السلام عليكم
هو موضوع قد يكون مطروقا و لكن لابأس من الإعادة فهو من الأهمية بمكان .
عندنا في تلمسان مديح يقول : سيدي بومدين جيتك قاصد آجني (تعال بالتلمسانية)في المنام نبرا ، نحن عندنا بومدين و غيرنا بوعلام و عبد القادر... و غيرهم ، كلهم أولياء يحلف بهم و يقصدهم الناس تبركا و طلبا للشفاء و الفرج !! سبحان الله قد تجد الواحد منهم يتجرأ على الله و لكنه أبدا لا يتجرأ على الولي الفلاني و لا يذكره إلا بكل خير خوفا من لعناته إن هو أساء له و لو بكلمة ، صحيح أن هؤلاء الناس ظهر عليهم الورع و التقوى في حياتهم و لكن علمهم عند الله و هم أولا و أخيرا بشر لا يضرون و لا ينفعون لا أنفسهم و لا غيرهم ، عجيب أمر الناس يتركون رب العباد و يقصدون عبدا ميتا منذ قرون لا يملك لنفسه شيئا فكيف يملكه لهم ؟
و لكن ما يجهله الكثيرون أن سياسة الأولياء شجعتها فرنسا لسببين اثنين : أولهما أن تصرف الناس عن الدين و تحشو رؤوسهم بالخزعبلات و الخرافات ، فهي لم تستطع زعزعة إيمانهم ولا نزع الإسلام من قلوبهم و لكنها بهذه الطريقة تحقق ما أرادت و أكثر ، و السبب الثاني أنها كانت تخشى سطو الجزائريين على المحاصيل الزراعية أيام الاستعمار لذلك كانت تنصب بناء على شكل ضريح في كل حقل و تطلق عليه اسم سيدي فلان لأنها تعرف تقديس الناس للأولياء و من ثم لن يتجرأ أحد على الاقتراب ، لدرجة كما قيل لنا أطلق على أحدهم سيدي الدونكي (الحمار بالإنجليزية) و أخذ الناس يرددونها بكل جهل ، و أغرب ما في الأمر أن تجد إنسانا مثقفا و على درجة كبيرة من الوعي يقصد الولي طلبا للشفاء و البركة فيذبح على أعتابه جديا أو ديكا و يتوسل إليه في خشوع قل أن يتخشعه أمام الله عز و جل ، أولا يعلمون أن هذا شرك بالله ؟ حتى المشركين قديما كانوا يقولون نحن لا نعبد الأصنام و لكن لتقربنا إلى الله !!
والمشكل أيضا أن قصة الأولياء ألقت بظلالها على الحياة الاجتماعية للناس إلى درجة أن بعضهم يمنع من الزواج ببعضهم الآخر لأنهم ينتمون لأسياد و أولياء مختلفين ، أو لأن تقاليد أحفاد سيدي فلان تخالف عادات سيدي علان . فلا حول و لا قوة إلا بالله