الرسول في أعين الغربيين

أم رقية نسرين · 2010-05-06, 15:58

العلامة برتلي سانت هيلر الألماني

( مستشرق ألماني 1793-1884م في كتابه :الشرقيون و عقائدهم)

كان محمد رئيسا للدولة و ساهرا على حياة الشعب و حريته ، و كان يعاقب الأشخاص الذين يجترحون الجنايات حسب أحوال زمانه و أحوال تلك الجماعات الوحشية التي كان النبي يعيش بين ظهرانيها ،فكان النبي داعيا إلى ديانة الإله الواحد و كان في دعوته هذه لطيفا و رحيما حتى مع أعدائه، وإن في شخصيته صفتين هما من أجل الصفات التي تحملها النفس البشرية و هما العدالة و الرحمة.

برنارد شو

(إنكليزي 1817-1902م )

إن رجال الدّين في القرون الوسطى و نتيجة للجهل أو التّعصب، قد رسموا لدين محمد صورة قاتمة ، لقد كانوا يعتبرونه عدوّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرّجل فوجدته أعجوبة خارقة و توصّلت إلى أنّه لم يكن عدوّا للمسيحية، بل يجب أن يسمّى منقذ البشرية ،و في رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم ، لوفق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السّلام و السعادة التي يرنو البشر إليها

تونبي

( مؤرّخ بريطاني معاصر )

لقد أخذت سيرة النبي العربي بألباب أتباعه ، و سمت شخصيته لديهم إلى أعلى علييّن ، فآمنوا برسالته إيمانا جعلهم يتقبلون ما أوحي به إليه و أفعاله كما سجّلتها السنّة ، مصدرا للقانون لا يقتصر على تنظيم حياة الجماعة الإسلامية وحدها ، بل يرتّب كذلك علاقات المسلمين الفاتحين برعياهم غير المسلمين الذين كانوا في بداية الأمر يفوقونهم عددا.

فيلب حتي

1886- 1978مؤرخ العرب والحضارة الإسلامية اللبناني.

إن اللغة العربية هي لغة القرآن التي كانت الأساس الذي قامت عليه أمّة جديدة أخرجت للنّاس ، أمة جاءت بها بعثة محمد من قبائل متنافرة متنازعة لم يقدر لها من قبل أن تجتمع على رأي واحد.

و هكذا استطاع رسول الإسلام أن يضيف حدا جديدا (رابعا) إلى المأثرة الحضارية ذات الحدود الثلاثة من الدين و الدولة و الثقافة ذلك الحد الرّابع الجديد كان: إيجاد أمّة ذات لغة فوق اللغات ...

إن إقامة الأخوة في الإسلام مكان العصبية الجاهلية( القائمة على الدم و القرابة ) للبناء الإجتماعي كان في الحقيقة عملا جريئا قام به النبي العربي

إذا نحن نظرنا إلى محمد من خلال الأعمال التي حققّها ، فإن محمد الرّجل و المعلم و الخطيب و رجل الدّولة و المجاهد يبدو لنا بكل وضوح واحدا من أقدر الرّجال في جميع أحقاب التاريخ .

لقد نشر دينا هو الإسلام و أسس دولة هي الخلافة وو ضع أساس حضارة هي الحضارة العربية الإسلامية ، و أقام أمة هي الأمة العربية . وهو لا يزال إلى اليوم قوة حية فعالة في حياة الملايين من البشر.

وول ديورنت

يبدو أنّ أحدا لم يعن بتعليم محمّد القراءة و الكتابة و لم يعرف عنه أنّه كتب شيئا بنفسه

و هذا لم يحل بينه و بين قدراته على تعرف شؤون النّاس تعرّفا قلّما يصل إليه أرقى النّاس تعليما.

إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في النّاس قلنا إن ّ محمدا كان من أعظم عظماء التاريخ ، فلقد أخذعلى نفسه أن يرفع المستوى الرّوحي و الأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو و جدب الصحراء ، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض لم يدانه فيه أيّ مصلح آخر في التاريخ كله ، و قلّ أن نجد إنسانا غيره حقق ما كان يحلم به...و لم ذلك لأنّه هو نفسه كان شديد التّمسك بالدين و كفى ،بل لأنّه لم يكن ثمّة قوة غير قوّة الدين تدفع العرب في أيّامه إلى سلوك ذلك الطريق الذي سلكوه ، و كانت بلاد العربي لمّا بدأ الدّعوة صحراء جدباء تسكنها القبائل من عبدة الأوثان قليل عددها ، متفرّقة كلمتها ، و كانت عند وفاته أمّة موحدة متماسكة .

و قد كبح جماح التّعصّب و الخرافات و أقام فوق اليهودية و المسيحية و دين بلاده القديم دينا سهلا واضحا قويّا .

و استطاع في جيل واحد أن ينتصر في مئة معركة ، و في قرن واحد أن ينشئ دولةعظيمة إلى يومنا هذا.

لسنا نجد في التاريخ كله مصلحا فرض على الأغنياء من الضرائب ما فرضه عليهم محمد لإعانة الفقراء.

غوستاف لوبون

طبيب، ومؤرخ فرنسي-1841 1931،م عني بالحضارة الشرقية. من أشهر آثاره: "حضارة العرب"

جمع محمد قبل وفاته كلمة العرب ، و بنى منهم أمّة واحدة خاضعة لدين واحد مطيعة لزعيم واحد ،فكانت بذلك آيته الكبرى .وممّا لا ريب فيه أنّ محمد أصاب في بلاد العرب نتائج لم تصب مثلها جميع الدّيانات التي ظهرت قبل الإسلام ، ومنها اليهودية و النّصرانية و لذلك كان فضله على العرب عظيما.

و إذا ماقيست قيمة الرّجال بجليل أعمالهم كان محمد من أعظم من عرفهم التاريخ ، و أخذ علماء الغرب ينصفون محمد مع أنّ التعصّب الدّيني أعمى بصائر مؤرّخين كثيرين عن الإعتراف بفضله .

استطاع محمد أن يبدع مثلا عاليا قويّا للشّعوب العربية التي لاعهد لها بالمثل العليا ، و في ذلك الإبداع تتجلّى عظمة محمد على الخصوص .

لا شيئ أصوب من جمع محمد لجميع السّلطات المدنية و الحربية و الدينية في يد واحدة أيام كانت جزيرة العرب مجزّأة ما استطعنا أن نقدر قيمة ذلك بنتائجه ، فقد فتح العرب العالم في قرن واحد بعد أن كانوا من أشباه البرابرة المتحاربين قبل ظهور محمد.

اللهم صلّ و سلّم و بارك على حبيبنا و قائدنا و قدوتنا محمد و على آله وصحبه و سلّم تسليما كثيرا