفس المكان، ولنفس الزمان، ولنفس الاجتماع، وهذه الثلاثة قد أحدث منها أشياء:
أما الزمان فثلاثة أنواع، ويدخل فيها بعض أعياد المكان والأفعال:
أحدها: يوم لم تعظمه الشريعة الإسلامية أصلاً، ولم يكن له ذكر في السلف، ولا جرى فيه ما يوجب تعظيمه، مثل: أول خميس من رجب، وليلة تلك الجمعة التي تسمى الرغائب.
النوع الثاني: ما جرى فيه حاثة كما كان يجري في غيره، من غير أن يوجب ذلك جعله موسماً، ولا كان السلف يعظمونه: كثامن عشر ذي الحجة الذي خطب النبي صلى الله عليه وسلم فيه بغدير خم مرجعه من حجة الوداع... وكذلك ما يحدثه بعض الناس: إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى- عليه السلام-، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع- من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له، وعدم المانع فيه لو كان خيراً، ولو كان خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف- رضي الله عنهم- أحق به منا، مإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته، وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته باطناً وظاهراً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان، وأكثر هؤلاء الذين تجدهم حراصاً على أمثال هذه البدع -مع ما لهم فيها من حسن القصد والاجتهاد الذي يرجى لهم بهما المثوبة- تجدهم فاترين في أمر الرسول صلى الله عليه وسلم عما أمروا بالنشاط فيه، وإنما هم بمنزلة من يزخرف المسجد ولا يصلي فيه، أو يصلي فيه قليلاً، وبمنزلة من يتخذ المسابيح والسجادات المزخرفة، وأمثال هذه الزخارف الظاهرة التي لم تشرع، ويصحبها من الرياء والكِبْر، والاشتغال عن المشروع ما يفسد حال صاحبها.اهـ..
-3-القدح في العلماء ، و لحوم العلماء مسمومة. فعلماء السعودية شيوخ تبوؤا مرتبة عالية من العلم و شهد لهم القاصي و الداني.
-4-في رأيك كل مقتنع ببدعية الإحتفال النبوي هو من أتباع علماء السعودية ، و الله لسنا أتباعا لأحد بل ننشد الحق أينما كان و نبتغي رضى المولى عزوجل.
-5-ليس فقط علماء السعودية من أفتوا ببدعية المولد النبوي ، علماء في جميع الأمصار أفتوا ببدعية الإحتفال و الآن و الحمد لله يجهر بها أئمتنا من على المنابر و لله الحمد و المنة.
-6-قلت : مما ابتُليت به أمّتنا في هذا الزمان الحزين الإسراع في إصدار الأحكام من غير خوف من غضب الرحمن،
و قد أصدرت حكمك بجواز الإحتفال و نصحت فمن يضمن لك أن المنصوح سيلتزم بهذه الأمور. و يبتعد عن التبذير و عما ذكرت ، ألا ترى ما يحدث حواليك . أليس من الأولى سد الذرائع لدفع المفاسد.
و قد صدقت في خاتمتك حينما :
* قلتَ : (( ويبقى أعظم احتفال بالمولد هو اتباعه طوال العام وليس في ليلة واحدة ثم ينساه بقية العام))
و هذا يوافق قول شيخ الإسلام أعلاه :بعدما بسط في الحديث عن المولد و أنه ليس من هدي نبينا و لا صحابته .
قال:
((....وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته، وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته باطناً وظاهراً، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان...))
وأخيرا نختم بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وقد بين فيه أن دين الإسلام، قائم على أصلين.
قال: "فَصْلٌ: الْعِبَادَاتُ مَبْنَاهَا عَلَى الشَّرْعِ والأتباع لا على الْهَوَى وَالابْتِدَاعِ فَإِنَّ الإسلام مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ.
وَالثَّانِي: أَنْ نَعْبُدَهُ بِمَا شَرَعَهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا نَعْبُدَهُ بالأهواء وَالْبِدَعِ.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [سورة الجاثية:17,18]، وَقَالَ تَعَالَى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} [سورة الشورى:21] ، فَلَيْسَ لأحَدِ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ إلا بما شَرَعَهُ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ وَاجِبٍ وَمُسْتَحَبٍّ لا يَعْبُدُهُ بالأمور الْمُبْتَدَعَةِ كَمَا ثَبَتَ فِي السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ العرباض بْنِ سَارِيَةَ: قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَفِي مُسْلِمٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: «خَيْرُ الْكَلامِ كَلامُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَرُّ الأمور مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ» [رواه مسلم]". انتهى كلام شيخ الإسلام.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.