----------------------------------------------------------------بسم الله الرحمــــــــن الرحيــــــــــــم ----------------------------------------------------------
اخوتي في الله قصدت هذا العنوان على هذا المقال لكي لايتزايد علينا من يريد ان يضعنا في خانة الذين لايحبون وطنهم وعلمائهم ويستوردون العلم والعلماء من الوهابيين والسلفيين التكفريين وغير ذلك من شتى النعوت والاوصاف لغرض التشويه والتشويش ،فجاء هذا ليبرهن مرة اخرى بان للجزائر علما ءها الافذاذ ولواكتفينا بردودهم ونقولهم وجهودهم لكفتنا ، وكمثال على مانقول نقدم لاخواننا هذه الحجة تحت عنوان
************ بدعة تحديد الاذكار عند الطرقيين ***********
---لشخ المصلح العربي التبسي من كتابه (بدعة الطرائق في الاسلام)
بدعة تحديد الأذكار لأتباعهم
من البين لجميع من عرف الطرائق التي غضت بها الجزائر؛ أنها اشتركت في أمور وامتازت كل واحدة بخواص تجعلها منفصلة عن البقية تستحق بها اسم: طريقة فلان. وقد وضعوا طرائقهم كالشرع الموضوع المتبع، وبنوا هذه الأذكار على أوضاع وهيآت وألحقوا بها أدعية أحدثها من أسس الطريقة.
ومن الشائع الذائع: أن هذه الأذكار يعطيها رؤساء الطرائق أو من يقيمونه ويسمى بأخذ الورد أو رفع السبحة ويعينون أعدادها وصيغها وأوقاتها وما يرتئونه من آدابها. ونحن نعرض عملهم هذا ونقيسه بالهدي النبوي وعمل السلف فذلك الدين، وما لم يعرف في هذه الأيام بعموم أو خصوص فليس من الدين. وما دام ليس من الدين فإنكاره قربة والاعتراف به بدعة.
إن استقراء الشريعة دل على أن ما تعبدنا الله به جاء على ضربين:
ضرب تولى الله تعيينه في نفسه وفي عدده وفي وقته، كالصلوات الخمس في الفرائض وكركعتي الفجر في النوافل وكرمضان في صوم الفرض وعرفة في النفل.
وضرب آخر طلبه منا طلبا وأوكل تعيين عدده ووقته إلى قوة المكلف وما جعل عليه مسيطرا ولا وكيلا وله في نفسه أن يعين ما شاء في أي وقت شاء على ما تعطيه القوة البشرية. والأذكار في غالب أمرها من هذا القبيل وما سد عن هذا غير قليل كسبحان الله والحمد لله والله أكبر دبر كل صلاة تولى الشرع تحديده ( ) .
والأذكار ورد الأمر بها في كتاب الله في غير ما آية قال الله: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ( ) ، وقال: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ( ) ، وقال: فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ ( )
الآية، وقال: يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ( ) الآية. والآيات كثيرة ولا يوجد في العبادات إذا تتبعت الأدلة المبثوثة في الشريعة أكثر من الذكر طلبا وورد الأمر بها ستة. أخرج الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)) ( ) ، وأخرج مسلم عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأن الميزان وسبحان الله والحمد لله تملأن- أو:- تملأ ما بين السموات والأرض )) ( ) ، وأخرج البخاري عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت)) ( ) .
وقد بوب رجال الصحاح للدعوات والأذكار أبوابا وفصولا جمعوا فيها ما ثبت عن رسول الله من الأذكار والدعوات وما دار بها ما لا مطمع لي في تسطيره. وقد اعتنت الأئمة الأثبات عناية فوق هذه وألفوا كتبا صحاحا في عمل اليوم والليلة رووا فيها ما ثبت من الأذكار والأدعية بأسانيدهم. فمن هذه الكتب عمل اليوم والليلة للإمام أبي عبد الرحمن النسائي وكتاب الإمام أبي بكر أحمد بن محمد بن إسحق السني وكتاب الإمام النووي وغيرها مما هو معروف، وقد أتوا على حالات الإنسان وتاراته ( ) اليومية والليلية وساقوا ما فيها من أحاديث وآثار، فمنها ما رغب الشرع في عدد منها طلبا للكثرة ومنها ما طلبه طلبا مطلقا موكولا لقوة الذاكر يزن نفسه ثم يثبت ما يستطيع أن يداوم عليه. وما علمنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة عمره حدد الأذكار لأحد من أصحابه تحديدا يماثل تحديد الطرقيين على اختلاف أسمائهم. ولا تقل عن أحد من السلف أنه حدد الأذكار لغيره ممن عاصره فضلا عن أن يجعله ذكرا شائعا ذائعا يعرف بذكره طريقة فلان. ومن ادعى غير هذا فليدلنا عليه من طريق صحيح عند أهل العلم.
ونحن نعتقد أن الذكر كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتول تحديده ولا توقيته. وكل من تعرض لتحديده أو توقيته أو إدخال أفي زيادة كيفما كان شأنها فيه عما كان في عصره؛ يعد مبتدعا مستدركا على الشريعة.
ونحن نعتقد أن السلف رضي الله عنهم لما لم ينقل عنهم تحديد ولا توقيت وهم أهل الدين صدقا وأصحاب الذكر حقا دل على أنهم فهموا من الشرع عدم التحديد والتوقيت. ولن يستطيع آخر الأمة أن يأتي بهداية لم يأت بها أولها.
ونحن نجزم بأن السنة في فعله صلى الله عليه وسلم وقد ترك التحديد وأن الخير في اتباع من سلف وقد تركوا التحديد والتوقيت، فالبدعة والشر في التحديد والتوقيت، وهو ما لم تتركه طريقة من الطرائق، ولنورد شيئا من كلام المحققين يخدم هذا الغرض.
قال أبو إسحاق الشاطبي في مآخذ البدع وأهلها في الاستدلالات على ما انتحلوا: ((ومنها تحريف الأدلة (وقد علمت أن منها لفظه وعمله صلى الله عليه وسلم) ( ) عن مواضعها بأن يرد الدليل على مناط فيصرف عن ذلك المناط إلى آخر (كذكر الله) موهما أن المناطين واحد وهو من خيبات تحريف الكلم عن مواضعه )) ( ) . إلى أن قال: ((وبيان ذلك: أن الدليل الشرعي إذا اقتضى أمرا في الجملة مما يتعلق بالعبادات فأتى به المكلف في الجملة أيضا كذكر الله والدعاء والنوافل المستحبات مما يعلم فيه التوسعة شرعا كان الدليل عاضدا لعمله من جهتين، من جهة معناه، ومن جهة عمل السلف به. فإن أتى المكلف في ذلك الأمر بكيفية مخصوصة أو زمان مخصوص أو مقارن لعبادة مخصوصة والتزم ذلك بحيث صار متخيلا أن الكيفية المخصوصة أو الزمان أو المكان مقصود من غير أن يدل الدليل عليه كان بمعزل عن ذلك المعنى المستدل عليه. فإذا ا ندب الشرع مثلا إلى ذكر الله، فالتزم قوم الاجتماع عليه على لسان واحد وبصوت أو في وقت معلوم مخصوص من سائر الأوقات، لم يكن في ندب الشرع ما يدل على هذا التخصيص بل فيه ما يدل على خلافه )) ( ) . أهـ ثم حكم ببدعية ما كان على هذا الوصف، وما ذكره يجري في تحديد الأذكار للأتباع وتزيد عليه بما انجر للعوام من هذه البدعة الفظيعة، فقد أصبح بعض أسماء الله من ميزة طريقة فلان فمن لم يأخذ عهده وورده لا يحوم حول ذلك الاسم، وأي شر بقي بعد هذا وأقي إلحاد في أسماء الله شر من هذا وتزيد عليه أيضا بقلب معالم الإسلام ظهرا لبطن.
فقد كان من مبادئ الإسلام الأولية أن المسلم يتلقى الأحكام من ينبوعها؛ وهو ما جاء به الرسول من غير استئذان أحد ولا واسطة أحد، فصير شيوخ الطرائق الذكر يتوقف على إذنهم وتابع لميولهم وأهوائهم. ولعل زاعما يتوهم أن هذا التحديد والتوقيت لا يضر، وقد قصد واضعوه الخير فنقول: أخطأ الواهم في وهمه فإن السلف الذين شاهدوا عصر النبوة لما وقع بين أيديهم شيء أقل من هذا ولا يشاركه في غير أن الرسول لم يفعله أنكروه وعدوه ضلالة.
ولا بأس بنقل شيء من آثارهم يستدل به على ما نقول. من ذلك ما نقله أبو إسحاق الشاطبي ( ) عن ابن وضاح عن الأعمش عن بعض أصحابه قال: مر عبد الله (يعني ابن مسعود) برجل يقص على أصحابه وهو يقول: سبحوا عشرا وهللوا عشرا، فقال عبد الله: إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو أضل؟ بل هذه يعني أضل وفي رواية عنه: أن رجلا كان يجمع الناس فيقول: رحم الله من قال كذا وكذا مرة سبحان الله، قال: فيقول القوم ويقول: رحم الله من قال كذا وكذا مرة الحمد لله، قال: فيقول القوم قال: فمر بهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال: فديتم لما لم يهتد له نبتكم أو إنكم لتمسكون بذنب ضلاله.
وذكر له أيضا أن أناسا يسبحون بالحصى في المسجد فأتاهم وقد كوم كل رجل منهم كوما من حصى قال فلم يزل يحصبهم بالحصى حتى أخرجهم من المسجد ويقول لقد أحدثتم بدعة وظلما وقد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ( ) .
فتفهم رحمك الله رأي الصحابة فيمن خالف ما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم كيف ضللوه وأنكروا ما أتى به ولم يعذروه ولا تأولوا له وجها ولا نقبوا له عن نية، بل مخالفته كفتهم دلالة على إنكار ما أحدث. وتأملوا يا أولي الألباب ويا رجال العلم فيما أحدثه أشياخ الطرائق فإنهم يحدثوننا بأن حكما وأسرارا أخفيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى سلف الأمة أدركها هؤلاء المستدركون وأن فضائل وخواص في أعداد لم يهد لها نبي الرحمة وهدي إليها هؤلاء الأقوام الذين تجارت بهم أهوائهم إلى أبعد مدى. انتهى المقال والى مقال اخر ان شاء الله
------------------------- ابو ابراهيم الجزائري-------------------