" السنة شجرة ، والشهور فروعها ، و الأيام أغصانها ، والساعات أوراقها ، والأنفاس ثمرها ، فمن كانت أنفاسه فى طاعة فثمرة شجرته طيبة ، ومن كانت فى معصية فثمرته حنظل ، وإنما يكون الجداد يوم المعاد ، فعند ذلك يتبين حلو الثمار من مرها " من أقوال ابن القيم
الله سبحانه وتعالى حين خلق العبد ما خلقه إلا ليعبده :"وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون " (الذاريات :65)
ومن رحمه الله وكرمه فى التكاليف انه كلفك كل يوم على قدر يومك لكى لا يعنتك مع انه قادر على ذلك تأمل
قوله تعالى :"ولو شاء الله لأعنتكم " أى لو شاء الله لأوقعكم فى العنت والمشقة والتعب ولكن يقول جل شأنه :"يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر " (البقرة الآيه 185)ولذا فمن ظلم الانسان لنفسه أنه يحمل هم غدا سبحانه يكلفك بالتكاليف يوم بيوم فأنت لو مت قبل صلاة العشاء
فلن يطالبك الله بها فلا يطالبك بغد ولكن باليوم و فقط .
تجد الرجل يجلس مهموم ويفكر فى المصاريف والمرتب وآخر الشهر و أوله وزواج الابناء ويقول
الأولاد حين يكبرون اين سيعيشون؟ وينسى ان له رب يرزقه ويرزقهم .
ولهذا لكى تصل الى رضا الله وقناعة نفسك عس يومك كأنه آخر يوم لك عشه فى طاعة الله واجتناب ما نهاك عنه
وايضا فى السعى والرزق والعلم ، اجعل كل يوم هدفا تصل به الى أعلى درجة فى الجنة أعزم على العمل الصالح على عدم التقصير فاتتك صلاة بالأمس أعقد العزم على ألا تضيع فرضا فى جماعة
ابن يومك و ارفع بناءه بأداء ما يرضى الله بحيث لو مت فى هذا اليوم تدخل الجنة –اللهم أرزقنا الجنة-
قال ابن عمر:-( إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح )
لكى تصل الى رضوان الله لا تفكر فى المستقبل لأنك لا تعلم الغيب قال تعالى :"وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا "
ولاتخف من المستقبل فالله معك يعينك وهو سبحانه لايضيع عباده الصالحين "
فدع عنك هم غد لغد ، فرزق غد عند ربك ، ولربما جاء غد ولم يجدك ...
اللهم أرزقنا حسن الخاتمة