الفكر الديني مفهومه ومراحله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الفكر الديني مفهومه ومراحله

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-06-01, 15:53   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*المشتاقة للرحمن*
عضو متألق
 
الصورة الرمزية *المشتاقة للرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B9 الفكر الديني مفهومه ومراحله

الفكر الديني مفهومهومراحله
يكثر في العصر الحديث مصطلحات حادثة كالفكر الإسلامي والفكر العربي والفكر الديني والتراث الديني . ويجيء مصطلح الفكر الديني في أكثر المصطلحات إعمالا ضمن الكتابات المعاصرة مع ملاحظة أن التراث العربي القديم لم يكن قد احتوى هذا المصطلح ، حيث أعمل في مقامه غيره ، مما يدل على المراد منه ، مثل : الفقه ، والاجتهاد والنظر .
ولأجل الدقة سأعرض للتعريف طرفي هذا المصطلح المركب من كلمتين هما : الفكر الديني .فالفكرمصدرفكّر يفكّر ، تفتح فاؤه وتكسر والفتح أفصح(1) برغم قلة نطقه ، ومن أوجهه الفكرة والفكرى(2)وينطوي الجذر (ف ك ر ) على غير معنى أهمها :
1- الحاجة : ومن ذلك قولك : لافكر لي في هذا إذا لم تحتج إليه(3).
2- الاهتمام : ومن ذلك قولك : ما دار حوله فكري ، لافكر لي في هذا ، إذا لم تبال به(4) .
3- إعمال الخاطر في الشيء وتأمله(5) . وهذا المعنى هو الملصق بمصطلح الفكر في استعمالاته المعاصرة خاصة ، وكذا في أكثر مواقعه في كلام العرب ، ومن ذلك قول أحدهم :
إذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة *
4- ما وقع في الذهن والقلب(6) : ومن تصريفاته أن يقال : فكرفي الأمر ، وتفكر، وأفكر فيه(7) كما. أن هذا المعنى الأخير هو الذي. أعمله النص في استعمالاته للجذر (ف ك ر). الذي. ترددت تصريفاته في القرآن بين صيغتي الماضي والمضارع ثنتا عشرة مرة على النحو التالي :

التكرار رقم الآية السورة
1 191 آل عمران
1 176 الأعراف
1 24 يونس
1 3 الرعد
1 11-44-69 النحل
1 21 الروم
1 42 الزمر
1 13 الجاثية
1 21 الحشر

ويمكن نظم تلك المعاني في هذا البيت :
تأملُ خاطرٍ وكذا اهتمامٌ وحاجةُ طالبٍ وقعت بذهنِ
أما كلمة الدين فهي من الجذر (د ي ن ) الحامل معاني أهمها :
1- الجزاء : ومن هذا المعنى قولك : دنته بما صنع . أي جزيته . ومن ذلك قوله تعالى : {مالك يوم الدين}* أي يوم الجزاء(1).
2- الغلبة والقهر : ومن هذا المعنى قولك : دنتهم فدانوا ، وسمي الله بالديان من : دان الناس أي قهرهم على الطاعة(2) .ومن ذلك المعنى قول الله تبارك و تعالى : ((فلولا إن كنتم غير مدينين ...)) *وقد استعمل هذا المعنى في قول الشاعر الأعشى المازني* عن النبي ( ياسيد الناس وديان العرب) . ومن ذاك قول النبي
r (الكيس من دان نفسه)** أي حكمها وغلبها .
3- الانقياد : يقال : دنتهم فدانوا (1)أي فأطاعوا وانقادوا ، وكذا يقال : دانوا ودانوا له ، بمعنى انقادوا(2).
4- التملك : ومن ذلك أن نقول : دينتك أمري ، أي ملكتك إياه ، ومن ذلك قول الحطيئة لأمه هجاء :
لقد دُيّنتِ أمر بنيك حتى تركتهمُ أدق من الطحين(***)

5- الطاعة : وقد جاء استعمال كلمة الين بهذا المعنى في قوله تعالى {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك}(****) أي في طاعته(3) .
6- العادة والدأب : كقولك : مازال ذلك دينه ، أي دأبه وعادته (4)، وهذا المعنى قد أسبغه ابن العباس على كلمة دين في تفسيره للآية السالفة (*****) .
7- التعاليم المتبعة(5) : وذلك كقولنا : إن ديننا الإسلام ، وقول الله عز وجل {إن الدين عند الله الإسلام}(******)وهذا هو المعنى المستعمل والمراد من كلام العرب غالبا بعد ظهور الإسلام إلى وقتنا هذا .

ويمكن نظم هاتيك كلها في هذا البيت :

تملّكُ طاعة قهرُ انقيادٍ تعاليمٌ جزاءٌ واعتياد
كما يمكن وضع معادلة تجلي المعاني المتصلة بمصطلح الفكر الديني ، على هذا النحو:
الاهتمام + إعمال الذهن التعاليم الدينية = الفكر الديني
2 + 3 7 = الاجتهاد


المعنى الاصطلاحي :
ولايكاد يتباين الاستعمال التواضعي لمركب (الفكر الديني) ، حيث إنه يحيل إلى جملة التفسيرات والتحليلات والاجتهادات المتعلقة بالنصوص والقضايا الدينية .
وهذا مانلقاه في كتب التراث تحت مسمى الاجتهاد ، أوالنظر . كماأن من يسمى حديثاً بالمفكر الديني هو عينه من كان يسمى قديما بالمجتهد أو الفقيه أو العالم .
أما المدلول التواضعي لمصطلح الدين فإنه يشتمل على المفهوم التالي : وهو كون الدين مجموعة من النظم والتشريعات التي يلتزمها المتدينون الذين تتحقق لهم هذه التسمية عند انسياق أعمالهم وأفكارهم تبعا لمقتضياتها،بغض البصر عن مدى صحتها.
من هنا كان الدين شاملا كلا من الديانات الأرضية ، والسماوية .وكلمة الدين في العربية توحي بعلاقة بين طرفين يعظم أحدهما الآخر ، فإذا وصف بها أحدهما ؛ أفادت خضوعا وانقيادا ، وإذا وصف بها الآخر أفادت سلطانا وأمرا وإلزاما .
وكلمة دين تستعمل في تاريخ الأديان بمعنيين هما : 1-الحالة النفسية التي نسميها التدين 2-جملة المبادي التي تدين بها أمة من الأمم اعتقادا أو عملا .(1)1

مسيرة الفكر الديني الإسلامي

إن الفكر الديني الإسلامي يجيء على مستويين أساسيين هما :
1- البحث والتفكر في مسائل جزئية فقهية متعلقة بالعبادات والعقائد ، وهذه أولى صور الفكر .
2- البحث في مسائل أشمل وأوسع تأثيرا مثل المسائل السياسية التي كان مبدؤها الاختلاف في قضية الخلافة ، وتولي حكومة الدولة الإسلامية . وقد كان منطلق الاجتهاد والتفكير في هذه القضية الريادية وفاة النبي
r ، حيث صدرت فيها الآراء ، وثار بها الاختلاف الاجتهادي ، والنبي r لمّا يلحد ، وقد كان مسرح ذلك الانطلاق الفكري سقيفة بني ساعدة ، وبعدما تولى أبو بكر ، خمد التفكير الديني في مستواه الثاني ، واستمر ذريعا في مستواه الأول إلى أن ثارت قضايا المستوى الثاني من جديد في صيغ أكثر تعقيدا وجدية واتساعا وذلك على صفة اطرادية من لدن تمرد معاوية على حكم علي إلى هذا العصر .
لقد كان من أوائل قضايا الفكر الديني البارزة والؤثرة عمليا قية الخلافة واستحقاق الحكم .
هذه القضية التي فضل المسلمون شرحها لبعضهم بأقلام من سيوف ومداد من دماء . وتلتها قيضة حرية الإنسان أو ما يعبر عنه بالسؤال الشهير القائل : هل الإنسان مسيّر أم مخيّر ؟ . هذا السؤال سبق الأمويون إلى وضع إجابة له(*)، عن سبيل وضع النظرية الجبرية برياد (جهم بن صفوان) التي قابلتها النظرية التخييرية ، أو ما عرف فيما بعد بمذهب القدرية بريادة (معبد الجهني) ، و (غيلان الدمشقي) .
لقد احتلت مثل هذه القضايا الكبيرة حيزا ذريعا من دلالة مصطلح (الفكر الديني) . وقد كان من مثيرات اغتناء وتنوع الفكر الإسلامي ، أن توسع انفراق المسلمين اإلى أفرقة متمايزة الأهواء والآراء مندفع أكثرها بدوافع سياسية فرضتها طبيعة الأوضاع المضطربة وقت ذاك في امتزاج مع نمو متجدد للمشاعر القبلية والعصبية التي عمل النبي عليه السلام في وقته على اجتثاثها . وقد اتخذ هذا الوضع صيغته الواضحة من لدن اغتيال عثمان عليه السلام، مع أن هذا الانفراق متحقق الوجود في وقت سالف عن ذلك ، وتحديدا من يوم اختلاف آراء المسلمين في شأن تولية الأولى بقيادة دولتهم من بعد النبي
r ، إذ أن ذلك اليوم كان المنشأ الواضح لظهور فرقة الشيعة فضلا عن تشكل نظريٍ لبذرة مذهب الخوارج بناء على موقف( سعد بن عبادة )يوم السقيفة وانشقاقه الصُراح عن المؤتمرين ، فضلا عن انشقاق بني هاشم الذي لم يعمّر طويلا لحسن الحظ (1).
لقد بدأ لقد بدأ نشاط التفكير الديني في مستواه الثاني أواخر العقد الثالث من القرن الأول مع بواكير تشكل أوائل الفرق الإسلامية أعني الشيعة والخوارج، اللتين صارتا برغم منشئهما السياسي تطرحان قضايا فكرية دينية عقيدية ، ساهم في جدلها فيما بعد فرقة الجبرية التي لقيت مصادما فكريا لها مباشرا ممثلا في فرقة القدرية(2)، ، ولا يمكن أن يغيب عنا هنا مثلا المأمون مع المعتزلة ، والمتوكل مع السنة ، والفاطميين مع الشيعة .
عرف صدر الإسلام ثلاث مناطق ، كانت مواطن العلم ، ولكل ميزات تباين غيرها بيد أنها اشتركت في كونها بؤر الفقه الإسلامي وقتها . وهي : مكة ، والمدينة ، والعراق . وقد نسب علم كل منها إلى علم من الصحابة سار فقهاؤها على منهاجه . وفي هذا يقول ابن القيم : ((أهل المدينة علمهم عن أصحاب زيد ، وابن عمر ، وأهل مكة عن أصحاب ابن العباس ، وأهل العراق علمهم عن ابن مسعود ))(4)
إن هؤلاء الأربعة هم رواد العلم الديني في الإسلام ، وقد وُجدوا كلُّهم ضمن المرحلة الأولى من مراحل الفكر الديني حسب تقسيمي الرباعي الذي سيأتي لاحقا ، واعترافا بهذا يؤكد ابن القيم أن ((الدين والفقه انتشر في الأمة عن أصحاب ابن مسعود ، وأصحاب زيد بن ثابت ، وعبدالله بن عمر ، وأصحاب عبدالله بن العباس ))(5) .
وأعجب هنا من تغييب اسم لايمكن غمط قيمته في هذا المجال وهو علي بن أبي طالب . وعلى كل اتخذ الفكر الديني النقلي صورا مركزية ممثلة في المدارس الفقهية بمختلف مناهجها ، وقد كان أهمها مدرستا : أهل الحديث ، وأهل الرأي*** .
أولا : مدرسة أهل الحديث : اشتهر في هذه المدرسة الحديثية سبعة فقهاء هم : سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، القاسم بن محمد ، وأبوبكر بن عبد الرحمان ، وعبيد الله بن عبد الله ، سليمان بن يسار ، وخارجة بن زيد بن ثابت .
ولايخفى أن أشهر مذاهب المسلمين كان مبناها على منهج مدرسة المدينة(1) , وهذا ما يلحظ ولا عند المالكية , والشافعية , والحنابلة , والظاهرية بحسب تفاوت بينها .
وقد كان المنهج الرائس لمدرسة الحديث هو الاعتماد أساساً على المنقول موقوفا ومرفوعاً , وعدّ النظر العقلى والرأى فى رتبة متأخرة , بوصفهما أمرين غير مرغوب فيهما تحرزاً وتورعا ً وقد أرسخ هذا المنهج أمور أهمها :
1- وفرة ما فى المدينة من الأحاديث والآثار والرواة .
2- قرب حياة أهل المدينة من البداوة وقلة النوازل ومحدثات الأمور المقتضية للتفكير والاجتهاد.
3- توهم أن النظر والاجتهاد والتجديد مظاهر مدافعة للاتباع والاستنان . وقد أورثهم هذا المنهج ضعفا فى ملكة الاجتهاد . لذلك قال الرازى : ((كانوا عاجزين عن النظر والجدل وكلما أورد عليهم أحد من أصحاب الرأى سؤالا أو اشكالا ؛بقوا فى أيديهم متحيرين ))(2)
ثانيا: مدرسة أهل الرأي :
إن رائد أعمال أهل الرأي والاجتهاد في الإسلام هوعمر بن الخطاب، وهوالذي أرسخ عمليا حقيقة كون النصوص منوطة بمقاصدها ومعانيها ، لابألفاظها ومبانيها ، وأبرزُ منتهجي سبيله كان عبد الله بن مسعود الذي كان شبه مقلد لعمر ، الذي ابتعثه معلما بمدينة الكوفة في العراق التي حفلت بدفعات أخرى من الصحابة في عهد علي – الذي مكث خمس سنين خليفة في الكوفة – وأشهر أولئك : سعد بن أبي وقاص ، وعمار بن ياسر ، وأبو موسى الأشعري ، وأنس بن مالك ، وحذيفة بن اليمان ، وعمران بن الحصين .وبرغم كثرة الأسماء هناك فقد اشتهر من فقهاء الرأي الرواد : علقمة بن قيس النخعي الذي أخذ العلم عن ابن مسعود ، وعن علقمة أخذ إبراهيم النخعي ، وعنه أخذ حماد بن أبي سليمان ، وعنه أخذ أبو حنيفة (1) . وهنا بلغت المدرسة سورتها بتشكل المذهب الحنفي ثم استقوت بتولي أبي يوسف يعقوب منصب قاضي القضاة في مملكة العباسيين .

ولقد قام منهاج الرأي على مباعث أهمها :

1
- قلة نصوص الحديث ، ورواة الحديث في العراق ، وهذا ما يؤكده ابن خلدون في قوله : ((كان الحديث قليلا في أهل العراق ؛ فاستكثروا من القياس ومهروا فيه ، فلذلك قيل أهل الرأي)) .
2- كانت البيئة العراقية ممدنة حاوية لتقاليد المدنية الفارسية واليونانية ؛ مما استبع كثرة النوازل والمسائل التي لانصوص تعالجها مباشرة .
3- شيوع الوضع للحديث في العراق بخاصة ؛ مما دفع إلى ترك الإكثار من الاعتماد على الآثار ووضع شرائط حادة لما يقبل منها . كل هذا إضافة إلى كون مادة الحديث والسنة أصلا قليلا كما في العراق آنئذ ، خلافا للحال فى المدينة موئل السنة ورواتها .
4- إدراك فقهاء الرأي أن الدين والشريعة ليسا في غنية عن الاجتهاد والنظر في مقاصد المشترع ؛ لذلك قال الشاطبي عن أهل الرأي((جردوا المعاني ؛ فنظروا في الشريعة بها , واطّرحوا خصوصيات الألفاظ))(3) .

أطوار ومراحل الفكرالديني

إذا انعمنا النظر في مسيرة الفكر الديني الإسلامي , سنراه متبديا في مراحل أربع اشتملت على ملامح تطوره , والمراحل هي :
المرحلة الأولى :الفترة الراشدية:-
تقع في الوقت ما بين وفاة النبي
r, ونشوء المملكة الأموية . وهي أقصر المراحل وأقلها تعقيدا , حيث لم تحفل بقضايا كثيرة, ولانقاشات مؤثرة , ولاجدالات فكرية واسعة , كتلك الناشئة في المراحل التالية , بيد أن من أهم وجوه أهمية هاته المرحلة أنهاشهدت مولد أولى وأهم القضايا الفكرية التي انفرق أمامها المسلمون إلى طوائف وأحزابا مشتتة ، تلك القضية هي (مشكلة الإمامة)التي كانت مقبرة للوحدة والتآلف الإسلامي . كما شهدت هاته المرحلة نشاطا هادئا للتفكير الفقهي مما كون بوادر نشوء أهم مدرستين فقهيتين في الإسلام هما: مدرسة الحديث ، ومدرسة الرأي .
والأسماء البارزة والمؤثرة في هذه المرحلة لم تكن كثير برغم كثرة أهل الفتوى بُعيد النبي
r ، الذين بلغ عددهم نحوا من(مائة وثلاثين) نفسا . وقد كان أهمهم عمر بن الخطاب باجتهاداته وتجديداته الهامة ، وكذا علي بن أبي طالب ، وابن مسعود ، وزيد ابن ثابت ، كما عرف في مصر عبدالله بن عمرو ثم يزيد بن حبيب الذي سار على نهجه .

المرحلة الثانية : مرحلة النشاط والاغتناء:-
ملأت ما بين العقد الخامس من القرن الأول إلى أواخر القرن السادس عن الهجرة ، حيث كان ابتداؤها من لدن بداية الحكم الأموي للمسلمين . ولاجرم أنها أهم وأخصب مراحل الفكر الديني في الإسلام ، حيث تم فيها تشكل كل التيارات الرئيسة الموجهة للفكر الديني ومنهاجه ، وعُرضت خلالها كل النظريات والأفكار الممكنة والمتاحة في ساحة العقل الإسلامي على كل الصُعد والمستويات . لقد كان من أهم دواعي خصوبة هاته المرحلة ما دخل الثقافة الإسلامية من عناصر الثقافات الأخرى كاليونانية والهندية والفارسية من خلال الترجمات التي نشطت ونظمت بوضوح أثناء الحكم العباسي . وكان أهم الأفرقة المسيّرة لهذه الفترة كل من :
1- فرقة الشيعة 2- فرقة المعتزلة 3- فرقة أهل السنة

أولا : فرقة الشيعة(1) :-

يؤكد فقهاء ومؤرخو الشيعة أن بذور فرقتهم وجدت في عهد النبي
r ممثلة في جماعة من الصحابة ألفوا عليا بن أبي طالب ومالوا إليه . أشهرهم : عمار بن ياسر ، وأبوذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، والمقداد بن الأسود ، وحذيفة بن اليمان ، . لكن الظهور الجلي لهذه الفرقة كان وقت تمرد معاوية على خلافة علي ؛ الأمر الذي يسوّغ القول بأنها فرقة ذات دوافع سياسية لادينية . وبعد ذلك اتسع إطارها طرديا مع ازدياد شدة الاضطهاد الذي لاقاه عترة علي بعدُ .
ثارت أشهر الخلافات والخصومات بين فرقتى الشيعة وأهل السنة ضمن معارك كان وقودها اختلافات عقدية وفقهية فضلا عن العرقية .
وقد انشعبت فرقة الشيعة إلى طوائف متكاثرة أشهرها : السبئية ،والكيسانية والإسماعيلية ، والزيدية ، والإمامية .وكل هذه خليط من شعب المعتدلة والغالية التي لم تعدم بدورها خلافات داخلية .
وقد بذل كثير من علماء ومؤرخي الشيعة جهودا جليلة في تشويه مذاهب فرقة أهل السنة ، كما لم يقتصر كثير من فقهاء ومؤرخي أهل السنة في تشويه حقيقة الشيعة المعتدلين ؛ الأمر الذي انعكس في تصرفات ومشاعر العوام من أتباع كل فرقة (*)؛ فأدى إلى إشتعال معارك وصدامات ميدانية مؤسفة تنم عن انحطاط وتردى هذه الأمة المنتكسة******* .
من أشهر أعلام الشيعة : جعفر الصادق , زيد بن على , عبدالحسين الموسوى , ومحسن الأمين . ومن أشهر مكتوباتهم : (أصول الكافى) لمحمد الكلينى ، و(أصل الشيعة وأصولها) لمحمد حسين كاشف الغطاء ، و(أعيان الشيعة) لمحسن الأمين .
ثانياً : فرقة المعتزلة (2):-
بدأت في الظهور أواخر عهد الحكم الأموي بجهود واصل بن عطاء , وعمر بن عبيد . وانحاز إليهم من الحكام وقتها يزيد بن الوليد , ومروان بن محمد , كل ذلك قبل أن تصل هذه الفرقة إلى سوْرة علوها في عهد المأمون والمعتصم والواثق , بعد تطامن لم يطل أوائل حكم بنى العباس. لم تكن نشأة فرقة المعتزلة معزوة للسياسة كحال أكثر أفرقة المسلمين , وهذا غير خاف في طروح المعتزلة المركِّزة على الفكر والفلسفة والمباحث النظرية .وقد انشعبت فروعها إلى شجون كثيرة أشهرها : الواصلية والإسكافية والبشرية والثمامية والجاحظية والخياطية والجبّائية والمريسية .
ولقد مارس المعتزلة قمع واضطهاد المخالفين لهم أثناء إستقوائهم بسلطة الحكام , شأنهم فى ذلك شأن كل فرقة من فرق المسلمين . لاجرم أن استغذت المعتزلة من ثقافات الغرب والشرق الممثلة في المترجَمات الفلسفية الوافدة على المسلمين وقامت على منهج صارم معتمد اعتماد قطْبيا على النظر العقلي , المشفوع بالنقل المتبصر ؛ وقد أورثهم هذا المنهاج عداوة فرقة أهل السنة لتباين النتائج المحصَّلة من طرف كل فرقة .
أما علاقة المعتزلة بالشيعة فإنها كانت علاقة تمازج وتمايز بمعنى تحقق اختلافهم في مسائل وقضايا في وقت اتفاقهم في غيرها .

من أشهر كتبهم : رسائل العدل والتوحيد ليحي بن الحسين ، وفضل الاعتزال وطبقات المعتزلة للقاضي عبد الجبار الهمداني ، الذي كتب أيضا المغني في أبواب التوحيد والعدل ، وكتاب الانتصار للخياط .
ومن أعلامهم : واصل بن عطاء ، إبراهيم النظام ، الجبائيان .
ولاتفوتني الإشارة إلى أن أكثر المفكرين المسلمين المعاصرين هم منتهجون ما اختطّه المعتزلة قديما من الاعتماد على التنوير العقلي واجتناب سياسة تحييد العقل في البحث الديني .

ثالثا : فرقة أهل السنة(1) :-
عرفت بأسماء كثرة منها : أصحاب الحديث ، والحشوية ، واللفظية ، والصاعدية ، والمشبهة ، والفاضلية . وكلهم يجتمعون في آراء أشهرها : القول بأفضلية أبي بكرالصديق واستحقاقه الخلافة ، وإن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
وهذه الفرقة تمثل الجمهور الأكثر عددا من الأمة الإسلامية . وقد انفرقت إلى طوائف كثيرة قديما وحديثا ، فرق بينها خلافات عَقَدية لم تكن في واقعها مؤثرة لولا ضيق الأفق والتنطع الذي امّاز به كثير من فقهاء الأمة ضمن كل الطوائف ، كلهم وقع في هاوية النـزعة الوثوقية ؛ حيث يرى الحق وقفاً عليه ، والباطل وقفاً على من خالفه ؛ لذلك وجدنا في إطار أهل السنة : الأشاعرةَ ، وأهل الحديث ، والصوفية ، والسلفية . وكل يغمط صواب غيره ، ولايبصر إلا نقاط الخلاف . حاشا قلة من العلماء وأهل الوعي .
ومن أشهر أعلام هذه الفرقة : أبو حنيفة النعمان ، وأحمد بن حنبل ، وأبو حامد الغزالي ، وأحمد بن تيمية ، ومحمد الشوكاني .
ومن أشهر كتبهم : (الإبانة عن أصول الديانة) للأشعري ، و(العقيدة الطحاوية) للطحاوي ، و(منهاج السنة النبوية)لابن تيمية .

المرحلة الثالثة : مرحلة الخمود :-
جاءت بداية كل مرحلة من لدن بداية القرن السابع الهجري إلى فترة حكم محمد علي في مصر أوائل القرن التاسع عشر الميلادي والثالث عشر الهجري ، سميتها بفترة الخمود نظرا لانطفاء جذوة النشاط الفكري الإسلامي فيها ، مقارنة بالفترة السالفة ، ولعل أهم محطات هاته الفترة ما شهده القرن الثامن الهجري من ظهور ابن تيمية ومدرسته المجددة وقتها .
لقد تأثر المجال الفكري بالأوضاع السياسية التي تدهورت ؛ مما استتبع انحدار الاجتهاد والتفكير الديني .

المرحلة الرابعة:-
لقد بدأ النشاط الفكري في هاته المرحلة الرابعة في إطار الشرق العربي وتحديدا في مصر وشبه الجزيرة . أما هذه الأخيرة فقد شهدت أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر للميلاد حركة على المستويين الفقهي والعقدي جميعا ، ففي نجدٍ ظهر ابن عبد الوهاب من جهة ، وخصومه من جهة أخرى من خلال تصادم وتناقش الآراء في مسائل عقيدية كثيرة(*) ، كذلك ثار النشاط التجديدي الفقهي في اليمن بجهود كلٍ من ابن الأمير الصنعاني والأمام محمد الشوكاني ودوعتهما للاجتهاد ، والاستقلال عن أسر التقليد والجمود الفقهي ، الذي استمرأه المسلمون قرونا متطاولة كقطع الليل . ولايستقيم الإغضاء عن دور الحملة الفرنسية على مصر عام (1798)م وكذلك الثورة الفرنسية(1)، في فتح آفاق رحبة للارتفاق بالعلم الغربي ومناهجه البحثية وتياراته الفكرية على النحو الذي طبقه محمد علي في مصر طوال فترة حكمه الممتدة ما بين عامي(1805- 1848)م مما يجلب إلى الذاكرة عصر المأمون وازدهار الترجمة والعلوم ، لاريب أن عصري كل منهما كان منطلقا رئيسا وقطبيا في عالم الفكر الإسلامي وآفاقه .
وقد سنحت تشكيلات الفكر الديني في هذه المرحلة بهيئة مذاهب واتجاهات هي في واقعها امتداد لاتجاهات سالفة تكونت أثناء المرحلة الثانية السالف عرضها . وعادة ما يقسم مؤرخو الفكر الديني الاتجاهات الفكرية في هذه المرحلة إلى ثلاث (1)بيد أن الدقة
تشي لنا بأنها أربع وهي التالية :-
1-المدرسة السلفية الجامدة :
ويمثلها من يرتفقون أساسا على التراث – انتقائيا – بوصفه المنجأ والملجأ الوحيد الذي
لاخير في غيره – عندهم – مما ينتجه المعاصرون ، وهذا الاتجاه يزري بالنظر العقلي والتجديد ويعزو كل أولئك إلى الابتداع المحرم كما يبتُر كل ذريعة للحوار مع المخلفين .
2- المدرسة السلفية المجددة :
وتسمى عند البعض بتيار الإحياء والتجديد(1)وتحوي من يستأنس بالقديم ويتخذه وسيلة للتحديث والاجتهاد ، وهم يتخذون موقفا شديد العداوة للمدرسة الرابعة –الآتية – وكثيرا ما يصفونهم بنعوت نابية منها نعتهم : الجاهليين الجدد ، والمستغربين(2) .
ومن روادها : محمد عبدة ، ومحمد فريد وجدي ، ورشيد رضا ، ومحمد الغزالي ، ويسف القرضاوي ، ومحمد البوطي ، ومحمد عمارة ، وفهمي هويدي .
3- المدرسة المجددة التنويرية :
وهي اتجاه يمثله العلمانيون المعتدلون , وقد شهدت نشاطا كبيرا في القرن العشرين لاسيما أواسطه , بدأ يخبو باقتراب العقد الثامن , لذا يقول الدكتور : محمد السيد(( فتحول التحديثيون إلى أقلية وتوسد الاتجاه التراثي ... قمة المنصة الثقافية العربية))(3). ويبالغ معتدلو السلفية المجددة – فضلا عن الجامدة – في نقد هذه المدرسة ، ويرونها نُخبا ثقافية إسلامية تغربت وانصبغت بمقولات ومناهج حركة التنوير العلماني في الغرب .
ومن أهم أعلام هذه المدرسة : طه حسين ، ومحمد خلف الله ، وحسين أحمد أمين ، نصر حامد أبو زيد ، وحسن حنفي ، عزيز العضمة ، وسامر الإسلامبولي .
4- المدرسة المجددة المتطرفة :
وهي اتجاه فكري يمثله غلاة العلمانيين والعقلانيين ممن انبتّوا عن التراث ورأوه قيدا يعوق وإرثا بائسا كريها . إن ضابط تحديد هذه المدرسة وأعضاءها هو حدوث التغيير الجذري بمعنى نقضهم لبعض الأصول والركائز التي يقوم عليها الإسلام أو ما لم يقع له نقض سالف على هذا النحو الذي يجترحونه في انعزال شبه كلي عن النقل(4) .
من أهم أفراد هاته المدرسة : زكي نجيب محمود ، وغارودي ، ومحمد آركون ، الصادق النيهوم ، وعائد محمد.
إن الأمر الجامع كلَّ مراحل الإسلامي هومعيشهُ في كنف الأوازم الفكرية ، حيث لم يسلم في أي مرحلة من مراحله ، كما لم تتبرأ اتجاهاته عن الإصابة بإعاقات فكرية متفاوتة العمق فيما بينها وليس الأمر كما يبدو في كلام الكثيرين منهم الأستاذ محمد عمارة في كتابه(أزمة الفكر الإسلامي المعاصر) . لقد كان من أنهد مظاهر أزمات الفكر الإسلامي :
1- نفي الآخر ، بمعنى عدم تقبل إمكانية التعدد الاختلافي .
2- الجمود والخمود وضعف الثقة في النفس والذات المعاصرة .
3- ضيق الأفق والغفلة عن كليات الدين وأهدفه السامية ، والاستعاضة بالاغراق في الجزئيات والنوافل الملهية عن الشوامل والكوامل من القضايا التي توجّه الدين لها وبها .


----------------------------------
الهوامش
---------
(1) – لسان العرب لابن منظور تحقيق : عبد الله الكبير ومحمد حسب الله و هاشم الشاذلي. دار المعارف . القاهرة 5/3451 .
(2) – ينظر القاموس المحيط للفيروز آباذي . عالم الكتب بيروت . 2/111 ، ولسان العرب 5/ 3451 .
(3) – أساس البلاغة للزمخشري . دار الفكر . بيروت . 2000 . ص 479. والقاموس المحيط2/111 .
(4) – نفسه 479 .
(5) – القاموس المحيط 2/111
* أورده الغزالي من دون ذكر صاحبه في ( إحياء علوم الدين) . دار المعرفة . بيروت . 4 / 424 .
(6) – جمهرة اللغة لابن دريد . مكتبة الثقافة الدينية . القاهرة 2/400- 401 .
(7) – لسان العرب 5/3451 .
.
*سورة الفاتحة. الآية 3
(1) – أساس البلاغة . الزمخشري . ص200 ، وجمهرة اللغة . ابن دريد . مكتبة الثقافة الدينية القاهرة . 2/306 .
(2) – لسان العرب 2/1467 . وأساس البلاغة ص 200 .
* سورة ( الواقعة ) الآية ( 86 ) . انظر تفسيرها في فتح القدير . للشوكاني . دار الخير .بيروت .ط1 . 1992 . / . وتفسير القرطبي . دار الفكر .دمشق 1993 /
*هو أعشى مازن . من بني مازن بن عمرو بن تميم . اسمه عبدالله سكن البصرة انشد للنبي
r يامالك الناس وديان العرب * إني لقيت ذربة من ذرب غدوت أبغيها الطعام في رجب * فخلفتني في نزاع وهرب . انظر (أسد الغابة في معرفة الصحابة) ابن الأثير –ط كتاب الشعب 1970 .1/122 باب الهمزة . والبيت من بحر الرجز .
** خرجه محمد بن سلامة القضاعي في ( مسند الشهاب ) . تحقيق حمدي بن عبد المجيد . مؤسسة الرسالة . بيروت . ط (2) 1996 . 1 / 140 . من رواية فضالة بن عبيد وشداد بن أوس مرفوعاً . كذلك خرجه الترمذي من رواية شداد بن أوس في سننه برقم (2383) . كتاب صفة القيامة والرقائق والورع . وهو في مسند أحمد برقم ( 16501) .كتاب مسند الشاميين . وخرجه ابن ماجة في السنن برقم ( 4250) . كتاب الزهد .
(1) لسان العرب 2 / 1467 .
(2) أساس البلاغة . ص 200 .
(***) البيت من بحر الوافر انظر ديوان الحطيئة .
(****) سورة يوسف الآية 76 .
(3) جمهرة اللغة . 2 / 305 . وفي الآية آراء غير هذا . ينظر تفسير الكشاف للزمخشري . دار الفكر . 2 / 335 .وتفسير القرطبي . دار الفكر . 1993 . 5 / 207 .
(4) جمهرة اللغة . 2 / 305 .
(*****) تفسير القرطبي . 5 / 507 .
(5) جمهرة اللغة . 2 / 305 .
(******) سورة آل عمران . الآية
(1) ينظر للتوسع (الدين ) عبد الله دراز . دار المعرفة الجامعية. الإسكندرية .1990. ص24-25


(1 ) تنظر تفاصيل تلك الأحداث في الكامل : لابن الأثي
ر2 /202 وما بعدها . وتاريخ الخلفاء للسيوطي 1
/69 . مآثر الإناقة في معالم الخلافة ، أحمد قلقشندي
1/40-41، والبداية والنهاية ، ابن كثير
1/108+5/247ومابعدها +6/301+7/94،226+9/54 ، الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى ، أبوالعباس الناصري
1 / 73ومايتلوها . وصحيح البخاري
، وسنن النسائي .
ويحاول بعض الكتاب التمويه بادعاء أن هاتيك الفتنة تمت بهدوء واتفاق ودي ، وهذا تزوير للواقع والتاريخ نجده مثلا عند مصطفى الشكعة في كتابه إسلام بلا مذاهب ص117 ،ط12 الدار المصرية اللبنانية ،
ونحو ذلك قول محمد بن زهرة ((قوة إيمان الأنصار حسمت الخلاف ولم يظهر له أي أثر)) أنظر كتابه تارخ المذاهب الإسلامية
1/12 .
(2)تسمية القدرية لاحظ آدم متز أنها لم تتخذ لها دلالة حصرية . ونجد الشهرستاني مثلا يطلقها على المعتزلة في كتابه الملل 1/54 يقول : ((المعتزلة ويلقبون بالقدرية وهم قد جعلوا لفظ القدرية مشتركا وقالوا هو لمن يقول القدر خيره وشره من الله)) وعندهم((الأفاعيل كلها من البشر))وينظر كتب خلق أفعال العباد للبخاري
ص 173 . وكتاب(حز الخلاصم في إفحلم المخاصم) لشيت بن إبراهيم أبو حيدرة
1/26 ، وشفاء العليل لابن القيم
1/261 ، وتبيين كذب المفتري فيما نسب إلى اإمام أبي حسن الأشعري ، لابن عساكر الدمشقي
1/155-157 ، حيث يظهر الخلط في التفرقة بين المعتزلة والقدرية أو في عدهما فرقة واحدة . وقد رد بعض المستشرقين أفكار القدرية إلى لاهوت المسيحية ، منهم كريمر ونلينو ، وموريس سيل . ينظر في ذلك (السلطة في الإسلام) عبد الجواد ياسين ص 138 .
*** تنظر الإشارة إلى دور الأمويين فى هذا باختصار فى (من قاموس التراث – هادى علوى ص 54) و(والقرآن بين التفسير والتأويل : أنور خلوف ص 138وما قبلها ) و ( تاريخ الفكر الفلسفى : محمد أبو ريان ص 149 ) وللتوسع بشأن هذه النظرية ينظر ( المعتزلة والفكر الحر : عادل العوا ص 35 وما يتلوها ) وفيه يعود بالفكرة إلى عهد الصحابة.

(1) – انظر دراسة تاريخية للفقه وأصوله والاتجاهات التي ظهرت فيهما ، مصطفى سعيد الخن ، الشركة المتحدة للتوزيع ، دمشق ، ط1-1984ص 76 . وينظر ضحى الإسلام لأحمد أمين .
(2) – مناقب الشافعى للرازى ص 210
(3)- ينظر : دراسة تاريخية للفقه وأصوله...للخن ص80
(4) مقدمة ابن خلدون ص445 ، وينظر من هذه الأسباب في(الفقه الإسلامي........) ص60 .
(5) ينظر : فجر الإسلام : أحمد أمين ص241 .

(1) مقدمة ابن خلدون . دار الجيل بيروت . ص ، وينظر من هذه الأسباب في(الفقه الإسلامي........) ص60 .
(2) – مقدمة ابن خلدون ص .
ينظر الموافقات في أصول الأحكام) للشاطبي . دار إحياء الكتب العربية . القاهرة . 4/230
(1) – انظر عنها (كتاب الزينة في الكلمات ) أبو حاتم الرازي . دار واسط تحقيق عبد الله السامرائي . ط3، 1988ص259 وما بعدها ، وهو ملحق بكتاب الغلو والفرق الغالية للمحقق . و(إسلام بلا مذاهب) لمصطفى الشكعة ص171 ، وص 235 وما يتلوها . و(التشييع ما بين مفهوم الأئمة و المفهوم الفارسي) لمحمد البنداري ، دار عمار ط3 1999 ص19وبعدها . و(عقائد الإمامية) . محمد رضا المظفر ، توزيع مؤسسة البعثة . طهران ص20 وبعدها .
(2) كلا الفريقين اعتمد على نقول من كتب وكلام غلاة ومتطرفي الفرقة الأخرى . ينظر مثلا لذلك : (تعريف بمذهب الشيعة الإمامية ) . محمد التركماني . دار عمار . عمان ط (3) . 2001 . و(التشيع بين مفهوم الأئمة والمفهوم الفارسي ) محمد البنداري .
(*) ينظر من ذلك فى الكامل لابن الاثير ، ومن آخرها قتل عشرة رجال وإصابة عدد أكبر في مسجد للشيعة بباكستان أطلق عليهم الرصاص وهم يصلون يوم 26/2/2002 حسب قناة الجزيرة الاخبارية .
(2) - انظر بشأنها : المعتزلة والفكر الحر .عادل العوّا . دار الاهالى ط 1 . ص 45 وبعدها . وكتاب الزينة . لابى حاتم الرازى ص 273 , 302 وبعدها .ومعجم الفرق الاسلامية . إسماعيل العربى ص 342 وبعدها . والفصل فى الملل والاهوال والنحل لابن حزم . والاسلام بلا مذاهب للشكعة ص 345 .ومن العقيدة إلى الثورة . حسن حنفى .دار التنوير .بيروت ط 1. 1988.ص 544.
(1) – انظر بشأنها كتاب الزينة لأبي حاتم الرازي ص266 وبعدها ، ومعجم الفرق الإسلامية ص135 . ولإسلام بلا مذاهب ص403 وبعدها .
(*) – ينظر مثلا على ذلك كتاب (الدرر السنية في الرد على الوهابية) للشيخ أجمد دحلان . دار المدينة المنورة . ط (1) . 1987 . وكتاب(التوحيد الذي هو حق الله على العبيد ) محمد عبد الوهاب دار ابن خزيمة . الرياض . ط(1) . 1993

(1) – انظر تصويرا لأهميتها عند د. عاطف العراقي في(العقل والتنوير في الفكر العربي المعاصر) دار قباء . القاهرة 1998 ص7
- 2من ذلك تقسيمات عاطف العراقي في (العقل والتنوير ...) ص ومحمد عمارة في (أزمة الفكر الإسلامي ) ص3 وبعدها . وكتابه (النص الإسلامي بين الاجتهاد والجمود والتاريخية) دار الفكر . دمشق ط(2) .سنة 2000 . ص 22 .
(1) – وهو المصطلح الكاثر ترديده عند محمد عمارة في (أزمة الفكر الإسلامي) مثلا ص100 وكتابه(النص اللإٍسلامي...) ص22.
(2) – ينظر في أياليب وألفاظ النقد والجرح هذه في (الإسلام والغرب) محمد الخير عبد القادر . دار الجيل ص83 وبعدها . وكذا كتاب (الغارة على التراث الإسلامي) جمال سلطان . دار الجيل .
(3) – قال هذا بعد عرض وقائع ندوة كبرة عقدت سنة 1974 حضرها صفوة مفكري العرب انظر مجلة العربي سنة 2001 العدد(515) ص113 ومن الكتب الممثلة لهذه المدرسة التنويرية : ( هوامش على دفتر التنوير ) جابر عصفور.( التفكير في زمن التكفير ) نصر أبو زيد (تحرير العقل من النقل ) سامر اسلامبولي ( العلمانية من منظور مختلف ) عزيز العظمة .
(4) – من كتب هذه المدرسة : (الحقيقي والتاريخي في الإسلام) عائد محمد .(نقاش) صادق النيهوم . (خرافة المتافيزيقا) زكي نجيب ...
(1) - انظر الحوار الذي أجراه معه سالم حميش , مجلة الوحدة العربية ع17 , 1986 , ص63 .
(2) –ما يراه جورج سارتون الذي حدد ((زعامة الثقافة العربي)) بما بين الفترة من القرن التاسع والحادي عشر للميلاد . ينظر كتابه (الثقافة الغربي في رعاية الشرق الأوسط , كذلك يؤكد(روم لاندو) أن مع ((القرن الثالث عشر الميلادي ... بلغ ازدهار الثقافة العربية نهايته)) بمعنى (( أن أصالتها وسلطانها نقصا منذ ذلك الحين نقصانا كبيرا)) انظر كتابه الإسلام والعرب انظر كلامه في كتابه (ابن رشد والرشدية) ص118 , وهذا ص237 .
(1)- انظر كتابه (فصول في المتصل التراثي) ص18 ط الدار المصرية اللبنانية .
(2)- ومن ذلك الجدالات العقدية بين الفرس والمسلمين , التي ينظر بشأنها : الفهرست لابن النديم ص473 , والفرق الإسلامية فكرا وشعرا : نبيل أبو حاتم دار الثقافة , بيروت , 1990 ط (1) ص26 وما قبلها . وإلى ذلك كتب الجدل والاختلاف بين أفرقة المسلمين وطوائفهم مثل : كتاب إحقاق الحق وإزهاق الباطل . للمرعشي التستري الشيعي , والانتصار , للخياط المعتزلي , إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل . لمحمد بن جماعه السني .


دوافعظهور الفكر الديني
إن الفكر الديني في إطاره الإسلامي جاء ظهوره واندفاعه منخلال جملة دوافع هي التالية :
1-
دافع عفوي تلقائي : هذا الدافع متمثل فيتلقئية الجدلية التعاملية مع النص المقدس ، أعني بذلك أن من الطبيعي أن يعمل المسلمبمقتضى دلالة النص الديني في الوقت الذي يتحقق فيه اختلاف فهوم أغياره عن فهمه ؛مما يستتبع الجدل والحوار وإعمال النظر في حجة ، وقول الغير من جهة ، وفي بنية النصودلالاتها من جهة ثانية ، وهذا هو التفكير الديني في إعماليته المزدوجة ، ومثال هذاالخلاف ما نجده في مسائل المواريث ، والزكاة .
2-
دافع متكلف توظيفي : ويتمثل في توجيه التفكير – بمعنى توظيفه – في خدمة وإرساخ أغراض مسبقة جعل منالنصوص وسيلة يتذرع بها إلى تحقيقها ، ومن مثل ذلك : القول بعصمة الأئمة ، وكذاابتناء المذهب الجبري ، والخلاف في مشكلة الإمامة .
3-
دافع إصلاحي : يجيءهذا الدافع منبنيا على المشاريع الإصلاحية الفكرية والاجتهادية التي سيقت مساقالإصلاح من طرف علماء وقادة انطلقت مساهماتهم بوضوح من لدن أوائل القرن التاسع عشرولعل أبرز مثل هذا الاتجاه ما علم من جهود (محمد علي) مرورا بمحمد عبدة والأفغاني ،ورشيد رضا ، وصولا إلى خالد محمد خالد . ولقد كان من مولدات هذا الدافع ما حلبالأمة الإسلامية من مناقص ، وما حارت إليه من تدهور أوضاعها وسوئها على كل مستوىبتعميم غير مخصص , وإطلاق غير مقيد . إلا علا مستوى الإرتفاع العلمي الذي ملأالفراغ نحوا من خمسة قرون , بدأ من القرن الثاني , حيث بدأ عصر الانحطاط العلميبنهايات القرن السادس الهجري ذلك القرن الذي كانت فيه الحضارة الإسلامية ((قداستنفدت كل قواها ))(1) حسب تعبير عبد الرحمان بدوي . وهذه الفترة الممتدة ما بينالقرن الثاني إلى الخامس هي التي وصفها (آرنست رينان) بأنها ((فترة الغليانالكبير))(2)أي أنها سورة , وذروة الارتفاع العلمي والفكري العربي الإسلامي , الذيلم يتح له بعد ذلك أن يرتقي على ذلك النحو المثالي .ولا يكفي لرد هذا القول أن يصفهيوسف زيدان بأنه ((بعض أوهام المعاصرين))(1) . ويمكن أن نعد أول بوادر هذا الدافعما تمثل في الكتابات الرادة على ما ولج عقائد وكتب المسلمين من أفكار داخلة مع مادخل الإسلام من الثقافات الخارجية كالفارسية والهندية , فقد وضع المسلمون ردوداجدلية وآراء كثيرة ضمن سياق مقابلتهم للأفكار التي رأوها دخيلة على النظام العقديالإسلامي , ومن ذلك ما كتبه واصل بن عطاء في كتابه (الفصل في الملل والأهواءوالنحل) ,وابن تيمية في كتابه (القول الصحيح في الرد على من بدل دين المسيح)(2). و(إفحام اليهود) للسمو أل بن يحيى المغربي .
فهذا الضرب من الأفكار والكتب مبعثهإصلاحي توجه لإصلاح الفكر والعقيدة مما ارتأى كاتبوه أنه خطر على عقائد المسلمين .
إعداد / خالد إبراهيم المحجوبي








 


قديم 2009-07-17, 11:26   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*المشتاقة للرحمن*
عضو متألق
 
الصورة الرمزية *المشتاقة للرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

.................................................. .................










قديم 2009-07-17, 15:18   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سرور.
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك و جزاك عنا كل خير............










قديم 2009-09-09, 12:12   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*المشتاقة للرحمن*
عضو متألق
 
الصورة الرمزية *المشتاقة للرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام










قديم 2009-09-09, 23:14   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
taha178
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية taha178
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


بارك الله فيك أختي الكريمة على الموضوع القيّم والشيّق
تقبّل الله منّا ومنكم الصّيام والقيام










قديم 2010-05-10, 17:59   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*المشتاقة للرحمن*
عضو متألق
 
الصورة الرمزية *المشتاقة للرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي










قديم 2010-05-10, 18:08   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عروسة البحر
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عروسة البحر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكي اختي على الموضوع القيم










قديم 2010-05-10, 18:27   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
alouani
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك و وفقك و سدد خطاك










قديم 2010-05-18, 12:40   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*المشتاقة للرحمن*
عضو متألق
 
الصورة الرمزية *المشتاقة للرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

امين يا رب ولكم بالمثل










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc