في البلدية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

في البلدية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-05-16, 10:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
sollo44
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية sollo44
 

 

 
إحصائية العضو










B10 في البلدية

- مع ضوء الصباح الخافت ، سمعت صياح الديك و تأكدت فورا أنني على قيد الحياة، و تهادى عبر النافذة فيض من الضياء و النعسان،و رائحة الصباح تنقر في الأنوف ممزوجة بروائح الفطير و الرغيف ، استغل الناموس الفرصة ليخرج عبر النافذة المفتوحة ،لعله كان يطمع في قليل من الهواء المنعش أو شيئ من الإنطلاق، و قبل أن أكمل فنجان القهوة جاء من الناحية اليمنى صوت الجرس فأفزعني و قمت فورا من مكاني، فتحت الباب و أنا أمضغ خبزا :
- أوه...... يوسف لقد تأخرت .ظننت أنك لن تأتي أبدا.
- تأخرت ؟.. يا لك من محب للمواعيد يا جمال... عموما هل قرأت أبدا عن يوم بخمسين ألف سنة ؟
- أجل فعلت. فلماذا تسأل ؟!
فصاح يوسف من غير أدب :
- أترك الأكل و دعنا نذهب لمشاغلنا قبل حلول الظلام.
- لقد استيقضنا للتو فكيف يحل الظلام ؟...لا بد أنك تعاني من الحمى .
ثم تمتم جمال بكلمات غير مفهومة و أردف :
- إنك مجنون !!................
يوسف بحاجة إلى وثائق رسمية من أجل عقد الزواج الأسبوع القادم ،و لا مكان لاستصدارها إلا من البلدية، و قريبا ستدق الثامنة صباحا، و دخلا مع بعض إلى مبنى البلدية و لم يكن هناك غير الحارس. و أمام حيرة الشابين تقدم الحارس و صاح فيهما :
- مرحبا بكما في يوم بخمسين ألف سنة !!
و بدأت أفواج من الناس تظهر و تتكدس عند باب البلدية ،و بسرعة تناثر دخان السجائر في الأجواء معلنا عن إحتراق الأعصاب!!.. و هتف أحد المتكدسين أمام البلدية :
- يا لهذا الباب اللعين.... و تعسا للمكاتب المغلوقة.
- و لكن من سيسمعك.... و من يدري لعلك ستصاب بمرض القلق و تموت آخر الأمر.
و قال منزعج آخر :
- ما أصعب الموت بمرض القلق..... و أين ؟.... عند باب البلدية !!
ضحك جمال ضحكة صفراء و قال مبددا بعض القلق :
- الساعة الآن تشير إلى التاسعة و قريبا ستفتح المكاتب أبوابها ، و ستحصلون كلكم على شهادات الميلاد و بطاقات الإقامة... فلا تقلقوا أبدا.
و عندما التفت حوله وجد الناس ينظرون إليه بعيون تود أن تذبحه، و وكزه على الفور يوسف و قال في أذنه :
- ليس هذا يوم المزاح.
و بدأت أشعة الشمس تستجمع قواها الحارقة ، و سال العرق باعثا في الأجواء رائحة النكد، كأن الشمس قد دنت من رؤوس الخلائق، متى ستستريح تلك المرأة من عناء حمل رضيعها؟ و متى ستستريح من بكائه، لقد أتت لتستخرج شهادة ميلاد و لا بد أنها تتمنى الآن شهادة وفاة لها و لإبنها، ووصل أول العاملين في المكاتب، يحمل جريدة و قهوة و سيجارة، و بدى بمشيته مزهوا ببدلته الكلاسيكية، و كان حليق الوجه و عيونه في السماء معلقة، و طارت من وجهه رائحة عطر ما بعد الحلاقة... أنا رجل و أعرف هذا العطر، إنه من النوع الرخيص جدا.. و شيعته العيون المنتظرة منذ الصباح الباكر حتى دخل إلى مكتبه و بعده، توالى وصول الموظفين واحدا تلو الآخر، كأن الكسل يسكن في أقدامكم ، افتحوا مكاتبكم و أخلوا سبيل هؤلاء جميعا ،و مال يوسف إلى أذن جمال و قال :
- ألم أقل لك أنه يوم بخمسين ألف سنة ؟!
و ببطء قاتل بدأت الأوراق تكتب و تختم ، و من خلف الشبابيك ارتفع صوت الطابع الدائري بوتيرة غير مشجعة:
- لا يوجد من يمضي الأوراق هذا اليوم ؟
- و ماذا سنفعل إذن ؟
- انتظروا حتى الرابعة ................... أو عودوا غدا صباحا.
كأنه يوم الحشر حقا ، و في حينها قال يوسف لجمال :
- ألا ترى أن نذهب ؟
- إلى أين ؟!
- إلى البيت ..... أو إلى آخر الدنيا...
- و ماذا عن وثائقك ؟
- ليست مهمة..... سأأجل زواجي إلى العام القادم !!









 


رد مع اقتباس
قديم 2010-05-16, 12:41   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
sollo44
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية sollo44
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و في العام القادم ، كان موعد النتخابات البلدية و إليكم التكملة :
لتبدأ من أول خطوة ، و ليكن صبرك جديرا بالإحترام كما تحترم الفنانة التي كلمتني عنها بالأمس ، و لا تقل لي بأن المناسبة القادمة ستكون فريدة عن سابقاتها ! و لكن لا أحد يعلم الغيب إلا الله و لنطلب من الله التوفيق... و قال مودعا :
- سأراك غدا .
إن البلاد تتغير بسرعة و لا شيئ حافظ على سرعته إلا الضوء ، و من قديم الأزل أوحت التأملات بضرورة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، و سرعان ما علقت صور المرشحين في كل مكان ، و سطى الطلاء اللامع على أعمدة الكهرباء و على الجدران و الصخور ،و رفعت شعارات مؤثرة كالإغراء ، و النفس طامعة ، و قال لهم بأن الشباب هم شغله الشاغل. و مستقبلهم هو هاجسه الوحيد ما دام حيا !! . و لكن أحدا لا يعلم الغيب إلا الله و لنطلب من الله التوفيق ..... و قال مودعا :
- سأراك غدا .
و من سيملك البلدية أولا سيملك قلوب الشباب و الشابات ، و كما يقذف البركان حممه قذف المترشحون الوعود عاليا،و نعقت الجرائد و الصحف بكل خطوة من خطواتهم ، و إنها لتنادي ببطولتهم سعيا وراء تحقيق الوعود !. و قام الشاب حالما من موضعه ، حالما بالعمل و الإمتيازات. و بعطلة يقضيها في البحر، و بعلاوة تمس راتبه الضعيف ... ستتمناه كل امرأة. ستحلم به بكل جنون . لأنه شاب ناجح و وسيم و مغر كإغراء الوعود !.. و قال له مودعا :
- سأراك غدا .
و في المخطط . من المفروض أن نبني مسبحا بلديا ، و أن نوصل إمدادات الماء و الغاز و الهاتف للقرى النائية ، سنبني مستشفى لأن الناس مؤخرا بدأوا يمرضون بشدة !..سنفتح الآفاق واسعة أمام الجميع و سنلغي مفهوم انحصار الفرص بل سنعمل المستحيل ، و الشاب الحالم يكاد أن يتزوج. و قد سبق له أن ألغى زواجه العام الماضي بسبب مشكلة في استخراج الوثائق اللازمة !.... و قال له مودعا :
- سأراك غدا.
كل عطلة فيها خير . و لعل زواجك كان أمرا مقدرا هذه السنة لا أكثر و لا أقل ، و الفتاة بدأت تنضج ، و صبرها بدأ يفقد الاحترام اللازم... فقالت في عتاب :
- من أجل الورق تأجل زفافنا لعام كامل ؟!
- حبيبتي....... قلنا بأن كل عطلة فيها خير!
- عطلة ؟..... إنها سنة كاملة...... 365 يوما لو تعلم !
فأقبل يمسح على شعرها مهدئا حزنها الدفين :
- ستنتهي الحملة الانتخابية قريبا ، و سيصوت الجميع أما النتائج فستكون باهرة مثل صبرك !!
نظرت إليه و قالت باكية :
- قد لا أصبر أكثر !
- ستستقيم الحال !
- بربك كيف ..... ؟
- شعار التغيير مرفوع في كل مكان. فلا بأس عليك.
و ظهرت النتائج و ابتسمت الوجوه الكالحة بخبر الفرز. و عاد إليها مبشرا :
- حبيبتي ...... سأذهب للبلدية غدا و سأستخرج وثائق زفافنا !
فقالت في حذر :
- فلا تكن مازحا !
- لا مزاح في الزواج !
و قال له مودعا :
سأراك غدا .
انطلق الشابان صباحا إلى البلدية ، و عند وصولهما دهشا من منظر غريب ، فلم يجدا لمبنى البلدية أثرا !!..... اقتربا من أحد المارة و ساءلاه :
- أين مبنى البلدية ؟!
- لقد هدمت و ستبنى في مكان آخر !
- و لكن زفافي ؟
أمسكه من يده و قال أجل زواجك لميقات آخر!
و قال مودعا :
- سأراك غدا.!!










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
البليدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:03

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc