جلس رجل خفيف العارضين ،غائر العينين،كست وجهه حكمة السنين الى جوار عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعلي كرم الله وجهه،وانفلت لسانه يجوب رياض التسبيح والرجاء.
فسأله عمر:كيف اصبحت؟
قال الرجل هائما شاردا:اصبحت احب الفتنةواكره الحق ،واصلي
بغير وضوء ،ولي في الارض ماليس في السماء؟
فتغير وجه عمر وثار بركن غضبوثأر لدين الله،وامسك نتلابيب الرجل ،لينزل به العذاب او يوسعه ضربا.
فضحك علي قائلا:يا امير المؤمنين،يحب الفتنة:اي يحب الاموال والاولاد لقوله تعالى:<<انما اموالكم اولادكم فتنة>>.
ويكره الحق:اي يكره الموت لقوله تعالى:<<و جأت سكرة الموت
بالحق ذلك ما كنت منه تحيد>>.
ويصلي بغير وضوء:يعني يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فالصلات عليه لا تستلزم الوضوء.
وله في الارض ماليس لله في السماءيعني له زوجة واولاد وليس لله زوجة ولا ولد،فهو الفرد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد.
تهلل وجه عمروفاضت على شفتيه ابتسامة اعجاب وتمايل طربا قائلا:بئس مقام،مقام ليس به ابو الحسن ...اي علي كرم الله وجهه
ارجوان تكونوا قد استمتعتم تحياتي