على رصيف الأيام ،جلست أحاكي نفسي عن أحلامي و أملي ، وعبر نظراتي رسمت وحة عشق و حنين ، وبين ثنايا فؤادي رددت دعاء الأشواق .. و دمعت عيناي ببقاء الحبيب عليهالصلاة و السلام..
مع كل دقةقلبي يزورني شوق الرضى ، و يحملني بينأجنحة النسيم ، يارب متى يكون الموعد؟ و يتحقق الأمل ؟
غريب حلمي ، وغريب احساسي ، لكن طيف حبه ينادينيللقياه ، في مدينة الأنوار يشع وميضهبرقا يسرق القلوب ، وحياءا يكسو جسديحين أراه ، قالوا عنه : بدرا و قمرايضيئ ليلة العاشقين لحلو حديثه ،وشمسا في وضح النهار ترسل أشعة الصلاةعليه .. و يا روعة الديار حين تزورالبيت العتيق ينسيك حياة الغرور ، وحين تسمع النداء تقول : لبيك الهي الله أكبر..
غمرتني نشوة الرجاءوألبستني ثوب الخشوع ، و خفق فؤاديآملا في فوز محتوم ، و مشيت مع ذاتي وركبنا قطار الأحلام نشق طريقنا بينأوراق الساعات ، ربي هل قبلت استغفاريو رضاك .. و صلت أحلامي الى مقام الخليلعليه السلام و لمست يداي لؤلؤة تعيشقصة الصادق المطيع .. و هرولت مسرعةبين ممرات التهليل و التكبير ، أغسلخطى رجلاي من دنس الذنوب ، وتفجرتينابيع الغدير تسقيني ماءا عذبا وتطهر لساني و فمي لتملأه بعطر التذكير ..
كانت تبدوا عروسا تزينهاأنوار لياليها ، و هي ترتدي ثوبالطهور ، قالوا عنها كعبة في وطنشريف.. و ما أحلى وقت السحر فيها حينهمس في أذنك شوق القرآن ، و يهتف فؤادكبالدعاء و الابتهال..
لحظات ودقائق سافرت اليه ، أمشي بخطى ثقيلة ،لأطرق على بابه أناجيه , أتذلل اليه .. ربي أكتبني في صحيفة الطهارة والايمان.. و حملت حلمي باتجاه قبرالمصطفى الآمين زرته و صليت عليه ، وبكت عيناي حين لمست طيف حبه ، و سجدتشكرا لرب العزة .. و ما أبكاني الا حينتذكرت قصته يتيما نبيا صادقا محبا .. ليرحل بعد حجة الوداع ، كم هو جميلحلمي فياليته يبقى حيا دوما في قلبي
و يا أسفي حين أستيقظت لأجدنفسي وحيدة سراب تلاشى في الأفقالبعيد ، قمت و مسحت دمعي و نمت و قلبيمعلق شوقا و بكاءا .. فمتى يتحقق الحلم.
منقول من خواطر الكاتبة فاطمة محمد