الصوفية و التصوف حقيقة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الصوفية و التصوف حقيقة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-02-19, 13:06   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حسين القسنطيني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي الصوفية و التصوف حقيقة

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و سلم و من والاه و بعد:
أحببت أن أنقل إلى إخواني الكريم مقالة لأحد إخواني على منتدى الأصلين تعرض فيه بشيء من الإيجاز إلى تعريف الصوفية و قدمها في تاريخ الأمة و أقوال مؤصليها و السلف الصالح فيها، و ما بعثني على كتابة الموضوع هو أن أحد إخواني استشهد علي في موضوع تصوف أشراف الحنابلة و الذي نعد منه النسخة المالكية و الشافعية و الحنفية العظيمة، و قام بسوق كلام لم يخدم الموضوع هناك، و كان المقال لو ثبت عن شيخ الجزائر بعيدا عن النظرة العلمية يجب أن يدقق فيه من خلال ما كان سائدا في تلك الفترة و انتقادات الشيخ من غير فصل و بتر للنص، لأننا هنا في هذا المنتدى و غيره موقعون باسم الدين، و نتكلم في أخطر الأمور، و لعل من يضل من هنا تكتب علينا سيئاته، و من سب أئمة المسلمين وقعت علينا آثام سبه لهم، لأنه وجد أحدنا ينتقص منهم، فيقول أن الأشاعرة مثلا ضلال، فيحكم على النووي من خلال هذه العبارة لما يتضح له أن النووي و ابن حجر كانوا أشاعرة، والله المستعان...
إنني إذ أنقل لكم المقال ها هنا، لا أخفي أن أدعياء الصوفية أفسدوا كثيرا على السبيل و على المتبعين، و لكن هؤلاء لم يشموا قط رائحة التصوف، و ليس التصوف انتسابا، كما ليست السلفية انتسابا، و إنما سلوك و مقام يبلغه الفرد المسلم من خلال إحسانه، فإذا بلغه العبد تخفى من الناس و استحيى من الله و خاف أن يفتتن، فمن أظهر الخوارق ليتبعه الناس فما علم حق الطريق و لا ما يدعو إليه، و أمن على نفسه الفتنة و الشيطان، وقد كان أبو ببكر رضي الله عنه لا يأمن على نفسه مكر الله و لو كانت إحدى قدميه في الجنة...
و أرجو من الأخ الفاضل الذي استشهد من قبل بكلام رائد نهضتنا الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي، أن ينظر فيما ننقله له من كلام أعلام هذه الأمة، و ينظر في أحقيتها بالأخذ، إن أعرضنا عن التماس الأعذار للشيخ و تفهم البيئة المحيطة بقوله... والله أعلى و أعلم و هو يهدي للتي هي أقوم...
يقول الأخ الفاضل محمد حسين هويدي :
"في رحاب التصوف الإسلامي"
الحلقة الأولى

مقدمة:

يشعر المرء، وهو يهم بولوج هذا الموضوع الجليل، بهيبة رهيبة، وبإحساس جازم، بأن ادعاء العلم في هذا المجال، نوع من المخاطرة التي لا تؤمن عواقبها، خصوصا إذا لم يكن من أهل هذا الشأن، العارفين بأسراره وخباياه، و إنما أخذ أكثره من مؤلفات أهله، ومن دراسات الباحثين في حقله، والمحققين لتراثه، وما فتح الله به عليه من فهم، يرجو أن يكون موافقا للصواب على أن هذا الحديث إنما هو حديث محبة وشوق، بمعناهما القريب، أكثر مما هو حديث ذوق بمعناه البعيد،والقوم يقولون:"على قدر المحبة يكون الشوق" مع ما في ذلك من جراءة، أتمنى أن يشفعها لي حسن القصد وسلامة الطوية، وإنما الأعمال بالنيات ...
ثم إن هذا البحث لم يضيق المجال، ولم يلزم صاحبه بما لا يلزم، حتى يتسنى له أن يتحدث في رحاب فسيحة، في علم لأصحابه فيه مصطلحات دقيقة، ولغة غريبة لا يفهمها في كثير من الأحيان إلا خاصة الخاصة الكلام "القليل منه أولى من الكثير والإيماء والتلويح، أبلغ في الإفصاح والتصريح "
إن هذا الحديث عام وليس خاصا،و هو في الوقت نفسه، محكوم بما اختارته أمتنا في هذا الجناح الغربي من العالم الإسلامي، من ثوابت دينية راسخة، أوجزها كل الإيجاز الفقيه المالكي الإمام ابن عاشر رحمه الله في قوله :


في عقد الأشعري وفقه مالك * * * وفي طريقة الجنيد السالك


وبعد فلا شك أن التصوف تجربة ذاتية وروحية بالدرجة الأولى، ومن ثم فهي تختلف من جماعة لأخرى، ومن شخص لآخر، الى حد القول بأنه من الصعب وضع تعريف دقيق للتصوف، بل إن معنى التصوف، يلتمس في سلوك الصوفية، لا في منطقهم ...
أما أصل استعمال الكلمة فذهب المستشرق الفرنسي الشهير لويس- ماسينيون الى أن كلمة "صوفي" كانت في أول أمرها مقصورة على الكوفة" و يرجع استخدام مصطلح التصوف لأول مرة في الإسلام،الى النصف الأخير من القرن الثاني للهجرة وقد لقب به كل من:
* جابر بن حيان {ت 197ه}
* وأبي هاشم البغدادي المعروف بأبي هاشم الزاهد{ت105ه} وقد روي عن سفيان الثوري أنه قال : لولا أبو هاشم الصوفي ما عرفت دقيق الرياء"
- وعبدك الصوفي4) وهو من القائلين بأن الإمامة بالتعيين وكان لا يأكل اللحم وتوفي ببغداد حوالي عام 210ه
والملاحظ أن هؤلاء الثلاثة كلهم محسوبون على الشيعة، فهل يعني هذا أن التصوف خرج من عباءة التشيع؟ أم أن خصوم التصوف من أهل السنة قالوا ذلك حطا منه واستهجانا ؟ كما جعلوا منبته الكوفة التي نشأت منها حسب زعمهم الأهواء والبدع
وفي المقابل يوجد ما يفيد أن اللفظ كان متداولا في البصرة أيضا،كقول الحسن البصري رحمه الله : "رأيت صوفيا في الطواف فأعطيته شيئا فلم يأخذه وقال : معي أربعة دوانيق فيكفيني ما معي "
ويقول ابن تيمية :"إن أول ما ظهرت الصوفية من البصرة،وأول من بنى دويرة الصوفية، بعض أصحاب عبد الواحد بن زيد من أصحاب الحسن، وكان في البصرة، من المبالغة في الزهد والعبادة والخوف ونحو ذلك ما لم يكن في سائر أهل الأمصار الأخرى، ولهذا كان يقال :"فقه كوفي وعبادة بصرية"
وعبد الواحد هذا،هو أبو عبيدة القاص البصري العابد، ذكره الشوكاني في قطر الولي وقال إنه أصابه الفالج فسأل ربه أن يطلق أعضاءه وقت الوضوء فكان وقت الوضوء تطلق له أعضاؤه ثم تعود بعد- وهذا من الكرامات كما سياتي- وقد فسر معنى الصوفية:بأنهم القائمون بعقولهم على همومهم والعاكفون عليها بقلوبهم "
يقول الشيخ زروق في القاعدة الرابعة من قواعده:"لا تصوف إلا بفقه إذلا تعرف أحكام الله الظاهرة إلا منه ولا فقه إلا بتصوف إذ لا عمل إلا بصدق وتوجه ولا هما إلا بإيمان إذ لا يصح واحد منهما بدونه فلزم الجميع لتلازمها كتلازم الأرواح للأجساد إذ لا وجود لها إلا فيها كما لا كمال له إلا بها فافهم .
ومنه قول مالك رحمه الله وهو بيت القصيد :"من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن جمع بينهما فقد تحقق " وهذا الكلام صحيح في معناه، دقيق في مبناه، لكن الذي يستوقف الباحث هو مدى صحة نسبته إلى الإمام مالك الذي عاش ما بين 93 و 179ه أي في وقت مبكر من تاريخ التصوف ؟ إذ لو ثبت ذلك لاتخذ البحث مسارا آخر لأن هذا الكلام لا ينطبق على الأوليات و البدايات التي عرفها القرن الثاني وإنما على الكمالات والنهايات التي تمت في القرن الخامس وما بعده ...
و مثل ذلك ما ينسب الى الإمام الشافعي :


فقيها وصوفيا فكن ليس واحدا* * * فإني وحق الله إياك أنصح
فذلك قاس،لم يذق قلبه تقى * * *وهذا جهول، كيف ذو الجهل يصلح؟

و في معنى التصوف يقول أبو يعقوب التادلي في التشوف : " وسميت هذا الكتاب بالتشوف الى رجال التصوف وإن كان مشتملا على أضراب من أفاضل العلماء والفقهاء والعباد والزهاد والورعين وغير ذلك من ضروب أهل الفضل فإن اسم الصوفي يصدق على جميعهم بوضع هذا الاسم عند المحققين، فإن كثيرا من الناس لم يحصلوا حقيقة اشتقاقه، والذي يعول عليه أن الصوفي هو المنقطع بهمته الى الله تعالى المتصرف في طاعته ..."
إن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يتسم أفاضلهم في عصرهم بتسمية علم سوى صحبة رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ لا فضيلة فوقها فقيل لهم الصحابة ولأما أدرك أهل العصر الثاني سمي من صحب الصحابة التابعين ولرأوا ذلك أشرف سمة لهم ثم قيل لمن بعدهم أتباع التابعين ثم اختلفت الناس وتباينت المراتب فقيل لخواص الناس ممن لهم عناية بأمر الدين الزهاد والعباد ثم ظهرت البدع وحصل التداعي بين الفرق فكل فريق ادعوا أن فيهم زهادا وعبادا فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفاسهم مع الله تعالى والحافظون قلبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة"
يقول ابن خلدون :"هذا العلم من العلوم الشرعية الحادثة في الملة وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طريقة الحق والهداية { ... } فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده وجنح الناس الى مخالطة الدنيا اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية والمتصوفة {...} فلهذا اختص هؤلاء بهذا النوع من العلم الذي ليس لواحد غيرهم من أهل الشريعة الكلام فيه وصار علم الشريعة على صنفين...

كثر الكلام في أصل كلمة "تصوف" وتناقضت الاختيارات وتعددت الآراء والتفاسير لمعناها إلى أقوال أذكر منها في هذه العجالة :
1-أنها مأخوذة من "صوفيا " اليونانية وتعني الحكمة
2-أنها نسبة الى قبيلة "صوفة" التي كانت منقطعة لخدمة الكعبة
3-أنها نسبة الى أهل الصفة و"الصفة" مكان بآخر المسجد النبوي بالمدينة المنورة
قال الشيخ زروق :"إنه منقول من الصفة لأن صاحبه تابع لأهلها فيما أثبت الله لهم من الوصف حيث قال تعالى {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي...} وهذا هو الأصل الذي يرجع إليه كل قول فيه والله أعلم
4-أنها منسوبة الى لبس الصوف الخشن الذي تعود الصوفية لبسه منذ القدم
قال الكلاباذي {ت380ه}:"أما من نسبهم الى الصفة والصوف فإنه عبر عن ظاهر أحوالهم، وذلك أنهم قوم قد تركوا الدنيا، فخرجوا عن الأوطان، وهجروا الأخدان،وساحوا في البلاد، وأجاعوا الأكباد، وأعروا الأجساد، لم يأخذوا من الدنيا إلا ما لا يجوز تركه، من ستر عورة وسد جوعة ..."
قال الإمام القشيري:"فأما قول من قال إنه من الصوف وتصوف إذا لبس الصوف كما يقال تقمص إذا لبس القميص فذلك وجه ولكن القوم لم يختصوا بلبس الصوف "
قال ابن خلدون معقبا على ذلك:" قلت : والأظهر إن قيل بالاشتقاق أنه من الصوف، وهم في الغالب مختصين بلبسه لما كانوا عليه من مخالفة الناس في لبس فاخر الثياب الى لبس الصوف"
5-من الصف : قال القشيري :"و قول من قال إن مشتق من الصف، فكأنهم في الصف الأول بقلوبهم، من حيث المحاضرة من الله تعالى، فالمعنى صحيح ولكن اللغة لا تقتضي هذه النسبة الى الصف، ثم إن هذه الطائفة أشهر من يحتاج في تعيينهم إلى قياس لفظ واستحقاق اشتقاق "
6-أنها نسبة الى الصفاء والمصافاة
قال أبو نعيم في الحلية ,"فأما التصوف فاشتقاقه عند أهل الإشارات والمنبئين عنه بالعبارات من الصفاء والوفاء واشتقاقه من حيث الحقائق التي أوجبت اللغة فإنه تفعل من أحد أربعة أشياء،فذكرها وعللها وهي الصوفانة وهي بقلة وصوفة قبيلة كانت في الدهرالأول تجيزالحاج وتخدم الكعبة وصوفة القفا وهي الشعرات النابتة في متأخره والصوف المعروف في ظهور الضأن


تنازع الناس في الصوفي واختلفوا * * *فيه وظنوه مشتقا من الصوف
ولست أمنح هذا الاسم غير فتى * * * صفا فصوفي حتى لقب الصوفي


قال أبو بكر الكلاباذي{ت380ه} بعد تقديم ما قيل عن التصوف من حيث الاشتقاق :"فقد اجتمعت هذه الأوصاف كلها ومعاني هذه الأسماء كلها في أسامي القوم وألقابهم وصحت هذه العبارات وقربت هذه المآخذ ... وجميع المعاني كلها من التخلي عن الدنيا وعزوف النفس عنها وترك الأوطان ولزوم الأسفار ومنع النفوس حظوظها وصفاء المعاملات وصفوة الأسرار وانشراح الصدور وصفة السباق "
7-"من "الصفة" إذ جملته اتصاف بالمحامد وترك الأوصاف المذمومة "
وهناك من قال إنه لا ينبغي مطالبة الصوفية بمجاراة القياس أو الاشتقاق :


فإنهم أجل من أن تفتقر * * * أقوالهم الى قياس مشتهر
أو اشتقاق إذ لهم قانون * * * ساروا به وسره مكنون
فلفظهم أقفاله لا تفتح * * * إلا بذوق أو بكشف يمنح


"إسناد الشيء لأصله والقيام فيه بدليله الخاص به يدفع قول المنكر بحقيقته لأن ظهور الحق في الحقيقة يمنع من ثبوت معارضتها فأصل التصوف مقام الإحسان الذي فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم " بأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" لأن معاني صدق التوجه لهذا الأصل راجعة وعليه دائرة إذ لفظه دال على طلب المراقبة الملزومة به . فكان الحض عليها حضا على عينه كما دار الفقه على مقام الإسلام والأصول على مقام الإيمان.
فالتصوف أحد أجزاء الدين الذي علمه عليه السلام جبريل ليعلمه الصحابة رضي الله عنهم أجمعين فافهم "
قال الإمام النووي معلقا على مرتبة الإحسان :" هذا من جوامع الكلم التي أوتيها صلى الله عليه وسلم، لأنا لو قدرنا أن أحدنا قام في عبادة وهو يعاين ربه سبحانه وتعالى لم يترك شيئا يقدر عليه من الخضوع والخشوع وحسن السمت واجتماعه بظاهره وباطنه على الاعتناء بتتميمها على أحسن وجوهها إلا أتى به فقال صلى الله عليه وسلم اعبد الله في جميع أحوالك كعبادتك في حال العيان"
وهذا المقام هو أحد أركان الدين الثلاثة المبينة في حديث جبريل الطويل ولا شك أن الدين يجب اتباعه بجميع أركانه ....
إن مقام الإحسان كما يقول أبو عبد الله الساحلي المالقي {ت754ه} :"جامع نهايات منازل السالكين ومتضمن حقائق العارفين فأوله يعرب عن القبول وغايته توذن بالوصول يفهم ذلك من حديث جبريل في قول النبي {صلى الله عليه وسلم } مخبرا عن الإحسان :"أن تعبد الله كأنك تراه " ولا غاية فوق رؤية الله تعالى ولا تدرك إلا بالقيام بوظائف الدين على أكمل أحوالها وأجمل أمورها ولأحسن أصولها وفروعها ومن رام ذلك بغير هذا فقد خاب سعيه وضل مرماه وحصل في مهواة المكر والمقت ... فأشار {صلى الله عليه ويلم }في إخباره عن الإحسان أولا الى غايته التي لا نهاية لها ثم عطف بالإشارة الى بدايته بقوله:"فإن لم تكن تراه فإنه يراك يعني المراقبة كأنه يقول عمدة الإحسان المشاهدة وإن لم يقو على ذلك فالمراقبة، فالمقصود من الإحسان ما يرجع الى تصفية الروح من آثار الأوهام ليحصل بذلك على نهاية التوحيد وهذا المقام يعم جميع وظائف سائر المقامات ولا شك أن بداية التوحيد أصل في كمال بداية وظائف الدين ونهايته أصل في كمال نهايتها
فإذا تقرر هذا فاعلم أن الإحسان قائم من ثلاثة منازل: بداية وهي المراقبة وتمكين وهو المشاهدة، ونهاية وهي المعرفة " وكل منزل من هذه المنازل تحته كلام طويل)ويميز الصوفية بين النفس والقلب والروح والعقل تمييزا واضحا " فالنفس عندهم شر محض وهي محل الأخلاق المذمومة وموضع نظر الخلق أما الروح فهي مبدأ الحياة ومحل الأخلاق المحمودة وهي من أمر الله لا يدرك كنهها كما أنها محل المحبة والقلب عندهم هو محل العرفة ومركزها وبمداومة الذكر تشرق فيه العلوم اللدنية أما العقل فيستعمل عندهم للدلالة على العلم الذي ياتي بواسطة الحواس عن طريق الاعتبار وهو أقل مرتبة من القلب
من شعر أبي بكر محمد بن طفيل في الروح والجسد:


يا باكيا فرقة الأحباب عن شحط * * * هلا بكيت فراق الروح للبدن
نور تردد في طين الى أجل * * * فانحاز علوا وخلى الطين للكفن
يا شد ما افترقا من بعد ما اعتلقا *** أظنها هدنة كانت على دخن
إن لم يكن في رضى الله اجتماعهما * * *فيا لها صفقة تمت على غبن


ولا تخفى أهمية التصوف في تزكية النفوس وتطهيرها ورياضتها حتى ترقى الى أعلى مدارج السمو الروحي .
وأول سلم في معراج السالكين الى الله هي التوبة النصوح { يايها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا } والإنسان يخطيء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :" كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" والتوبة واجبة من كل ذنب فإن كانت المعصية بين العبد وخالقه لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط :
- أحدها أن يقلع عن المعصية
- والثاني أن يندم على فعلها
- والثالث أن يعزم أن لا يعود إليها أبدا
فإن فقد أحد الثلاثة فلا تصح التوبة
وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة هذه الثلاثة وأن يبرأ من حق صاحبها ...
ليقوى بذلك على طاعة الله عز وجل ولينشط نفسه بذلك على البر فهو مطيع محسن وفعله هذا من الحق ومن لم ينو طاعة ولا معصية فهو لغو معفو عنه ...

قال الشعراني في مختصر الفتوحات:"وقد توقفت حال الاختصار في مواضع كثيرة منه لم يظهر لي موافقتها لما عليه أهل السنة والجماعة فحذفتها من هذا المختصر "..." حتى قدم علينا الأخ العالم الشريف شمس الدين محمد بن السيد أبي الطيب المدني المتوفى سنة 955 فذاكرته في ذلك فأخرج الي نسخة من الفتوحات









 


قديم 2008-02-19, 13:08   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
حسين القسنطيني
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

في رحاب التصوف الإسلامي - الحلقة الثانية
أبو القاسم الجنيد اوختيار المغاربة لطريقته

يقول أبو إسحاق الشاطبي :" الذي أراه أن الشيخ في سلوك طريق التصوف على الجملة لازم ، لا يسع أحدا إنكاره ، وكان هذا من الأمور الضرورية ، لكن الشيخ شيخان: شيخ تعليم وتربية، وشيخ تعليم بلا تربية ، فشيخ التربية ليس بضروري لكل سالك، وإنما يحتاج إليه من فيه بلادة ذهن واستعصاء نفس، وأما من كان وافر العقل منقاد النفس فليس بلازم في حقه وأما شيخ التعليم فهو لازم لكل سالك " وكل ذلك وفق شروط وضوابط معلومة عند أهل هذا الشأن
من هنا نتحدث عن الإمام الجنيد باعتباره سيد الطائفة ومعلمها وأحد أبرز رجالات التصوف الذين وجهوه ، وهو على جلالة قدره وأثره البعيد في مجال علم التصوف وكثرة أتباعه، لم يحظ بما يستحق من الدراسة ومن ثم كان لابد من تقديم نبذة عنه- هنا - على أمل أن تتاح لنا الفرصة لنخصه - إن شاء الله - ببحث قائم في مقال قادم:
هو أبو القاسم الجنيد بن محمد بن الجنيد الخزاز كان أبوه يبيع الزجاج ، فلذلك كان يقال له :القواريري، أصله من نهاوند ، ومولده ومنشؤه بالعراق[ ولد سنة 215 وتوفي سنة297ه] وكان فقيها على مذهب أبي ثور، تلميذ الإمام الشافعي، وصحب خاله السري السقطي، والحارث المحاسبي ، فسلك مسلكهما في التحقيق بالعلم واستعماله، وحج الى مكة ثلاثين حجة على رجليه.
ولم يكن الجنيد صوفيا فحسب، بل كان متكلما كذلك ولقب" بسيد الطائفة" و"طاووس العلماء" وسلم بأن الأنبياء أفضل من الأولياء، وقابل بين الحضورالذي أنبأنا به الأنبياء، والمشاهدة التي يقول بها الأولياء ، وكان صوفيا يفضل الصحو على حالة السكر عند المتصوفة، ويقول بفضل صفاء النفس على الإغراق في الصوفية، وكان متكلما يقول بأن معرفة الله لا تأتي إلا بطريق العقل، ويعرف مريدوه وأتباعه باسم "الجنيدية"
قال في جمع الجوامع: ونرى أن طريق الجنيد سيد الصوفية علما وعملا وصحبة طريق مقوم ، فإنه خال من البدع دائر على التسليم والتفويض والتبرؤ من النفس
قال الشوكاني في سياق حديثه عن جواز إطلاع الله تعالى الولي على المغيبات- وذكر حديث:" اتقوا فراسة المومن فإنه يرى بنور الله-:
" من أغرب ما نحكيه فيما يتعلق بهذا الحديث أن السري السقطي شيخ الجنيد أمره بأن يخرج يتكلم على الناس ، فاعتذر منه بما في لسانه من العجمة وبعدم صلاحيته لذلك ، فعزم عليه أن يخرج صبح تلك الليلة يتكلم على الناس في الجامع فكأنه نادى مناد في الناس : بأن الجنيد سيتكلم على الناس عقب صلاة الفجر في الجامع فجاءوا إليه أفواجا .
وكان هذا أول كرامة للجنيد لأنه لم يطلع على ما دار بينه وبين شيخه أحدا، فخرج ووجد الجامع غاصا بأهله فلما قعد أقبلوا إليه بأجمعهم فبرز رجل وسأله عن معنى حديث :"اتقوا فراسة المومن" فأطرق قليلا ثم قال له:أسلم فقد آن لك أن تسلم ،فقام وجثا بين يديه وأسلم وانكشف أن ذلك الرجل من النصارى " دخل مع الناس" متجسسا و مختبرا للإسلام وأهله فكان في ذلك سعادته الأبدية "
أبرزشيوخه: تتلمذ الجنيد في التصوف لكبار رجاله من أمثال:
- الحارث بن أسد المحاسبي {ت243ه}
- أبي الحسن السري السقطي {ت253ه} وهو خاله /
- أبي اليزيد " با يزيد" البسطامي {ت 261ه}
- محمد بن علي القصاب {ت275هودرس الفقه على:
- أبي ثور إبراهيم بن خالد بن اليمان تلميذ الإمام الشافعي {ت 240ه}
أبرز تلامذته:
- الحسين بن منصورالحلاج {ت309ه}
- محمد بن موسى الواسطي الفرغاني {ت320ه}
- دلف بن جحدر الشبلي {ت334ه}
- أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي {ت341ه}
- جعفر بن محمد الخلدي الخواص {ت348ه}
آثاره:
كان الجنيد يكتب بأسلوب معقد مغرق في التجريد، ذلك الأسلوب الذي صقله الحلاج بعد ذلك ليصبح أسلوب العبارات الرنانة المغرقة في الجدل على حد تعبير الدكتور فؤاد سزكين
وقد خلف آثارا ذكر منها هذا الأخير نحو 23 كتابا ورسالة جلها مخطوط دون تلك التي تنسب إليه
وقد قام د.علي حسن عبد القادر بتحقيق: رسائل الجنيد – برعي وجداي بالقاهرة – مكتبة دوت كوم / 1988م – ثم طبعت رسائل الجنيد من جديد بترجمة وتحقيق: جمال رجب سيدبي -داراقرأ للطباعة والنشر والتوزيع بتاريخ:01/01/2005 وذلك في مجلديضم 16 مخطوطا بالإضافة الى معظم رسائل الجنيد أو أقواله المتناثرة في مختلف مصادر التصوف
وفاته ومدفنه :
توفي الجنيد ببغداد ودفن في مقابر الشونيزية بجانب ضريح خاله... ومن عجيب الموافقات أنه كان في سنة 1916 من المقرر أن تمر السكة الحديدية ببغداد داخل منطقة بساتين في الكرخ إلا أن المهندس الألماني المشرف على العملية خالف الخرائط والمسح الجوي للسكة الذي كانت تنفذ في خط مستقيم ، وجعلها نصف دائرية في تلك المنطقة وحين أستدعي للاستفسار قال:"لا يوجد أي تفسير علمي ، لقد راودتني رؤيا في المنام مفادها أن أبتعد عن تلك البساتين"
والتصوف الصحيح أساسه التقيد بالكتاب والسنة وكل من خالفهما فدعواه مردودة باطلة لا يقبلها شرع ولا عقل ، والتصوف هو أن يعمر الإنسان قلبه بالصلة بالله والخوف منه والرجاء فيه والله تعالى يقول {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل لكل شيء قدرا} و طريقة الجنيد قيل إنها أسلم طرق التصوف لكونها خالية من الشبهات والبدع ومن كلامه:الطريق الى الله مسدود إلا على المقتفين آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال الجنيد:" من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الأمر لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة"
وقال:"مذهبنا هذا مقيد بأصول الكتاب والسنة "
وقال:"علمنا هذا مشيد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم"
وقال:"الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا على من اقتفى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام "
و سئل عن التصوف فقال:"تصفية القلب عن موافقة البرية ومفارقة الأخلاق الطبيعية وإخماد الصفات البشرية ومجانبة الدواعي النفسانية ومنازلة الصفات الروحانية والتعلق بالعلوم الحقيقية واستعمال ما هو أولى على الأبدية والنصح لجميع الأمة والوفاء لله على الحقيقة واتباع الرسول {ص} في الشريعة"
وقال: إذا رأيت الصوفي يعنى بظاهره فاعلم أن باطنه خراب ليس التصوف لبس الصوف ترقعه
*** ولا بكاؤك إن غنى المغنونا
ولا صياح ولا رقص ولا طرب
*** ولا تغاش كأن قد صرت مجنونا
بل التصوف أن تصفو بلا كدر
* * * وتتبع الحق والقرآن والدينا
وأن ترى خاشعا لله مكتئبا
* * * على ذنوبك طول الدهر محزونا45
قال أبو سعيد الخراز البغدادي من أوائل الصوفية وأئمتهم {ت279ه} : "صحبت الصوفية خمسين سنة ، فما وقع بيني وبينهم خلاف ، قيل : ولم ذلك ؟ قال :لأني كنت على نفسي" - يعني أنه كان منشغلا بعيوب نفسه ، ومن يكن كذلك لا ينظر الى عيوب غيره...
قال أبوعلي اليوسي :كان شيخ الطائفة أبو القاسم الجنيد في زمانه يقول رضي الله عنه :
أهل التصوف قد مضوا صار التصوف مخرقة الأبيات المعروفة فما بالك بزماننا الخ.. {كلام نفيس } كان الإقبال على الدين والزهد في الدنيا غالبا على المسلمين في صدر الإسلام
وتقوم طريقة الجنيد - كما حددها- على ثماية شروط:
دوام الوضوء، والخلوة، ونية الاختلاء ، والمداومة على الذكر، ودوام الصوم ،وترك الخاطر، ودوام ربط القلب بالشيخ ، ودوام الرضى بقضاء الله وترك الاعتراض على الله وعلى الشيخ
ويتصل الجنيد برسول الله صلى الله عليه وسلم بعدة أسانيد من أشهرها :
الجنيد عن السري السقطي عن داود الطائي عن حبيب العجمي عن الحسن البصري عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم وللعلماء بالرجال في هذه الأسانيد مقال
يقول د.حسن جلاب:"وتتجمع أسانيد الطرق الصوفية المغربية عند الجنيد لتتفرع بعد ذلك ، إذ لا نكاد نجد طريقة لا تتصل بها إلا نادرا ، وحتى في هذه الحالة غالبا ما تتوفر هذه الطريقة على سند ثان يوصلها الى الجنيد.
وتفسرهذه الظاهرة بحرص الطرق على أن تكون سائرة على نهج السنة المحمدية لشهرة الجنيد بذلك"
في رحاب التصوف الإسلامي - الحلقة الثالثة
الولاية والكرامات
عن أبي هريرة{رضي الله عنه } قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} :"إن الله تبارك وتعالى قال : "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء أحب الي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وإن سألني أعطيته وإن استعاذني أعذته وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المومن يكره الموت وأكره إساءته"
وأحسن ما قيل في قوله :"وما ترددت عن شيء ... " الخ أن يكون خطابا لنا بما نعقل والرب عز وجل يتنزه عن حقيقته بل هو من جنس قوله:" ومن أتاني يمشي أتيته هرولة"
أصل الولاية المحبة والتقرب، كما أن أصل العداوة البغض والبعد، وفسره الحافظ ابن حجر في الفتح فقال :"المراد بولي الله العالم بالله تعالى المواظب على طاعته المخلص في عبادته "
وهذا موافق لما في القرآن الكريم مثل قوله تعالى:{ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم } - "فأولياء الله هم خلص عباده القائمون بطاعاته المخلصون له . وأفضل أولياء الله هم الأنبياء وأفضل الأنبياء هم الرسل وأفضل الرسل هم أولو العزم ... وأفضل أولي العزم نبينا – وسيدنا – محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذي أنزل الله سبحانه عليه :{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } - فجعل سبحانه صدق محبة الله عز وجل متوقفة على اتباعه وجعل اتباعه سبب حصول المحبة من الله سبحانه "
أصناف الأولياء: الناس أصناف والأولياء طبقات يقول الله تعالى : في سورة فاطر: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير} وهذه الأصناف الثلاثة هم أمة سيدنا محمد{صلى الله عليه وسلم }خاصة فهم الذين أورثوا الكتاب بعد الأمم المتقدمة وهذا التقسيم للأمة فالظالم لنفسه أصحاب الذنوب المصرون عليها والمقتصد المؤدي للفرائض المجتنب للمحارم والسابق بالخيرات هو المؤدي للفرائض والنوافل المجتنب للمحرمات والمكروهات ثم ذكر الله سبحانه المفاضلة بين أوليائه المومنين فقال :{ انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا }
العصمة للأنبياء فقط، لكن الأولياء قل ما يقع منهم الخطأ فإذا وقع لا يخرجهم عن كونهم أولياء الله كالفقيه المجتهد إذا اجتهد فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد وقد تجاوز الله لهذه الأمة عن الخطإ والنسيان كما قال سبحانه {ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا } وقد ثبت في الصحيح :"أن الله سبحانه قال: بعد كل دعوة من هذه الدعوات قد فعلت " وحديث "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان " قد كثرت طرقه حتى صار من قسم الحسن لغيره ...
كرامات الأولياء يقول التادلي:"اعلم أن كرامات الأولياء جائزة عقلا ومعلومة قطعا وممن قال بها إمام المتكلمين القاضي أبو بكر بن الطيب – يعني الباقلاني- فقال: إن المعجزات تختص بالأنبياء والكرامات تكون للأولياء وقال إمام الحرمين :المرضي عندنا تجويز خوارق العادات في معارض الكرامات "
وكم هي كرامات الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من الصالحين والله يخص بفضله من يشاء من عباده وليس لأحد أن ينكر ما لم تنكره الشريعة فإذا جاء ما يخالفها رفض ونبذ
ويوضح ابن البناء المراكشي الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر ، فيقول:
"إن المعجزة من باب الوجود الممتنع عن البشر ، والكرامة من باب الوجود المفتوح للبشر، والسحر من باب الخواص الأرضية المرتبطة بالقوى ، وصاحب السحر لا بد له من آلة ظاهرة أو خفية ، وليس لصاحب المعجزة والكرامة آلة إلا الدعاء الى الله تعالى"
وبعد فيظهر مما تقدم أن التصوف الحقيقي ،ليس هروبا من الحياة أو إلغاء للعقل والحواس، بل هو تربية وتعبئة وصبر وجهاد وصدق وثبات وواقعية والتزام ، ومحبة وإخاء ورحم الله بشر الحافي حين قال : "لا تكون كاملا حتى يأمنك عدوك ، وكيف يكون فيك خير وأنت لا يأمنك صديقك"
والتصوف في الوقت ذاته تعلق بالسماء بالعمل الصالح وبالدعاء الصادق بالهداية لهذه الأمة التي انغمست في الماديات وأهملت الروح التي هي سر الحياة ومنبع الرحمة وكل البركات










قديم 2008-02-19, 13:57   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
حسام الدين محمد
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية حسام الدين محمد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك على الموضوع










قديم 2008-02-20, 00:07   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نادية مجدوبي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي بسم الله الرحمن الرحيم .

السلام عليكم

بارك الله فيك أخ حسين على الموضوع وفقكم الله لما يحبه ويرضاه آمين

تحياتي










قديم 2009-06-15, 21:50   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الكرزازي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا جزيلا لك سيد القسنطيني على هذا الموضــوع الرائــع وفقك الله لكل خير ودفع عنك كل مكروه وشــر آميـــــــــــــــن .










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc