الحاجة الى فقه الاولويات - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الحاجة الى فقه الاولويات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-02-18, 06:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
b-mohamed
عضو جديد
 
إحصائية العضو










M001 الحاجة الى فقه الاولويات

بسم الله الرحمن الرحيم

فقه الاولويات

فقه الأولويات هو:
العلم بالأحكام الشرعية التي لها حق التقديم على غيرها بناء على العلم بمراتبها وبالواقع الذي يتطلبها .
مما يعني : الفقه بأحكام الشرع وبمراتبها ، وبالأهم منها من المهم وبالقطعي منها من الظني وبالأصل منها من الجزئي وبالكبير منها من الصغير...
ويعنى: الفقه بالضوابط التي يتم بناء عليها ترجيح حكم على آخر في حالة التزاحم أو في غير حالة التزاحم .
ويعني : الفقه بالواقع والظروف التي يتحرك فيها المسلم الداعية ... .

فالفقه بهذه الأمور يخول للمسلم معرفة الحكم الأولى بالتقديم على غيره. وهذا كله يشكل فقه الأولويات أو العلم بالأولويات .
أسباب ظهور فقه الأولويات :
يمكن إرجاعه إلى سببين رئيسيتين كل منهما يتفرع إلى عدة فروع. هذان السببان هما :
السبب الاول:
- الضرورة الدعوية التي أرغمت دعاة الإسلام على نهج مبدأ التدرج ، والأولويات في العمل الإسلامي . ذلك أن استغرق استكمال الإسلام حوالي ثلاث وعشرين سنة أصبح بعدها كاملاً .فارتضاه الحق سبحانه ديناً لعباده المؤمنين . فرضوا بذلك والتزموا تطبيق تعاليمه كبيرها وصغيرها. ورغم ما ظهر من فساد فقد بقي الإسلام هو الطابع العام في المجتمع واستمر تحكيم شرع الله بكامله في جميع شؤون الحياة. .. حتى جاء الغزو الاستعماري وانقض على العالم الإسلامي عسكرياً وثقافياً فجزأه إلى دويلات اقتسمها المستعمرون فيما بينهم. ووضع سياسة تعليمية تشوه الإسلام وتملأ عقول المتعلمين بالشبهات، ونحّى شريعة الإسلام عن الحياة. وفرض قوانينه كما غير بوسائله المتعددة عادات المسلمين وتقاليدهم ، بتقاليده وسلوكه الفاسدة القائمة على الأنانية والإباحية واللاأخلاقية وعباد الجسد ... وضيق مفهوم الإسلام الواسع في المساجد والقلوب، تماماً كما حدث مع المسيحية ... وسلط على الشعوب الإسلامية قيادات صنعها على يده لتنفذ أغراضه وتحافظ على مصالحه . فحدث بهذا - وبغيره - أكبر انحراف في تاريخ الإسلام أمام هذا الوضع المنحرف وهذا الإقصاء شبه التام للإسلام، ظهرت حركات إصلاحية ومقاومات نجحت في إجلاء المستعمر وإحداث بعض الإصلاحات. إلا أنها لم تتمكن من إعادة هيبة الإسلام وحاكميته على العباد. ثم أعقبت هذه الحركات صحوة إسلامية وتأسست حركات إسلامية في جميع ديار الإسلام وفي خارجها ، التي تبنت تراث الإصلاحيين ، وأضافت إليه وقامت بتفعيله، إلا أن عوائق كثيرة تقف في وجهها أعجزتها عن تحقيق أهدافها في إعادة الحكم للإسلام والتطبيق الشامل له. مما أرغم العاملين في حقل الدعوة على إحياء سنة التدرج في الدعوة وقبول تطبيق الشريعة على مراحل . فبرز مصطلح الأولويات(فقه مراتب الأعمال ) الذي لم يكن معروفاً من قبل مبررين هذا المنهج المرحلي بمجموعة من المبررات منها:

أ - إن الهوة بين الإسلام والمسلمين أصبحت سحيقة :
لقد انحرفت العقيدة وغاب تطبيق الشريعة وسيطرت السلوكيات المنحرفة على أفراد المجتمع وعاد الإسلام غريباً كما كان في بدايته ،هذا الوضع الفاسد يصعب علاجه دفعة واحدة . كما أن هذا التغيب شبه التام للإسلام يصعِّب إحضاره في فترة زمنية سريعة . ويخطئ من يظن غير ذلك. ومهما حاول فإنه لن يتمكن، وحتى لو تمكن من السلطة وحطم الأصنام الظاهرة، فإن الأصنام الباطنية في النفوس ستظل قائمة تستيقظ من حين لآخر، مهما حاول قمعها. لذا فإن المرحلية المؤسسة على الأولويات وفقاً لسنة التدرج تبقى أمراً ضرورياً في التغيير الإسلامي المنشود. وبدونها يصعب إعادة البناء الذي انهدم على عدة قرون .
ب - إن أصحاب السلطة يرفضون البديل الإسلامي وينظرون إليه بارتياب:
أمام هذا الوضع يستحيل التطبيق الكلي للإسلام ، لامتلاكهم للسلطة وتحكمهم في مصادر القرار. فلم يبقى أمام الدعاة للمشروع الإسلامي إلا أن يقبلوا بالتطبيقات الجزئية إلى حين حصول الاقتناع بكفاءة الإسلام وقدرته على تسيير شؤون الحياة المعاصرة.
ج - إن الشريعة الإسلامية التي اكتملت يحتاج تطبيقها - بعد إقصائها هذه المدة الطويلة - إلى تهيئة المسلم وإعداده ليتقبلها ويرضى بها: ولا يتم هذا الإعداد إلا بالتربية وإعادة تشكيل الشخصية المسلمة التي فقدت ذاتها وانتماءها. وهذه العملية التربوية ليست عملية تحويل مفاجئة وإنما هي عملية متأنية متدرجة ومتواصلة.

د - إن هذا المنهج المتدرج يزكيه القرآن الكريم والسنة النبوية، فالقرآن لم ينزل دفعة واحدة وإنما سلك منهج التدرج في علاج الظواهر المريضة التي كانت متجذرة في المجتمع الجاهلي. والرسول نفسه صلى الله عليه وسلم سلك في دعوته هذا المنهج فكان يراعي بشكل واضح مبدأ الأولويات. يقدم ما يستحق التقديم ويؤجل ما لا يناسبه الظرف، رغم طلب أصحابه بل إلحاحهم أحياناً استصدار بعض الأحكام. كما كان يعطي لكل واقعة حجمها الحقيقي وما تستحق من عناية واهتمام.

وأن الأهداف الاستراتيجية للدعوة اختلفت اختلافاً بيناً من العهد المكي إلى العهد المدني. وحتى تعييناته صلى الله عليه وسلم لمن يتولى مهمة من المهام القيادية في الغزوات والسرايا أو غيرها كانت تقوم على مبدإ اختيار الأولى والأصلح.
- الاختلالات الكثيرة التي حدثت في مراتب الأعمال الشرعية. في كثير من سلوكيات المسلمين العلمية والعملية. وقد برزت من قديم ولا زال بعضهما مستمراً، بل إن اختلالات أخرى جديدة ظهرت حديثاً، أوقعت الأمة في فساد وشرور، منها:
أولاً : قديماً
أ - في مجال علم الكلام: لا شك أن علم الكلام أبرزته ظروف اجتماعية تمثلت في التحديات العقدية من الأجناس غير العربية خصوصاً المجوس، فقام بمهمة الدفاع عن العقيدة. إلا أن علماء الكلام تجاوزوا الغاية التي من أجلها نشأ علم الكلام وخاضوا في أمور لم تكن مطروحة. فانحرفوا بذلك عن وظيفته وأصبح أداة بلبلة وفرقة بعد ما كان أداة تصحيح وتوحيد. فحولوا العقيدة إلى قضايا ذهنية تجريدية لا أثر لها في السلوك، وفلسفوا العقيدة وناقشوها مناقشة أكاديمية يصعب على الإنسان العامي فهمها، وأكثروا من الخلافات التي تسببت في انشقاق الأمة إلى فرق وأحزاب عديدة أدخلتها في صراعات وحروب، وقدس بعضهم العقل ورفع من شأنه بل وقدمه أحياناً على النص بينما العقل لا يجوز أن يتقدم الشرع، وهكذا يبدوا واضحاً أن سلم الأولويات، قد اضطرب في هذا العلم، فتسبب بذلك في مجموع مساوئ وشرور على رأسها تمزيق وحدة المسلمين.
الشيء الذي جعل علماء السلف ينتقدون هذا العلم وينكرون على أهله. بل إن كثيرين من المشتغلين به تبرءوا منه قبل مماتهم ولكن الآفات الكبرى هي أن بعض المثقفين اليوم ما زالوا يشغلون عقولهم وعقول الناس في قضايا هامشية لا تمس الحياة المعاصرة، فنحن في حاجة إلى علم الكلام ولكن في ثوب جديد يستجيب للتحديات المعاصرة بالمناهج الملائمة لمستجدات التحديات المخلة بالدين.

ب - في مجال التصوف : فالتصوف مثل علم الكلام أفرزته ظروف اجتماعية معينة ، وعلى رأسها طغيان التيار المادي وانتشار حياة الترف والبذخ فبرزت طائفة من الناقمين آثرت حياة الزهد والعزلة من أجل الفوز بنعيم الآخرة.
وإن كان أصحاب هذا الاتجاه قد استطاعوا أن يقهروا شهوات نفوسهم ، ويحققوا نوعاً من الصفاء الروحي ، فإنهم سرعان ما غالوا في هذا الاتجاه ووقعوا في انحرافات خصوصاً بعد أن دخل التصوف في المرحلة الفلسفية،فآثروا حياة العزلة والهروب من الواقع والانفراد عن الناس ، وتسبب ذلك في استغراقهم في جوانب من العبادات كماً وكيفاً،
فكان ذلك سبب إلى إهمال كثير من الواجبات. وغلوا في تمجيد القلب عكس بعض علماء الكلام الذين مجدوا العقل، فهذه الانحرافات وغيرها جعلت علماء السنة ينتقدون التصوف كما انتقدوا علم الكلام ...

ج - في مجال الفقه وأصوله:
فالعلم في الإسلام ليس من أجل العلم كما كان الحال عند اليونانيين وإنما العلم من أجل العمل فكل علم لا يثمر ما ينفع الإنسان في حياته يعتبر في نظر الإسلام مضيعة للعمر .
وقد كان الفقه الإسلامي في بدايته مسايراً لهذا المنهج القرآني .. فكان واقعياً عملياً لا يعالج إلا القضايا التي حدثت فعلاً. ولم تقترض حوادث كما حدث في العصور المتأخرة التي تفنن فيها بعض العلماء في فرض العصور العقلية التي يستحيل وقوع بعضها..وخصوصاً في القرن الرابع الهجري وما بعده حيث أكثر الفقهاء من تخيل وافتراض المسائل التي كان أغلبها غير معقول

ثانياً : حديثاً:

برزت اختلالات أخرى زيادة على التي ذكرتها وهي أخطر ،لأن الأولى ربما بعضها لم يعد باقياً، بينما هذه نعيشها ونلمس مفاسدها. وهي كثيرة نكتفي بالإشارة إلى بعضها:
الانشغال بالفروع وبالمواضيع الهامشية وإهمال الأصول والقضايا الجوهرية مثل: الأصبع في التشهد هل نحركه أم لا؟ والبسملة في الصلاة هل نبدأ بها أم لا؟ وصلاة ركعتين أثناء الخطبة هل نصليها أم لا؟ وكيفية السجود في الصلاة هل نقدم الرجلين أم اليدين؟ .. وما إلى ذلك من المسائل الفرعية التي طال فيها الجدل ونفخ في جسمها. في حين أغفلت كثير من القضايا الجسيمة وهي قضايا عديدة وملحة ..
والبعض الآخر يركز على النوافل والأذكار ويهمل القضايا المصيرية الكبرى معتبراً قضية تزكية النفس والوصول إلى (السلام) هي قضيته الكبرى حولها يدندن ومن أجلها يحصر اهتمامه وعمله.
كما أن أغلب الوعاظ في المساجد يثيرون مواضع وقضايا لا تمس جوهر الأمة وأزمتها الحقيقية، فيتحدثون في المهم على حساب الأهم. ويتهربون عن قصد أو عن غير قصد من علاج المشاكل التي تشغل بال الناس وتستغرق همومهم.
تلكم هي بعض الأسباب التي أدت إلى ظهور فقه الأولويات وهي أسباب كثيرة، تجعل مهمة هذا النوع من الفقه صعبة. وهي مهمة عليها أن تخوض المعركة في عدة واجهات:

واجهة تقويم الاختلالات التي ظهرت في مراتب الأعمال الشرعية.
واجهة التقعيد لضوابط الترجيح والتقديم عند تزاحم الأحكام ليعرف المسلم ما ذا يقدم وما ذا يؤخر.
واجهة التنظير والبرمجة بالوعي والفهم والتنفيذ واتخاذ المواقف بالتأني والحكمة،

ذلك أن المرحلية القائمة على مبدإ الأولويات هي منهج عمل فرضته ظروف معينة، فإنها سرعان ما تزول بزوال هذه الظروف كما زال منهج التدرج الذي اعتمده الرسول صلى الله عليه وسلم بمجرد أن تم التمكين لدين الله. ثم إن مبدأ الأولويات الذي يتبناه دعاة المرحلية، إنما يكون على مستوى التخطيط والتنفيذ فحسب. أما على مستوى الاعتقاد، فلا أظن أن أحداً منهم يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعضه الآخر









 


قديم 2008-02-19, 14:03   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
حسام الدين محمد
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية حسام الدين محمد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك على الموضوع القيم . تقبل تحياتي










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:54

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc