أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أمس الأربعاء أن إحدى البحيرات على سطح تايتان -أحد أكبر الأقمار في كوكب زحل- لا تزال سائلة وهي سابقة بالنسبة لأجسام النظام الشمسي، باستثناء كوكب الأرض.
وأوضح علماء الوكالة أن هذه البحيرة التي تمت مراقبتها عبر مسبار كاسيني -وهو مهمة أميركية أوروبية مشتركة لاستكشاف كوكب زحل- "تختزن محروقات سائلة" وقد حددوا رسميا وجود مادة الإيثان المتوفرة على كوكب الأرض بشكل غاز.
وأوضح مختبر جيت بروبالشن لابوراتوري (جاي بي إل) وهو قسم في ناسا مقره باسادينا بكاليفورنيا أن هذا الأمر "يجعل من تايتان الجسم الوحيد في نظامنا الشمسي باستثناء الأرض الذي رصدت به سوائل على سطحه".
وقبل أن يحلق المسبار فوق تايتان قالت ناسا إن العلماء كانوا يعتقدون أن تايتان مغطى بمحيطات من الميثان والإيثان ومحروقات أخرى خفيفة.
وأوضح العلماء أن كاسيني رصد عدة أشياء قاتمة تشبه البحيرات، ملاحظين "لم نكن نعرف حتى الآن ما إذا كانت هذه الأشياء سائلة أو أنها قاتمة وصلبة" على ما أكدت ناسا وقد تبين أنها سائلة بفضل تحليل بالأشعة تحت الحمراء".
وقال بوب براون من جامعة تاكسن بأريزونا "إنها المعلومة الأولى التي تثبت فعلا أن تايتان يشتمل على بحيرة على سطحه مليئة بالسوائل".
وسميت البحيرة "أونتاريو لاكوس" بسبب مساحتها التي توازي مساحة بحيرة أونتاريو بين كندا والولايات المتحدة، وتتجاوز عشرين ألف كلم مربع بقليل.
حرارة متدنية
ويوجد غاز الإيثان بشكله السائل نتيجة لدرجات الحرارة المتدنية جدا على سطح تايتان وتصل إلى 184 درجة مئوية تحت الصفر.
وأضافت ناسا أن تايتان يحوي أدلة كثيرة على حصول عمليات تبخر وأوضحت أنه "فيما تحوي الأرض دورة سوائل تعتمد على المياه، يعتمد تايتان في دورته على الميثان".
وعام 1997 انطلقت بعثة كاسيني هايغنز الفضائية لاستكشاف زحل، وهي الأولى من نوعها. وتجري المهمة بتعاون بين ناسا -التي نفذت المركبة المدارية كاسيني- ووكالة الفضاء الأوروبية، التي قدمت مسبار هايغنز الذي حط على تايتان.
وكان من المقرر أن تنتهي المهمة في يوليو/تموز 2008، لكن تم تمديدها حتى 2010. ودخلت المركبة الفضائية إلى مدار زحل في الأول من يوليو/تموز 2004 بعد رحلة دامت سبعة أعوام عبر 5.3 مليارات كلم