السلام عليكم
كثر اللغط في هذه الأيام و من هذا الغلط و اللغط - كما تحب سمها - : تعرية الواقع
فماذا يقصدون به ؟
سئلت إحداهن عن سبب قيامها بدور مخل بالحياء في أحد الأفلام فأجابت و كلها فخر : تعريت لأعري الواقع !!!
فهل نحن من سكان الفضاء حتى تأتي مومس في ثوب فنانة لتفتح أعيننا عن واقع كله رذيلة ؟؟؟ أم أن ذاك الفيلم موجه لسكان الفضاء حتى يقفوا على واقعنا و لا يفكروا في الهجوم علينا ؟؟؟؟ أي وقاحة يملكها هؤلاء المفسدون في الأرض ؟ هل تقديم عرض فيلم كله زنى و شذوذ و خمر يعري الواقع أم يعري النفوس المريضة ؟
رحم الله أحمد أمين حين قال : إذا كانت النفس لا تستسيغ عري كل الجسد فكيف تستسيغ عري كل النفس ؟
فئة أخرى و لكن هذه المرة من الطبقة المثقفة التي يُؤمّل الناس فيها صلاحهم و لكن هيهات فطوفان الشهرة و حب الظهور أعمى البصائر قبل الأبصار ، تجد الكاتب منهم يؤلف كتابا ينتقد فيه الدين و بخاصة الإسلام فيحذف و يضيف و كأنه المشرّع ، ليصل في الأخير إلى نتيجة مفادها أن هذا الدين لم يعد صالحا في هذا الزمن إلا في المساجد !! و الأدهى و الأمر أنه يكتب على أساس أنه مسلم معاصر قال ما قال باسم حرية التعبير و لأنه بدوره يريد تعرية الواقع !! و غير بعيد عنه تجد كاتبة فلانية تؤلف رواية تكسر فيها كل الأعراف و القيم و حجتها تعرية الواقع !! فعن أي واقع يتحدثون ؟ لا أراه إلا واقعهم المظلم ، واقع يعكس نفوس أصحابه غير السوية ، نفوس مريضة شاذة ما لم تستطع فعله على أرض الواقع فعلته عبر التمثيل حينا و الكتابة حينا آخر ، أو لعلها نفوس مهووسة بالشهرة و الأضواء تريد معناقة النجوم بالدوس على الدين و القيم و الأخلاق ، و دائما باسم تعرية الواقع .
فلا حول و لا قوة إلا بالله