المقامات السلطانية.........المقامة اللصية

[سفيان حسن]

حدتنا توفيق الليري قال

اقلنا المسير الى سوق بوقادير اشهر الاسواق على الاطلاق، يكثر فيه التجار واصحاب الاسرار والشطار، وهي من حواظر الشلف بعيد عنه مسيرة ساعة، فلما دخلنا دهلنا ادا وجدنا سوق على مد البصر لا يدرك مداه النظر، قد صف فيه الباعة جماعة جماعة بضاعة ببضاعة، فلا تعرف فيه كلمة غير موجود وكل مطلوب موجود، فملنا انا وشيخي جلال الدين نسير الى اقصى ما نقدر، فابصرنا رجال مجتمعون على جلبة ودوي كانهم قد سمرت اقدامهم، فقصدنا الجمع فراينا رجال يحملون العصي ويتناوشون بها بمهارة ويتضاربونا بجسارة ،كانهم فرسان قد حملو السنان، فاعجبنا ما راينا وبينما نحن كدالكم اد بصارخ يصيح بصوت فصيح سارق امسكوه ولا تتركوه، ولم ندري الى بالقوم جالسو القرفصاء فجلس اهل السوق كله الى انا وشيخي جلال الدين والسارق، فتناولو السارق بالعصي كانها القصي، وامسكوني وشيخي فرايت السارق بين يدي القوم تاخده الايدي دات اليمين وتعيده العصي دات الشمال، فان استميل مال وان ترك حرك ومالت عليه الاكف فما ندري هل ضربه مئة او مئتين او الف او الفين، والسارق بين القوم كانه ريشة تفئ بها الريح انا هبت وانا ذبت ،والدم يسل والسارق جريح ،فاخدتني الشفقة فقلت بالله عليكم اتركو الرجل فقد عجل وربما تزهق روحه بعدما سالت جروحه ،فقالو انتظر دورك وصديقك فاصابني خوف شديد وطلبت من شيخي الراي السديد فنظرت في وجه من امسك بيدي فقلت له لما تمسك يدي بالله عليك قال اشارة الجلوس تعني انك لست للسارق صاحب وانت وصديقك لم تجلسو فقلنا له نحن لسنا من اهل البلاد وهده اول مرة ناتي سوقكم فقتنع الرجل فتركنا بعد عناءفمضينا لسبيلنا حامدين الله شاكرين


.................رابطة عشاق القلم.................عضو3